انتقدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، كلاً من الصين وروسيا لمعارضتهما مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن لفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب استمرارها في إجراء تجارب صاروخية، في انتهاك للقرارات الدولية، ما يثير مزيداً من القلق لدى الدول الغربية، وكذلك البلدان المجاورة، ولا سيما كوريا الجنوبية واليابان.
وفيما يُظهر الفجوة الهائلة بين الجانبين والمهمة شبه المستحيلة التي تواجهها إدارة الرئيس جو بايدن في محاولة إقناع مجلس الأمن بتبني قرار عقوبات جديد، سارع المندوب الصيني تشانغ جون ونائبة المندوب الروسي آنا إيفستينيفا إلى رفض الانتقادات الأميركية. وحذّرا من عواقب محاولات الغرب لفرض مزيد من العقوبات على بيونغ يانغ.
وظهر هذا السجال خلال جلسة عقدها مجلس الأمن مساء الأربعاء، استمع خلالها إلى إحاطة من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشرق الأوسط والمحيط الهادي خالد خياري، الذي نقل «التنديد الشديد» من الأمين العام أنطونيو غوتيريش لاستمرار جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) في تطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، قائلاً إن هذه الأعمال «تمثل انتهاكات واضحة» لقرارات مجلس الأمن و«تساهم في زيادة التوترات في المنطقة وخارجها». وأوضح أن عدد الصواريخ التي أطلقتها كوريا الشمالية في الأشهر الخمسة الماضية أكثر من العامين السابقين مجتمعين.
وفي إشارة إلى البرنامج النووي لدى كوريا الشمالية، أكد أن وجود مثل هذه الأسلحة «يزيد من مخاطر التصعيد غير المقصود أو سوء التقدير»، داعياً إلى العمل مع كل الأطراف من أجل سلام دائم وإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، بصورة كاملة وبشكل يمكن التحقق منه. وعبّرت السفيرة الأميركية عن رغبة بلادها في تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية بسبب إطلاقها ما لا يقل عن 17 صاروخاً باليستياً هذا العام، مضيفة أن الجهود المبذولة لتشديد العقوبات أوقفتها دولتان تمتلكان حق النقض (الفيتو)، وهما الصين وروسيا، اللتان قدمتا بدلاً من ذلك مشروع قرار مضاد من شأنه أن يخفف العقوبات على كوريا الشمالية بذريعة «المخاوف الإنسانية» في بلد «يتأرجح منذ فترة طويلة على شفا مجاعة».
وحذرت غرينفيلد من أن بيونغ يانغ تستعد لإجراء تجربة نووية هي السابعة، معتبرة أن الدولة الشيوعية المعزولة تشكل «تهديدات للأمن الإقليمي والدولي». وأضافت أن مجلس الأمن «ينبغي ألا يقف مكتوفاً»، علماً أنه «التزم الصمت، لأن اثنين من أعضاء المجلس جادلا بأن ضبط النفس في المجلس سيشجع بطريقة ما كوريا الشمالية على وقف التصعيد والجلوس على طاولة المفاوضات».
وأصدر مجلس الأمن كثيراً من القرارات التي تفرض عقوبات تستهدف البرامج والأسلحة والمعدات النووية في كوريا الشمالية منذ عام 2006. وعلى الرغم من هذه الإجراءات، واصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تطوير برامجه النووية والصاروخية.
وأعلنت سيول أمس أن كوريا الشمالية أطلقت 3 صواريخ باليستية. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الكوري الجنوبي: «رصد جيشنا إطلاق 3 صواريخ باليستية قصيرة المدى من منطقة سونان في بيونغ يانغ»، مضيفاً أن الصواريخ أطلقت باتّجاه بحر اليابان. وهو الأمر الذي أكدته لاحقاً وزارة الدفاع اليابانية.
وبالإضافة إلى إطلاق 3 صواريخ قصيرة المدى أمس، شملت عمليات الإطلاق السابقة هذا العام 3 صواريخ باليستية عابرة للقارات، يحتمل أن تكون قادرة على الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، بالإضافة إلى صاروخ أطلق من غواصة خلال الأسبوع الماضي.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل أول تشديد للأمم المتحدة للقيود على كوريا الشمالية منذ عام 2017.
وقالت نائبة السفير الروسي إنه «من غير المجدي تماماً» توقع «نزع سلاح غير مشروط» من بيونغ يانغ من خلال زيادة العقوبات، ورأت أن «العقوبات والضغط لن يحققا ذلك».
ولفت السفير الصيني إلى أن الدول تدعو إلى نزع السلاح النووي من جمهورية كوريا الشمالية، «بينما هم أنفسهم يعززون» تطوير برنامجهم النووي. وقال إن الاقتراح الأميركي «ليس طريقة مناسبة لمعالجة الوضع الحالي». وأسف لأن الولايات المتحدة «غضّت الطرف عن المقترحات المعقولة من الصين وأعضاء المجلس الآخرين المعنيين، ولا تزال مفتونة بالقوة السحرية للعقوبات».
وحذّر المندوب الكوري الجنوبي لدى الأمم المتحدة أوه جون من أن التجارب الصاروخية «تظهر إعطاء كوريا الشمالية الأولوية لأسلحة الدمار الشامل وبرامج الصواريخ الباليستية على حساب شعبها». وقال إن موقف بيونغ يانغ «صار عدوانياً بشكل متزايد، ويتجه نحو الاستخدام الفعلي للقدرات النووية». ورأى أن «صمت هذا المجلس... يزيد فقط من جرأة بيونغ يانغ».
أما السفير الياباني شيكاني كيميهيرو، فقال: «نحن بحاجة إلى إجراءات سريعة من المجلس على شكل عقوبات جديد»، مشيراً إلى إعلان أنها «ستنفذ خطتها الخمسية التي تتضمن سلاحاً نووياً تكتيكياً جديداً يعمل بالوقود الصلب». واعتبر أن «الرسالة الصحيحة لإحباط مثل هذه التطورات المحتملة وحضّها على العودة إلى الحوار الدبلوماسي لا يمكن وضعها إلا من خلال قرار جديد».
واشنطن تضغط لمزيد من العقوبات... وبيونغ يانغ ترد بـ3 صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان
روسيا والصين تعارضان المسعى الأميركي
واشنطن تضغط لمزيد من العقوبات... وبيونغ يانغ ترد بـ3 صواريخ باليستية باتجاه بحر اليابان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة