اخترقوا إن استطعتم... البرازيل تستعين بـ«هاكرز» للتأكد من سلامة نظام انتخاباتها

آلة تصويت إلكترونية يتم استخدامها في اختبار التأكد من سلامة نظام التصويت في البرازيل (إ.ب.أ)
آلة تصويت إلكترونية يتم استخدامها في اختبار التأكد من سلامة نظام التصويت في البرازيل (إ.ب.أ)
TT

اخترقوا إن استطعتم... البرازيل تستعين بـ«هاكرز» للتأكد من سلامة نظام انتخاباتها

آلة تصويت إلكترونية يتم استخدامها في اختبار التأكد من سلامة نظام التصويت في البرازيل (إ.ب.أ)
آلة تصويت إلكترونية يتم استخدامها في اختبار التأكد من سلامة نظام التصويت في البرازيل (إ.ب.أ)

تجمع أكثر من 20 قرصاناً إلكترونياً (هاكر) في مقر اللجنة المشرفة على الانتخابات البرازيلية في العاصمة هذا الأسبوع، ومهمتهم هي اختراق نظام التصويت قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أكتوبر (تشرين الأول)، حسب وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء.
وانتهت مجموعة محاولات الاختراق التي دامت 3 أيام، يوم الجمعة، وكانت جزءاً من الاختبار الذي يحدث كل عام انتخابي، وعادة ما يتم المضي قدماً دون وقوع حوادث اختراق، ولكن مع استمرار إثارة الرئيس البرازيلي جاير بولسونار، والشكوك حول موثوقية النظام الانتخابي، اتخذ الاختبار أهمية كبيرة، حيث تسعى اللجنة الانتخابية إلى تعزيز الثقة في الانتخابات العامة المقبلة.
وقال محللون وأعضاء من اللجنة، إن نتائج الاختبار كانت مشجعة أكثر من أي وقت مضى، حيث فشلت محاولات تعطيل النظام، التي شارك فيها بينهم عملاء الشرطة وأساتذة جامعات في الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وأمن البيانات وعلوم الكومبيوتر.
وستواصل المحكمة الانتخابية العليا إجراء الاختبارات الأمنية حتى 15 يوماً قبل الانتخابات.
ومنذ عام 1996، لم يظهر أبداً أي دليل على تزوير جماعي للأصوات.
كان بولسونارو عندما فاز في الانتخابات الماضية قبل أربع سنوات، زعم أنه حقق الفوز في الجولة الأولى، وليس في جولة الإعادة بعد أسابيع.
ووجه اتهامات متكررة بأن نظام التصويت المستخدم منذ ثلاثة عقود معرض للخطر، وفي بعض الأحيان قال إنه يمتلك أدلة على حدوث تزوير، لكنه لم يقدم أي دليل على الإطلاق.
وفي العام الماضي، اقترح بولسونارو إلغاء الانتخابات ما لم يتم تمرير إصلاح التصويت في الكونغرس، لكن التغيير الدستوري المقترح لم يحظ بما يكفي من الأصوات.
وأعرب محللون وسياسيون عن قلقهم من أن بولسونارو اليميني المتطرف، الذي خلف الرئيس اليساري السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في جميع استطلاعات الرأي المبكرة، يسير على خطى حليفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لرفض نتائج الانتخابات.

وكانت المحكمة الانتخابية العليا بذلت جهوداً كبيرة لتحقيق المزيد من الانفتاح على العملية الانتخابية، حتى أنها دعت القوات المسلحة لتشارك في لجنة الشفافية التابعة لها، رغم أن دور الجيش في الانتخابات يقتصر تقليدياً على نقل بطاقات الاقتراع إلى الأماكن المعزولة وتعزيز الأمن في المناطق العنيفة.
وقال قاضي المحكمة العليا، لويس روبرتو باروسو، الذي ترأس المحكمة الانتخابية العليا حتى فبراير (شباط)، خلال مؤتمر، «يتم توجيه القوات المسلحة لمهاجمة العملية الانتخابية ومحاولة تشويه سمعتها».
ومن جانبها، صدر رد فعل عنيف من وزارة الدفاع على مزاعم بولسونارو، وأصدرت بياناً قالت فيه إن الاتهام كان «إهانة خطيرة».
وذكر خليفة باروسو في المحكمة العليا، لويز إدسون فاشين، يوم الخميس، أن الانتخابات ستتم من قبل «قوات غير مسلحة»، مضيفاً أن إعلان المحكمة الانتخابية العليا لنتائج التصويت سيكون نهائياً.
ومع ذلك، لا يزال بعض المحللين قلقين.
وقال جواو مارتينز فيلهو، الخبير العسكري الذي كان يقود الرابطة البرازيلية للدراسات الدفاعية، «القوات المسلحة اليوم جزء من حكومة بولسونارو، من وجهة نظر سياسية، وهم يساعدون جهود الرئيس لإفساد المؤسسات من الداخل».
وتعهد بولسونارو، الأسبوع الماضي، بأن يسعى حزبه إلى مراجعة للنظام قبل الجولة الأولى من التصويت.


