دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!
TT

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

دراسة: هذا ما سيحل بالأرض إن لم يتم كبح غازات الاحتباس!

هل لدينا فكرة كيف سيكون مستقبل الأرض إذا لم يتم كبح الغازات المسببة للاحتباس الحراري؟ سؤال مهم يجب أن نفكر فيه؟
فطوال تاريخ كوكبنا، كانت الأرض تتأرجح بين دفيئة وبيت ثلج. اما اليوم فمن المفترض أن يكون منزلنا في فترة برودة عالمية. لكن انبعاثات غازات الدفيئة البشرية تعكس هذا الاتجاه الطبيعي بمعدل سريع وغير مسبوق.
وفي إحدى المرات الأخيرة التي انتقلت فيها الأرض من بيت جليدي إلى دفيئة بهذه السرعة والدراماتيكية منذ حوالى 304 ملايين سنة، شهد كوكبنا اضطرابات كبيرة.
وخلال حدود (KGB) (العصر الكاسيموفي) تضاعفت مستويات الكربون في الغلاف الجوي قبل حوالى 300000 سنة، من حوالى 350 جزءًا في المليون إلى 700 جزء في المليون. والآن، يقترح بحث جديد أن حوالى 23 في المائة من قاع البحر خلال هذه الفترة كان محروما من الأكسجين.
وتستند نتائج الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم «PNAS» هذه إلى تحليل جديد للعناصر النزرة في لوح من الصخر الزيتي الأسود القديم جنوب الصين؛ حيث تشير نظائر الكربون واليورانيوم داخل هذه الصخرة إلى أنه بالإضافة إلى الاحتباس الحراري وارتفاع مستويات سطح البحر وذوبان الأنهار الجليدية، نحتاج أن نقلق بشأن نقص الأكسجين في المحيطات، وذلك حسبما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
وفي هذا الاطار، معروف ان نقص الأكسجين يمكن أن يحدث مع تغير المناخ لأنه عندما تذوب القمم الجليدية وتضيف المياه العذبة إلى سطح المحيط، فإنها تمنع الأكسجين الموجود في الغلاف الجوي من الذوبان والدوران في البحر.
وفي ظل ظروف نقص الأكسجين الشديد، تكافح الحياة في المحيط من أجل البقاء. حتى المناطق ذات الأكسجين المنخفض، والتي تسمى نقص الأكسجين تُعرف باسم «المناطق الميتة».
وتم دعم النتائج الجديدة من خلال بحث سابق عن حجر الأساس القديم جنوب الصين؛ والذي وجد خسائر كبيرة في التنوع البيولوجي في البحر خلال حدود KGB.
وعند نمذجة هذه التغيرات المناخية القديمة، أدرك مؤلفو الدراسة الحالية أهمية التوقيت.
من جانبها، تشرح عالمة الكيمياء الجيولوجية الرسوبية إيزابيل مونتانيز من جامعة كاليفورنيا «إذا قمت برفع ثاني أكسيد الكربون بنفس المقدار في عالم الدفيئة، فلن يكون هناك تأثير كبير، ولكن يبدو أن بيوت الجليد أكثر حساسية للتغيير ونقص الأكسجين البحري».
وبعبارة أخرى، إذا زادت الانبعاثات البشرية بسرعة خلال فترة طبيعية من الاحتباس الحراري، بدلاً من التبريد العالمي، لن يكون نقص الأكسجين في المحيطات تهديدًا كبيرًا تقريبًا.
وربما يتعلق السبب بحقيقة أن غازات الدفيئة في عالم الدفيئة مرتفعة بالفعل، لذلك ليس للانبعاثات تأثير قوي على انصهار الصفائح الجليدية والتربة الصقيعية. ولكن خلال فترة البرودة العالمية، كان هناك المزيد من الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية التي تحبس المياه العذبة؛ وهي جاهزة للتسلل إلى سطح المحيط وعرقلة إذابة الأكسجين.
ويعتقد الباحثون أن الانبعاث الضخم للكربون الذي تسبب في تغير المناخ بين 290 و 340 مليون سنة ربما كان ناتجًا عن الانفجارات البركانية. وعندئذٍ قد تضيف حرائق الغابات الواسعة المزيد من الكربون إلى الغلاف الجوي، كما لو أن التربة الصقيعية تذوب.
وفي الحقيقة هذه مجرد أفكار. ولم يتمكن الباحثون من تتبع السبب الدقيق لانبعاثات الكربون خلال KGB، لكن نتائجهم تظهر ارتفاعًا واضحًا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، يليها ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر ونقص الأكسجين. وقد كتب مؤلفو الدراسة «إن إطلاق الكربون الهائل مع الاحترار المفاجئ حدث مرارًا وتكرارًا خلال حالات الاحتباس الحراري، وقد أدت هذه الأحداث إلى حلقات من إزالة الأكسجين من المحيطات... وان سجلات الأحداث الأخيرة إلى جانب النمذجة البيوجيوكيميائية، تقدم دليلاً واضحًا على أنه مع استمرار الاحترار ستشهد المحيطات الحديثة إزالة الأكسجين بشكل كبير».


