تحذيرات من خطط إسرائيل لتهجير أربعة آلاف فلسطيني من الخليل

منظر عام من مدينة الخليل (أرشيفية-رويترز)
منظر عام من مدينة الخليل (أرشيفية-رويترز)
TT

تحذيرات من خطط إسرائيل لتهجير أربعة آلاف فلسطيني من الخليل

منظر عام من مدينة الخليل (أرشيفية-رويترز)
منظر عام من مدينة الخليل (أرشيفية-رويترز)

حذر مسؤولون فلسطينيون، اليوم (الاثنين)، من تنفيذ خطط إسرائيل بتهجير أربعة آلاف فلسطيني من الخليل في جنوب الضفة الغربية بعد إخطارهم بهدم 12 قرية وتجمعا بدويا يقطنون فيها.
وطالب أعضاء المجلس الوطني لمنظمة التحرير في بيان عقب اجتماع لهم في رام الله، المحكمة الجنائية الدولية بالتدخل لوقف تنفيذ إسرائيل «مشروعها الاستعماري الاستيطاني» في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك ما يجرى في الخليل، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وحث الأعضاء على سرعة التحرك ضد «الجريمة الجديدة في مسافر يطا في الخليل بترحيل نحو أربعة آلاف فلسطيني وهدم 12 قرية وتجمعا، لصالح التوسع الاستيطاني».
من جهته، قال وزير العدل الفلسطيني محمد الشلالدة خلال مؤتمر صحافي في رام الله، إن التهجير الإسرائيلي القسري للمواطنين الفلسطينيين في مسافر يطا «جريمة حرب ضد الإنسانية، وتنطبق عليها المسؤولية القانونية والجزائية».
ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى فتح تحقيق فوري في انتهاكات إسرائيل، وإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2334 ضد التوسع الاستيطاني.
وشدد وزير العدل الفلسطيني على ضرورة تفعيل مبدأ اختصاص القضاء العالمي، بموجب نص المادة 146 في اتفاقية جنيف الرابعة، وإجبار إسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية، وفرض عقوبات عليها.
وأكد الشلالدة أنه «لا يجوز للسلطة القائمة بالاحتلال استنادًا لاتفاقية لاهاي لعام 1907، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وخاصة المادة 49 بتهجير السكان المدنيين من أراضيهم المحتلة، ولا يجوز لها ترحيل سكانها إلى الإقليم المحتل».
وفي السياق ذاته، أكد رئيس دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير نائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، أن حملة التهجير الإسرائيلية للفلسطينيين في الخليل «تترتب عليها تداعيات خطيرة قد تعصف بالوضع القائم».
وحث أبو عمرو في بيان عقب لقائه في رام الله القنصل البريطاني العام في القدس ديان كورنر، الحكومة البريطانية والدول الأوروبية على «تحمل مسؤولياتهم للحيلولة دون تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية». وشدد على وجوب «ردع إسرائيل ووقف سياساتها العدوانية والاستيطانية وإنهاء احتلالها لدولة فلسطين بموجب القرارات الدولية».
يشار إلى أن المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس رفضت الأسبوع الماضي التماسا مقدما من أهالي 12 تجمعا سكنيا في مسافر يطا ضد قرار إسرائيل إعلانها مناطق «إطلاق نار»، ما يعني هدمها وتهجير ما يقارب 4 آلاف فلسطيني.
ويتضمن القرار الإسرائيلي إغلاق منطقة المسافر يطا بشكل كامل، وإعلان ما يزيد على 30 ألف دونم من أراضيها مناطق (إطلاق نار) دون اعتبار لأنها مأهولة بالسكان، بحسب مصادر فلسطينية.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.