آمال جنبلاط وسعيد عقل... «المركب» الزوجي الذي أغرقته حمولته الزائدة

هل كان انتحارها المأساوي ثمرة تصدعاتها النفسية أم رهاناتها الخاسرة؟

زفاف سعيد عقل وآمال جنبلاط عام 1982
زفاف سعيد عقل وآمال جنبلاط عام 1982
TT

آمال جنبلاط وسعيد عقل... «المركب» الزوجي الذي أغرقته حمولته الزائدة

زفاف سعيد عقل وآمال جنبلاط عام 1982
زفاف سعيد عقل وآمال جنبلاط عام 1982

قد تكون العلاقة الزوجية القصيرة التي عاشها كل من سعيد عقل وآمال جنبلاط في مطالع الثمانينات من القرن المنصرم، إحدى أكثر العلاقات بين المبدعين غرابة ومأساوية. صحيح أن تلك التجربة الغامضة لم تدم أكثر من خمسين يوماً من الزمن، قبل أن تبلغ خاتمتها الصادمة بانتحار الزوجة الشابة، ولكن الصحيح أيضاً أنها لا تزال تبدو أقرب إلى الأحجية الشائكة والملابسات المحيرة منها إلى أي شيء آخر. ولعل هذه الملابسات بالذات، هي ما استوقف العديد من القراء والمهتمين، وأثار فضولهم لاستجلاء ما خفي من وجوه تلك العلاقة الملغزة، وفي طليعة هؤلاء محمود زيباوي وعبده وازن ومحمد الحجيري.
والواقع أن أي استدعاء راهن لمشهديتي الزفاف والانتحار، لا يمكن أن يغض الطرف عن الأبعاد الدلالية لذلك الارتباط الدراماتيكي الذي يبدو منتزعاً من إحدى مسرحيات لوركا، أو من أحشاء الأسطورة التي كان سعيد عقل شغوفاً باعتناقها أو اختراعها. ومع أن كلا المشهديتين المتقاربتين في الزمن قد تم تناولهما بالدراسة والتحليل من قبل العديد من النقاد والمهتمين، فإن الحدث المؤثر كان يمكنه أن يحظى باهتمام أكبر لو لم يتمكن الغبار الكثيف الذي أثاره الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية في يونيو (حزيران) عام 1982 من صرف الأنظار باتجاه مأساته الأشمل وهوله الأشد وطأة. وإذا كانت المسافة الفاصلة بين الطلقتين اللتين سددهما كل من آمال جنبلاط وخليل حاوي نحو رأسيهما المثخنين بالكوابيس لا تتجاوز الأيام المعدودة، فإن كلاً منهما كان يعبر على طريقته عن احتجاجه الصارخ على بؤس العالم وفساده وانسداد أفقه.
على أن أي قراءة معمقة للعلاقة بين الطرفين، لا بد أن تسبقها وقفة سريعة عند صورة المرأة في نتاج سعيد عقل الشعري. فالمرأة عند عقل لا تحضر بوصفها كينونة إنسانية واقعية، تتشكل من لحم الحياة ودمها الفعليين، بل بوصفها كائناً أثيرياً يشكل تغييبه الواقعي الشرط الأهم لاستدراجه إلى خانة التخييل. لا بل ليس ثمة من حاجة عنده إلى المرأة الواقعية، ما دام هو الذي يتكفل باختراعها من عندياته، بدءاً من الاسم نفسه ووصولاً إلى مواصفاتها الأثيرية. فليس بالضرورة أن تكون دلزى ومركيان وجلنار وتيانار ونلارا، أسماء لنساء حقيقيات، ما دامت امرأة عقل هي السراب بعينه كما في قوله:
أجمل ما يؤثر عن أرضنا أوهامها أنكِ زرتِ الوجودْ
وحتى لو قدر لامرأة سعيد عقل أن تنزل من عالمها السديمي لتلامس الأرض، فهي أقرب إلى الفكرة الفلسفية منها إلى الكائن الحي ذي الملامح المحسوسة، كما يظهر من البيت الشهير واللافت في دلالاته الذهنية المجردة:
لوقعكِ فوق السرير مهيبٌ كوقع الهنيهة في المطلقِ
