دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!
TT
20

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

هل لدينا فكرة كيف سيكون مستقبل الأرض إذا لم يتم كبح الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟ سؤال مهم يجب أن نفكر فيه؟
فطوال تاريخ كوكبنا، كانت الأرض تتأرجح بين دفيئة وبيت ثلج. اما اليوم فمن المفترض أن يكون منزلنا في فترة برودة عالمية. لكن انبعاثات غازات الدفيئة البشرية تعكس هذا الاتجاه الطبيعي بمعدل سريع وغير مسبوق.
وفي إحدى المرات الأخيرة التي انتقلت فيها الأرض من بيت جليدي إلى دفيئة بهذه السرعة والدراماتيكية منذ حوالى 304 ملايين سنة، شهد كوكبنا اضطرابات كبيرة.
وخلال حدود (KGB) (العصر الكاسيموفي) تضاعفت مستويات الكربون في الغلاف الجوي قبل حوالى 300000 سنة، من حوالى 350 جزءًا في المليون إلى 700 جزء في المليون. والآن، يقترح بحث جديد أن حوالى 23 في المائة من قاع البحر خلال هذه الفترة كان محروما من الأكسجين.
وتستند نتائج الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم «PNAS» هذه إلى تحليل جديد للعناصر النزرة في لوح من الصخر الزيتي الأسود القديم جنوب الصين؛ حيث تشير نظائر الكربون واليورانيوم داخل هذه الصخرة إلى أنه بالإضافة إلى الاحتباس الحراري وارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان الأنهار الجليدية، نحتاج أن نقلق بشأن نقص الأكسجين في المحيطات، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وفي هذا الاطار، معروف ان نقص الأكسجين يمكن أن يحدث مع تغير المناخ لأنه عندما تذوب القمم الجليدية وتضيف المياه العذبة إلى سطح المحيط، فإنها تمنع الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي من الذوبان والدوران في البحر.
وفي ظل ظروف نقص الأكسجين الشديد، تكافح الحياة في المحيط من أجل البقاء. حتى المناطق ذات الأكسجين المنخفض، والتي تسمى نقص الأكسجين تُعرف باسم «المناطق الميتة».
وتم دعم النتائج الجديدة من خلال بحث سابق عن حجر الأساس القديم جنوب الصين؛ والذي وجد خسائر كبيرة في التنوع البيولوجي في البحر خلال حدود KGB.
وعند نمذجة هذه التغيرات المناخية القديمة، أدرك مؤلفو الدراسة الحالية أهمية التوقيت.
من جانبها، تشرح عالمة الكيمياء الجيولوجية الرسوبية إيزابيل مونتانيز من جامعة كاليفورنيا «إذا قمت برفع ثاني أكسيد الكربون بنفس المقدار في عالم الدفيئة، فلن يكون هناك تأثير كبير، ولكن يبدو أن بيوت الجليد أكثر حساسية للتغيير ونقص الأكسجين البحري».
وبعبارة أخرى، إذا زادت الانبعاثات البشرية بسرعة خلال فترة طبيعية من الاحتباس الحراري، بدلاً من التبريد العالمي، لن يكون نقص الأكسجين في المحيطات تهديدًا كبيرًا تقريبًا.
وربما يتعلق السبب بحقيقة أن غازات الدفيئة في عالم الدفيئة مرتفعة بالفعل، لذلك ليس للانبعاثات تأثير قوي على انصهار الصفائح الجليدية والتربة الصقيعية. ولكن خلال فترة البرودة العالمية، كان هناك المزيد من الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية التي تحبس المياه العذبة؛ وهي جاهزة للتسلل إلى سطح المحيط وعرقلة إذابة الأكسجين.
ويعتقد الباحثون أن الانبعاث الضخم للكربون الذي تسبب في تغير المناخ بين 290 و 340 مليون سنة ربما كان ناتجًا عن الانفجارات البركانية. وعندئذٍ قد تضيف حرائق الغابات الواسعة المزيد من الكربون إلى الغلاف الجوي، كما لو أن التربة الصقيعية تذوب.
وفي الحقيقة هذه مجرد أفكار. ولم يتمكن الباحثون من تتبع السبب الدقيق لانبعاثات الكربون خلال KGB، لكن نتائجهم تظهر ارتفاعًا واضحًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يليها ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر ونقص الأكسجين. وقد كتب مؤلفو الدراسة «إن إطلاق الكربون الهائل مع الاحترار المفاجئ حدث مرارًا وتكرارًا خلال حالات الاحتباس الحراري، وقد أدت هذه الأحداث إلى حلقات من إزالة الأكسجين من المحيطات... وان سجلات الأحداث الأخيرة إلى جانب النمذجة البيوجيوكيميائية، تقدم دليلاً واضحًا على أنه مع استمرار الاحترار ستشهد المحيطات الحديثة إزالة الأكسجين بشكل كبير».


