من شاب طموح يمارس لعبة التنس الأرضي في أحد ملاعب الملز بالعاصمة الرياض، إلى مدير للعلاقات العامة في رابطة المحترفين العالمية، تتجلى قصة تعلو فوق حدود المتوقع والمألوف، بطلها الشاب السعودي عمر عبده، الذي يعد أول عربي يتقلد هذا المنصب الكبير.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يبدي عبده سعادته الكبيرة كونه أول سعودي وعربي يشغل منصب «مدير العلاقات العامة في رابطة المحترفين العالمية لرياضة التنس»، مؤكداً أن هذا المنصب يعني له الكثير على المستوى الشخصي والرياضي والعملي.
ويطمح عبده لمزيد من النجاحات مستقبلاً، وتمثيل بلاده بالشكل الأمثل خلال المحافل العالمية والدولية في لعبة التنس ذات الشعبية الكبيرة في كل أرجاء العالم.
عمر عبده يحصل على توقيع ديوكوفيتش بعد إحدى المباريات
ويقول عمر عبده، «هذا المنصب يعني لي الكثير، لقد كان حلماً منذ صغري أن أكون لاعباً في رابطة المحترفين العالمية للتنس، وعندما دخلت الجامعة تحول هذا الحلم إلى واقع فيما بعد أن يصبح لي شأن بالرياضة العالمية، تحديداً لعبة التنس، فالحمد لله أولاً وأخيراً لأنني أمثل بلدي المملكة العربية السعودية وأسرتي، والهدف أن أستفيد وأتطور خلال المستقبل».
وعن طبيعة عمله الحالية في الرابطة العالمية والمهام التي يقوم بها، أشار عمر: «منصبي حالياً مدير علاقات عامة في رابطة المحترفين، ومهام عملي تتعلق بنشر اللعبة حول العالم ونشر قصص اللاعبين للجمهور. ومن خلال البطولات أكون همزة وصل بين اللاعبين والجهات الأخرى، بمعنى أن دخول الإعلام والرعاة وحتى الجماهير يكون عن طريقنا، وبالتنسيق مع زملائي في الرابطة والقسم».
وعن طموحاته المستقبلية، يقول: «طموحي كبير، كما درست وتعلمت أستفيد حالياً سواءً عن طريق السفر حول العالم، والعمل في أقوى بطولات التنس، وبالتأكيد الاحتكاك اليومي مع وكلاء وإعلاميين ولاعبين صنعوا تاريخاً كبيراً مثل نادال وفيدرير وديوكوفيتش وغيرهم».
وعن تجربته كلاعب بدءاً من سن العاشرة، واحترافه للعبة، أشار عبده إلى أن جده كان يتابع هذه اللعبة باستمرار، «لذلك بدأت في مشاهدتها معه، ثم ذهبت إلى نادي الفروسية بالملز، ومن هنا بدأت ممارسة رياضة التنس. وكنت أمارس أيضاً كرة القدم لكن منذ سن الـ12 ركزت فقط على لعبة التنس».
وأردف في حديثه قائلاً: «مثلت المنتخب السعودي للتنس وعمري 14 عاماً، وشاركت مع المنتخب في بطولة الألعاب الآسيوية في كوريا، والعديد من البطولات الآسيوية والخليجية. ودخلت التصنيف الدولي للناشئين تحت 18 عاماً ما مكنني من المشاركة في البطولات الدولية دون الحاجة إلى تصفيات».
وقال إن دخوله مجال العلاقات العامة في رابطة التنس العالمية، كان بالصدفة، «لأن دراستي في الجامعة كانت مختلفة، لذلك قررت تغيير التخصص، والتركيز على التواصل والعلاقات العامة. وكنت حينها لاعباً لرياضة التنس، لذلك كان القرار الصحيح بدمج التخصص الدراسي مع الرياضة التي أمارسها وأفضلها. وتعلمت ما يعرف بالسمعة، وكيفية نشر ثقافة أو فكرة معينة عند الناس، وكيفية توصيل هذه الرسالة بشكل صحيح وناجح».
عمر عبده يعتبر نفسه همزة وصل بين الكثير من اللاعبين (الشرق الأوسط)
وتابع: «قررت الانضمام إلى جامعة أميركية للمساعدة في لعب التنس، لذلك تخرجت وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة (ساكريت هارت) الأميركية، وبعدها حصلت على شهادتي ماجستير؛ الأولى من جامعة (أي إس دي أي) الإسبانية في تخصص الإدارة الرياضية والترفيه، والثانية من جامعة نيويورك الشهيرة بتخصص إدارة الفعاليات. وتمكنت أيضاً من الحصول على (دبلوم إدارة القدم) من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وكذلك دبلوم الإدارة التنفيذية من جامعة هارفرد».
وعن المصاعب التي واجهته في حياته، قال: «لا توجد حياة ممتازة بدون مشكلات أو صعاب، هذا هو الطبيعي، ولكل شخص ظروفه الخاصة بالتأكيد. لقد كانت أبرز مشاكلي مروري بأزمة صحية في سن مبكر حينما كان عمري 15 سنة، ووقتها تأثرت نفسيتي بعض الشيء لكن وجدت في ممارسة الرياضة الحل الوحيد للخروج من حالتي النفسية الصعبة، لذلك سافرت إلى إسبانيا، وقررت تعلم لعبة التنس بشكل أكبر، والتدريب على نطاق أوسع وأكثر احترافية. وبعدها تعرفت على شخص معروف أخ لاعب تنس محترف وكانت لديه نفس المشكلات الصحية التي أمر بها، لذلك تعرفت عليه عن قرب، وأصبحنا أصدقاء، ونجح في إخراجي من حالتي النفسية الصعبة، وبعدها أصبحت الأمور أفضل كثيراً على المستوى النفسي والصحي والرياضي والعملي بالتأكيد».