النواب العراقيون المستقلون يبادرون لإنهاء الانسداد السياسي

يعلنون اليوم جبهة تضم 40 برلمانياً بعد انتهاء مهلة الصدر

TT

النواب العراقيون المستقلون يبادرون لإنهاء الانسداد السياسي

أكد نائب مستقل لـ«الشرق الأوسط» أن النواب المستقلين في البرلمان العراقي سيعلنون، اليوم السبت، جبهة من نحو 40 نائبا ستطلق مبادرة لحل الأزمة السياسية في البلاد.
النائب المستقل، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه، أوضح أن «المبادرة التي كان ينبغي إطلاقها الخميس الماضي تأجلت إلى اليوم بسبب الحاجة إلى المزيد من المحادثات بين النواب المستقلين أنفسهم، ومن أجل معرفة ردود فعل القوى السياسية الأخرى، لا سيما التيار الصدري والإطار التنسيقي اللذين تعددت رؤاهم حيال المبادرة التي عرفا معظم بنودها قبل أن تعلن رسميا». وبين أسباب تأجيل إطلاق المبادرة من الخميس إلى السبت، بروز خلافات بين مؤيدي التيار الصدري من النواب المستقلين ومؤيدي الإطار التنسيقي.
الإطار التنسيقي، الذي أعلنت قوى مقربة منه استعداد بعض الأطراف فيه للذهاب إلى المعارضة، ومنح الصدر الموافقة على تشكيل حكومة أغلبية وطنية، عاد وأعلن في بيان له أنه لا صحة لهذه الأخبار.
وانتهت عمليا المهلة التي كان منحها زعيم التيار الصدري، وقائد التحالف الثلاثي، مقتدى الصدر لخصومه لتشكيل حكومة من دون تدخل تياره أو حلفائه. وبينما كان الصدر جدد مهلته 15 يوما أخرى للنواب المستقلين لا لخصومه في البيت الشيعي الممزق، وهم الذين يشكلون الإطار التنسيقي، فإن المبادرة التي ينوي النواب المستقلون إطلاقها اليوم تختلف عما طلبه منهم.
مهلة الصدر الجديدة للنواب المستقلين جاءت بعد يوم من إطلاق الإطار التنسيقي مبادرة دعا فيها المستقلين ليكون لهم دورهم في تشكيل الحكومة المقبلة. والمبادرتان تهدفان، كما يرى مصدر عراقي مقرب من المستقلين، إلى «شق صفوفهم كونهم لم يعلنوا موقفا محددا من كلا الطرفين طوال فترة الانسداد السياسي الماضية».
وقال هذا المصدر لـ«الشرق الأوسط» بأن «الخلاف واضح بين انفتاح الصدر على النواب المستقلين وبين قوى الإطار التنسيقي، ففيما يراد من المستقلين تشكيل حكومة تقف أمامها عوائق دستورية، في المقدمة منها أغلبية ثلثي أعضاء البرلمان لانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم تحديد الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً، وهو ما لا يمكن تصوره لنواب لن يزيد عددهم عن 40، فإن الصدر دعاهم إلى الالتحاق بكتلته ومن ثم منحهم فرصة تشكيل الحكومة المقبلة».
أضاف المصدر: «النواب المستقلون واجهوا خلال الأيام الماضية ضغوطا كبيرة من الطرفين الشيعيين من أجل استمالة أعداد منهم، الأمر الذي أدى إلى تأجيل إطلاق مبادرتهم، التي من الواضح أن القوى السياسية وبخاصة الشيعية اطلعت عليها ولا ترغب في تبنيها كونها لا تتلاءم مع مصالح القوى والكتل لأنها تحرمها من الوزارات فضلا عن اختيار رئيس وزراء مستقل».
في المقابل قلل نائب مستقل في حديث لـ«الشرق الأوسط» من الضغوط التي تمارس ضدهم والتي أدت إلى تأجيل إطلاق مبادرتهم من الأسبوع الماضي إلى اليوم السبت. وقال النائب الذي اشترط عدم الإشارة إلى اسمه إن «هناك تباينا في وجهات النظر لكنها لم تصل إلى درجة الخلافات بين النواب المستقلين... فالنواب المستقلون يدركون أن قوتهم تكمن في الإبقاء على وحدتهم العددية الآن على الأقل، قبل أن يبلوروا توجها أو تكتلا برلمانيا رغم أن مبادرتهم تمثل خريطة طريق لو تعاملت معها الكتل السياسية بجدية».
في السياق نفسه، وطبقا لما يراه المراقبون السياسيون فضلا عما يتسرب من الغرف المغلقة للقوى السياسية، هناك خلافات واضحة بين أطراف التحالف الثلاثي (إنقاذ وطن) الذي يحاول أن يبقى متماسكا رغم مؤشرات على عدم قبول بعض أطراف التحالف، وبخاصة تحالف السيادة بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي وخميس الخنجر والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني. ويأخذ بارزاني على الصدر عدم استشارة حلفائه فيما يقدم عليه من خطوات، فإن تحالف السيادة يأخذ على الصدر عدم الوقوف إلى جانب الحلبوسي في نزاعه مع النائب الأول لرئيس البرلمان والقيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي بشأن إدارة البرلمان.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.