تأكيد انسحاب «القاعدة» من المطار والميناء في عاصمة حضرموت

المجلس الأهلي يتسلم البنك المركزي ويعلن وصول أولى بواخر الغذاء

عناصر من المقاومة الشعبية يجوبون شوارع عدن أمس (رويترز)
عناصر من المقاومة الشعبية يجوبون شوارع عدن أمس (رويترز)
TT

تأكيد انسحاب «القاعدة» من المطار والميناء في عاصمة حضرموت

عناصر من المقاومة الشعبية يجوبون شوارع عدن أمس (رويترز)
عناصر من المقاومة الشعبية يجوبون شوارع عدن أمس (رويترز)

تسلم المجلس الأهلي الحضرمي في المكلا الميناء والمطار الدولي والبنك المركزي في عاصمة حضرموت بعد مرور فترة تجاوزت الشهر من سيطرة «القاعدة» على المكلا بداعي حمايتها من الهجوم الحوثي في أبريل (نيسان) الماضي.
وأعلن المجلس الأهلي في المكلا الذي يدير شؤون عاصمة حضرموت حاليا، والذي عرف عنه موالاته للشرعية أن المجلس يرحب بشركات الملاحة القادمة إلى المكلا، في إشارة منه إلى قدرته على تسيير الأمور بشكل طبيعي، مؤكدا وصول أولى البواخر المحملة بالغذاء إلى الميناء الذي تمت استعادته فعليا.
وأبلغ المهندس عمر الجعيدي رئيس المجلس الأهلي في المكلا أنه تم أمس في أجواء فرح غامرة وبهجة لا توصف استلم المجلس الأهلي الحضرمي الذي يدير شؤون مدينة المكلا رسميا مطار المكلا الدولي لإعادة العمل في هذا المرفق الحيوي والمهم بعد فترة توقف دامت أكثر من شهر.
وأكد استلام المجلس للمطار إداريا وعسكريا، وقال إن «هذا التسليم يأتي في إطار اتفاق المجلس مع أبناء حضرموت (جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في اليمن) باستلام كل المرافق الحكومية في المكلا».
وشدد على أن المطار يعد واحدا من المنافذ الحيوية لحضرموت ويمثل شريان الحياة لهذه المدينة، خاصة وأن الكثير من أهالي حضرموت عالقون في مختلف البلدان العربية وأبرزها مصر والذين تزداد معاناتهم بسبب الحظر الجوي على اليمن، في إشارة منه إلى قرب حل معاناة العالقين في الخارج، عبر إمكانية عودتهم إلى الديار من خلال المكلا.
وأضاف رئيس المجلس الأهلي الحضرمي أن «المطار سيكون جاهزا لاستئناف خط الملاحة الجوية خلال الفترة المقبلة، فضلا عن البدء بالعمل رسميا في مختلف أقسام المطار بعد استلامه».
وطمأن رئيس المجلس الأهلي الحضرمي دول العالم العربي والخارجي بأن مطار المكلا الدولي تم استلامه، وستتم إدارته من قبل إدارة وموظفي المطار وتحت إشراف المجلس الأهلي، منوهًا أن ذلك يأتي في إطار جهود المجلس لتطبيع الحياة في المكلا عاصمة حضرموت وعودة الأمن والاستقرار.
بدوره أكد الأمين العام للمجلس الأهلي الحضرمي الشيخ عبد الحكيم بن محفوظ في تصريحاته صحافية أن المجلس شكل قوة أمنية من أبناء المحافظة لحماية المطار، واستئناف العمل إداريا من قبل قيادة وأجهزة المطار بدءا من الأحد المقبل، مثنيًا على الجهود التي بذلت من قبل الجميع في عملية تسليم المرافق الحكومية مثل المطار ومقر البنك المركزي إضافة إلى استلام ميناء المكلا.
وأكد نائب مدير مطار الريان الدولي المهندس أحمد بدر الكسادي أن إدارة المطار تواصلت مع الهيئة العامة للطيران المدني بهدف إعطاء تراخيص لاستئناف العمل في خط الملاحة الجوية واستقبال الطائرات، مبينا أن الرد كان إيجابيًا بعدم الممانعة في ذلك.
وشدد على أن المطار مجهز تماما لبدء العمل بشكل كامل بكل أجهزته وإداراته، على الرغم من أن إدارة المطار تواجه بعض المشكلات بسبب النقص في الوقود وبعض المستلزمات التشغيلية معربا عن أمله في توفير النواقص من قبل قيادة المجلس في أسرع وقت ممكن لتتم إعادة المطار لسابق عهده.
إلى ذلك استلم المجلس الأهلي الحضرمي ميناء المكلا ومجمع التسهيلات السمكية المسمى (المشروع السمكي الرابع) ودار المحافظ في إطار البرنامج الزمني الذي تم الاتفاق عليه بين المجلس وأبناء حضرموت، لتسليم الكثير من المرافق الحكومية في مدينة المكلا.
وفي حفل التسليم طمأن رئيس المجلس كل الشركات الملاحية التي ستصل بواخرها إلى ميناء المكلا بأن المكلا يدار بقيادة أمنية تابعة للمجلس الأهلي الحضرمي، مضيفًا أن هذا الميناء الذي يطل على بحر العرب جاهز، ومؤمن تحت إدارة المجلس لاستقبال البواخر والسفن لتأمين احتياجات حضرموت من الغذاء والمشتقات النفطية التي تشكل أزمة خانقة هذه الأيام.
وأشار إلى أن المجلس الأهلي لديه خطه لاستلام بقية المرافق الحكومية لاستئناف العمل، إضافة إلى إجراءات لاحقة لاستلام الجانب الأمني في المكلا بعد استكمال الترتيبات اللازمة لذلك.
وقال الجعيدي إن «حضرموت تمر بمرحلة تاريخية لاستعادة بريقها وإشراقها الذي عرفت به في أصقاع المعمورة»، مبينًا أن المجلس الأهلي يواصل تقديم كل الجهود لتعود الحياة إلى طبيعتها في المكلا تدريجيًا بإذن الله.
ووصلت بالفعل أمس إلى ميناء المكلا باخرة أوكرانية تحمل على متنها عشرة آلاف وستمائة وخمسين طنا من القمح تابعة لشركة «حضرموت للمطاحن والغلال»، كما ينتظر أن تصل باخرة الحاويات «msc» القادمة من ميناء صلالة في عمان لتفريغ حمولتها من المواد الغذائية واحتياجات شهر رمضان المقبل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.