مقالات ذات صلة

مالكا منتجع بيئي في السويد يتركان خلفهما 158 برميلاً من الفضلات البشرية

بيئة المالك الجديد لمنتجع «ستدسانس» في السويد وخلفه براميل من الفضلات البشرية والعضوية تركها المالكان السابقان (موقع «داغنس نيهيتر»)

مالكا منتجع بيئي في السويد يتركان خلفهما 158 برميلاً من الفضلات البشرية

هرب زوجان دنماركيان من «منتجع الغابات» في السويد إلى غواتيمالا، وتركا وراءهما ديوناً ضريبية كبيرة و158 برميلاً من الفضلات البشرية والعضوية.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
صحتك خلصت الدراسة إلى أن تلوث التربة والماء يساهم في انتشار الأمراض غير المعدية بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية (رويترز)

كارثة صامتة تهدد الملايين... دراسة تكشف سبباً خفياً لانتشار أمراض القلب

كشفت دراسة جديدة عن وجود صلة بين تلوث التربة والماء وأزمة أمراض القلب، وقد تسببت الأمراض المرتبطة بالتلوث في وفاة ملايين الأشخاص سنوياً حول العالم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم زجاجات بلاستيكية كُتب عليها «زجاجة مُعاد تدويرها 100 %» من كوكاكولا موضوعة على رف في متجر في ماريلاند الولايات المتحدة 25 مارس 2025 (أ.ف.ب)

تقرير: «كوكا كولا» مسؤولة عن مئات آلاف الأطنان من نفايات البلاستيك في المحيطات

بحلول عام 2030، ستكون شركة «كوكاكولا» مسؤولة عن أكثر من 600 ألف طن من النفايات البلاستيكية التي تُرمى في المحيطات والممرات المائية في مختلف أنحاء العالم سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الإسمنت المعاد تدويره يتمتع بقوة مماثلة لنظيره البورتلاندي التقليدي (جامعة برينستون)

طريقة لتحويل ركام البناء إلى إسمنت عالي القوة

نجح مهندسون من جامعتيْ برينستون الأميركية وساو باولو البرازيلية في تطوير طريقة مبتكرة لإعادة تدوير مخلفات البناء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
كتب شرح الميزان البيئي للأشياء بطريقة علمية مسلية

شرح الميزان البيئي للأشياء بطريقة علمية مسلية

يطرح الكاتب العراقي ماجد الخطيب في السوق كتابه المعنون «البيئة المسلية» في زمن ما عاد فيه الإنسان يشعر بأي تسلية وهو يشاهد الخراب البيئي العظيم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«يوتيوبر» مصري ينسحب من ملكية نادٍ إنجليزي انحيازاً لفلسطين

مروان سري وسلمى مشهور (صفحة مروان على «فيسبوك»)
مروان سري وسلمى مشهور (صفحة مروان على «فيسبوك»)
TT
20

«يوتيوبر» مصري ينسحب من ملكية نادٍ إنجليزي انحيازاً لفلسطين

مروان سري وسلمى مشهور (صفحة مروان على «فيسبوك»)
مروان سري وسلمى مشهور (صفحة مروان على «فيسبوك»)

أعلن «اليوتيوبر» المصري مروان سري انسحابه من ملكية نادي داغنهام وريدبريدج الإنجليزي، في خطوة مفاجئة عدّها نشطاء بمثابة «موقف قوي ينحاز إلى فلسطين»، رداً منه على قرار إدارة النادي طرد مواطنته سلمى مشهور بعد أيام من تعيينها في منصب «مدير التطوير»؛ بسبب دعمها القضية الفلسطينية.

