«البوندسبنك» يدعو «المركزي الأوروبي» لرفع أسعار الفائدة

مع صعود التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي عند 7.5% الشهر الماضي يدافع صانعو السياسة النقدية بشكل متزايد عن إنهاء سريع للتحفيز وزيادة للفائدة في يوليو (أ.ف.ب)
مع صعود التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي عند 7.5% الشهر الماضي يدافع صانعو السياسة النقدية بشكل متزايد عن إنهاء سريع للتحفيز وزيادة للفائدة في يوليو (أ.ف.ب)
TT

«البوندسبنك» يدعو «المركزي الأوروبي» لرفع أسعار الفائدة

مع صعود التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي عند 7.5% الشهر الماضي يدافع صانعو السياسة النقدية بشكل متزايد عن إنهاء سريع للتحفيز وزيادة للفائدة في يوليو (أ.ف.ب)
مع صعود التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي عند 7.5% الشهر الماضي يدافع صانعو السياسة النقدية بشكل متزايد عن إنهاء سريع للتحفيز وزيادة للفائدة في يوليو (أ.ف.ب)

قال جواكيم ناجيل رئيس البنك المركزي الألماني (بوندسبنك) أمس (الثلاثاء)، إنه ينبغي للبنك المركزي الأوروبي أن يرفع أسعار الفائدة في يوليو (تموز)، لمنع التضخم المرتفع من أن يصبح مترسخاً.
ومع صعود التضخم في منطقة اليورو إلى مستوى قياسي عند 7.5 في المائة الشهر الماضي، يدافع صانعو السياسة النقدية بشكل متزايد عن إنهاء سريع للتحفيز، ودعا بعضهم بالفعل إلى زيادة للفائدة في يوليو.
وقال ناجيل، وهو وافد جديد إلى المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إنه ينبغي للبنك أن ينهي مشتريات الأصول، المعروفة بالتيسير الكمي، في نهاية يونيو (حزيران)، ثم يبدأ رفع سعر فائدة الإيداع البالغ حالياً سالب 0.5 في المائة في اجتماعه بالشهر التالي.
كان ناجيل، قد دعا في الأول من أبريل (نيسان) الماضي، البنك المركزي الأوروبي، إلى اتخاذ رد فعل سريع إزاء ضغوط الأسعار المتسارعة. وقال وقتها: «جاء معدل التضخم مجدداً أكبر بكثير من المتوقع».
وأضاف: «كنا واضحين في مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إجراءات السياسة النقدية تعتمد على البيانات». وأوضح: «بيانات التضخم تتحدث عن نفسها... لا يجب أن تهدر السياسة النقدية فرصة اتخاذ إجراءات مضادة في الوقت المناسب».
ويزيد الزخم حول المطالب بزيادة الفائدة في منطقة اليورو، رغم التريث الذي تظهر به رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد.
والأسبوع الماضي، قال بوستيان فاسيل عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إنه سيكون من المناسب بدء زيادة سعر الفائدة الرئيسية لمنطقة اليورو عن مستوياته القياسية المنخفضة الحالية «قبل الصيف» المقبل.
وفاسيل وهو محافظ البنك المركزي السلوفيني أوضح: «نحن في مرحلة مختلفة من ديناميكيات التضخم. التضخم الآن ذو قاعدة واسعة... الوسيلة الوحيدة لمواجهته هي البدء في زيادة أسعار الفائدة».
يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات أولي رين عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي في مقابلة صحافية نشرت يوم الخميس، قال فيها إنه يتعين على البنك زيادة سعر الفائدة الأوروبية الأقل من صفر في المائة حالياً خلال اجتماعه المقرر في يوليو المقبل.
وكانت إيزابيل شنابل عضوة المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي قد قالت يوم الثلاثاء الماضي، إنها تتوقع موافقة مجلس محافظي البنك على زيادة سعر الفائدة في منطقة اليورو لكبح جماح التضخم خلال يوليو المقبل. وأضافت في تصريحات صحافية: «لا يكفي الكلام الآن علينا أن نتحرك... من منظور اليوم أعتقد أن زيادة سعر الفائدة في يوليو المقبل ممكنة».
وجاءت تصريحات شنابل بعد أيام قليلة من تصريحات نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي لويس دي جويندوز التي أشار فيها إلى أن يوليو المقبل لحظة ممكنة لزيادة سعر الفائدة رغم أنه قال إن هذا «غير محتمل».


مقالات ذات صلة

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

آسيا شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

توفي شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
العالم جنود يشاركون في عرض عسكري لإحياء الذكرى السبعين لهدنة الحرب الكورية في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية 27 يوليو 2023 (رويترز)

قوات كورية شمالية قد تشارك باحتفالات روسيا في الانتصار بالحرب العالمية الثانية

قال مسؤول روسي كبير إنه يعتقد بإمكانية مشاركة جنود كوريين شماليين في العرض العسكري في الساحة الحمراء العام المقبل، في ذكرى الانتصار بالحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)

«المركزي الأوروبي» يقترب من خفض الفائدة بعد تراجع مخاوف رسوم ترمب

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
TT

«المركزي الأوروبي» يقترب من خفض الفائدة بعد تراجع مخاوف رسوم ترمب

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرانكفورت (رويترز)

من المحتمل أن يتنفس صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي الصعداء، بعد أن امتنعت الإدارة الأميركية الجديدة عن فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي كان يخشاها البعض، مما يعزز التوقعات بأن خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل أصبح أمراً شبه محسوم.

وتجنب الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض حواجز تجارية في أول يوم له في منصبه يوم الاثنين، فيما ابتعدت تهديداته عن أوروبا، مما دفع اليورو إلى الارتفاع، وخفض أسعار النفط والعائدات، وزاد من الرهانات على أن البنك المركزي الأوروبي قد يواصل سياسة خفض أسعار الفائدة، وفق «رويترز».

وفي الأسابيع الأخيرة، كان المستثمرون يستبعدون أي تخفيضات لأسعار الفائدة من «المركزي الأوروبي» بسبب المخاوف من تأثير الدولار القوي وارتفاع تكاليف الطاقة، إضافةً إلى التدابير التجارية الانتقامية المحتملة من الاتحاد الأوروبي التي قد ترفع من ضغوط التضخم المحلي، مما يمثل تحدياً إضافياً لجهود البنك لإعادة نمو الأسعار إلى المستوى المستهدف عند 2 في المائة سنوياً.

وقبل هذا التوجه، كان المستثمرون يستعدون للأسوأ، بما في ذلك فرض التعريفات الجمركية الشاملة، لكنهم شعروا بالارتياح عندما ركزت تصريحات ترمب على المكسيك وكندا والصين في الغالب، مما خفَّف من المخاوف المتعلقة بالآثار الاقتصادية على أوروبا.

وقال موهيت كومار، من «جيفريز»: «كان معظم التعليقات يركز على سياسة (أميركا أولاً)، ولكن التعليقات الأولية كانت أفضل بكثير مما كانت تتوقعه السوق».

وأضاف كومار: «نظرتنا تبقى كما هي، حيث نتوقع أن يخفض (المركزي الأوروبي) أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار)، وإذا كانت البيانات متوافقة مع التوقعات فقد نشهد عدم اتخاذ أي إجراء في اجتماع أبريل (نيسان)، مع خفض آخر في يونيو (حزيران)».

الآن، قام المستثمرون بتسعير توقعات خفض أسعار الفائدة 4 مرات من «المركزي الأوروبي» هذا العام، وهو تحول كبير مقارنةً بالأيام الأخيرة، عندما كانت الخطوة الرابعة تُعد غير مؤكدة إلى حد كبير.

كان الارتفاع المستمر للدولار منذ الانتخابات الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) هو العامل الرئيس وراء تحرك رهانات السوق، حيث إن قوة العملة تهدد بتعزيز التضخم في أوروبا، وهو تأثير يتم الشعور به على الفور من خلال ارتفاع أسعار الطاقة التي تُسعّر بالدولار.

وانخفض مؤشر الدولار الآن بنسبة 1.3 في المائة مقارنةً بأعلى مستوياته الأسبوع الماضي، وقد لا يكون قد وصل إلى القاع بعد.

وأشار بنك «آي إن جي» في مذكرة: «من الممكن أن يشهد الدولار تصحيحاً طفيفاً، ولكن لا يمكننا استبعاد تمديد هذا التصحيح في الأمد القريب، خصوصاً عند إعادة فتح الأسواق المالية الأميركية بالكامل يوم الثلاثاء، ومع ذلك يبدو أن هذه التراجعات ما هي إلا نكسة مؤقتة في قوة الدولار».

ومع ذلك، يدرك المستثمرون تماماً سرعة التغيرات في السياسات الاقتصادية في عهد ترمب، في بعض الأحيان دون تحذير مسبق. ففي عام 2019، شن ترمب هجوماً على رئيس «المركزي الأوروبي» آنذاك، ماريو دراغي، بسبب سياساته التحفيزية، حيث قال إن هذه السياسات «تجعل الأمر أسهل بشكل غير عادل» لشركات منطقة اليورو في منافستها مع نظيراتها الأميركية.

لكنَّ بعض الخبراء الاقتصاديين أشاروا إلى أن «المركزي الأوروبي» قد يضطر إلى الاستمرار في خفض أسعار الفائدة، حتى في حال شدد ترمب موقفه تجاه الاتحاد الأوروبي، الذي حقق فائضاً تجارياً ضخماً مع الولايات المتحدة على مدار سنوات.

من الجدير بالذكر أن فرض الرسوم الجمركية، التي لن تؤثر إلا في تقليص فائض الحساب الجاري الكبير للاتحاد الأوروبي دون القضاء عليه، قد يؤدي إلى تراجع النمو الاقتصادي، بينما من المحتمل أن يعوض التأثير الانكماشي لهذه الرسوم التضخم الذي قد تسببه.

وقال نوردا: «سياسات ترمب قد تعزز من عزم (المركزي الأوروبي) على خفض أسعار الفائدة، نظراً لتأثيراتها السلبية في آفاق نمو منطقة اليورو. نتوقع 3 تخفيضات أخرى لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع ميل المخاطر نحو استمرار الخفض لفترة أطول».