انخفض حجم الغاز الروسي المار عبر أوكرانيا إلى أوروبا، اليوم (الأربعاء)، للمرة الأولى منذ بدء الغزو الروسي، بعد توقف خط أنابيب غاز يربط بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى انخفاض كمية الغاز الواصل إلى ألمانيا بنسبة 25 في المائة.
وقالت الوكالة الحكومية الألمانية المسؤولة عن الطاقة إنه «نظراً إلى انخفاض العبور، انخفضت كمية الغاز التي تسلَّم إلى ألمانيا عبر أوكرانيا بنسبة 25 في المائة مقارنةً بـأمس»، إلا إن الإمدادات إلى ألمانيا في المجمل مضمونة؛ إذ «تعوّض زيادة الإمدادات من النرويج وهولندا الكميات المتأثّرة».
وأكدت الهيئة الأوكرانية المشغّلة لأنابيب الغاز، من جانبها، في بيان أن مجموعة «غازبروم» الروسية قطعت الغاز عن فرع أوكراني من خط أنابيب الغاز بعد أن صرحت الهيئة الأوكرانية، أمس، بأن وجود قوات روسية قرب بنى تحتية في سوخرانيفكا ونوفوبسكوف في منطقة لوغانسك لا يسمح بتأمين التدفق المعتاد للغاز نحو أوروبا ويتطلب ذلك تحويله إلى نقطة عبور ثانية في سودجا.
واستنكرت «عمليات سحب غير نظامية» لـ«الغاز المخصص للعبور» لإرساله، بحسب كييف، إلى الأراضي التي تحتلها روسيا في شرق أوكرانيا، دون أن تعطي أرقاماً. وتطلب شركة التشغيل الأوكرانية توجيه الغاز الروسي إلى نقطة عبور أخرى، في سودجا، الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها كييف.
من جانبها، نفت مجموعة «غازبروم» الروسية العملاقة، مساء اليوم، وجود أي «قوة قاهرة» لوقف الغاز، مؤكدةً أنه من المستحيل تحويل مسار هذه الكميات من الغاز لأسباب تقنية.
وأكدت شركة «غازبروم» لوكالة أنباء «تاس» الروسية أن كميات الغاز ستتدنى إلى 72 مليون متر مكعب الثلاثاء، لكنها أشارت إلى أنه جرى تسليم 95.8 مليون متر مكعب في اليوم السابق.
بحسب الأرقام التي نشرتها الهيئة الأوكرانية، صباح الأربعاء، تراجعت الكميات التي تعبر في سوخرانيفكا إلى الصفر، ويُتوقع أن ترتفع تلك التي تعبر في سودجا، لكنها ليست كافية لتعويض الانخفاض.
عدّت مستشارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «نفتوغاز»؛ مؤسسة الطاقة الأوكرانية، سفيتلانا زاليتشوك، أنها «لعبة سياسية من جانبهم. سيحاولون إظهارنا على أننا غير مسؤولين، لكن الأمر عكس ذلك تماماً. لقد احتلوا أراضينا ولم نعد قادرين على الوصول إلى بنيتنا التحتية».
وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إنها «تراقب الوضع من كثب»، لكنها أكدت أن «أمن الطاقة» الألماني ما زال «مطَمئناً».
تعتمد ألمانيا إلى حد كبير على روسيا لتوفير إمداداتها من الغاز؛ إذ كانت الإمدادات الروسية تشكّل 55 في المائة من وارداتها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
تشكل أوكرانيا مسار عبور مهماً للغاز الروسي الذي تستهلكه أوروبا. وكانت كل من موسكو وكييف أبقتا على هذا التدفق رغم الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) الماضي.
يعمل الأوروبيون على تخفيف اعتمادهم في مجال الطاقة على روسيا منذ أن أطلقت هجومها، بهدف التمكن من فرض عقوبات أشد على موسكو.
ورداً على سؤال حول هذا الانخفاض في عمليات التسليم، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن «روسيا احترمت دائماً التزاماتها التعاقدية، وستواصل القيام بذلك».
انخفاض ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا للمرة الأولى منذ بداية غزو أوكرانيا
انخفاض ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا للمرة الأولى منذ بداية غزو أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة