15 دولة أوروبية تطالب إسرائيل بالتراجع عن مشروع استيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة بسغات زئيف الإسرائيلية في القدس (أ.ب)
مستوطنة بسغات زئيف الإسرائيلية في القدس (أ.ب)
TT

15 دولة أوروبية تطالب إسرائيل بالتراجع عن مشروع استيطاني في الضفة الغربية

مستوطنة بسغات زئيف الإسرائيلية في القدس (أ.ب)
مستوطنة بسغات زئيف الإسرائيلية في القدس (أ.ب)

طالبت 15 دولة أوروبية بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، اليوم الجمعة، إسرائيل بالتراجع عن مشروع لبناء أكثر من أربعة آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال وزراء خارجية هذه الدول في بيان مشترك نقلته وكالة الصحافة الفرنسية: «نعرب عن قلقنا البالغ حيال قرار مجلس التخطيط الإسرائيلي الموافقة على مخططات لبناء أكثر من أربعة آلاف وحدة سكنية في الضفة الغربية... نطالب السلطات الإسرائيلية بالتراجع عن هذا القرار».
كذلك، طالب الوزراء الدولة العبرية بـ«عدم القيام بعمليات هدم أو طرد قسري وخصوصاً في مسافر يطا» في الضفة الغربية المحتلة.
ووافقت لجنة التخطيط العليا في الإدارة المدنية الإسرائيلية على بناء 4427 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة على ما أعلنت منظمة «السلام الآن» غير الحكومية، أمس الخميس.
وقالت المنظمة الإسرائيلية إن «الإدارة المدنية أعطت موافقة نهائية على بناء 2791 وحدة فيما صادقت بشكل أولي على بناء 1636 وحدة أخرى» في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1515033463325446149
ويعيش في الضفة الغربية نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي. وقالت حاجيت عوفران من المنظمة: «هذه أخبار سيئة وتعمّق الاحتلال وتصعب تحقيق السلام المستقبلي».
وأكدت الولايات المتحدة معارضتها «بشدة» للموافقات الجديدة. والأسبوع الماضي، أشارت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إلى قرار (الخميس) وشددت على أن «برنامج إسرائيل الرامي إلى توسيع الاستيطان يضر بشدة بحل الدولتين».
وتنتشر المشاريع الاستيطانية في مناطق واسعة من أراضي الضفة الغربية وخصوصاً في المنطقة المصنفة (ج) والتي تمثل 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية وتخضع للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية.
واتبعت إسرائيل عبر حكوماتها المتعاقبة سياسة الاستيطان الإسرائيلي والتوسع في القدس الشرقية والضفة الغربية منذ احتلالها لهذه الأراضي. ويعتبر رئيس الوزراء نفتالي بنيت من أشد المؤيدين للتوسع الاستيطاني وسبق أن شغل منصب رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وهو معروف بكراهيته للعرب ورفضه إقامة دولة فلسطينية.
وبحسب عوفران «من المخيب للآمال أن هذه الحكومة هي ذاتها التي كانت قد وعدت بتغيير سياسات مماثلة لحكومة (بنيامين) نتنياهو» الذي أطاحه بنيت قبل نحو عام.
من جهتها، اعتبرت وزيرة الداخلية من حزب يمينا (اليمين) اليميني المتشدد إيليت شاكيد أن هذا اليوم (الخميس) يمثل «يوماً احتفالياً للحركة الاستيطانية».


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

بيدرسن: سوريا صارت ساحة تصفية حسابات

المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)
المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)
TT

بيدرسن: سوريا صارت ساحة تصفية حسابات

المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)
المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن (أرشيفية - رويترز)

رأى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن هذا البلد «تحوّل ساحة لتصفية الحسابات»، مؤكداً أن «كل الاتجاهات تتحرك أكثر في الاتجاه الخاطئ». وكان المبعوث الأممي يقدم إحاطة لأعضاء مجلس الأمن، الخميس؛ إذ أشار إلى أن «شبح الصراع الإقليمي خيّم على سوريا مجدداً» بعد ضربات الأول من أبريل (نيسان) الماضي على مقر للبعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق والضربات التي شنّتها إيران في 13 أبريل ضد إسرائيل، فضلاً عن هجمات أخرى في إيران والعراق وسوريا، ومنها هجمات على قواعد أميركية.

وقال: «أشعر بقلق بالغ من هذه الدوامة الخطيرة والمتصاعدة»، مذكراً بأنه حذّر من تحوّل سوريا «ساحة مفتوحة للجميع لتصفية الحسابات»، موضحاً أن مبعث القلق لديه لا يأتي فقط من «التداعيات الإقليمية والمخاطر الجسيمة الناجمة عن سوء التقدير والتصعيد»، بل أيضاً من «الصراع داخل سوريا» نفسها. ونبّه إلى أنه «سيكون من الخطأ تجاهل الصراع أو العمل على مجرد احتوائه».

عرض للتصعيد المتواصل في شمال غرب البلاد، حيث شنت جماعة «هيئة تحرير الشام» المدرجة على قائمة مجلس الأمن للمنظمات الإرهابية «عمليات عدة عبر الحدود». كما أن الشمال الشرقي، شهد غارات تركية بطائرات مسيّرة وتبادلاً لإطلاق النار بين فصائل المعارضة المسلحة و«قوات سوريا الديمقراطية»، إلى جانب تزايد تمرد بعض العناصر العشائرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية». وفي الجنوب الغربي، لا تزال الحوادث الأمنية عند مستويات مرتفعة مع تقارير عن اشتباكات بين جماعات المعارضة المسلحة السابقة وقوات الحكومة السورية. وقال بيدرسن: «نحن في حاجة إلى خفض التصعيد الإقليمي، بدءاً بوقف فوري لإطلاق النار الإنساني في غزة... يجب أن نعمل من أجل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد في سوريا أيضاً».

سوريون يتظاهرون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بإدلب في 15 مارس 2024 (د.ب.أ)

ووصف الوضع الإنساني في سوريا بأنه «قاتم كما كان دائماً»، علماً أن «الوضع الاقتصادي لا يزال محفوفاً بالمخاطر» مع ارتفاع تكلفة المعيشة بنسبة 104 في المائة ووصول قيمة الدولار الأميركي إلى نحو 15000 ليرة سورية. وركز على «أهمية المضي قدماً في تهيئة البيئة الآمنة والهادئة والمحايدة اللازمة لبدء العملية السياسية - وأيضاً من أجل عودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين». ورأى أن «مزيجاً من التهدئة والاحتواء والمساعدات الإنسانية – التي يتم التوصل إليها من خلال ترتيبات جزئية وأطر مجتزأة – هو ما نشهده عملياً الآن»، منبهاً إلى أنه «من دون تلك الجهود سيكون الوضع أسوأ». وكرر أن «جميع المؤشرات تتحرك في اتجاهات مقلقة». وقال إن السوريين «يحتاجون إلى رؤية مسار سياسي للخروج من هذا الصراع، بما يتماشى مع القرار 2254»، عادّاً أنه «قد يكون تجديد اللجنة الدستورية جزءاً من هذا المسار». وأكد أنه لا يزال «منفتحاً على أي مكان بديل لجنيف يحظى بتوافق الآراء». وأضاف: «نرى الاتجاهات تتحرك أكثر في الاتجاه الخاطئ. مزيج قاتل من النقص... يبدو أن الإرادة السياسية وقوى الطرد المركزي هي التي تمزق سوريا وأراضيها». ولمح للمرة الأولى أنه مستعد لمناقشة أي مقاربة جديدة لتسوية الحرب السورية.