وإذا حدث للمرأة أن تجسدت في شكلٍ وقوامٍ وملامح بعينها، فإن جسدها لا يتشكل في أغلب الأحيان في نصاب جمالي مكتمل، بل يحضر عبر أجزاء مستقلة وقائمة بذاتها، بحيث يتناول الشاعر عيني حبيبته وفمها وشعرها وقدميها، كلاً على حدة. وهو إذ يفعل ذلك يؤكد من خلال رؤية للأنوثة مثالية وشبه أفلاطونية، أن للمرأة حضوراً طيفياً ينبغي أن يحض الشعراء على الكتابة ويرفدهم بعوامل الإلهام، وأن ما تملكه الأنوثة من جمال خلاب، يجب أن يكون غير قابل اللمس، وأن يظل قيد المخيلة والوجد والشغف الخالص، كمثل قوله:
وقربكِ لي معبدٌ لا يُمس يُزار ويُعبد من شاسعِ
ولعل هذا الإعلاء الشعري المفرط للمرأة، كان يجد مكوناته الأولى في طفولة سعيد عقل المبكرة، وهو الذي التحق في صباه بمدرسة الإخوة المريميين، كما جرت تنشئته من قبل أسرته وفق التقاليد المسيحية المحافظة التي كانت تسود مدينته زحلة في العقود الأولى من القرن العشرين. وقد بدت دراسته للاهوت المسيحي، ومن ثم تدريسه له في وقت لاحق، بمثابة ترجمة فعلية لتشربه تعاليم ذلك اللاهوت والافتتان بالشخصيتين النسائيتين الأكثر بروزاً في الديانة المسيحية، وهما مريم العذراء، ذات الجسد الأثيري المجرد من الشهوات، ومريم المجدلية التي زودته بتصور ملتبس عن المرأة يتراوح بين الحسية الإيروتيكية وبين الإلحاح المضني على طلب الغفران. وإذا كانت أغوار الشاعر قد ظلت محل تنازع قاس بين الصورتين، فإن «التسوية» التي عقدها مع نفسه بدت وكأنها تقضي بتحويل شعره إلى منمنمات جمالية وبلورية لجسد المرأة «المتحفي»، وبإعلاء الجسد الأمومي للمرأة الذي يتقمص صورة «الحبل بلا دنس» من خلال مريم العذراء، أو صورة «الدنس» الطهور في حدوده اللازمة للإنجاب، كما هو حال أمه أديل يزبك.
ولما كان عقل قد أعلن في إحدى المناسبات أن المرأتين الوحيدتين اللتين أحبهما بكل جوارحه هما مريم العذراء وأمه، فإن من حقنا أن نقيم رابطاً ما بين هذا الإعلان الصريح وبين نزوع الشاعر إلى أسطرة المرأة وتنزيهها عن الشهوات، بما يبدو وكأنه ذريعته المثلى لتلافي البعد الجسدي في علاقته بالنساء اللواتي أحبهن. وإذا لم يكن زعم البعض بأن الشاعر كان يعاني من الوهن الجنسي، بسبب مرض ألم به في صباه، بالأمر الذي لا يمكن تأكيده على نحو قاطع، إلا أن من المحتمل أن يكون «تعفف» الشاعر الجنسي مرتبطاً برؤيته المثالية إلى أمه، وبصورتها المنزهة عن أي شبهة شهوانية، بما شكل عائقاً نفسياً بينه وبين الاتصال الجسدي بنساء حياته، تماماً كما كان الحال مع بطل نجيب محفوظ في رواية «السراب».
ومع أن العلاقة الشائكة والمعقدة مع المرأة، لم تمنع سعيد عقل من إعلان خطوبته على سعاد أبي صالح، ابنة الصحافي اللبناني يوسف أبي صالح عام 1952 إلا أن فسخ تلك الخطوبة بعد سنتين اثنتين من إعلانها، لا بد أن يؤكد من جديد مثل ذلك التساؤل الإشكالي. صحيح أن لعزوف عقل الطويل عن الزواج أسباباً جوهرية تتصل بتفرغه للكتابة وحماية صورة المرأة الأثيرية من التشظي، فالأرجح أن من بين هذه الأسباب ما يمكن أن نسميه «رهاب» الاقتراب المفرط من النساء الحقيقيات، كما يتراءين على أرض الواقع السافر، أو فوق أسرة الشهوات.