مقالات ذات صلة

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

الرياضة رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

رونالدينيو يُطلق دورياً عالمياً لكرة قدم الشارع

يُطلق نجم كرة القدم البرازيلي رونالدينيو دوريا مخصصا لكرة قدم الشارع في جميع أنحاء العالم، وذلك لمنح اللاعبين الشباب الموهوبين فرصة لإظهار مهاراتهم واتباع نفس المسار نحو النجومية مثل لاعب برشلونة السابق، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». قال المنظمون اليوم (السبت) إن دوري رونالدينيو العالمي لكرة قدم الشارع سيبدأ في «أواخر عام 2023»، وسيتضمن في البداية عملية اختبار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للاعبي كرة القدم في الشوارع من جميع الأعمار تحميل أفضل مهاراتهم وحيلهم في محاولة للانضمام إلى أحد فرق المسابقة. ستقام المباريات وجهاً لوجه في المدن الكبرى في جميع أنحاء العالم، وستتنافس الفرق في الدور

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

الرئيس البرازيلي: تحديد الطرف المحقّ في النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا يفيد

أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، اليوم الأربعاء في مدريد أن «تحديد الطرف الم»" في النزاع بين روسيا وأوكرانيا «لا يفيد في شي»، مؤكدا أن مفاوضات السلام لها الاولوية. وقال الرئيس البرازيلي الذي يزور اسبانيا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز «لا يفيد أبدا تحديد الطرف المحق والطرف الخاطئ (...). ما يجب القيام به هو إنهاء هذه الحرب»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أميركا اللاتينية لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

لولا في أوروبا سعياً لاستثمارات وللتهدئة مع الغرب

يعود لويس إينياسيو لولا إلى أوروبا، لكن رئيساً للبرازيل هذه المرة، بعد أن أثارت مواقفه وتصريحاته بشأن الحرب في أوكرانيا موجة من الاستغراب والاستياء في العديد من البلدان الغربية لاعتبارها منحازة إلى موسكو وبعيدة حتى عن موقف الأمم المتحدة. وكان لولا قد وصل مساء الجمعة إلى العاصمة البرتغالية، لشبونة، التي هي عادة البوابة التي يدخل منها البرازيليون إلى القارة الأوروبية، ومن المتوقع أن ينتقل غداً إلى مدريد التي تستعد منذ فترة لتحضير القمة المنتظرة بين الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية، في مستهل رئاسة إسبانيا الدورية للاتحاد خلال النصف الثاني من هذه السنة. وسيحاول الرئيس البرازيلي في محادثاته مع رئ

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

الرئيس البرازيلي يسعى لإيجاد «حل تفاوضي» بين أوكرانيا وروسيا

أعلن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، اليوم (السبت)، رفضه «المشاركة» في النزاع بشأن أوكرانيا، ورغبته في المساهمة بإيجاد «حل تفاوضي» بين كييف وموسكو، بعدما انتقد الغربيون تصريحاته الأخيرة بشأن الحرب في أوكرانيا. وصرح لولا للصحافة عقب لقاء في لشبونة مع نظيره البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أنه «في الوقت الذي تدين فيه حكومتي انتهاك وحدة أراضي أوكرانيا، ندافع أيضاً عن الحل التفاوضي للنزاع».