استعداد أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية... وضغط سعودي متواصل

فشل مجلس الأمن (الجمعة) في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة (أ.ف.ب)
فشل مجلس الأمن (الجمعة) في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة (أ.ف.ب)
TT

استعداد أوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية... وضغط سعودي متواصل

فشل مجلس الأمن (الجمعة) في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة (أ.ف.ب)
فشل مجلس الأمن (الجمعة) في منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة (أ.ف.ب)

كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تحولاً كبيراً في مواقف كثير من دول العالم وتحديداً في أوروبا، حيث يستعد كثير من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية في القريب العاجل»، مؤكداً أن هذا «الموقف يصب في خدمة حل الدولتين وفق القانون الدولي».

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، (الاثنين)، سلط الضوء على الضغوط التي مارستها الدبلوماسية السعودية ناحية تحقيق مطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتبلور توجّه أوروبي نحو ذلك، بعد أيام قليلة من إفشال الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو للاعتراف بدولة فلسطين، ما أثار غضب السلطة الفلسطينية، وانتقادات دول عربية.

وفي حديث لوسائل الإعلام عقب «المنتدى رفيع المستوى للأمن والتعاون الإقليمي» بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربي، في لوكسمبورغ (الاثنين)، كشف وزير الخارجية السعودي عن «تطوّر مهم جدّاً» تمثّل في «حديث بدأ يتبلور في أروقة الاتحاد الأوروبي، على الأقل عند بعض الدول، للاتجاه إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية»، عادّاً أن اجتماع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي شكّل «فرصة للضغط في هذا الاتجاه».

وكانت السعودية أكّدت على تمسكها بأسبقية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف الحرب على قطاع غزة قبل أي اتفاق مع الولايات المتحدة يتضمّن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ووصل تشديد الرياض على موقفها ذروته في فبراير (شباط) الماضي، عبر بيان للخارجية السعودية «ردّاً على ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي» بهذا الشأن.

وأشار البيان إلى أن الرياض أبلغت واشنطن بموقفها الثابت «أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وانسحاب كل أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة».

وكشف مصدر عربي لـ«الشرق الأوسط» أن وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وقطر والإمارات، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سيعقدون اجتماعاً مطلع الأسبوع المقبل مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى اجتماع تشاوري عربي، وآخر مع وزير الخارجية الأميركي، وسيكون ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية على طاولة المباحثات.

القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية في السعودية نوفمبر الماضي (واس)

شرط سعودي

وفي السياق ذاته، قال متحدث باسم السفارة السعودية في الولايات المتحدة لشبكة «سي إن إن» الأميركية الأربعاء، إن «موقف السعودية من إقامة علاقات مع إسرائيل مشروط بإنهاء الحرب في غزة، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإنشاء مسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية». وفيما يتعلق بالجدول الزمني، أكّد المتحدث أن الرياض تعمل جاهدةً لتحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن.

الثقل السعودي

من جهته، قال الشيخ إن «التحرُّك السعودي السياسي، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ينبع من الموقف التاريخي الثابت والراسخ والواضح للمملكة في دعمها وإسنادها للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الرياض «توظِّف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم لتجنيد كل هذا التحرك من أجل عزلة إسرائيل، وإدانة سلوكها ومواقفها من جهة، ودعم الحق الفلسطيني من جهة أخرى».

وأردف الشيخ أن في أولويات هذا التحرك «وقف الحرب الإجرامية في قطاع غزة والضفة الغربية والانسحاب الإسرائيلي، ووجود خطة سياسية تلقى شبه إجماع دولي ترتكز على قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي تؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».

وأكد الشيخ أنه «في ظل قيادة السعودية لهذا التحرك، نلمس إنجازات متراكمة كثيرة على كل المستويات الإقليمية والدولية».

وزير الخارجية السعودي كشف عن تبلور في مواقف عدد من الدول الأوروبية تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية (واس)

تحوّل أوروبي

وأفصح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن «هناك تحولاً كبيراً في مواقف كثير من دول العالم، وتحديداً في أوروبا، حيث يستعد كثير من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية في القريب العاجل، وهذا موقف يصب في خدمة حل الدولتين وفق القانون الدولي».

واستطرد: «في إطار السداسي العربي نسعى إلى تطوير مواقف البعض الآخر من دول أوروبا وغيرها لتصب في الهدف المرجو ذاته من هذا التحرك».

مساندة الحق

وفي حين شدّدت الولايات المتحدة منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على دعمها لحل الدولتين، بيد أنها استخدمت «حق النقض» ضد مشروع قرار في مجلس الأمن (الجمعة)، ليفشل مجلس الأمن في منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، الأمر الذي عده حسين الشيخ «أكبر دليل على عزلة الولايات المتحدة الأميركية في موقفها، واستخدامها حق النقض في موقف علني وصريح ضد الإرادة الدولية، ولكن العالم ينحاز شعبياً ورسميّاً للحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني ونضاله من أجل الحرية والاستقلال».

وتابع أن «رد الفعل الرسمي والشعبي على استخدام الولايات المتحدة حق النقض في وجه هذا القرار أسهم إيجابياً في تعزيز قناعة كثير من دول العالم على ضرورة الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة».

وبرّر ذلك بأن «المجتمع الدولي يدرك الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، والغطاء الذي تعطيه أميركا للاحتلال في ممارساته وعدوانه ضد شعبنا، وضربها للشرعية الدولية والقانون الدولي في عُرض الحائط، لترتقي مواقف كثير من الدول إلى مرحلة تساند الحق الفلسطيني في وجه الظلم والعدوان الإسرائيلي».

دخان يتصاعد بعد غارات إسرائيلية على موقع في رفح (رويترز)

جهود سعودية للاعتراف بعيداً عن المسار الأممي

من جهته، أكّد رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر أن «⁠السعودية تقود جهوداً دبلوماسية حثيثة لتشجيع أكبر عدد ممكن من الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل ثنائي وعدم الانتظار لنجاح المسار الأممي»، متوقّعاً «ألّا يكون هناك اعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة قريباً».

وعدّد بن صقر ⁠أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نقاط أبرزها أنه «سيمثّل إنقاذاً لحل الدولتين، ويبعث برسالة إلى إسرائيل بضرورة تغيير نهجها، كما يبعث الأمل لدى الفلسطينيين، ويسهم في إنجاح جهود السلام في المنطقة».

ولكن في السبيل إلى ذلك، قال بن صقر إن الحوار «سيستمر بين الجانب الأميركي ودول السداسي العربي حول رؤيتهم لإنهاء الحرب في غزة وإقامة الدولة الفلسطينية وأمن المنطقة واستقرارها لمحاولة تقريب وجهات النظر، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو العملية السياسية، وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، ومنع تفاقم الأزمة وتحويلها لحرب إقليمية».

142 دولة اعترفت بفلسطين

وكانت وزيرة خارجية جامايكا كامينا جونسون سميث أعلنت، الأربعاء، اعتراف بلادها بدولة فلسطين، لتصبح الدولة الـ142 التي تعترف بالدولة الفلسطينية، بينما شدّد بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني من جانبه، الخميس، على التزام مدريد بالاعتراف بدولة فلسطين. وقال إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام والأمن في المنطقة.

أما مايكل مارتن وزير الخارجية الآيرلندي فأعلن، الأربعاء، أن بلاده تعمل مع دول تشاركها الرأي في الاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.


إسرائيل تدرس فرص نجاح صفقة تبادل أسرى قبل اجتياح رفح

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق إزاء مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق إزاء مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تدرس فرص نجاح صفقة تبادل أسرى قبل اجتياح رفح

البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق إزاء مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)
البيت الأبيض: العالم يشعر بالقلق إزاء مصير المحتجزين والمدنيين في قطاع غزة (أ.ف.ب)

تدرس إسرائيل واحداً من خيارين؛ الهجوم الواسع على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة؛ لزيادة الضغط على حركة «حماس» من أجل قبول صفقة تبادل، وهو أمر يحمل مجازفتين؛ الأولى: توتر أكبر مع الولايات المتحدة ومصر وباقي العالم، والثانية ألا تستجيب «حماس» لمثل هذا الضغط أصلاً. أما الخيار الثاني فهو دفع مفاوضات جديدة مع «حماس» قبل اجتياح رفح؛ استجابةً لتدخل مصري كبير، وهو سيناريو يلبي توجهاً إسرائيلياً بالاعتماد أكثر على مصر، أو بشكل أدق على مصر فقط.

وفيما تفاضل إسرائيل بين اجتياح رفح وعقد صفقة تعيد لها جميع المحتجزين، قدمت مصر مبادرة لكبح التوجه الأول والدفع بالثاني. وقالت هيئة البث الإسرائيلية «كان» إن وزراء الحكومة المصغرة «الكابينت» بدأوا فعلاً بصياغة خطوط عريضة يفترض أن تشكل الأٍساس لمفاوضات جديدة مع «حماس».

أطفال نازحون فروا مع أسرهم بسبب القصف الإسرائيلي يحتمون بالقرب من الحدود مع مصر في رفح جنوب غزة (إ.ب.أ)

مصر تدفع المفاوضات

وقال مصدران مطلعان على سير المفاوضات إن الوزراء تلقوا تحديثات حول مناقشات رئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس «الشاباك» رونان بار مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل في القاهرة، الأربعاء. وأضاف مصدر إسرائيلي أن «مصر تعمل على دفع المفاوضات قدماً؛ لاعتقادها أن بإمكان ذلك التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح».

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية وعربية أن مصر قدمت مبادرة لهاليفي وبار تقوم على تجميد اجتياح مدينة رفح مقابل تحريك المفاوضات من جديد بهدف التوصل إلى صفقة تبادل رهائن. وشملت المبادرة دفع اتفاق جديد على قاعدة اتفاق باريس.

وجاء التدخل المصري الذي يسابق اجتياحاً محتملاً لرفح، في وقت أبدت فيه حركة «حماس» استعدادها لوقف نار طويل. وتطرح «حماس» اتفاقاً شاملاً لوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية تؤدي لإقامة دولة فلسطينية، متعهدة أن تُلقي سلاحها بعد ذلك. وقال خليل الحية، نائب رئيس حركة «حماس» في غزة، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة لمدة خمس سنوات أو أكثر، والتخلي عن أسلحتها والتحول إلى حزب سياسي إذا أقيمت دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

فلسطينيون فوق دبابة سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس يوم 7 أكتوبر (د.ب.أ)

«حل كتائب القسام»

وأضاف الحية، خلال مقابلة له مع وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء أن «حماس» ستقبل بدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وغزة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرارات الدولية على حدود عام 1967، مؤكداً «إذا حدث ذلك، فسيتم حل الجناح العسكري للحركة، وهو كتائب القسام».

وشدد الحية على أن حركة «حماس» تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي ترأسها حركة «فتح» لتشكيل حكومة موحدة لغزة والضفة الغربية. أما فيما يتعلق بخطط إسرائيل لاجتياح مدينة رفح، فقال الحية إن مثل هذا الهجوم لن ينجح في تدمير الحركة، مضيفاً أن جيش الاحتلال لم يدمر أكثر من 20 في المائة من قدرات «حماس». وتحدث الحية عن استعداد حركته لمواصلة مفاوضات التبادل، وقال إنهم قدموا تنازلات بشأن عدد الأسرى الذين نطالب بإطلاق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين المتبقين.

وأكد مسؤول أميركي لموقع «أكسيوس» الأميركي أن هناك إشارات من «حماس» في الأيام الأخيرة إلى أنها لا تعتزم تأجيل صفقة التبادل، وأنها مستعدة للجلوس إلى المفاوضات فوراً. ورجح المسؤول المضي قدماً في صفقة التبادل. وتخشى إسرائيل من أن الولايات المتحدة قد تذهب في مرحلة ما إلى إنشاء مسار خاص بها لإطلاق سراح الأميركيين فقط، إذا وصلت إلى قناعة أنه لا يمكن إتمام صفقة.

امرأة فلسطينية تعاين منزلاً دمّرته غارة إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة الأربعاء (د.ب.أ)

ضغط على إسرائيل

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث مع أفيجيل عيدان، البالغة من العمر 4 سنوات، التي اختطفت إلى غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول). وقال: «لدينا المزيد من الأميركيين والآخرين في أيدي (حماس)، ونحن ملزمون بالعمل كل يوم لاستعادتهم». وعلى ضوء التطورات، عقد «كابينت» الحرب اجتماعاً يوم الخميس من أجل بحث عملية رفح والمفاوضات المحتملة مع «حماس».

وشكل الاقتراح المصري ضغطاً مضاعفاً على إسرائيل بسبب أنها تتجه إلى الاعتماد كلياً على مصر. وقال موقع «واي نت» الإسرائيلي إنه على ضوء الموقف من قطر، قررت إسرائيل أن ينتقل الثقل كله إلى مصر. لكن الاعتماد الإسرائيلي على مصر محل شك إذا اجتاحت إسرائيل مدينة رفح فعلاً. وتقول إسرائيل إنها مضطرة لاجتياح رفح لسببين؛ الأول تدمير كتائب «حماس» هناك، والثاني إنجاز صفقة التبادل.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن عملية عسكرية في رفح ضرورية؛ لأنها بشكل أساسي ستقود، من بين أشياء أخرى، إلى ضغط عسكري كبير على «حماس» كي توافق على اتفاق. وكان هاليفي وبار تعهدا في مصر بأن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لن تؤدي إلى تدفق السكان من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية. لكن رغم ذلك، ترفض مصر بشدة العملية.

وفيما لم يعط السياسيون في إسرائيل «الضوء الأخضر» للجيش للبدء في إخلاء النازحين استعداداً لعملية رفح، وهي عملية إذا ما بدأت ستحتاج إلى نحو 3 أو 4 أسابيع، لكنه يستعد على الأقل لإنشاء غرفة عمليات مشتركة مع الولايات المتحدة من أجل هذه العملية. وتعارض الولايات المتحدة العملية، فيما قال مصدر أمني إسرائيلي: «نحن نتفهم القلق، ولكننا لن نتمكن من استكمال العملية دون الدخول إلى رفح، وهو أمر يمكن أن يسهم في تحول في المفاوضات المتعلقة بالمخطوفين».