مقالات ذات صلة

تلال القمامة وتسرب الصرف الصحي حلقة جديدة في سلسلة المآسي بغزة

المشرق العربي غزة أصبحت أنقاضاً وركاماً بسبب الحرب (أ.ب) play-circle

تلال القمامة وتسرب الصرف الصحي حلقة جديدة في سلسلة المآسي بغزة

لم تقتصر تبعات الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة في غزة على الأنقاض في كل مكان، إذ جاءت أكوام النفايات لتشارك في مشهد الدمار برائحتها الكريهة والذباب الكثيف.

«الشرق الأوسط» (غزة)
بيئة ماشية تسير على طول منطقة تمت إزالة الغابات منها بشكل غير قانوني في محمية بالقرب من جاسي بارانا بولاية روندونيا في البرازيل 12 يوليو 2023 (أ.ب)

الإنتربول يعلن عن حملة عالمية جديدة لمكافحة الإزالة غير القانونية للغابات

أعلن الإنتربول وشركاؤه، اليوم (الأربعاء)، عن إطلاق حملة إنفاذ قانون عالمية تهدف إلى تفكيك الشبكات الإجرامية التي تقف وراء قطع الأشجار غير القانوني.

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)
يوميات الشرق الباحثون حدّدوا أكثر من 95 سلالة بكتيرية طورت مقاومة للمضادات الحيوية تعيش على أعقاب السجائر (رويترز)

دراسة: أعقاب السجائر تُغذي نمو «البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية»

حذّر علماء من أن أعقاب السجائر المُهملة قد تُسهم في ظهور مقاومة للمضادات الحيوية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق لقطة من طائرة من دون طيار تُظهر دلافين تسبح في المياه البرازيلية (رويترز)

دراسة: البشر قد يكونون سبباً في إصابة الدلافين بمرض يُشبه ألزهايمر

حذَّر علماء في دراسة من أن ازدهار الطحالب الناجم عن تصريفات مياه الصرف الصحي قد يُسبب لدى الدلافين نفس نوع تنكس الدماغ الذي يُلاحظ لدى البشر المصابين بألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عوادم السيارات قد تزيد حالات سرطان الثدي (جامعة كاليفورنيا)

الهواء الملوث يزيد معدلات سرطان الثدي

كشفت دراسة أميركية أن النساء اللاتي يعشن في مناطق ذات جودة هواء منخفضة؛ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، ولا سيما في المناطق ذات الكثافة المرورية العالية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحياة الفطرية لـ«الشرق الأوسط»: «رأس حاطبة» موئل بحري مهم و35 جزيرة في «الثقوب الزرقاء»

ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية في السعودية (الحياة الفطرية)
ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية في السعودية (الحياة الفطرية)
TT

الحياة الفطرية لـ«الشرق الأوسط»: «رأس حاطبة» موئل بحري مهم و35 جزيرة في «الثقوب الزرقاء»

ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية في السعودية (الحياة الفطرية)
ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية في السعودية (الحياة الفطرية)

أكّد «المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية» في السعودية أن محمية «رأس حاطبة» تحتضن 8 جزر بحرية، معظمها رملية، وتُضفي قيمة بيئية عالية من خلال دعم النظم البيئية البرية والبحرية، وتعمل بوصفها أماكن تعشيش للطيور البحرية والسلاحف البحرية، ما يزيد من تكامل وظائفها الإيكولوجية، مشيراً إلى أن محمية «الثقوب الزرقاء» تضم 35 جزيرة بحرية، معظمها رملية، وتُعد إضافة حيوية للمنظومة البيئية من خلال دعم تكامل النظم البرية والبحرية، عبر توفير موائل تعشيش للطيور البحرية والسلاحف، وتُعزز من التفاعل الإيكولوجي بين البيئات المختلفة.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أعقب موافقة مجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، على إدراج محميتَي «الثقوب الزرقاء»، و«رأس حاطبة» البحريتين ضمن قائمة المحميات الوطنية، قال عبد الناصر قطب، المدير العام لإدارة المحافظة على البيئة البحرية والساحلية في «المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية»، إن محمية «رأس حاطبة» تضم تشكيلات متنوعة من الشعاب المرجانية، تشمل الشعاب الحاجزية، ومئات الشعاب البُقعية، التي تمثل بدورها بنية أساسية لأنظمة الحياة البحرية، إذ توفر مواقع للتغذية، والتكاثر، والحضانة لعدد كبير من الكائنات البحرية، لافتاً إلى أن وجود هذا التباين في الأنماط المرجانية يعزز من مرونة النظام البيئي وقدرته على مواجهة الضغوط الطبيعية والبشرية، علاوة على كونها إحدى أهم المحميات البحرية في البلاد نظير الثراء البيئي الفريد والموائل البحرية بالغة الحساسية، ما يجعلها مركزاً رئيسياً لدعم التنوع الأحيائي وصون النظم البيئية.

