شراء طائرات وحلول تقنية في «مستقبل الطيران المدني»

تضمنت دعم حلول الإنترنت الهوائي وعقود إعادة تأجير

جانب من مؤتمر مستقبل الطيران المدني (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر مستقبل الطيران المدني (الشرق الأوسط)
TT

شراء طائرات وحلول تقنية في «مستقبل الطيران المدني»

جانب من مؤتمر مستقبل الطيران المدني (الشرق الأوسط)
جانب من مؤتمر مستقبل الطيران المدني (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي أعلنت فيه الشركة السعودية لهندسة وصناعية الطيران عن إطلاقها مشروعا تعاونيا لدعم حلول الإنترنت الهوائي المتقدم تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للبلاد، كشفت «طيران ناس» الناقل الجوي السعودي، عن 3 شراكات لشراء وإعادة تأجير 14 طائرة جديدة من طراز إيرباص بقيمة 6.6 مليار ريال (1.7 مليار دولار).
وأوضحت «طيران ناس» أن هذه الطائرات التي تم الاتفاق عليها مع شركات هي cmb leasing-cdb aviation-avolon، تمثل جزءاً من طلبية لـ120 طائرة من هذا النوع وقد تسلم منها 22 طائرة حتى نهاية مارس (آذار) 2022.
وقال بندر المهنا، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لطيران ناس، أن هذه الاتفاقيات تأتي لدعم خطة الشركة في التوسع محلياً ودولياً والمساهمة الفاعلة في تحقيق استراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني بالوصول إلى 330 مليون مسافر في المملكة سنوياً، وربط العالم مع المملكة عبر أكثر من 250 جهة.
من جانب آخر، أعلنت الشركة السعودية لهندسة وصناعة الطيران (SAEI) عن إطلاقها لمشروع تعاوني مع شركة ستيلر بلو، لتوفير وتركيب ودعم حلول الإنترنت الهوائي المتقدم تماشيًا مع الإستراتيجية الوطنية للطيران وحرصاً منها على توفير أفضل الخدمات وتعزيز تجربة الضيوف أثناء الرحلات، وذلك عبر اتفاقية بين الطرفين جرت أمس خلال مؤتمر مستقبل الطيران المقام بالرياض.
وبموجب هذا التعاون، ستتوفر تقنيات متطورة تعتمد عليها الشركة على مدار الأعوام القادمة حيث ستعمل «ستيلر بلو» بالتعاون مع (SAEI)، على تعزيز دورها كمركز متميز للاتصال الشبكي الجوي في المنطقة.
كما تستهدف هذه الشراكة الاستراتيجية تعزيز دور شركة الخطوط السعودية ورفع قدرتها على تزويد عملائها الحاليين من شركات الطيران ومن الجهات الحكومية بتكنولوجيا متكاملة.
وستوفر شركة «ستيلر بلو» تكنولوجيا (300Falcon) التي تتيح لشركات الطيران الاستفادة من العديد من مزودي خدمات الاتصال الجوي عبر الأقمار الصناعية، وبالتالي تمكينها من توفير خدمة الاتصال الدائم بشبكة الإنترنت لعملائها، وتحقيق أفضل مستويات الأداء حيث ستتيح للضيوف الاستمتاع بخاصية البث المباشر وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وتقدم لهم تجربة فريدة يطلق عليها «تجربة الإنترنت المنزلي في السماء».
وجمع مؤتمر مستقبل الطيران، قادة صناعة الطيران من جميع أنحاء العالم في القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى الرؤساء التنفيذيين لشركات الطيران والهيئات التنظيمية الدولية لبحث تطور السفر الجوي وتطوير حلول للصناعة ما بعد الوباء، مستضيفاً أكثر من 120 متحدثاً وأكثر من 2000 مشارك لمناقشة مواضيع رئيسية وهي الابتكار والنمو والاستدامة وذلك خلال 40 جلسة.


مقالات ذات صلة

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

الاقتصاد صورة لوزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي مع مسؤولي برنامج الربط الجوي السعودي خلال مؤتمر مسارات العالم (الشرق الأوسط) play-circle 00:46

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

تحدّث الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، لـ«الشرق الأوسط»، عن نجاح البرنامج، هذا العام، في جذب 12 شركة طيران.

بندر مسلم (المنامة)
الاقتصاد بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

تشهد السوق العقارية السعودية طلباً متزايداً على الوحدات السكنية الصغيرة، مدفوعاً بتغير التركيبة السكانية، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي مشاركاً في اجتماعات مجموعة العمل الخاصة بالتحولات في مجال الطاقة ضمن «مجموعة العشرين» (حساب وزارة الطاقة على «إكس»)

وزير الطاقة السعودي: أهمية التوازن بين النمو وأمن الطاقة

شدد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان على أهمية التوازن بين النمو الاقتصادي، وأمن الطاقة، وجهود مواجهة التغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (فوز دو إيغواسو (البرازيل))
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب» العالمي في نسخته الماضية (الشرق الأوسط)

الرياض تجمع المبتكرين لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المشروعات العقارية

من المقرر أن يجمع معرض «سيتي سكيب» العالمي، الذي سيقام من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل، في العاصمة السعودية الرياض، أبرز خبراء المستقبل والمبتكرين.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد صورة في أثناء توقيع الاتفاقيات التجارية بين الدولتين (واس)

اتفاقيات تجارية سعودية - جورجية في قطاعات النقل والطاقة والسياحة

توقيع اتفاقيات سعودية - جورجية لتعزيز الشراكات التجارية، ومناقشة فرص استثمارية في النقل والزراعة والطاقة المتجددة والسياحة.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

«مافيش بيض يا ماما على الفطار... أو حتى خضار... جبنة وعيش بس؟».