باريس تؤكد أنها تعمل بشفافية مع الأميركيين وواشنطن غير قادرة على إيجاد حل للتصعيد منفردة

صورة لجانب من الدمار الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في 23 أبريل (أ.ف.ب)
صورة لجانب من الدمار الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في 23 أبريل (أ.ف.ب)
TT

باريس تؤكد أنها تعمل بشفافية مع الأميركيين وواشنطن غير قادرة على إيجاد حل للتصعيد منفردة

صورة لجانب من الدمار الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في 23 أبريل (أ.ف.ب)
صورة لجانب من الدمار الذي ألحقته الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في 23 أبريل (أ.ف.ب)

في ثاني جولة يقوم بها إلى الشرق الأوسط، يزور وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، بدءاً من يوم السبت وحتى الأول من مايو (أيار)، لبنان والمملكة السعودية وإسرائيل والضفة الغربية، حيث ستكون الحرب الإسرائيلية على غزة وتهديد إسرائيل باجتياح رفح وتبعاته، المحور الرئيسي للمحادثات، التي سيجريها في محطاته الأربع. وتعدّ باريس أن الهجوم الإسرائيلي على رفح «يبدو مؤكداً في المديين القريب والمتوسط»، وهو ما تسعى باريس والآخرون إلى منع حصوله.

وتمثل بيروت محطة سيجورنيه الأولى، حيث ستكون مهمته متابعة الجهود التي تقوم بها فرنسا لمنع تحول المناوشات بين «حزب الله» وإسرائيل إلى حرب مفتوحة، حيث ترى باريس أن التغيرات الحاصلة ميدانياً مصدر قلق كبير، مع ملاحظة أن الهجمات قد تضاعفت منذ العملية الإيرانية على إسرائيل. وستركز المناقشات على الورقة التي قدمها سيجورنيه للطرفين اللبناني والإسرائيلي. وعُلم أن باريس نقلت آخر صياغة لورقتها إلى إسرائيل قبل الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى فرنسا الأسبوع الماضي.

وأشارت أوساط فرنسية، رفضت الكشف عن هذه التعديلات، إلى أن باريس «استمعت» لملاحظات كل جانب، وأن ما يهمها هو أن تتوصل إلى مقترحات ونص يحظى بقبول الطرفين، وهي تقوم بتعديله لهذه الغاية.

وتدور تساؤلات حول ما يعد «تنافساً» بين باريس وواشنطن في لبنان، وحول الفروق القائمة بين ورقتي الطرفين. وفي هذا السياق، تؤكد باريس أنه تم إيصال ورقتها للجانب الأميركي، وهي تعمل منذ البداية بشفافية تامة من غير أن تنفي وجود تنافس مع واشنطن، ولكنها هي لم تسع إليه. بيد أنها تعد أن الأمور أخذت تتحسن، والسبب في ذلك أن الأميركيين وصلوا إلى قناعة مفادها بأنهم غير قادرين لوحدهم على التوصل إلى حل للوضع على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، والدليل أن هوكشتاين زار لبنان مراراً ولم ينجح؛ ما يبدو أنه ساعد لاحقاً على الدفع باتجاه التنسيق.

وتلاحظ باريس أن هوكشتاين دخل على الملف اللبناني من زاوية ترسيم الحدود البحرية، ولذا فإن مقاربته مركزة على تحديد الحدود، بما فيها البرية، وتسوية الخلافات القائمة بين لبنان وإسرائيل حول 13 نقطة، وحول مزارع شبعا، بينما المقاربة الفرنسية التي تأخذ بعين الاعتبار ملف الحدود، تقوم بداية على خفض التصعيد العسكري وآلياته وصولاً إلى المراحل اللاحقة. وترى فرنسا أن المقاربتين غير متناقضتين، وأن أمنيتها أن تعمل بتنسيق كامل مع الأميركيين. وبأي حال، فإن الأمور تتحسن، وإن زيارة جان إيف لودريان إلى واشنطن، ولقاءه هوكشتاين، كانا معمقين، وما تريده باريس هو أن يتعزز التنسيق بين الطرفين.

ثمة ملفان إضافيان سيحضران خلال مناقشات سيجورنيه في بيروت والرياض: الأول، يتناول الانتخابات الرئاسية، والثاني مسألة النزوح السوري.

ففي الملف الأول، تعد باريس أن ما يحصل في غزة، والتصعيد الإسرائيلي – الإيراني، ووجود لبنان أمام حرب قد تصبح إقليمية، بحيث يمكن النظر إلى ذلك كله على أنه سبب للتأخير أو المماطلة في ملء الفراغ الرئاسي. بيد أن باريس ترى أن هناك أفقاً آخر، حيث إن المخاطر المحيطة بلبنان يجب أن تدفع الطبقة السياسية لملء الفراغ. وتنفي باريس أن يكون لديها مرشح للرئاسة وموقفها أن المرشح المطلوب هو من ينجح في توفير التوافق حول شخصه.

وفي بيروت لن يلتقي سيجورنيه أي مسؤول من «حزب الله»؛ لأن باريس تعد أن رئيس مجلس النواب نبيه بري صلة الوصل مع قيادة الحزب. ولا تخفي فرنسا أن اتصالاتها مع «حزب الله» لم تنقطع يوماً، وهو أمر تتميز به عن الغربيين الآخرين وتحديداً الولايات المتحدة.

أما في ملف النزوح السوري إلى لبنان، فلا يبدو أن موقف باريس قد تغير. فهي من جهة، تؤكد أنها تعي العبء الذي يتحمله لبنان، حيث إن الخطر أصبح وجودياً وأنها تعمل، على المستوى الأوروبي، لمساعدة لبنان من أجل تحمله. ومن جهة ثانية، تؤكد باريس أنها لا تعارض عودة السوريين إلى بلادهم، بل إنها تعد أن المسؤول عن بقائهم في لبنان «وغيره» هو الرئيس السوري نفسه؛ لأنه لا يضمن ظروف عودتهم، التي تؤكد فرنسا أنها يجب أن تكون طوعية وآمنة، وفي ظروف تحفظ كرامة النازحين. وترفض باريس القول الذي يؤكد أنها وألمانيا والولايات المتحدة ترفض عمداً عودة السوريين، وتؤكد كذلك تفهمها لحراجة الوضع في لبنان، خصوصاً بعد مقتل مسؤول «قواتي» مؤخراً، ما فاقم من حدة الأزمة.


أوسع اقتحام للأقصى منذ 7 أكتوبر

يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
TT

أوسع اقتحام للأقصى منذ 7 أكتوبر

يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)
يهود متطرفون يقومون بجولة على بوابات مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (أ.ف.ب)

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، الخميس، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لدعوات منظمات متطرفة لاقتحام المسجد في ثالث أيام «عيد الفصح» اليهودي. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 1679 مستوطناً اقتحموا الأقصى «1128 خلال الفترة الصباحية، 551 خلال فترة بعد الظهر» وأدوا صلوات خلال اقتحامات الأقصى.

وأكدت محافظة القدس أن «مستوطنين أدوا رقصات استفزازية على أبواب المسجد الأقصى وداخل أسواق البلدة القديمة، حاملين أعلام الهيكل المزعوم». ويعدّ الاقتحام الذي تم الخميس، أوسع اقتحام للأقصى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وجاءت الاقتحامات الواسعة استجابة لدعوة منظمات «الهيكل» المتطرفة لعناصرها للوصول إلى الأقصى في عيد الفصح اليهودي.

يهود متطرفون يحاولون الدخول إلى مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (رويترز)

ودعت المنظمات أيضاً إلى تقديم «قرابين الفصح» في المسجد مقابل منحة مالية. وكانت القوات الإسرائيلية حولت الأقصى ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، الخميس، وقيدت وصول المصلين إليه، ونشرت الشرطة الإسرائيلية قواتها حول القدس وفي شوارعها، وكثفت وجودها في البلدة القديمة، وعلى أبواب المسجد. ولا يستطيع أي فلسطيني الوصول إلى الأقصى إلا بعد عبور عدة حواجز إسرائيلية وعبر دوريات شرطة منتشرة في المحيط.

وبينما طالب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بوقف اعتداءات المستوطنين في الضفة والقدس، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، وتأدية طقوس تلمودية واستفزازية، إضافة إلى فرض شرطة الاحتلال الإسرائيلي قيوداً على دخول المصلين.

وأكدت «الخارجية» الأردنية في بيان، أن هذه الانتهاكات تعد خرقاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وانتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة.

وطالب الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى واحترام حرمته، محذراً من استمرار هذه الانتهاكات.

وشدد على ضرورة احترام إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، بصفتها صاحبة الاختصاص الحصري، بإدارة شؤون «الأقصى» وتنظيم الدخول إليه. وحذر القضاة من استمرار الاحتلال في تقييد دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، مؤكداً ضرورة ضمان الوصول الحر وغير المقيد إلى المسجد.

شرطيان يمنعان يهوداً متطرفين من دخول مجمع المسجد الأقصى في القدس الخميس (رويترز)

وإضافة إلى القدس، اقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الإبراهيمي في الخليل، بعدما منع الفلسطينيون من الوصول إلى هناك، واقتحموا منطقة «برك سليمان» الأثرية جنوب بيت لحم والموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال غربي نابلس، ضمن سلسلة هجمات أخرى.

وتزيد هجمات المستوطنين توتير الأجواء بالضفة الغربية في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرباً واسعة بقطاع غزة، وتخوض مواجهة في الشمال مع «حزب الله». ويستغل المتطرفون اليهود عادة الأعياد اليهودية لاقتحام الأقصى والسيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي، في محاولة لتعزيز خطتهم بإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى. ومثل هذه لاقتحامات أدت في سنوات سابقة إلى مواجهات أو تصعيد المواجهة، لكنها جاءت هذا العام في خضم المواجهة واتخاذ إسرائيل إجراءات أمنية غير مسبوقة في الضفة والقدس والداخل.


إسرائيل تشعل الحرائق بالأحراش الحدودية مع جنوب لبنان

طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
TT

إسرائيل تشعل الحرائق بالأحراش الحدودية مع جنوب لبنان

طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)
طالبات يبكين زميلتهن التي قُتلت بغارة إسرائيلية استهدفت منزل العائلة في بلدة جانين بجنوب لبنان (أ.ب)

كثّف الجيش الإسرائيلي استهدافاته للأحراش الحدودية مع لبنان؛ مما أدى إلى اندلاع حرائق، وسط تبادل متواصل لإطلاق النار مع «حزب الله» الذي نفى ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي عن قتل نصف قادة الحزب في جنوب لبنان، قائلاً إن عدد من قُتلوا من مسؤولين في صفوفه «لا يتجاوز أصابع الكفّ الواحد».

واشتعلت النيران في أربعة أحراش حدودية مع إسرائيل على الأقل، لليوم الثاني على التوالي، إثر استهدافها بالقذائف الفوسفورية، وقالت مصادر ميدانية إن الحرائق اندلعت في حرش يارون، بينما تسببت سرعة الرياح بتجدد الحريق في أحراش اللبونة القريبة من الناقورة. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية منطقة جبل بلاط جنوب لبنان بالقذائف الحارقة.

رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران قرب الجدار الحدودي مع إسرائيل (إعلام حزب الله)

وتعدّ تلك المنطقة غنية بالغطاء النباتي، وتحاول إسرائيل أن تكشفه بإحراق الأحراش؛ منعاً لأن تتحول مناطق مخفية تأوي مقاتلي «حزب الله». وكانت بدأت هذه المهمة بُعيد اندلاع الحرب في جنوب لبنان في 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتراجعت وتيرتها خلال فصل الشتاء، واستؤنفت الآن في ظل موجة طقس حار تسيطر على لبنان.

وسارعت الفرق العاملة في مجال الإطفاء إلى إخماد النيران التي أشعلها الجيش الإسرائيلي في الأحراج المستهدفة، وضمّت فرقاً من الدفاع المدني اللبناني والهيئة الصحية الإسلامية وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي وجمعيات أخرى بمؤازرة من الجيش اللبناني.

وكانت القوات الإسرائيلية استهدفت الأربعاء أحراج بعض القرى في القطاع الشرقي بالقذائف الفوسفورية والقنابل المضيئة والحارقة؛ مما أحدث حرائق وجرى إطفاؤها عبر فرق الدفاع المدني العاملة في الجنوب.

عدلون مقابل عكا

وتراجعت وتيرة التصعيد يوم الخميس، بعد اغتيال القوات الإسرائيلية قيادياً في «حزب الله» الاثنين الماضي في بلدة عدلون في قضاء الزهراني بجنوب لبنان، ورد «حزب الله» بقصف أطراف مدينة عكا، وهي أعمق مسافة تصلها صواريخ الحزب منذ بدء الحرب.

تشييع طفلة وامرأة قُتلتا بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهما في حانين بجنوب لبنان (أ.ب)

وقال رئيس كتلة الحزب البرلمانية النائب محمد رعد إن إسرائيل «تعرف أنها لم تعُد قادرة على خوض حربٍ ضدّ مقاومةٍ في هذه المنطقة، وهي تحاول أن تظهر بعض أنفاسها وعضلاتها؛ لذلك عندما تضيق ذرعاً بضغوط المقاومة تستهدف سيارة في عدلون أو موقعاً خارج مناطق الاشتباك»، مضيفاً أن «العدو يجد أن المقاومة عندما تُستهدف في عدلون تستهدفه في عكا، وحين يوسّع دائرة الاشتباك تكون له المقاومة بالمرصاد، لا تنسحب من أمامه ولا تنهزم أمام تمدد عدوانه إنما تتصدى بكلّ شجاعة»

نصف قيادات الحزب

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال في بيان الأربعاء إنه تمّ «القضاء على نصف قادة (حزب الله) في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أن النصف الآخر «يختبئون ويتركون الميدان أمام عمليات قواتنا». لكن مصدراً في «حزب الله» قال لوكالة الصحافة الفرنسية: «هذا كلام غير صحيح ولا قيمة له وهدفه رفع معنويات الجيش المنهار»، في إشارة إلى الجيش الإسرائيلي. وأضاف المصدر أن عدد مَن قُتلوا ممن «هم بمسؤولية معينة» في «حزب الله» «لا يتجاوز أصابع الكف الواحدة».