ونشر سري مقطع فيديو قال فيه: «أعلن رسمياً انسحابي من ملكية نادي داغنهام وريدبريدج وإلغاء مشروع الاستثمار في النادي. لن نتنازل عن مبادئنا، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية لرد حق سلمى مشهور. شكراً لدعمكم المستمر».

منشور مروان سري يعلن الانسحاب من النادي الإنجليزي (صفحته على «فيسبوك»)
منشور مروان سري يعلن الانسحاب من النادي الإنجليزي (صفحته على «فيسبوك»)

وانضم مروان سري، الاثنين الماضي، إلى قائمة مُلاك النادي، الناشط في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي، بالتزامن مع تولي سلمى مشهور منصبها.

وأثار قرار طرد مشهور جدلاً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي. وكشفت تقارير إعلامية إنجليزية عن أن القرار لم يأتِ نتيجة انعدام كفاءتها أو ارتكابها خطأ مهنياً فادحاً، بل إثر سلسلة من التعليقات السابقة عبر حساباتها الشخصية أعربت فيها عن تعاطفها مع أهالي غزة، ودعمها القضية الفلسطينية.

وعدّ الناقد الرياضي محمد البرمي طرد النادي الإنجليزي المسؤولة المصرية «سلوكاً متوقعاً ضمن سياقات قديمة وتاريخية لأندية أوروبية معروفة بانحيازها لإسرائيل، أياً كانت الأطراف الأخرى التي تتنازع معها»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «نادي داغنهام ظل مجهولاً لدى الرأي العام الرياضي المصري والعربي، حتى تداول اسمه مؤخراً على (السوشيال ميديا) بعد أخبار استثمار أحد صناع المحتوى المصريين فيه».

مروان سري (صفحته على «فيسبوك»)
مروان سري (صفحته على «فيسبوك»)

وأضاف البرمي: «قرار انسحاب مروان سري منطقي وينم عن وعي سياسي وموقف أخلاقي، ولا يمكن أن نلومه على رغبته في الاستثمار في النادي، خصوصاً أن الاستثمار في الأندية الإنجليزية غير مكلف، لكنه أيضاً لا يمكنه إحداث تغيير في هوية وأفكار النادي، وبالتالي فالانسحاب أفضل كثيراً من البقاء؛ لأنه كان سيواجه كثيراً من المشكلات والأزمات حال بقائه».

ووُلد مروان سري بمصر عام 1993، درس الإعلام وتخصَّص في الإخراج، حيث قدَّم بعض الأفلام القصيرة، كما عمل مساعد مخرج ببعض الأعمال الدرامية، واتجه إلى التمثيل في أعمال أخرى.

وفي عام 2017، دفعه حبّه لكرة القدم إلى تقديم محتوى رياضي على منصات التواصل الاجتماعي، ليحقق شهرةً كبيرةً بين روادها ببرنامجه «اِرْزَعْ»، حيث بدأ تقديم المحتوى باستخدام طريقة «الحكي» عن المباريات بأسلوب طريف، وهو ما جذب المشاهدين إليه.

ويلقب «اليوتيوبر» المصري نفسه بـ«الماوريسيو»، كما يُعرَف بأنه من كبار مشجعي نادي آرسنال الإنجليزي.

وتعدّ سلمى مشهور أحد الأسماء النسائية المؤثرة في مجال صناعة المحتوى الرياضي وتحليل مباريات كرة القدم تحديداً، كما تخصَّصت في تغطية مسابقات الدرجات الأدنى من الدوري الإنجليزي.

وتمتلك مشهور حضوراً لافتاً على منصات التواصل، ويبلغ عدد متابعيها على «إنستغرام» نحو 160 ألف متابع، وتتميز بمتابعتها الدقيقة لمسيرة اللاعبين المصريين والعرب في الدوريات الأوروبية، كما يُعرَف عنها تشجيعها لريال مدريد الإسباني.

ويشير محمد البرمي إلى أن «مقولة (عدم خلط السياسة بالرياضة) أصبحت نوعاً من ازدواجية المعايير، حيث ينادي بها بعض الأوربيين حسب الهوى، فعلى سبيل المثال وجدنا في بدايات الأزمة الأوكرانية - الروسية دعماً قوية لفرق أوكرانيا في مختلف الألعاب، انطلاقاً من خلفية سياسية منحازة».