اليابان تفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا

وزيرة الخزانة الأميركية تناقش في أوروبا مواصلة الضغوط

دبابة من الحقبة السوفياتية تشارك في العرض العسكري لـ«يوم النصر» بموسكو أول من أمس (د.ب.أ)
دبابة من الحقبة السوفياتية تشارك في العرض العسكري لـ«يوم النصر» بموسكو أول من أمس (د.ب.أ)
TT

اليابان تفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا

دبابة من الحقبة السوفياتية تشارك في العرض العسكري لـ«يوم النصر» بموسكو أول من أمس (د.ب.أ)
دبابة من الحقبة السوفياتية تشارك في العرض العسكري لـ«يوم النصر» بموسكو أول من أمس (د.ب.أ)

أعلنت اليابان، أمس الثلاثاء، عقوبات جديدة على روسيا، لتجميد أصول مزيد من الأفراد، وحظر تصدير السلع المتطورة إلى كيانات روسية، منها مؤسسات البحث العلمي.
تأتي العقوبات الجديدة في إطار الإجراءات التي اتخذتها طوكيو في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تصفه روسيا بأنه عملية عسكرية خاصة.
كانت وزارة المالية اليابانية، قد أعلنت منتصف مارس (آذار) الماضي، أن اليابان قررت تجميد أصول 17 فرداً روسياً جديداً. وأضافت أن المستهدفين من العقوبات الجديدة بينهم 11 نائباً بمجلس «الدوما» الروسي، و5 أفراد من أسرة المصرفي يوري كوفالتشوك، وكذلك الملياردير فيكتور فيكسلبرغ.
وقالت إن هذه الخطوة ترفع إجمالي عدد الروس الذين يستهدفهم تجميد اليابان للأصول على خلفية الأزمة الأوكرانية، إلى 61.
وفي 8 أبريل (نيسان) الماضي، قالت اليابان إنها ستحظر واردات الفحم من روسيا، في تصعيد كبير للعقوبات شمل طرد 8 دبلوماسيين، وذلك ضمن أقوى تحركاتها حتى الآن، احتجاجاً على ما وصفته بالإجراءات «المشينة» بحق المدنيين في أوكرانيا.
وأعلن رئيس الوزراء فوميو كيشيدا هذه الإجراءات في مؤتمر صحافي، بعد وقت قصير من إعلان اليابان طرد 8 دبلوماسيين ومسؤولين تجاريين روس. وجاء الإعلان في أعقاب خطوات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
وقال كيشيدا: «لقد انتهكت روسيا مراراً القانون الإنساني الدولي بقتل المدنيين ومهاجمة محطات الطاقة النووية... هذه جرائم حرب لا تغتفر». وشملت العقوبات حظراً على استيراد بعض السلع الروسية، وتجميد أصول بنك «سبيربنك» المملوك للدولة.
يمثل هذا تغييراً في موقف اليابان التي قالت في وقت سابق إنها ستخفض الواردات تدريجياً، بينما تبحث عن موردين آخرين في أعقاب العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).
ووفقاً للبيانات الحكومية، شكَّل الفحم الروسي 11 في المائة من إجمالي واردات اليابان من الفحم في عام 2021. وكانت روسيا خامس أكبر مورد للغاز الطبيعي المسال والخام لليابان في عام 2021. وتستورد اليابان تقريباً كل الفحم الذي تستهلكه، ما يجعلها ثالث أكبر مستورد بعد الهند والصين، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وقال كويشي هاجيودا، وزير الصناعة الياباني: «سنحتاج إلى إيجاد موردين آخرين وإلا سنواجه صعوبات في تدبير الفحم المحلي، ما قد يؤدي إلى انقطاع الكهرباء. ينبغي أن نتجنب مثل هذا الموقف». وأضاف: «سنتعاون في تطبيق العقوبات الروسية، دون أن نلحق الضرر بالصناعة المحلية».
وتنسق اليابان تحركاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، بعد أن أصدر الحلفاء في مجموعة السبع بياناً تعهدوا فيه بفرض عقوبات إضافية على روسيا، قد تشمل النفط.
في غضون ذلك، ذكرت وزارة الخزانة الأميركية أن الوزيرة جانيت يلين ستتوجه الأسبوع المقبل إلى أوروبا، لعقد اجتماعات مع نظرائها من الاقتصادات الصناعية الكبرى، بهدف مواصلة ضغط العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، ومنع التأخير في تنفيذ اتفاق ضريبيي عالمي.
وقالت الوزارة في بيان، مساء يوم الاثنين، إن يلين ستتوقف في وارسو وبروكسل، قبل أن تسافر إلى مدينة بون بألمانيا، لحضور اجتماع لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من مجموعة الدول الصناعية السبع، خلال الفترة ما بين 19 و20 مايو (أيار) الجاري.



ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
TT

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)
أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة، وهو اتجاه قد يُقلل من احتمالية قيام مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي كثيراً هذا العام.

ومن المتوقع أن تعلن وزارة العمل يوم الأربعاء عن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في ديسمبر (كانون الأول) بنسبة 2.8 في المائة عن العام الماضي، وفقاً لخبراء اقتصاديين استطلعت آراؤهم شركة «فاكتسيت»، بعد أن كان قد ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وسيكون هذا هو الارتفاع الثالث على التوالي، بعد أن انخفض التضخم إلى أدنى مستوى له منذ 3 سنوات ونصف السنة إلى 2.4 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وقد يؤدي هذا الارتفاع إلى تأجيج المخاوف المستمرة بين عدد من الاقتصاديين، وفي الأسواق المالية من أن التضخم قد علق فوق هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. وقد أدّت مثل هذه المخاوف إلى ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الخزانة، ما أدى أيضاً إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للرهون العقارية والسيارات وبطاقات الائتمان، حتى مع قيام «الاحتياطي الفيدرالي» بخفض سعر الفائدة الرئيسي.

وقد تسبب تقرير الوظائف القوي غير المتوقع الصادر يوم الجمعة الماضي في انخفاض أسعار الأسهم والسندات، بسبب المخاوف من أن الاقتصاد السليم قد يُحافظ على ارتفاع التضخم، ما يمنع «الاحتياطي الفيدرالي» من خفض سعر الفائدة الرئيسي أكثر من ذلك.

وباستثناء فئتي الغذاء والطاقة المتقلبتين، توقع الاقتصاديون أن يظل ما يُسمى بالتضخم الأساسي عند 3.3 في المائة في ديسمبر للشهر الرابع على التوالي.

وعلى أساس شهري، من المرجح أن ترتفع الأسعار بنسبة 0.3 في المائة في ديسمبر للشهر الثاني على التوالي، ومن شأن ارتفاع الأسعار بهذه الوتيرة أن يتجاوز هدف «الاحتياطي الفيدرالي»، البالغ 2 في المائة. ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة.

ومن المحتمل أن يكون جزء من الارتفاع في الأسعار مدفوعاً بعوامل لمرة واحدة، مثل قفزة أخرى في تكلفة البيض، التي كانت واحدة من أكثر فئات الأغذية تقلباً في السنوات الأخيرة. وقد أدَّى تفشي إنفلونزا الطيور إلى هلاك عدد من قطعان الدجاج، ما قلّل من المعروض من البيض.

ويتوقع الاقتصاديون بشكل عام أن ينخفض التضخم قليلاً في الأشهر المقبلة؛ حيث تنمو أسعار إيجار الشقق والأجور وتكاليف التأمين على السيارات بشكل أبطأ، ولكن ما يُلقي بظلاله على التوقعات هو السياسات التضخمية المحتملة من الرئيس المنتخب دونالد ترمب، فقد اقترح الأخير زيادة الرسوم الجمركية على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير المصرح لهم.

يوم الثلاثاء، قال ترمب إنه سينشئ «دائرة الإيرادات الخارجية» لتحصيل الرسوم الجمركية، ما يُشير إلى أنه يتوقع فرض عدد من الرسوم في نهاية المطاف، حتى إن كان قد قال أيضاً إنه ينوي استخدامها ورقة مساومة. وخلال حملته الانتخابية، وعد بفرض رسوم تصل إلى 20 في المائة على جميع الواردات، ورسوم تصل إلى 60 في المائة على البضائع القادمة من الصين.

وفي الأسبوع الماضي، أظهر محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال ديسمبر أن الاقتصاديين في البنك المركزي يتوقعون أن يظل التضخم هذا العام كما هو تقريباً في عام 2024، مدفوعاً قليلاً بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية.

وقال رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، إن البنك المركزي سيُبقي على سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً، حتى يعود التضخم إلى 2 في المائة. ونتيجة ذلك، يتوقع المستثمرون في «وول ستريت» أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي مرة واحدة فقط هذا العام، من مستواه الحالي البالغ 4.3 في المائة، وفقاً لأسعار العقود الآجلة.

ولا تزال تكاليف الاقتراض الأخرى مرتفعة، ويرجع ذلك جزئياً إلى توقعات ارتفاع التضخم، وقلة تخفيضات أسعار الفائدة من جانب «الاحتياطي الفيدرالي». وارتفعت معدلات الرهن العقاري، التي تتأثر بشدة بالعائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، للمرة الرابعة على التوالي الأسبوع الماضي إلى 6.9 في المائة، وهو أعلى بكثير من أدنى مستوياتها في عهد الوباء، الذي بلغ أقل من 3 في المائة.

وفي ظل مرونة سوق العمل -حيث انخفض معدل البطالة إلى مستوى متدنٍّ بلغ 4.1 في المائة الشهر الماضي- فإن المستهلكين قادرون على مواصلة الإنفاق، ودفع عجلة النمو. ومع ذلك، إذا تجاوز الطلب ما يمكن أن تنتجه الشركات، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التضخم.

في وقت سابق من هذا الشهر، اتفق عدد من الاقتصاديين البارزين، بمن في ذلك رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» السابق، بن برنانكي، على أن التعريفات الجمركية التي سيفرضها ترمب في نهاية المطاف لن يكون لها على الأرجح سوى تأثيرات طفيفة على التضخم. وقد نوقشت هذه المسألة في الاجتماع السنوي للجمعية الاقتصادية الأميركية في سان فرنسيسكو.

وقال جيسون فورمان، أحد كبار المستشارين الاقتصاديين خلال إدارة أوباما، في المؤتمر إن الرسوم قد ترفع معدل التضخم السنوي بعدة أعشار من النقطة المئوية فقط، لكنه أضاف أنه حتى زيادة بهذا الحجم قد تكون كافية للتأثير على قرارات «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن معدل الفائدة.

وقال في الرابع من يناير (كانون الثاني): «أنت في عالم تكون فيه سياسات ترمب أشبه بالأعشار، أكثر من كونها شيئاً كارثياً». وأضاف: «لكنني أعتقد أننا أيضاً في عالم يعتمد فيه اتجاه بقاء معدلات الفائدة على حالها أو انخفاضها أو ارتفاعها على تلك الأعشار».