«وشم» يكشف مستويات الأكسجين في الدم

الوشم يتوهج تحت الضوء للكشف عن مستويات الأكسجين بالدم (الفريق البحثي)
الوشم يتوهج تحت الضوء للكشف عن مستويات الأكسجين بالدم (الفريق البحثي)
TT

«وشم» يكشف مستويات الأكسجين في الدم

الوشم يتوهج تحت الضوء للكشف عن مستويات الأكسجين بالدم (الفريق البحثي)
الوشم يتوهج تحت الضوء للكشف عن مستويات الأكسجين بالدم (الفريق البحثي)

يحصل الناس على وشم لتذكر حدث أو شخص ما، أو كزينة جمالية، لكن تخيل وشماً يمكن أن يكون وظيفياً، حيث يخبرك بمقدار الأكسجين الذي تستخدمه عند ممارسة الرياضة، أو قياس مستوى الجلوكوز في الدم في أي وقت من اليوم، أو مراقبة عدد من مكونات الدم المختلفة.
اتخذ المهندسون في جامعة تافتس الأميركية الآن، خطوة مهمة نحو تحقيق ذلك من خلال اختراع مادة قائمة على الحرير توضع تحت الجلد تصبح أكثر إشراقاً أو باهتة تحت مصباح، عند تعرضها لمستويات مختلفة من الأكسجين في الدم، وأبلغوا عن النتائج التي توصلوا إليها أول من أمس في دورية «أدفانسيد فانكشينال ماتريال».
ويتكون المستشعر الجديد، الذي يقتصر دوره حالياً على قراءة مستويات الأكسجين، من مادة مكونة من بروتين الحرير، تسمى «فيبروين»، وهي لها خصائص فريدة تجعلها متوافقة بشكل خاص كمادة قابلة للزرع، ويمكن أن تدوم تحت الجلد من بضعة أسابيع إلى أكثر من عام، وعندما تتفكك، لا تستدعي استجابة مناعية من الجسم لأنها متوافقة معه لكونها مادة طبيعية.
ولإنشاء مستشعر الأكسجين، استخدم الباحثون مادة مضافة تسمى (PdBMAP)، والتي تتوهج عند تعرضها لضوء بطول موجي معين، وهذا التوهج له شدة ومدة تتناسب مع مستوى الأكسجين في البيئة.
وفي التجارب، اكتشف المستشعر المزروع مستويات الأكسجين في نماذج حيوانية في الوقت الفعلي، وتتبع بدقة مستويات الأكسجين العالية والمنخفضة والطبيعية.
ويقول ديفيد كابلان، الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة تافتس، والباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إن هذا المستشعر يكتسب قيمة في الوقت الراهن، حيث ازدادت أهمية القدرة على تتبع مستويات الأكسجين لدى المرضى في الوعي العام بجائحة «كوفيد - 19»، حيث كان يجب إدخال المرضى للعلاج في المستشفى عندما تنخفض مستويات الأكسجين لديهم بشكل خطير.
ويقول توم فالكوتشي، طالب دراسات عليا في مختبر كابلان، والباحث المشارك بالدراسة «يمكننا تصور العديد من السيناريوهات التي يمكن أن يكون فيها جهاز استشعار يشبه الوشم تحت الجلد مفيداً، فمثلاً في المواقف التي يحتاج فيها شخص يعاني من حالة مزمنة إلى المراقبة على مدى فترة طويلة من الوقت خارج بيئة سريرية تقليدية، سيكون من المفيد وجود مستشعر دائم تحت الجلد».


مقالات ذات صلة

زيادة خطواتك اليومية تقلل الاكتئاب

صحتك المشي قد يسهم في تحسين الصحة النفسية (جامعة ليدز)

زيادة خطواتك اليومية تقلل الاكتئاب

ربطت دراسة إسبانية بين زيادة عدد الخطوات اليومية وتقليل أعراض الاكتئاب لدى البالغين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك يضطر البعض إلى عدم الدخول إلى المرحاض وحبس البول أحياناً بسبب وجودهم خارج المنزل أو انشغالهم (رويترز)

خبراء يحذِّرون: حبس البول قد تكون له أضرار صحية خطيرة

قد يشكل حبس البول تهديداً لصحتك؛ خصوصاً إذا كان سلوكاً منتظماً ومكتسباً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أبقار من قطيع غير مشتبه به في حظيرة الألبان التعليمية بجامعة كورنيل بنيويورك (أ.ف.ب)

الحليب الخام أم المبستر... أيهما أكثر صحة؟

لا يتوقف الجدل حول صحة الحليب الخام في مقابل الحليب المبستر. فماذا يقول الخبراء؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

علماء يستعينون بـ«الغراء» في تطوير علاج جديد للسرطان

طوَّر علماء يابانيون علاجاً جديداً للسرطان باستخدام مركَّب موجود في الغراء يسمى «أسيتات البولي فينيل PVA».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)

«زنازين الابتزاز»... كيف موّلت سجون سوريا نظام الأسد؟

سوري يزور سجن صيدنايا بالقرب من دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد (إ.ب.أ)
سوري يزور سجن صيدنايا بالقرب من دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد (إ.ب.أ)
TT

«زنازين الابتزاز»... كيف موّلت سجون سوريا نظام الأسد؟

سوري يزور سجن صيدنايا بالقرب من دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد (إ.ب.أ)
سوري يزور سجن صيدنايا بالقرب من دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد (إ.ب.أ)

لم تكن شبكة السجون الكبيرة التي أقامها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مجرد أداة لقمع معارضي حكمه فحسب، بل كذلك وسيلة لأنصاره لجني المال.

ويقول سوريون يائسون متمسكون بحلم رؤية أبنائهم وأزواجهم وأشقائهم المفقودين مرة أخرى، إنهم تعرضوا للابتزاز بشكل ممنهج لدفع رشاوى يصل مجموع قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

لكن أسوأ ما في الأمر أن هؤلاء المسؤولين على اختلاف مناصبهم والمحامين والمحتالين وأنصار الأسد الذين كانوا يطلبون الرشاوى في كثير من الأحيان لم ينقلوا أي معلومات عن المعتقلين الذين فارق عشرات الآلاف منهم الحياة، وفقاً لمراقبين معنيين بحقوق الإنسان.

«كانوا يكذبون علينا»

جاءت سناء عمر (38 عاماً) من مدينة حلب شمال سوريا إلى العاصمة دمشق سعياً للحصول على أخبار تتعلق بشقيقها محمد الذي اختفى عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.

وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في مشرحة مستشفى المدينة حيث أودع مقاتلو المعارضة جثثاً مجهولة الهوية عُثر عليها في سجون دمشق «شقيقي مفقود منذ عام 2011. لا نعرف عنه أي شيء أو في أي سجن».

وأضافت بأسى «دفعنا لكل المحامين. كانوا يعدوننا بأنه موجود وبمعلومات» عنه، موضحة «عندما فُقد بحثنا في كل سجلات الأمن ولم نجده».

وقالت «كان أبي يذهب كل سنة إلى الشام (دمشق) يرى محامين أو ضباطاً من النظام. كنا ندفع 200 أو 300 ألف»، وتضيف «كانوا يعدوننا بعد شهر سترون ابنكم، وكنا ننتظر شهر واثنين أن يأتونا بطلب موافقة (لزيارته) وكانوا يكذبون علينا».

وأشارت إلى أن الأسرة استمرت في دفع الرشاوى لخمسة أعوام «بعدها فقدنا الأمل».

متعلقات متناثرة على الأرض داخل سجن صيدنايا الذي كان يعرف باسم «المسلخ» في عهد بشار الأسد (رويترز)

قبل عامين، وقبل الانهيار المفاجئ لحكم الأسد الأسبوع الماضي في مواجهة هجوم خاطف شنه مقاتلو المعارضة، حاولت مجموعة حقوقية تقدير المبلغ الذي دفعته عائلات المعتقلين على مر سنوات.

سجلات مهجورة

أجرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا مئات المقابلات لسؤال الأُسر عن المبالغ التي دفعوها مقابل وعود بمعلومات أو زيارة أو حتى إطلاق سراح أبنائهم.

ووفقاً لبيانات الرابطة جنى مسؤولون حكوميون ومؤيدون للنظام نحو 900 مليون دولار. وقد اعتقل مئات آلاف الأشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد مطلع عام 2011.

وبعد مرور 13 عاماً على اندلاع النزاع في سوريا، باتت أبواب سجن صيدنايا (نحو 30 كيلومترا شمال دمشق)، هذا المبنى الكبير القاتم ذو الجدران الرمادية والمطل على وادٍ قاحل تظهر فيه بعض الفيلات الفخمة، مفتوحة.

وهذه المرة بدلاً من أن تدفع الأسر مالاً للمسؤولين أو الوسطاء مقابل فتات المعلومات، يبحث هؤلاء بشكل يائس في سجلات مهجورة عن أخبار أقاربهم المفقودين.

خيبة أمل

وقال الشاب حسن هاشم ضخم البنية الذي جاء من ريف حماة شمال سوريا، إنه جاء «للبحث عن شقيقي المعتقل في سجن صيدنايا منذ 2019»، في محاولة يائسة أخيرة لمعرفة مصيره.

وأضاف أن شقيقه الآخر كان يزور شقيقه المعتقل لكن «منذ سنة أخذوه لإعادة التحقيق إلى فرع 48، وكنا نلاحقه ودفعنا أكثر من 12 ألف دولار».

وأشار إلى وعود بأنه «سيخرج اليوم، سيخرج غداً»، مضيفاً أن شقيقه «متزوج ولديه 4 بنات واتُّهم بالإرهاب».

ويتابع هاشم أنه لدى نقل شقيقه المدان بـ«الإرهاب الدولي وحمل السلاح ضد الدولة» إلى قاعدة المزة الجوية في دمشق تم ربط الأسرة بأحد أقرباء مسؤول كبير في النظام.

سوريون يتجولون في سجن صيدنايا بعد سقوط نظام بشار الأسد (رويترز)

ويقول «قالوا إنهم بحاجة إلى 100 ألف دولار لإخراجه. قلت لهم حتى وإن بعت قريتي كاملة لن أحصل على 100 ألف دولار. من أين لي أن أحصل على هذا المبلغ؟».

الآن يتجول المدنيون المذهولون ومقاتلو فصائل المعارضة في قاعات صيدنايا الخرسانية التي تضم الزنازين، ويركلون حصائر النوم المهجورة القذرة التي تظهر أن كل زنزانة كانت مكتظة وتضم عشرين سجيناً.

وقام رجال الإنقاذ بثقب الجدران للتحقق من شائعات حول وجود طوابق سرية تضم سجناء مفقودين، لكن آلاف الأسر يشعرون بخيبة أمل لاحتمال أن يكون أقاربهم قد ماتوا وقد لا يُعثر عليهم أبداً.

وعد عيد الأم

يقف مقاتلون وزوار في الطابق الأرضي من أحد أقسام السجن أمام مكبس هيدروليكي يقول معتقلون سابقون إنه كان يستخدم لسحق السجناء أثناء جلسات تعذيب.

وأرضية الغرفة المجاورة التي تضم معدات صناعية أكثر، وزلقة بسبب مواد شحمية ذات رائحة كريهة.

سيدة سورية تمسك مشنقة داخل سجن صيدنايا أثناء بحثها عن أقاربها (رويترز)

وتقول أيوش حسن (66 عاماً) التي جاءت من ريف حلب بحثاً عن ابنها بغضب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» خارج السجن «منذ شهر طلبوا 300 ألف، وقالو إنهم طلبوا ملفه وهو موجود في صيدنايا وبخير».

وأضافت باكية «ليس هنا، إنه ليس معنا»، واصفة مشهد السجلات المحروقة بينما تجمع بعض الأشخاص لسماع قصتها ومعرفة ما يحزنها.

وقالت «نريد أولادنا أحياء أم أمواتاً. محروقين، أو رماداً، أو مدفونين جماعياً. فقط أبلغونا».

وتضيف بحرقة «كذبوا علينا. لقد كنا نعيش على الأمل لمدة 13 عاماً، معتقدين أنه سيخرج خلال شهر، أو في الشهرين المقبلين أو هذا العام أو في عيد الأم... كل هذه أكاذيب».