وأعلن «حزب الله»، الخميس، استهداف تجمع لجنود إسرائيليين بمحيط موقع الضهيرة في القطاع الغربي، كما أعلن عن استهداف موقع ‏رويسات العلم في تلال كفرشوبا، بينما سجل إطلاق 7 صواريخ باتجاه مزارع شبعا.

مناصر لـ«حزب الله» يثبّت عَلم الحزب على ركام منزل دمّرته غارة إسرائيلية في بلدة حانين بجنوب لبنان (أ.ب)

استهداف شاحنة في بعلبك

في غضون ذلك، تضاربت المعلومات حول أسباب انفجار شاحنة محملة بالمحروقات في منطقة دورس قرب مدينة بعلبك في شرق لبنان، حيث تحدثت معلومات عن طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات، في حين قالت مصادر أمنية في بعلبك إن الأجهزة الأمنية تتحقق من أسباب الانفجار الذي أدى إلى إصابة سائق الشاحنة.

شاحنة المحروقات تعرّضت لثقوب جراء الانفجار مما أدى إلى تسرب المازوت (مواقع تواصل)

وقال مصدر مقرب من «حزب الله» لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات» في منطقة دورس، عند مدخل مدينة بعلبك، مضيفاً أن سائق الشاحنة أصيب بجروح. كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بأن «غارة معادية من طائرة مسيّرة استهدفت شاحنة لنقل المحروقات في سهل بلدة دورس؛ ما أدى إلى إصابة السائق بجروح، وإلحاق أضرار بالشاحنة والصهريج»، مضيفةً أن «الصاروخ سقط في ساتر ترابي بمحاذاة الطريق».

لكن مصدراً أمنياً في بعلبك، قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية تتحقق من الحادثة وتواصل تحقيقاتها عبر جمع الأدلة من مسرح الانفجار ومعرفة مصدره.

وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن أن الشاحنة تعرّضت للغم أرضي من صناعة محلية؛ مما أدى إعطاب الشاحنة وانتشار الشظايا وتعطل أحد إطاراتها. وانتشر مقاطع فيديو تظهر ثقوباً في الشاحنة، وينسال المازوت على الأرض.

كما تحدثت مصادر أخرى عن إطلاق رصاص باتجاه الشاحنة التي ظهرت فيها الثقوب. كما أشارت إلى صراعات مهربي المحروقات في المنطقة القريبة من الحدود السورية.

ولم يتبنَّ الجيش الإسرائيلي حادثة إطلاق صاروخ باتجاه الشاحنة، كما لم تنقل وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر عسكرية إسرائيلية حول الحادثة، بل اكتفى بعضها بنقل الأنباء عن وسائل إعلام لبنانية، وهو أمر لافت في حالات قصف بعلبك التي تعرضت للقصف أربع مرات على الأفل، وكان الجيش الإسرائيلي يعلن عن تلك الغارات.


ليز غراندي تقود المساعدات الأميركية لغزة

المبعوثة الأميركية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ليز غراندي (صور الأمم المتحدة)
المبعوثة الأميركية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ليز غراندي (صور الأمم المتحدة)
TT

ليز غراندي تقود المساعدات الأميركية لغزة

المبعوثة الأميركية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ليز غراندي (صور الأمم المتحدة)
المبعوثة الأميركية الخاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط ليز غراندي (صور الأمم المتحدة)

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، تعيين ليز غراندي مبعوثة خاصة للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، خلفاً لديفيد ساترفيلد الذي تنحى عن هذا المنصب، ولكنه سيبقى مستشاراً كبيراً في إدارة الرئيس جو بايدن.

وأفاد بلينكن، في بيان، أن الرئيس بايدن اختار غراندي، التي كانت تتولى منصب الرئيس والمدير التنفيذي للمعهد الأميركي للسلام في واشنطن منذ عام 2020، لتواصل العمل الذي بدأه ساترفيلد وفريقه لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة «بشكل عاجل». وأضاف أن الرئيس أنشأ هذا الفريق عقب «الهجمات الإرهابية» التي نفذتها «حماس» ضد إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، «لقيادة الدبلوماسية الإقليمية الأميركية لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة»، موضحاً أنه خلال الأشهر السبعة الماضية كان ساترفيلد يقود هذه الجهود (...) لتوسيع جهود المساعدات الإنسانية في غزة.». وقال: «سأستمر في الاستفادة من خبرة ديفيد وحكمته ومشورته في شأن هذه القضايا، حيث سيواصل خدمة وزارة الخارجية بوصفه مستشاراً أول».

شاحنات مساعدات تنتظر عند معبر رفح بين مصر وغزة (رويترز)

وجرى تعيين ساترفيلد، الذي كان سفيراً لبلاده لدى كل من تركيا ولبنان، لقيادة الجهود الإنسانية بعد أسبوع من بدء إسرائيل هجومها البري في غزة. لكنه ترك هذا المنصب بسبب الشرط القانوني الذي يقتضي حصوله على موافقة مجلس الشيوخ على المبعوثين الخاصين بعد 180 يوماً من تعيينهم.

وكانت غراندي ترأست العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، وشغلت منصب نائب رئيس البعثة السياسية للأمم المتحدة في العراق خلال الحملة ضد «داعش».

وقال بلينكن في بيانه: «نحن نتطلع إلى قيادة ليز في هذا العمل المهم»، مضيفاً أن «تجربة ليز الفريدة في الإشراف على مساعٍ مماثلة في ظروف معقدة وخطيرة ستسمح لها بمواصلة هذا الجهد على مدار الساعة». وأكد أن بلاده «ستواصل اتباع كل السبل الممكنة لضمان وصول المساعدات إلى السكان الأكثر ضعفاً الذين يحتاجون إليها، وحماية العاملين في المجال الإنساني العاملين في المنطقة»، لافتاً إلى أن غراندي «ستعمل بشكل وثيق مع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وزملائها الآخرين في حكومتنا والشركاء الإقليميين وحكومة إسرائيل لضمان حدوث ذلك».

ورغم الجهود الأميركية فإن وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يزال بطيئاً، حتى في الوقت الذي أطلق فيه المسؤولون الأميركيون والأمم المتحدة ناقوس الخطر حيال مستويات الجوع الكارثية والمجاعة التي تلوح في الأفق في القطاع.

وقال ساترفيلد، الثلاثاء الماضي، إن حجم المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة زاد بشكل ملحوظ في الأسابيع الأخيرة، ولكن «هناك حاجة إلى المزيد من المساعدات». ويصل الآن ما معدله 200 شاحنة مساعدات يومياً، وكان المتوسط قبل الحرب نحو 500 شاحنة يومياً.


أبو زهري: «حماس» متمسكة بوقف الحرب في غزة قبل إبرام أي اتفاق رهائن

بعض عناصر «كتائب القسام» خلال صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 (الإعلام العسكري لكتائب القسام)
بعض عناصر «كتائب القسام» خلال صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 (الإعلام العسكري لكتائب القسام)
TT

أبو زهري: «حماس» متمسكة بوقف الحرب في غزة قبل إبرام أي اتفاق رهائن

بعض عناصر «كتائب القسام» خلال صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 (الإعلام العسكري لكتائب القسام)
بعض عناصر «كتائب القسام» خلال صفقة تبادل الأسرى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 (الإعلام العسكري لكتائب القسام)

قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة «حماس»، اليوم الخميس، إن الحركة متمسكة بمطلبها بـ«وقف العدوان» الإسرائيلي على غزة، في إطار أي اتفاق للإفراج عن الرهائن المحتجَزين هناك.

وأكد أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لـ«حماس» في الخارج، لوكالة «رويترز»، أن الضغوط الأميركية على «حماس» «ليست لها قيمة».

وأضاف أنه عندما يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار، سيعود الأسرى الإسرائيليون في مقابل حرية وعودة الأسرى الفلسطينيين.

وكانت إسرائيل تفترض، حتى أسابيع مضت، أن أقل قليلاً من 100 رهينة، من الـ130 الذين ما زالوا محتجَزين في قطاع غزة، ما زالوا على قيد الحياة، لكنها تخشى الآن وفاة عدد أكبر منهم.


فوضى بين الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا

أحد الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)
أحد الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)
TT

فوضى بين الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا

أحد الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)
أحد الفصائل الموالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)

قرر المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني للجيش الوطني (فرقة المعتصم) عزل قائد الفرقة معتصم عباس، وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والإدارية، وإحالته للتحقيق الداخلي بتهمة الخيانة والفساد وإساءة استخدام السلطة، وسرقة أموال الثورة والمال العام.

جاء ذلك في بيان للمجلس، الخميس، على خلفية اشتباكات عنيفة وقعت في مقر قيادة الأركان التابع لـ«فرقة المعتصم» على الطريق الواصل بين أخترين وأرشاف بريف مارع ضمن منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة بسبب اتهامات لقائد الفرقة بعقد صفقات مشبوهة، وارتكاب أعمال فساد.

ووقعت الاشتباكات إثر محاولة معتصم عباس اعتقال الفاروق أبو بكر، بعدما كشف ملفات فساد كبيرة تشير لتورط عباس بصفقات مشبوهة، وسرقة أموال الفرقة لمصالح شخصية له ولإخوته، وخلافات بين قيادات الفرقة حول تقاسم أموال الفرقة وقيادتها.

معتصم عباس خلال اجتماع لقيادة فرقة المعتصم (إكس)

وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أسفرت الاشتباكات عن مقتل أحد مرافقي عباس وإصابة آخرين بجروح، إثر محاولته اعتقال قياديين من المكتب الأمني، ومدير العلاقات العامة في الفرقة بعد محاولة الانشقاق عن الفصيل.

وفي السياق، أرسل فصيل «الجبهة الشامية» تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مدينة مارع لمساندة قائد «فرقة المعتصم» عباس ضد القياديين الفاروق أبو بكر، ومحمد الضاهر، ومصطفى سيجري على خلفية محاولة الانقلاب عليه، فيما لا يزال مصيره مجهولاً.

وأحال المجلس العسكري أربعة من أقارب عباس للتحقيق الداخلي بالتهم ذاتها، كما تقررت مصادرة جميع الأموال والممتلكات والأراضي والعقارات العائدة لهم، والتي تم تسجيلها بعد العام 2011، وتقرر تشكيل لجنة داخلية متخصصة لاستقبال شكاوى المدنيين والعسكريين المقدمة بحق المعتصم عباس وأقاربه للنظر فيها ومعالجتها أصولاً، وإحالتهم للقضاء العسكري المختص مع التقارير والملفات والأدلة بعد الانتهاء من التحقيقات.

معتصم عباس في صورة تجمعه مع بعض قيادات فرقة المعتصم (من حسابه على إكس)

وكتب القيادي في الفرقة مصطفى سيجري على حسابه في «إكس»: «بيان للرأي العام... بعد تنفيذ قرار المجلس العسكري للفرقة الثالثة في الفيلق الثاني (فرقة المعتصم) القاضي بعزل المدعو معتصم عباس وتجريده من جميع الصلاحيات العسكرية والأمنية والمالية واعتقاله، تم تسليمه وجميع الموقوفين لقيادة الفيلق الثاني أصولاً».

بدوره كتب معتصم عباس على حسابه في «إكس»: «لا تزال فرقة المعتصم قائمة بقواتها ومعسكراتها وقياداتها، ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن السيطرة على الفرقة من قبل من يسمون أنفسهم مجلس قيادة الفصيل، وإن القضاء سيأخذ مجراه في محاسبة المجرمين القتلة الذين يدعون الثورية وهم بعيدون عنها بسفكهم للدماء مقابل السلطة والمال بالغدر والخيانة».

فوضى مستمرة

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها اشتباكات متكررة بين الفصائل والعشائر تؤدي، غالباً، إلى سقوط ضحايا مدنيين يدفعون ثمن فوضى السلاح والاقتتال بين الفصائل، والتي تعد العائق الأساسي لضبط الأمن.

وقتل 4 أشخاص بينهم طفلة وأصيب 7 نساء في اشتباكات وقعت، الاثنين الماضي، في مدينة جرابلس بريف حلب (ضمن منطقة درع الفرات)، بين أبناء عشيرتي جيس وطي، استمرت ليومين وتسببت في توقف الحياة في جرابلس بشكل كامل وإغلاق المحال، مع نزوح من الأحياء التي شهدت اشتباكات.

وأعلنت القوات التركية الاستنفار، وتدخلت لإجلاء أعضاء هيئة تدريس فرع جامعة غازي عنتاب في جرابلس.

وقبل ذلك بأيام وقعت اشتباكات في قرية ليلوة قرب الغندورة بريف جرابلس الغربي، بين أبناء عشيرة الدمالخة وفصيل «الحمزات» الموالي لتركيا، بعدما منع أبناء العشيرة من العمل بأرضهم، وأطلق عليهم الرصاص، لتندلع اشتباكات شاركت فيها الشرطة العسكرية، ما أدى إلى مقتل أحد عناصرها.

وتردد عبر منصات التواصل الاجتماعي أن فصيل «الحمزات» حاصر القرية واقتحمها، ليخرج وجهاءها، وسط أعمال سرقة ونهب للبيوت واعتقال لشباب من القرية.

وقتل وأصيب أكثر من 40 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة وسط سوق مدينة أعزاز بريف حلب نهاية مارس (آذار) الماضي تبين أنه نتيجة لخلافات بين فصائل في الجيش الوطني.

اشتباكات بين فصائل موالية لتركيا في شمال سوريا (إكس)

وأعلن فصيل «عاصفة الشمال»، المسؤول عن إدارة الملف الأمني والعسكري في أعزاز، اعتقال 4 أشخاص متهمين بتنفيذ التفجير، واتهم فصيل «أحرار الشام»، بالقطاع الشرقي الموالي لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في أرياف حلب، بالوقوف وراء التفجير.

انتهاكات واسعة

وذكر تقرير لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، في فبراير (شباط) الماضي، أن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والجيش الوطني، التي أعلنت تركيا أنها تسعى لتحويلها إلى مناطق آمنة، تزخر بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها في المقام الأول فصائل من «الجيش الوطني السوري».

