فنلندا تعلن اليوم رسمياً ترشيحها للانضمام إلى «الناتو»

الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ (وسط) في مؤتمر صحافي برفقة وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو ونظيرته السويدية آن ليندي في بروكسل يناير الماضي (أ.ب)
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ (وسط) في مؤتمر صحافي برفقة وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو ونظيرته السويدية آن ليندي في بروكسل يناير الماضي (أ.ب)
TT

فنلندا تعلن اليوم رسمياً ترشيحها للانضمام إلى «الناتو»

الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ (وسط) في مؤتمر صحافي برفقة وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو ونظيرته السويدية آن ليندي في بروكسل يناير الماضي (أ.ب)
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ (وسط) في مؤتمر صحافي برفقة وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو ونظيرته السويدية آن ليندي في بروكسل يناير الماضي (أ.ب)

تعلن فنلندا رسمياً اليوم (الأحد)، ترشيحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قبل اجتماع حاسم للحزب الحاكم في السويد، للبحث في القيام بالخطوة نفسها، بهدف تقديم طلب مشترك محتمل للبلدين.
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين، أمس (السبت): «نأمل في أن نتمكن من إرسال طلباتنا هذا الأسبوع مع السويد. لديهم إجراءات خاصة بهم لكنني آمل في أن نتخذ القرارات في وقت واحد».
وبعد أقل من ثلاثة أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، يستعد البلدان لطي صفحة عدم الانحياز العسكري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عاماً في فنلندا، وإلى القرن التاسع عشر في السويد.
وبعد قطيعة مع حيادهما في تسعينات القرن الماضي مع انتهاء الحرب الباردة عبر إبرامهما اتفاقات شراكة مع «الناتو» والاتحاد الأوروبي، يعزز البلدان الشماليان تقاربهما مع الكتلتين الغربيتين.
ويشكل ذلك تحولاً جرى تدريجياً منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط)، وسرعه تأييد متزايد من الرأي العام في البلدين للانضمام إلى الحلف.
واتخذت فنلندا المبادرة أولاً قبل السويد التي لا تريد أن تصبح الدولة الوحيدة المطلة على بحر البلطيق غير العضو في «الناتو».
وبعد ثلاثة أيام على إعلان رغبة بلدهما في الانضمام إلى الحلف «من دون تأخير»، يفترض أن يعلن الرئيس الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة الحكومة رسمياً قرار هلسنكي في مؤتمر صحافي عند الساعة 13:00 (10:00 ت غ).
وفي ختام اجتماع لمجلس حكومي، يفترض أن يعرضا على البرلمان مشروع انضمام إلى الكتلة العسكرية، سيقدم للنواب الاثنين.
وأجرى الرئيس الفنلندي اتصالاً هاتفياً السبت، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإبلاغه بترشيح بلاده «في الأيام القليلة المقبلة»، في محادثة وصفها بأنها «صريحة ومباشرة ولم تشهد توتراً». وقال نينيستو الذي كان محاوراً منتظماً للرئيس الروسي في السنوات الأخيرة، إن «تجنب التوتر اعتبر أمراً مهماً»، موضحاً أن «الاتصال تم بمبادرة من فنلندا».
وأوضحت موسكو أن الرئيس الروسي قال خلال الاتصال مع نظيره الفنلندي، إن إنهاء سياسة الحياد العسكري التاريخية لفنلندا سيكون «خطأ، بما أنه ليس هناك أي تهديد لأمن فنلندا».
وتفيد استطلاعات الرأي الأخيرة بأن نسبة الفنلنديين الراغبين في الانضمام إلى الحلف تجاوزت الثلاثة أرباع، أي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب بأوكرانيا.
وفي السويد أيضاً، ارتفعت نسبة مؤيدي الانضمام إلى «الناتو»، لكنها بلغت نحو 50 في المائة، مقابل 20 في المائة يرفضون ذلك.
ويعقد كبار المسؤولين في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة رئيسة الوزراء ماغدالينا أندرسون اجتماعاً بعد ظهر الأحد، للبت فيما إذا كان على الحزب التخلي عن خطه التاريخي المناهض للانضمام إلى «الناتو»، والذي تم تأكيده مجدداً في مؤتمر بنوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أم لا.
وارتفعت أصوات في الحزب تدين ما اعتبرته قراراً متسرعاً وتهرباً من النقاش.
لكن محللين يرون أنه من غير المرجح أن يقرر الحزب عدم السير في الركب، بينما روسيا غارقة في حربها بأوكرانيا.
واعترف روبرت دالشو المحلل في وكالة أبحاث الدفاع السويدية: «قد لا يكون هناك الشعور نفسه بالإلحاح»، كما الحال في فنلندا. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «لكن القادة السويديين أدركوا أنه ليس لديهم خيار آخر، وما إن تذهب فنلندا إلى هناك سيكون عليهم أن يفعلوا الشيء نفسه».
وظهرت عقبة لم تكن متوقعة تذكر بأن الطريق بين الترشيح والانضمام طويلة وتستغرق بضعة أشهر، وتتطلب مصادقة الدول الأعضاء بالإجماع.
وأبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه لانضمامهما إلى الحلف. ويأخذ الرئيس التركي على هذين البلدين تحولهما إلى «فندق لإرهابيي حزب العمال الكردستاني» الذي تعده أنقرة ومعها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية.
لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قبل اجتماع للحلف في العاصمة الألمانية، يشارك فيه نظيراه الفنلندي والسويدي، أكد أنه مستعد لمناقشة الأمر مع البلدين ومع الدول الأخرى الأعضاء في الحلف.
من جهته، أبدى وزير خارجية فنلندا بيكا هافيستو السبت، ثقته بإمكان التفاهم مع تركيا، وقال إثر إجرائه سلسلة مشاورات مع أعضاء «الناتو» بما في ذلك تركيا، ببرلين، إنه «واثق من أننا سنجد حلاً في النهاية، وأن فنلندا والسويد ستصبحان عضوين» في الحلف.


مقالات ذات صلة

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.

العالم إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، أنها استدعت السفير الروسي في مدريد، بعد «هجمات» شنتها السفارة على الحكومة عبر موقع «تويتر». وقال متحدث باسم الوزارة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن الغرض من الاستدعاء الذي تم الخميس، هو «الاحتجاج على الهجمات ضد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم {الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

{الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

اعترضت مقاتلات ألمانية وبريطانية ثلاث طائرات استطلاع روسية في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق، حسبما ذكرت القوات الجوية الألمانية اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ولم تكن الطائرات الثلاث؛ طائرتان مقاتلتان من طراز «إس يو – 27» وطائرة «إليوشين إل – 20»، ترسل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.