«داعش» يتبنى «هجوم سيناء»... وخبراء يقللون من خطورته ميدانياً

دعم عربي لمصر في جهودها لمكافحة «الإرهاب»

صورة بثها المتحدث العسكري المصري في أغسطس (آب) الماضي للعمليات التدريبية لقوات الجيش الثاني
صورة بثها المتحدث العسكري المصري في أغسطس (آب) الماضي للعمليات التدريبية لقوات الجيش الثاني
TT
20

«داعش» يتبنى «هجوم سيناء»... وخبراء يقللون من خطورته ميدانياً

صورة بثها المتحدث العسكري المصري في أغسطس (آب) الماضي للعمليات التدريبية لقوات الجيش الثاني
صورة بثها المتحدث العسكري المصري في أغسطس (آب) الماضي للعمليات التدريبية لقوات الجيش الثاني

في وقت تبنى تنظيم «داعش» الهجوم «الإرهابي»، الذي وقع في غرب سيناء، وخلف 11 قتيلاً في صفوف الجيش المصري، قلل خبراء أمنيون ومتخصصون في الشأن الأصولي بمصر من «خطورة تنظيم (داعش) ميدانياً في البلاد». وأكد الأردن وتونس والسودان «مساندة مصر في جهودها لمكافحة (الإرهاب)».
وتواصلت خلال الساعات الماضية ردود الأفعال العربية والإقليمية المنددة بالهجوم «الإرهابي»، والمعربة عن التضامن مع مصر. وأدانت الأردن وتونس والسودان «الهجوم الإرهابي». ووفق بيان رئاسي مصري، فقد أكد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء أول من أمس، «تضامن ومساندة السودان لمصر في جهود مكافحة (الإرهاب)». كما أشار الرئيس التونسي قيس سعيّد، في اتصال آخر مع السيسي، إلى «وقوف تونس بجانب مصر في جهودها لمكافحة (الإرهاب) واقتلاعه من جذوره». وأكد الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك الأردن، في اتصال هاتفي ثالث مع الرئيس المصري، «تضامن الأردن الكامل مع مصر في مكافحة (الإرهاب) بكافة أشكاله».
وقال الجيش المصري، السبت الماضي، إنه «أحبط (هجوماً إرهابياً) على إحدى نقاط رفع المياه غرب سيناء». وحسب إفادة للجيش المصري، فإن «مجموعة من العناصر (التكفيرية) قامت بالهجوم على نقطة رفع مياه غرب سيناء، وتم الاشتباك والتصدي لها من العناصر المكلفة بالعمل في النقطة، مما أسفر عن استشهاد ضابط و10 جنود، وإصابة 5 أفراد».
وأعلن تنظيم «داعش» الإرهابي، مساء أول من أمس، مسؤوليته عن «الهجوم الإرهابي» غرب سيناء، عبر وكالة «أعماق» التابعة له.
فيما قلل مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، الخبير الأمني المصري، اللواء فاروق المقرحي، من «أي وجود لـ(داعش) ميدانياً». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنظيم ليس له أي وجود على الأرض في البلاد»، مضيفاً أن «عناصره المحدودة محاصرة الآن، ويتم التعامل معهم من قبل قوات الجيش المصري».
ويقول خبراء أمنيون إن «وتيرة (الهجمات الإرهابية) في سيناء قد تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية بفضل (الضربات الاستباقية) للجيش والشرطة على مواقع وجود العناصر (التكفيرية)».
من جهته، يرى الباحث المتخصص في الشأن الأصولي بمصر، عمرو عبد المنعم، أن «إعلان (داعش) تبني (هجوم غرب سيناء) هو محاولة (إثبات وجود)، لكن ليس هناك وجود لفلول التنظيم على الأرض»، لافتاً إلى أن «التنظيم استخدم أسلوب (حرب العصابات) الميدانية، وهو عبارة عن التخفي، حتى يظهر بعملية (إرهابية خاطفة)». وأضاف عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعداد التنظيم قليلة في سيناء»، و«العملية التي نفذها محاولة (انتقامية) بعد الانهيار الخارجي الكبير للتنظيم ومقتل قادته، وعقب الضربات الكبيرة التي وجهها الجيش المصري لعناصر (تكفيرية) في سيناء خلال شهر رمضان».
وتنفذ قوات الجيش والشرطة في مصر عملية أمنية كبيرة في شمال سيناء ووسطها، منذ فبراير (شباط) من عام 2018، لتطهير المنطقة من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي بايع تنظيم «داعش» الإرهابي في 2014، وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء»، وهي العملية التي تُعرف باسم «عملية المجابهة الشاملة».
وقبل أيام أعلن «اتحاد قبائل سيناء»، وهو تجمع من أبناء عائلات شمال سيناء يتعاون مع قوات الأمن المصرية في عملياتها، «مقتل 3 عناصر (تكفيرية) وصفها بالبارزة». وقال حينها إن «من بينهم (أميراً عسكرياً) لتلك العناصر».


مقالات ذات صلة

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

شؤون إقليمية وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

يُعقد في عمان الأحد اجتماع خماسي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا والأردن وسوريا والعراق ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم «داعش» (رويترز)

تركيا والأردن وسوريا والعراق يناقشون التعاون الأمني في عمّان

كشف مصدر دبلوماسي تركي اليوم (السبت)، أن وفوداً رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق ستجتمع في عمّان غداً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ دورية مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية -(قسد)» والولايات المتحدة في ريف القامشلي بشمال شرق سوريا (رويترز)

القيادة المركزية الأميركية تعلن اعتقال قيادي بـ«داعش» في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، اعتقال قيادي بتنظيم «داعش» خلال عملية مشتركة مع «قوات سوريا الديمقراطية- (قسد)» في محيط منطقة الشحيل بدير الزور.

«الشرق الأوسط» (واشطنن)
تحليل إخباري أسلحة وتجهيزات طبية كانت بحوزة مقاتلي «بوكو حرام» صادرها الجيش (صحافة محلية)

تحليل إخباري حرب ثلاثية شمال نيجيريا... الجيش و«داعش» و«بوكو حرام»

شن الجيش النيجيري هجوماً عسكرياً على مواقع تابعة لجماعة «بوكو حرام»؛ أسفر عن مقتل عدد من قيادات التنظيم الإرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي قوات من الجيش السوري تغلق أحد الشوارع في بلدة الصنمين في درعا خلال حملة عسكرية واسعة النطاق لحفظ الأمن الأربعاء والخميس (أ.ف.ب)

تركيا تنفي تقارير إسرائيلية حول إنشاء قواعد عسكرية في سوريا

نفى مصدر عسكري تركي مسؤول تقارير إسرائيلية حول إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في سوريا، وعن تحليق مقاتلات «إف-16» تركية فوق دمشق عقب هجوم إسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.