توتنهام يجني ثمار العمل الشاق بعد الليلة التي هدد فيها كونتي بالرحيل

المدرب يلتقي بيرنلي اليوم ويتذكر تلويحه بالاستقالة بعد الهزيمة أمامه في مباراة الذهاب

سون وفرحة هدفه الذي اختتم به ثلاثية توتنهام في شباك آرسنال (أ.ب)
سون وفرحة هدفه الذي اختتم به ثلاثية توتنهام في شباك آرسنال (أ.ب)
TT

توتنهام يجني ثمار العمل الشاق بعد الليلة التي هدد فيها كونتي بالرحيل

سون وفرحة هدفه الذي اختتم به ثلاثية توتنهام في شباك آرسنال (أ.ب)
سون وفرحة هدفه الذي اختتم به ثلاثية توتنهام في شباك آرسنال (أ.ب)

يمكن للمدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي أن يبتسم الآن عندما يتذكر التصريحات الغاضبة التي أدلى بها عقب الخسارة أمام بيرنلي بهدف دون رد في الدور الأول من الدوري الإنجليزي الممتاز والتي هدد خلالها بالرحيل، لكن الشيء المؤكد هو أنه لم يكن أحد يبتسم آنذاك على تلك التصريحات، بما في ذلك كونتي نفسه. والآن، يستعد كونتي لمواجهة بيرنلي اليوم، في الوقت الذي تسير فيه الأمور على ما يرام تماماً فيما يتعلق بمنافسة توتنهام على أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا. ويدرك توتنهام جيداً أنه يتعين عليه تحقيق الفوز من أجل مواصلة الضغط على صاحب المركز الرابع آرسنال، الذي يحل ضيفاً على نيوكاسل مساء الغد.
لكن من المستحيل التفكير في بيرنلي دون تذكر ما حدث على ملعب «تيرف مور» في تلك الليلة البائسة قرب نهاية فبراير (شباط) الماضي. ففي أعقاب الفوز المذهل على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، توجه كونتي وتوتنهام لخوض هذه المباراة بتفاؤل كبير، وسط شعور بأن الأمور قد بدأت تسير في الاتجاه الصحيح. لكن عندما انهار كل شيء وخسر توتنهام أمام بيرنلي بهدف دون رد، شعر كونتي بإحباط شديد وأدلى بتصريحات غاضبة للغاية. وأشار المدير الفني الإيطالي الغاضب إلى أنه لا يستطيع المضي قدماً في هذا الطريق، وشكك في قدرته على تحسين الأوضاع، وبدا وكأنه قد تجاوز بالفعل نقطة اللاعودة. كان من الممكن الاعتقاد بسهولة بأنه كان على وشك تقديم الاستقالة من منصبه، رغم أن مسؤولي توتنهام كانوا واثقين تماماً من أنه سيهدأ بمرور الوقت، لأنهم يعرفون تماماً أنه شخص متقلب المزاج وقد يتصرف بطريقة فيها قدر كبير من المبالغة، حتى في حالة الانتصار.

كونتي عاد  لينافس على المشاركة في  دوري الأبطال (رويترز)