وكشف قطب أن الدراسات الميدانية الحديثة أظهرت أن المؤشر الصحي للشعاب المرجانية والأسماك في حالة جيدة، ما يعكس استقراراً بيئياً ومرونة عالية للنظام البيئي البحري في مواجهة التغيرات.

تلتزم السعودية بتوسيع شبكة المحميات الوطنية لتتجاوز الـ100 (الحياة الفطرية)

وعن مميّزات المحميّة، بيَّن قطب أنها تتميز بانتشار مروج الحشائش البحرية، التي تُعد ركيزة أساسية في السلسلة الغذائية البحرية، وتوفر مناطق تغذية وحضانة للأسماك والسلاحف البحرية، إضافة إلى دورها البيئي، حيث تمثل هذه المروج أحد أهم مخازن الكربون الأزرق، علاوة على انتشار «أشجار المانغروف» التي تُشكل خط الدفاع الأول للسواحل من خلال الحدّ من التآكل وحماية الشواطئ من الأمواج والعواصف، معداً أن الغابات الساحلية توفّر موائل بالغة الأهمية، بوصفها مناطق حضانة طبيعية لصغار الأسماك واللافقاريات، وبيئة تعشيش للطيور الساحلية والبحرية.

وبالإضافة إلى ذلك، تُعد المحمية موئلاً مهماً لكثير من الكائنات البحرية الكبرى، مثل القروش، والدلافين، والسلاحف، والحيتان، وقرش الحوت، وهي أنواع ذات قيمة إيكولوجية عالية، وبعضها مصنّف عالمياً أنواعاً مهددة بالانقراض، ما يبرز الأهمية الاستثنائية للمحمية بوصفها موقعاً حيوياً لدعم بقاء هذه الأنواع والحفاظ على توازن المنظومة البحرية، وفقاً لمدير عام إدارة المحافظة على البيئة البحرية والساحلية.

ونوّه قطب بكثير من المشاهدات، التي تضمّنت مشاهدات للدلفين الشائع «قاروري الأنف»، وهو من الأنواع الرئيسية التي تعكس صحة النظام البيئي البحري نظراً لاعتماده على السلسلة الغذائية المتكاملة، والقروش، بما يُبرز الدور الحيوي لهذه المفترسات العليا في حفظ التوازن البيئي وتنظيم تجمعات الأسماك، و«أسماك الراي» التي تُعد جزءاً مهماً من الشبكة الغذائية البحرية، وتسهم في ديناميكية الرواسب القاعية، ومشاهدة واحدة للحوت البريدي، وهو من الثدييات البحرية الكبيرة ذات القيمة العالمية، حيث يؤكد وجوده أهمية المنطقة موئلاً للهجرة والتغذية، إلى جانب مشاهدتان لقرش الحوت، وهو أكبر الأسماك في العالم المُدرج على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض، ومشاهدتان للسلاحف الخضراء، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض عالمياً، وتعتمد في غذائها على مروج الحشائش البحرية، ما يعكس سلامة هذه البيئات في المنطقة.

تتميَّز محميتا «الثقوب الزرقاء» و«رأس حاطبة» بتنوع بيئي فريد (الحياة الفطرية)

وعن المراقبة، شدّد قطب أنه تتم مراقبة صحة النظم البيئية المتعلقة بالشعاب المرجانية ووفرة الأسماك وكتلتها الحيوية مرتين سنوياً، إلى جانب مسح سنوي لمروج الحشائش البحرية والتنوع الأحيائي المرتبط بها، مع تحديد المهددات البيئية وإدارتها بفاعلية، إلى جانب التزام المحمية بالرقابة البيئية من خلال التفتيش الدوري لضمان الامتثال للوائح حماية الحياة الفطرية، إضافة إلى حظر أنشطة الصيد بشباك الجرّ داخل المواطن البحرية الحساسة، وأردف أن العمل القريب من نطاقها يشمل تقييم الأنواع غير المحلية وإعداد خطة أمن حيوي للحدّ من تأثيرها على النظام البيئي.