لكل ما تقدم فإن من حق القارئ المهتم أن يتساءل عن «القطب المخفية» التي حدت بسعيد عقل، وهو في السبعين من عمره، إلى تجاوز مخاوفه المزمنة من الارتباط الزوجي، وصولاً إلى عقد قرانه على الشاعرة الشابة آمال جنبلاط، في الثاني من أبريل (نيسان) 1982، أما من جهة آمال جنبلاط فثمة ما يثير الحيرة في إقدامها على اقترانها بعقل، رغم أن المطبات التي كانت تواجه مثل تلك المجازفة، لا تتصل بفارق السن الشاسع وحده، ولا بالتباينات الدينية والسياسية والاجتماعية فحسب، بل باختلاف الأمزجة الشخصية والرؤية إلى الجسد والنظرة إلى الحياة، في الوقت ذاته.
وإذا لم يكن من الإنصاف أن ننفي دور الإعجاب المتبادل والانجذاب الشخصي، في الإقدام على تلك الخطوة، ولو بعد سنوات عديدة من لقاءات الطرفين الأولى، والتي اعترفت جنبلاط لاحقاً أنها هي من بادر إلى وقفها تحاشيا لتبعاتها المرهِقة، فالأرجح أن هذا الزواج لم يكن مجرد استجابة تلقائية لنداءات القلبين، بقدر ما كان حصيلة رهانات متباينة الأهداف، سرعان ما انكشفت هشاشتها حين لم يتطابق حساب الزوج المزهو بقدرته على الإغواء، مع حساب الزوجة الباحثة عبر الشاعر النجم عن خشبة خلاص أخيرة، تدرأ عنها شعورها الممض بفراغ العالم وخوائه وبهتانه. فآمال الشابة والشاعرة المرهفة، والمنتمية إلى أسرة لبنانية سياسية وشديدة العراقة، والخارجة من زواج تقليدي فاشل، رأت في سعيد عقل النموذج الأكثر بهاء لـ«الفحولة» الشعرية التي يتيح اقترانها به ترميماً لروحها المتصدعة، وانعتاقاً رمزياً من الزمن اللبناني «العنين». وهي تبعاً لذلك، لم تر في فارق العمر الذي يفصلها عن صاحب «المجدلية» ما يُفسد إعجابها به كشاعر متفرد، ورجل وسيم ذي كاريزما شخصية لافتة. إضافة إلى رغبتها العميقة بأن تكون ملهمة صاحب «أجراس الياسمين» وعروسة شعره، وهو الذي خصها عند الزفاف بمقطوعة شعرية، ليست بالقطع بين أفضل نصوصه.
والأرجح أن سعيد عقل كان يرى في ذلك الزواج، إضافة إلى ما تقدم، ما يتخطى العلاقة بين طرفيه المباشرين، ليصبح مصاهرة أوسع بين طائفتي الزوجين، بوصفهما الطائفتين المؤسستين للكيان اللبناني. ولم تكن آمال من جهتها بعيدة عن مثل هذا التصور الفضفاض للعلاقة، كما يبدو من الحوار المطول الذي أجرته الإعلامية ديانا هندي مع كلا الزوجين اللذين بدت عليهما أمارات السعادة، متحدثيْن بنبرة متفائلة عن حبهما المتجدد، وعن رغبتهما في الإنجاب، وصولاً إلى تعويلهما المشترك على تحويل زواجهما العابر للطوائف إلى نموذج للوحدة والانصهار الوطنيين. أما سعيد عقل فلم تقتصر رهاناته الخيالية على الدعوة إلى تعميم ذلك النوع من الزواج المختلط، كسبيل فعال لوقف الاقتتال الأهلي بين اللبنانيين، بل كان يأمل على الصعيد الشخصي بأن تمهد له مصاهرته لإحدى أعرق العائلات الدرزية، طريق الوصول إلى سدة الرئاسة في لبنان، وأن تجعل منه النسخة الجديدة والمعدلة عن فخر الدين المعني الثاني الكبير.
لكن الرياح لم تجرِ، لسوء الحظ، وفق ما تشتهي سفن الطرفين. إذ سرعان ما تسبب المسرح الضيق للعلاقة في انكشاف الهوة العميقة التي تفصل بين الزوجة الطافحة بالحيوية، والمتطرفة في تقلبها المزاجي، وبين الزوج المفرط في اعتداده بنفسه، والمحاط بمرايا أناه الشخصية المتفاقمة. إضافة إلى أن نزول المرأة من سماء الأسطورة المتخيلة، باتجاه وجودها الأرضي المتعطش للمس، قد وضعه هو المنهك من أثر السنين، أمام الفجوة الدراماتيكية العميقة التي تشطر السرير الزوجي إلى شطرين شديدي البرودة والتباعد. والأرجح أن الزوج الذي سيج نفسه بمجموعة من الفرضيات المثالية المسبقة عن العالم، لم يصغ جيداً إلى مكابدات الزوجة وقلقها الوجودي وحاجتها الملحة إلى الاحتضان، وهي المصابة وفق الكثير من عارفيها، بنوع حاد من الاكتئاب، يرفعها تارة إلى ذرى السعادة والشغف بالحياة، وينزلها أحياناً أخرى إلى درك الوساوس السوداء والقنوط من الحياة. وإذ كان عقل يحدث أصدقاءه الأقربين عن السخاء غير العادي لزوجته، التي كانت تغمره بمختلف الهدايا، إلا أنه أظهر لبعضهم قلقه الشديد من تعاملها العدائي معه، والذي لم يكن يخلو في حالات الغضب والهياج الشديد من التعبيرات العنفية، لفظاً وسلوكاً، مع تنصله التام من تحمل نصيبه من المسؤولية عما يحدث.
على أن الكتابة عن علاقة آمال جنبلاط بسعيد عقل لا تستقيم، أخيراً، دون التوقف عند التباين الواضح في علاقتهما بالموت، هاجساً وتصوراً وواقعة محتومة. فعند سعيد عقل لا يحضر الموت كهاجس مؤرق أو كوقوع تراجيدي في براثن العدم، بل يحضر، حتى في مراثيه، كحالة لغوية وجمالية بعيدة عن أي ألم عميق أو نبرة فجائعية. أما موته الشخصي فقد ظل، حتى بعد بلوغه المائة، فكرة مستبعدة بالكامل، كما صرح لأحد الصحافيين، مضيفاً بأن الترياق المضاد للفناء الذي يشتغل عليه العلماء لم يعد بعيداً، وأنه سيفيد منه على المستوى الشخصي. أما آمال جنبلاط فقد ظهرت وساوسها المتصلة بالموت على نحو جلي في مجموعتيها الشعريتين «أغنية ليلية» و«الغياب» الصادرتين بالفرنسية عامي 1969 و1974، وقد لاحظ أنسي الحاج في مقالة له، أن نوعاً من الحزن الكاسر كان يخيم على نتاج الشاعرة التي تمتلئ قصائدها بألفاظ الموت وحاشيته، والتي «تعرف أنها لن تعيش، لأنها لا تجد سبباً واحداً يبرهن لها أنها لن تموت».
ومع أن من الصعوبة بمكان، تحاشي السؤال المتعلق بتوقيت الانتحار نفسه، والذي يتعدى من بعض زواياه المصادفة البحتة، فإن صعوبة مماثلة تعترض الباحثين عن إجابة قاطعة عن السؤال المطروح. فهي قد تتمثل في النزوع النفسي الانتحاري للزوجة المأزومة، كما في احتجاجها الصارخ على فساد الأحلام. وقد تكون متصلة بفشل المثال اللغوي «الفحولي» في أن يوفر للشاعرة على أرض الواقع المحسوس، ما يعصمها من السقوط، وهي التي استشعرت مصيرها القاتم في غير نص شعري، وفي قولها على وجه الخصوص:
ماذا أقول عندما ضباب عيني سيحجب النور؟
ماذا أقول عندما الموت يُثقل جفني؟
لقد غنيت الحقول والجداول
وها أخرج من الحياة، لا ذليلة ولا فخورة
ولكنني فقط أُخفض رأسي
وأرجع من حيث أتيت...



مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يناقش «النقد الفلسفي» وتشكيل المستقبل

الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
TT

مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يناقش «النقد الفلسفي» وتشكيل المستقبل

الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)
الدكتور أحمد البرقاوي والدكتور عبد الله الغذامي في الجلسة الأولى لمؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة... وأدار الجلسة الدكتور سليمان الهتلان (تصوير: ميرزا الخويلدي)

تحت عنوان «النقد الفلسفي» انطلقت صباح اليوم، فعاليات مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة بدورته الرابعة، الذي يقام بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة، وذلك بمقر بيت الفلسفة بالإمارة، برعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة.

ومؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة، هو أول مؤتمر من نوعه في العالم العربي ويشارك فيه سنوياً نخبة من الفلاسفة البارزين من مختلف أنحاء العالم، ويحمل المؤتمر هذا العام عنوان «النقد الفلسفي».

وتهدف دورة هذا العام إلى دراسة مفهوم «النقد الفلسفي»، من خلال طرح مجموعة من التساؤلات والإشكاليات حوله، بدءاً من تعريف هذا النوع من النقد، وسبل تطبيقه في مجالات متنوعة مثل الفلسفة والأدب والعلوم.

ويتناول المؤتمر العلاقة بين النقد الفلسفي وواقعنا المعيش في عصر الثورة «التكنوإلكترونية»، وأثر هذا النقد في تطور الفكر المعاصر.

الدكتور عبد الله الغذامي (تصوير: ميرزا الخويلدي)

ويسعى المتحدثون من خلال هذا الحدث إلى تقديم رؤى نقدية بناءة جديدة حول دور الفلسفة في العصر الحديث ومناقشة مجموعة من الموضوعات المتنوعة، تشمل علاقة النقد الفلسفي بالتاريخ الفلسفي وتأثيره في النقد الأدبي والمعرفي والعلمي والتاريخي ومفاهيم مثل «نقد النقد» وتعليم التفكير النقدي، إلى جانب استكشاف جذور هذا النقد وربطه ببدايات التفلسف.

وتسعى دورة المؤتمر لهذا العام لأن تصبح منصة غنية للمفكرين والفلاسفة لتبادل الأفكار، وتوسيع آفاق النقاش، حول دور الفلسفة في تشكيل المستقبل.

ويأتي المؤتمر في ظل الاحتفال بـ«اليوم العالمي للفلسفة» الذي يصادف الخميس 21 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، والذي أعلن من قبل «اليونيسكو»، ويحتفل به كل ثالث يوم خميس من شهر نوفمبر، وتم الاحتفال به لأول مرة في 21 نوفمبر 2002.

أجندة المؤتمر

وعلى مدى ثلاثة أيام، تضم أجندة مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة؛ عدداً من الندوات والمحاضرات وجلسات الحوار؛ حيث افتتح اليوم بكلمة للدكتور أحمد البرقاوي، عميد بيت الفلسفة، وكلمة لأمين عام الاتحاد الدولي للجمعيات الفلسفية.