هكذا أبدى الطفل يوسف اندهاشه من المائدة التي كانت في يوم من الأيام تمتلئ بأنواع كثيرة من الطعام الصحي. لكن الأم ردت بتلقائية: «البيضة مش كل يوم، (البيضة) بقت بـ7 جنيه، والجبنة فيها فيتامينات اللبن».

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة. كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً، التي بدأت هي الأخرى في تقليل الأصناف والأحجام، لتخفيض الأسعار نسبياً أو ثباتها على الأقل، من خلال «عروض موسمية» لفترة محدودة.

ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية، لأول مرة منذ 5 أشهر، إلى 26.2 في المائة في أغسطس (آب) من 25.7 في المائة في يوليو (تموز). حسبما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.

ويعني ارتفاع معدل التضخم بنسبة 26 في المائة أن الأسعار ترتفع بأكثر من الربع على إجمالي المصروفات سنوياً، وهو ما لم ينعكس على معدلات الأجور في مصر بنفس النسبة.

وهذا ما حاولت الأم إيصاله لابنها البالغ 10 سنوات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع الأسعار قلص عدد أصناف الطعام، وبالتالي الفيتامينات التي يجب أن تقدَّم للطفل في هذه السن... ودائماً ما يشتكون من هذا.. لذلك اضطررت إلى أن ألجأ إلى أصناف (الأكل الكدّابة)! للتغلب على هذه الشكوى... هذا كل ما أستطيع أن أفعله!».

اشتهر في مصر خلال الفترة الحالية بعض الأكلات المسماة «الوجبات الكدّابة»، للتغلب على ارتفاع الأسعار، مثل «البانيه الكدَّاب»، وهو عبارة عن كمية صغيرة من الفراخ البانيه يُزاد حجمها بخلطها بالبطاطس المسلوقة والدقيق، لتعطي مذاقاً مقارباً للفراخ البانيه؛ وباقي الأصناف المرتفعة في الأسعار تقلَّد على نفس المنوال. ولجأت الأمهات إليها مؤخراً للتغلب على ارتفاع الأسعار بعد زيادة «شكوى الأولاد من ساندويتشات زملائهم في المدرسة»، وفقاً لأم الطفل يوسف، الأربعينية، خريجة التجارة.

بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين في إجمالي الجمهورية 231.1 نقطة لشهر أغسطس 2024، مسجلاً بذلك تضخماً شهرياً قدره 1.9 في المائة.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات بنسبة 14.3 في المائة، ومجموعة خدمات النقل بنسبة 14.9 في المائة، ومجموعة خدمات البريد بنسبة 6 في المائة، ومجموعة الأجهزة المنزلية بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.1 في المائة، ومجموعة خدمات المستشفيات بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.4 في المائة، ومجموعة الفاكهة بنسبة 0.9 في المائة، ومجموعة المياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 1.7 في المائة، ومجموعة الملابس الجاهزة بنسبة 1.2 في المائة.

وانخفض الجنيه المصري أمام الدولار من 30.91 جنيه في مارس (آذار) الماضي، إلى نحو 48.5 جنيه، بتراجع نحو 60 في المائة، وهو ما سمح باتفاق مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار.

ونتيجة لذلك، رفعت الحكومة أسعار عدد كبير من المنتجات المدعومة للسيطرة على عجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه (10.3 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ومع اعتزام الحكومة استمرار رفع الأسعار أو بالأحرى رفع الدعم من السلع المدعومة، حتى نهاية عام 2025، من المتوقع أن يبقى التضخم بعيداً عن نطاق البنك المركزي المصري المستهدَف عند 7 في المائة (+/- 2 في المائة).

ومن المقرر أن يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أرقام التضخم لشهر أغسطس يوم الخميس المقبل.

وتتوقع مؤسسة «فيتش سوليوشنز» أن يظل معدل التضخم السنوي في مصر ثابتاً في النصف الثاني من العام الجاري، بمتوسط 27 في المائة على أساس سنوي، نتيجة الزيادات المقررة في أسعار الكهرباء والوقود والمنتجات الغذائية. متوقعةً تراجع المعدل السنوي للتضخم إلى أقل من 20 في المائة بحلول فبراير (شباط) 2025.

وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها الأخير، الإبقاء على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض دون تغيير عند 27.25 و 28.25 في المائة بالترتيب، وهذا ما يزيد قليلاً على معدل التضخم السنوي المسجل لشهر أغسطس الماضي.

وتنعكس معدلات التضخم ليس على موائد المصريين فقط، بل على أعمالهم أيضاً، فقد أظهر مؤشر «بارومتر الأعمال»، التابع للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أنه «لا تزال التحديات المرتبطة بارتفاع التضخم تتصدر قائمة المعوقات بالنسبة لجميع الشركات خلال الربع الثاني من العام الجاري، يليها في المرتبة الثانية الارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة والمياه، والذي يمثل عبئاً إضافياً على الشركات خصوصاً في ظل توجهات الحكومة لرفع دعم الطاقة كلياً».