وعن محمية «الثقوب الزرقاء»، كشف قطب أنها تضم شعاباً مرجانية تشمل الحاجزية منها، والحلقية، والبُقعية، ما يوفر بيئات معقدة وغنية، من شأنها تنويع الموائل البحرية وتوفير أماكن للتكاثر والتغذية والحضانة لعدد كبير من الكائنات، وتعزيز مرونة النظام البيئي وقدرته على مواجهة الضغوط الطبيعية والبشرية، وعرّج على كونها أحد المواقع البحرية والجيولوجية الأكثر تفرّداً في البحر الأحمر، إذ اكتُشفت حديثاً عام 2022 من خلال رحلة العقد العالمية لاستكشاف البحر الأحمر بمشاركة سفينة الأبحاث «OceanXplorer» وسفينة «العزيزي» التابعة لجامعة الملك عبد العزيز، عادّاً هذا الاكتشاف قيمة علمية ومعرفية استثنائية، نظراً لاحتضان المحمية لتكوينات طبيعية نادرة من الثقوب الزرقاء التي تمثل نظماً بيئية بحرية ذات أهمية كبرى لفهم تطور النظم المرجانية و«الجيومورفولوجية» في المنطقة.

تطوير منظومة وطنية شاملة للمناطق المحمية وفق معايير عالمية (الحياة الفطرية)

وعلى الرغم من أن المؤشر الصحي للشعاب المرجانية والأسماك في حالة مقبولة، فإن ذلك يُبرز الحاجة الملحة إلى مواصلة جهود الإدارة البيئية للحفاظ على هذا التنوع الفريد وتعزيزه، حسبما أجاب قطب على سؤال لـ«الشرق الأوسط».

وفي الجانب المتعلق ببيئات المحمية البحرية، أوضحت معلومات «الشرق الأوسط» أنها تزخر بتنوع غني من الأسماك واللافقاريات، بما في ذلك نجم البحر، وقنافذ البحر، والمحار العملاق، وخيار البحر، وهي كائنات تُعد مؤشرات حيوية على صحة النظام البيئي البحري، وتنتشر بها مروج الحشائش البحرية التي تُشكّل عنصراً محورياً في السلسلة الغذائية البحرية، وتوفر مناطق تغذية أساسية للسلاحف والكائنات البحرية العاشبة، إضافة إلى دورها في تخزين الكربون الأزرق.

وحسب مدير عام إدارة المحافظة على البيئة البحرية والساحلية، تُعد المحمية موطناً لعدد من الكائنات البحرية الكبرى مثل السلاحف، والقروش، والدلافين والحيتان، بما يعكس مكانتها بوصفها موئلاً طبيعياً للأنواع ذات القيمة «الإيكولوجية» العالية، وبعضها مهدَّد بالانقراض عالمياً، ما يمنح المحمية بُعداً استراتيجياً في صون التنوع الأحيائي على المستويين الإقليمي والعالمي.

محمية «رأس حاطبة» تحتضن 8 جزر بحرية معظمها رملية (الحياة الفطرية)

ونوّه قطب بعدد من المشاهدات في المحميّة، تضمّنت رصد مشاهدات للدلافين، منها الدلفين الدوار، والدلفين الشائع «قاروري الأنف»، ودلفين المحيط الهندي «قاروري الرأس»، والدلفين الاستوائي «المنقّط»، وهي أنواع ذات أهمية إيكولوجية عالية، بالإضافة إلى تسجيل مشاهدات لقرش الحوت، وأسماك الراي، والحوت البريدي، والسلاحف البحرية، الخضراء منها، وصقرية المنقار.

ولفت قطب، من موقعه، إلى أن المسوحات الدورية لمراقبة صحة الشعاب المرجانية ووفرة الأسماك تجري مرتين سنوياً، ومراقبة مروج الحشائش البحرية سنوياً، مع تحديد المهددات البيئية وإدارتها بفاعلية.

كما يجري المركز تفتيشاً بيئياً دورياً داخل المحمية للتأكد من الالتزام باللوائح، إضافة إلى ذلك، يجري العمل على إعداد خطة أمن حيوي في المناطق الساحلية المحيطة للحد من مخاطر الأنواع غير المحلية.