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
أميركا اللاتينية بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بولسونارو يواجه «إقصاءً طويلاً» من الحياة السياسية

بدأ الطوق القضائي يضيق حول الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو، تمهيداً لإقصائه فترة طويلة عن العمل السياسي، بعد أن وجهت النيابة العامة الانتخابية طلباً إلى المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، لمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة. وكان بولسونارو قد انتقد النظام الانتخابي الإلكتروني، وشكّك في نزاهته خلال اجتماع مع السفراء الأجانب العام الماضي عندما كان لا يزال رئيساً. وتعود تلك التصريحات لبولسونارو إلى مطلع الصيف الماضي، عندما كانت البرازيل في بداية حملة الانتخابات الرئاسية.

شوقي الريّس (مدريد)

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
TT

ريو دي جانيرو تحت تدابير أمنية مشددة بمناسبة «قمة العشرين»

جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)
جنود برازيليون يقفون أمام مدرعة قرب مكان انعقاد قمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (رويترز)

بمناسبة انعقاد قمّة «مجموعة العشرين»، تحوّلت ريو دي جانيرو القلب النابض بالسياحة وعذوبة الحياة في البرازيل إلى حصن خاضع لحماية مشدّدة في ظلّ انتشار الشرطيين والعسكريين بكثرة وكاميرات المراقبة بالآلاف.

وتستقبل «المدينة الرائعة» قادة العالم الذين يجتمعون الاثنين والثلاثاء في مقرّ متحف الفنون الحديثة في قلب واحة خضراء تطلّ على جبل باو دي أسوكار الشهير. لكن ريو المعروفة بشواطئها ومناظرها الطبيعية الخلّابة بين المحيط والجبل، لم تسلم من شرّ أعمال العنف. وخلال النصف الأوّل من العام، شهدت ثاني المدن البرازيلية الأكثر تعداداً للسكان 1790 جريمة قتل على الأقلّ، أي ما يعادل جريمة واحدة كلّ ساعتين ونصف الساعة، بحسب معطيات مجموعة «مونيتور دا فيولنسيا».

ويعدّ تنظيم حدث من هذا القبيل في قلب ريو «تحدّيا بالفعل»، حسبما أقرّ رئيس اللجنة البلدية المنظمة لقمّة العشرين لوكاس باديليا.

واستند الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى مرسوم حول ضمان إنفاذ القانون والنظام الذي يسمح بحشد الجيش في ظروف أمنية استثنائية. ونشر نحو 25 ألف جندي وشرطي في أنحاء المدينة كافة، بما في ذلك في الموانئ والمطارات. وتمركزت مركبات عسكرية مدرّعة في محيط متحف الفنون الحديثة على مقربة من وسط المدينة. ويقع المتحف بالقرب من مطار سانتوس دومونت المستخدم عادة للرحلات الداخلية الذي أغلق خلال القمّة الممتدّة على يومين.

ونُشر أكثر من 5 آلاف كاميرا لمراقبة الشوارع، فضلاً عن مسيرّات ومروحيات. وتبرز هذه الآلية الأمنية بشدّة بالقرب من الفنادق، حيث تقيم الوفود المقدّر عددها بنحو خمسين، التي تنطلق منها المواكب الرسمية. ويتألّف موكب الوفد الصيني الذي نزل في فندق عند سفح تلّة مطلّة على المحيط من 25 مركبة على الأقلّ. وتتولّى سفن تابعة للقوّات البحرية مراقبة الشاطئين الأكثر شهرة في ريو؛ كوباكابانا وإيبانيما، اللذين قُيّد النفاذ إليهما.

وبغية تيسير حركة السير في المدينة التي تضمّ 6 ملايين نسمة، أعلنت البلدية يومي انعقاد القمّة، الاثنين والثلاثاء، عطلة رسمية.

وبات للسكان ستة أيام عطلة على التوالي، إذ إن الجمعة 15 والأربعاء 20 نوفمبر (تشرين الثاني) هما أصلاً من العطل الرسمية. وأغلقت المؤسسات الإدارية والمصارف والمدارس أبوابها، في حين تبقى الحانات والمطاعم مفتوحة بمناسبة الحدث. وحذّر رئيس البلدية إدواردو باييس من أن «ريو لن تشهد فترة طبيعية»، داعياً السكان إلى «التعاون».