لكن ماذا عن اللاعبين الذين هاجمهم كونتي بشكل ضمني؟ كانت فترة الانتقالات الشتوية قد أغلقت، وكان يتبقى وقت طويل على بدء فترة الانتقالات الصيفية التالية، ومن المؤكد أن كونتي قد خاطر بإبعاد بعض أو كل أولئك الذين سيضطر إلى العمل معهم لبقية الموسم. فهل بالغ المدير الفني الإيطالي في تعبيره عن الشعور بالعجز والاستسلام آنذاك؟ في الحقيقة، كان هناك العديد من الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها، لكن الشيء الذي لا جدال فيه هو أن كونتي قد بذل قصارى جهده واستخدم جميع أسلحته لتحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر، وكان يريد أن يوجه رسالة للاعبين مفادها أنهم سيندمون إذا غادر.
من ناحية أخرى، كان كونتي يوضح إلى أي مدى يعني المرور بكل أنواع الآلام الداخلية لإيجاد الحلول اللازمة، مشيراً إلى أنه سيفعل ذلك دائماً وسيعيش ويتنفس كرة القدم، ومطالباً اللاعبين بأن يفعلوا الشيء نفسه. وقبل كل شيء، كان يطالب اللاعبين بأن يواجهوا كل الصعوبات والتحديات بكل قوة، لأن ذلك يعد تحدياً لكبريائهم المهني. وكانت النتائج لافتة للنظر - ثمانية انتصارات وتعادلين في الـ12 مباراة التي لعبها الفريق في الدوري بعد ذلك، والتي كان آخرها الفوز الهام بثلاثية نظيفة على آرسنال في ديربي محفوف بالمخاطر يوم الخميس الماضي. وقال كونتي: «أدرك جيداً أنني خاطرت بالتصريحات التي أدليت بها بعد مباراة بيرنلي، لأن الكثيرين لم يفهموا المغزى من تلك التصريحات. لقد قرأت أن الأمر لم يستغرق من توتنهام سوى شهرين فقط ليصيب كونتي بالجنون! أتذكر جيداً أنني كنت أنا المجنون».
وأضاف: «في بعض الأحيان يكون للمديرين الفنيين استراتيجية معينة يتبعونها، وهي سياسة العصا والجزرة (الترهيب والترغيب). في ذلك الوقت، كانت كل البيئة تتطلب اتباع سياسة العصا، وكان الأمر ينطبق أيضاً علي أنا شخصياً، فقد كنت أول شخص أعاقب نفسي بهذه العصا، ثم جاء الآخرون، لأنه قبل أن نقول شيئاً خاطئاً عن اللاعبين أو الموقف الذي نواجهه، فإن المدير الفني هو أول شخص يتحمل اللوم. في ذلك الوقت، كنت أعتقد أنه من الصواب أن أتقدم بقوة لمحاولة تغيير الوضع».
وتابع: «لم يعتقد أحد في ذلك الوقت أنه قبل نهاية الموسم بجولتين سيكون توتنهام منافساً قوياً على حصد أحد المراكز المؤهلة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. لكننا ننافس بالفعل الآن، وقد تحسننا كثيراً منذ تلك اللحظة. هناك لحظات يتعين على الجميع فيها تحمل المسؤولية، وينطبق ذلك أولاً على المدير الفني ثم اللاعبين والنادي وجميع العاملين في توتنهام، لأننا نفوز معاً ونخسر معاً».
وبعد الفوز في مباراة الديربي، أصبح توتنهام على بُعد نقطة واحدة فقط من آرسنال، الذي يخوض مواجهتين قويتين: نيوكاسل خارج ملعبه، قبل أن يستضيف إيفرتون في الجولة الأخيرة، في الوقت الذي يلعب فيه توتنهام مباراته الأخيرة أمام نوريتش سيتي. لقد كان من المثير رؤية ميكيل أرتيتا، المدير الفني لآرسنال، يتخذ نهجا مختلفا بعد هزيمة فريقه على ملعب توتنهام هوتسبير. لقد تفوق توتنهام على آرسنال بشكل كبير، لكن المدير الفني الإسباني أصر - علناً على الأقل - على أن ما حدث ليس مسؤولية الفريق، بل مسؤولية حكم اللقاء بول تيرني، الذي منح توتنهام ركلة جزاء في الدقيقة 22 أحرز منها السبيرز الهدف الأول في اللقاء وطرد روب هولدينغ بعد ذلك لفترة وجيزة. لقد بدا أرتيتا مصمماً على حماية لاعبيه من اهتزاز ثقتهم بأنفسهم بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني أن يبدو أرتيتا عدوانياً وسيء الطباع. لكن الحقيقة أن قرارات تيرني كانت صحيحة.
وبالنسبة لكونتي، فهناك عملية تفاهم متبادل بينه وبين توتنهام، وهناك الكثير من المؤشرات الإيجابية. لقد استحوذ المدير الفني الإيطالي على حب الجماهير، التي تغنت باسمه قرب نهاية مباراة الديربي أمام آرسنال، وكانت سعيدة للغاية عندما رد عليها كونتي بالتصفيق. في غضون ذلك، أصبح اللاعبون يتمتعون بقدر أكبر من الوضوح. وقال كونتي: «كان من المهم بالنسبة لي أن أعرف لاعبي فريقي بشكل أفضل وأن يعرفوني بشكل أفضل ويفهمون أنني أكون غاضباً في بعض الأحيان، ويعرفون الأسباب التي تجعلني أشعر بالغضب. الهزيمة أمام بيرنلي جعلتني غاضباً جداً. لكن اللاعبين الآن يتحسنون في العديد من الجوانب - ليس فقط على أرض الملعب، ولكنهم أصبحوا أقوى أيضاً من الناحية الذهنية».
وأضاف: «أنا أركز في عملي بقلبي وعقلي ورأسي، وأنا شخص عاطفي. وليس من السهل رؤيتي بهذه الطريقة بعد المباريات على شاشة التلفزيون. أنا أركز تماما على عملي مع النادي الذي أعمل به، وبهذه الطريقة يمكنني تقديم كل شيء لدي للنادي، ويمكنني أيضاً تلقي كل شيء من لاعبي فريقي ومن النادي ومن المشجعين.
وإذا كنت أول شخص يعطي 200 في المائة من طاقته، فبالتأكيد يمكنني أن أطلب ذلك في المقابل».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.