وأضاف التقرير أن حياة سكان المنطقة، البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة، تتسم بالفوضى القانونية وانعدام الأمن، ونقل عن أحد السكان السابقين، الذي عاش تحت حكم «الجيش الوطني السوري» لمدة تقل قليلاً عن 3 سنوات، أن «كل شيء بقوة السلاح».

ولفت التقرير إلى أنه رغم أن «الجيش الوطني السوري» يتبع رسمياً وزارة الدفاع في «الحكومة السورية المؤقتة»، وهي هيئة حاكمة معلنة ذاتياً، ومعترف بها دولياً تمثل المعارضة السورية ومقرها أعزاز، فإن فصائله تخضع في نهاية المطاف، بحسب مصدرين مطلعين تحدثا للمنظمة، للقوات العسكرية والمخابرات التركية، ولا شيء يحدث دون علمهم.

لكن «هيومن رايتس ووتش» ذكرت في تقريرها أنها لم تتمكن من العثور على توجيهات منشورة تحدد دور السلطات التركية في هيكل القيادة في الأراضي السورية التي تسيطر عليها.


حزب الحلبوسي يلوّح بالانسحاب من العملية السياسية

الأحزاب العراقية فشلت مرات عدّة في اختيار بديل للرئيس المقال محمد الحلبوسي (رويترز)
الأحزاب العراقية فشلت مرات عدّة في اختيار بديل للرئيس المقال محمد الحلبوسي (رويترز)
TT

حزب الحلبوسي يلوّح بالانسحاب من العملية السياسية

الأحزاب العراقية فشلت مرات عدّة في اختيار بديل للرئيس المقال محمد الحلبوسي (رويترز)
الأحزاب العراقية فشلت مرات عدّة في اختيار بديل للرئيس المقال محمد الحلبوسي (رويترز)

بات من الواضح أن منصب رئيس البرلمان الذي أسنده العرف السياسي في العراق إلى المكون السني، لم يعد حكراً على اختيار أحزاب وقوى هذا المكون لشخصية يجدها مناسبة لشغله.

كما لم تعد الكتلة السنية الوازنة والأكثر تمثيلاً في البرلمان يحتكر المنصب؛ إذ يعجز حزب «تقدم» الذي يقوده رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي غير قادر، رغم تفوقه العددي في البرلمان على منافسيها من القوى السنية الأخرى، على الفوز بالمنصب وتقديم بديل لرئيسها الحلبوسي رغم مرور نحو 6 أشهر على خروجه من المنصب، ومن هنا، فإن الأوساط القريبة من حزب «تقدم» والحلبوسي لا تستبعد انسحاباً شاملاً من العملية السياسية.

4 خيارات لـ«تقدم»

وأكد مصدر مقرب من حزب تقدم وتحالف الحلبوسي، أن أربعة خيارات على الطاولة، تتمحور حول تعليق العمل في البرلمان، والانسحاب من الحكومة، أو الانسحاب من تحالف «إدارة الدولة» الذي شكّل الحكومة ويضم معظم القوى الشيعية والسنية والكردية، أو «الانسحاب من كل شيء»، على غرار ما فعله زعيم «التيار الصدري» قبل نحو عامين.

ورأى المصدر، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن القصة غير متعلقة بمنصب رئيس البرلمان فقط؛ لأنه في المحصلة «لن يعود على الحلبوسي بشيْ حتى لو شغله عضو من حزبه»، بل «الشعور الآخذ في التشكل بأن القوى الشيعية تعزف على وتر الانقسام السني وتشتغله لصالحها».

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري غرب الأنبار (أرشيفية - إكس)

وقال المصدر، إن صورة القادة السنة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ربما كشفت عن جزء من هذا الإحساس، وهو أن هناك «لعباً حقيقياً على الانقسام السني»، وأنه «بدلاً عن أن يكون ضمن سياق صحي، صار الآخرون يتعاملون مع ذلك بوصفه سياقاً يتيح لهم مبدأ المقايضة ومساومة جميع الأحزاب والكتل السنية».

وأردف المصدر، الذي وصف نفسه بأنه شديد القرب من كواليس المفاوضات السنية على منصب البرلمان، إن «سياق المقايضة يعتمد على فكرة أن الآخر يطرح السؤال التالي مع من يفاوضه: (لماذا أتفاوض معك وغيرك يقبل بأقل مما تريد؟)، وهذا ما يحدث مع جميع الأطراف السنية؛ لذلك ذهبوا إلى إردوغان لإثبات أنهم موحدون».

وكرّر المصدر القول، إن خيارات الانسحاب قائمة وموجودة، لكن كل واحد منها له ضريبته ويجب أن يوضع ذلك في الحسبان، كل انسحاب سياسي ربما فيه ضريبة كبيرة، خاصة مع عدم ضمان الولاءات السياسية وربما تؤدي إلى انقسامات وانشقاقات عميق داخل الحزب المنسحب أياً كان حجمه ودوره».

وحول الطرف السني الأقرب للظفر بمنصب رئيس البرلمان، قدّر المصدر «أي مكسب سياسي يحققه أي طرف سني سيكون مؤقتاً وقليل التأثير؛ لعدم وجود بيئة عمل سياسية صالحة يمكن التعامل بها»، كما أن «بقية الأطراف تبحث عما يناسبها لإسناد منصب الرئيس».

لكن المصدر أكد أن هناك مباحثات مع «تقدم» بادرت إليها أطراف سنية وكردية وشيعية، وهناك رسائل خارجية تصل وتدعو إلى منع فكرة الانسحاب من العملية السياسية.

وقال إن «النقاشات مستمرة، لكن قراراً حاسماً باتجاه أي من الخيارات الأربعة لم يتخذ، ومع ذلك ثمة قناعة راسخة مفادها، إن كان الآخرون لا يؤمنون بالشراكة، فلماذا تجهد نفسك معهم؟ وعليك أن تحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب ولا تحاول أكثر من ذلك».

البرلمان العراقي بلا رئيس منذ أكتوبر الماضي بعد إقالة الحلبوسي (إعلام المجلس)

السفير الإيراني

من جهة أخرى، ترجح مصادر داخل «الإطار التنسيقي» أن يكون النائب سالم العيساوي (عن حزب السيادة بزعامة خميس الخنجر)، هو المرشح الأوفر حظاً لنيل منصب رئاسة البرلمان.

ومعروف أن العيساوي ينتمي إلى الاتجاهات المنافسة لحزب «تقدم» ورئيسه الحلبوسي، وسبق أن تقدم للترشيح في جلسة انتخابات رئيس البرلمان التي جرت نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، وحل ثانياً برصيد 97 صوتاً، مقابل 152 صوتاً لخصمه ومرشح حزب «تقدم» شعلان الكريم، وكان يفترض أن تجرى جولة تصويت ثانية بين المرشحين لفوز أحدهم، لكن الخلافات السياسية حول المنصب حالت دون عقد تلك الجولة حتى الآن.

وقالت مصادر «الإطار» إن «زيارة السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق إلى منزل العيساوي قبل أيام وتقديمه العزاء بمناسبة وفاة شقيقه، ربما كانت مؤشراً قوياً على القبول الإيراني بإسناد منصب رئاسة البرلمان إليه».

وأضافت المصادر أن العيساوي «من بين المرشحين المفضلين لرئيس (ائتلاف دولة القانون) نوري المالكي، وسبق أن توسط الأخير لصالح العيساوي لدى السفير الإيراني».