وتتضمن أجندة اليوم الأول 4 جلسات: ضمت «الجلسة الأولى» محاضرة للدكتور أحمد البرقاوي، بعنوان: «ماهيّة النّقد الفلسفيّ»، ومحاضرة للدكتور عبد الله الغذامي، بعنوان: «النقد الثقافي»، وترأس الجلسة الدكتور سليمان الهتلان.

كما ضمت الجلسة الثانية، محاضرة للدكتور فتحي التريكي، بعنوان: «النقد في الفلسفة الشريدة»، ومحاضرة للدكتور محمد محجوب، بعنوان: «ماذا يُمكنني أن أنقد؟»، ومحاضرة ثالثة للدكتور أحمد ماضي، بعنوان: «الفلسفة العربية المعاصرة: قراءة نقدية»، وترأس الجلسة الدكتور حسن حماد.

أمّا الجلسة الثالثة، فضمت محاضرة للدكتور مشهد العلّاف، بعنوان: «الإبستيمولوجيا ونقد المعرفة العلميّة»، ومحاضرة للدكتورة كريستينا بوساكوفا، بعنوان: «الخطاب النقدي لهاريس - نقد النقد»، ومحاضرة للدكتورة ستيلا فيلارميا، بعنوان: «فلسفة الولادة - محاولة نقدية»، وترأس الجلسة: الدكتور فيليب دورستيويتز.

كما تضم الجلسة الرابعة، محاضرة للدكتور علي الحسن، بعنوان: «نقد البنيوية للتاريخانيّة»، ومحاضرة للدكتور علي الكعبي، بعنوان: «تعليم الوعي النقدي»، ويرأس الجلسة: الدكتور أنور مغيث.

كما تضم أجندة اليوم الأول جلسات للنقاش وتوقيع كتاب «تجليات الفلسفة الكانطية في فكر نيتشه» للدكتور باسل الزين، وتوقيع كتاب «الفلسفة كما تتصورها اليونيسكو» للدكتور المهدي مستقيم.

الدكتور أحمد البرقاوي عميد بيت الفلسفة (تصوير: ميرزا الخويلدي)

ويتكون برنامج اليوم الثاني للمؤتمر (الجمعة 22 نوفمبر 2024) من ثلاث جلسات، تضم الجلسة الأولى محاضرة للدكتورة مريم الهاشمي، بعنوان: «الأساس الفلسفي للنقد الأدبيّ»، ومحاضرة للدكتور سليمان الضاهر، بعنوان: «النقد وبداية التفلسف»، ويرأس الجلسة: الدكتورة دعاء خليل.

وتضم الجلسة الثانية، محاضرة للدكتور عبد الله المطيري، بعنوان: «الإنصات بوصفه شرطاً أوّلياً للنّقد»، ومحاضرة للدكتور عبد الله الجسمي، بعنوان: «النقد والسؤال»، ويرأس الجلسة الدكتور سليمان الضاهر.

وتضم الجلسة الثالثة، محاضرة الدكتور إدوين إيتييبو، بعنوان: «الخطاب الفلسفي العربي والأفريقي ودوره في تجاوز المركزية الأوروبية»، ومحاضرة الدكتور جيم إي أوناه، بعنوان: «الوعي الغربي بفلسفة ابن رشد - مدخل فيمونولوجي»، ويرأس الجلسة: الدكتور مشهد العلاف.

ويتكون برنامج اليوم الثالث والأخير للمؤتمر (السبت 23 نوفمبر 2024) من جلستين: تتناول الجلسة الأولى عرض نتائج دراسة حالة «أثر تعليم التفكير الفلسفي على طلاب الصف الخامس» تشارك فيها شيخة الشرقي، وداليا التونسي، والدكتور عماد الزهراني.

وتشهد الجلسة الثانية، اجتماع حلقة الفجيرة الفلسفية ورؤساء الجمعيات الفلسفية العربية.