تعديل حكومي وشيك في الجزائر

مصادر رجحت إبعاد مسؤولين «محل سخط شعبي»

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (موقع الرئاسة)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (موقع الرئاسة)
TT

تعديل حكومي وشيك في الجزائر

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (موقع الرئاسة)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (موقع الرئاسة)

أفادت مصادر جزائرية مطلعة بأن تعديلاً حكومياً سيعلن عنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة، يشمل عدداً قليلاً من الوزراء، وفي غضون ذلك طالب الرئيس عبد المجيد تبون حكومته باستحداث نسيج صناعي «قادر على تلبية احتياجات السوق الوطنية»، ضمن خطة معتمدة منذ عامين، تتمثل في تقليص فاتورة الاستيراد.
ويدور في الأوساط السياسية بالعاصمة حالياً حديث عن «تعديل حكومي وشيك»، كان الرئيس قد أعلن، الشهر الماضي، «قرب حدوثه». وأكدت مصادر مطلعة أن تبون «يعتزم إعطاء ديناميكية جديدة لفريقه الحكومي بفضل التغيير المرتقب، وفقاً لوعوده بأن سنة 2022 ستكون لتحقيق إقلاع اقتصادي». ورجحت المصادر ذاتها إبعاد وزراء «محل سخط شعبي، من بينهم وزير التجارة وترقية الصادرات كمال رزيق»، الذي يعتقد أنه سيدفع فاتورة ندرة المواد الأساسية، وارتفاع أسعار أغلب السلع والمنتجات، منها ما يشكّل الغذاء اليومي للفئات ذات الدخل المحدود.
وصرّح تبون الشهر الماضي بأنه يعتزم إدخال تغيير على الطاقم، الذي يقوده رئيس الوزراء أيمن بن عبد الرحمن، من دون تحديد حجمه. واكتفى بالقول إن «المعيار الذي سيعتمد هو مدى تنفيذ القرارات المتخذة في مجلس الوزراء». وقال تبون بهذا الخصوص: «بعض الوزراء يجب أن نعطيهم فترة للتدرب على العمل الحكومي، فكل الوزراء جامعيون، وبعضهم يحملون أكثر من شهادة جامعية، لكن بعضهم تنقصه التجربة، والتجربة تكتسب، وسيكون هناك تعديل حكومي حسب نتائج كل وزير قريباً»، مشيراً إلى أن «هناك وزراء فشلوا، بعضهم كان يملأ البلاتوهات (التلفزيونية) بالتنظير والانتقادات، لكن عندما تسلموا المناصب الحكومية فشلوا، ولم يستطيعوا تقديم أي إضافة»، مضيفاً أن «الشعبوية أمام الكاميرات لا تنفع».
في سياق ذي صلة، شدد تبون خلال اجتماع لمجلس الوزراء، أول من أمس، على «ضبط قائمة المواد والسلع الممنوعة من الاستيراد». والهدف من المسعى، حسبه، «الحفاظ على الإنتاج الوطني وتشجيعه، وكذا خلق نسيج صناعي قادر على تلبية احتياجات السوق الوطنية».
وبحث الاجتماع مشروع قانون يتعلق بشروط ممارسة الأنشطة التجارية، التي اشترط الرئيس أن «يتضمن رؤية واضحة تكون مشجّعة ومحفزة للمتعاملين الاقتصاديين، وستعرض للنقاش في اجتماع خاص لمجلس الوزراء الخميس 19 مايو (أيار) 2022»، حسبما جاء في بيان للاجتماع الوزاري.
وطالب تبون حكومته بـ«إعداد تصور شامل لمختلف المواد والسلع المستوردة، من خلال مراجعة قائمة المواد الممنوعة من الاستيراد، وتحديدها في اجتماعات الحكومة ونشرها بمرسوم تنفيذي». كما طالب بـ«تطوير نظام مراقبة الواردات، خصوصاً فيما يتعلق بالسلع المجمركة»، مبرزاً أنه من «الضروري أن تغتنم الحكومة تقلبات السوق الدولية، وغلاء أسعار المواد الأولية بالتوجه إلى استغلال وفرة المواد المنتجة محلياً في تطوير الإنتاج الوطني».
ومن بين ما تضمنته توجيهات تبون لوزرائه إطلاق «بنك معلومات يتيح توفير الإحصائيات الدقيقة لمختلف المواد المنتجة محلياً، ويسمح بمعرفة احتياجاتنا الحقيقية».
وفي وقت سابق، قال الرئيس إن المعركة الحقيقية تتمثل في خفض فاتورة الاستيراد، التي تصل إلى 35 مليار دولار سنوياً. والجزائر تعتمد بشكل كبير على المداخيل من بيع النفط والغاز.
كما تناول مجلس الوزراء الولايات العشر الجديدة، التي تم استحداثها بالجنوب مطلع العام الماضي، ما رفع عدد المحافظات إلى 58، إذ أكد الرئيس أن «استحداثها يهدف إلى تخفيف العبء عن المواطن، وتقريب الإدارة منه»، لافتاً إلى «مواصلة تنفيذ خطة إعادة توجيه الموارد البشرية لفائدة الولايات الجديدة، واستحداث أرضية تتيح تحديد المناصب، تماشياً مع الكثافة السكانية. مع إعطاء الأولوية في مناصب الشغل المستحدثة في الولايات الجديدة، وذلك بمراعاة عامل (مسقط الرأس) للموظفين المُحوّلين من الولايات الأم، مع إمكانية فتح باب التوظيف عند الحاجة عن طريق المسابقة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.