مصر: مطالبات بتشديد الرقابة بـ«المتحف الكبير» لردع «السلوكيات السلبية»

المتحف المصري يشهد زخماً في الحضور (وزارة السياحة والآثار)
المتحف المصري يشهد زخماً في الحضور (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: مطالبات بتشديد الرقابة بـ«المتحف الكبير» لردع «السلوكيات السلبية»

المتحف المصري يشهد زخماً في الحضور (وزارة السياحة والآثار)
المتحف المصري يشهد زخماً في الحضور (وزارة السياحة والآثار)

تصاعدت مطالبات في مصر بتشديد الرقابة على المتحف المصري الكبير بعد ظهور سلوكيات وُصفت بأنها «سلبية» انتقدها رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وطالب بالتصدي لها عبر نشر الوعي الجماهيري.

ونشر كثير من مواقع التواصل الاجتماعي لقطات ومشاهد ومقاطع فيديو تشير إلى «سلوكيات سلبية» لأفراد، من بينها من يلمسون الآثار، ومن يضعون ملون الشفاه لأحد التماثيل، ومن يجلسون فوق التماثيل، وغيرها من السلوكيات التي نبّه إليها كثير من المؤثرين المهتمين بالحضارة المصرية.

وأشار رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إلى بعض الحالات الفردية التي تشهد ممارسات سلبية يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن المصريين غير راضين عنها، وأضاف في كلمة مصورة خلال اجتماع مجلس الوزراء: «بالطبع يقال لماذا لا نمنع هذه الحالات المحدودة من التجاوزات، ومع الأعداد التي تزيد على 10 آلاف زائر يومياً، يصعب السيطرة على كل الحالات، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن هذه السلوكيات تعطي انطباعاً سلبياً، ومن الضروري أن نحافظ على آثارنا، ولا نسمح لهذه النوعية من الممارسات الفردية السلبية».

عدد كبير من السائحين يزور المتحف الكبير يومياً (وزارة السياحة والآثار)

ووجّه رئيس الوزراء كلامه للمواطن المصري البسيط، وقال: «إذا رأى أي مواطن ممارسات فردية سلبية، فأتمنى أن يوجه وينصح من يفعل ذلك بأن هذا لا يجوز»، وتابع: «نعم هناك منظومة أمنية ومنظومة مراقبة، لكن لكي تكتمل فرحتنا بالمتحف يجب ألا نسمح بحالات فردية تقوم بممارسات يمكن أن تعطي انطباعاً سلبياً».

وكانت إدارة المتحف المصري الكبير أعلنت قبل أيام عن وصول متوسط عدد الزائرين إلى 19 ألف زائر يومياً منذ فتح أبواب المتحف للجمهور يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالتزامن مع ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922.

وترى الدكتورة مونيكا حنا عميد كلية الآثار والتراث الثقافي بالأكاديمية البحرية أن «زيارة الشباب للمتحف والتفاعل معه أمر محمود، لكن التصرفات الفردية السلبية يجب أن تكون هناك تعليمات لردعها»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمر يحتاج إلى نظام صارم وتعليمات تكتب على التذكرة، وربما أيضاً يحتاج إلى فيلم توعوي أو تعيين مشرفين للمتحف بشكل كاف للسيطرة على الأعداد الكبيرة من الزوار».

وكان عدد من مستخدمي وسائل التواصل انتقدوا قيام «بلوغرز» و«يوتيوبرز» بالتصوير داخل المتحف ونشر مقاطع مصورة متعددة، وبطريقة قد تكون غير ملائمة للمكان، من بينهم «يوتيوبر» قام بقراءة آيات من القرآن الكريم داخل المتحف، تتحدث عن «كفر آل فرعون»، وأوردت تقارير محلية أنه تم القبض على «اليوتيوبر».

وقال المتخصص في المصريات، الدكتور محمد حسن: «المشكلة بدأت حين تسربت فيديوهات من شباب متطوع في حفل الافتتاح قدموا مقاطع كوميدية ساخرة من كواليس الحفل على (تيك توك)، ووصلت بعض المقاطع إلى قوائم (الترند) مما شجع كثيراً من الشباب على زيارة المتحف وتكرار الأمر بحثاً عن (الترند)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «رأينا كثيراً من السلوكيات الفردية السلبية، مثل واقعة (الروج) وهو تصرف يشير إلى جهل من قامت به بقيمة التراث، وهناك من قام بتلاوة القرآن بصوت عالٍ داخل المتحف ليحصل على (الترند)». وفق تعبيره.

ولفت حسن إلى «قيام الدولة باتخاذ إجراءات صارمة تجاه هذه التصرفات الفردية السلبية، حيث أحيل الشاب الذي قام بتلاوة القرآن في المتحف للنيابة العامة، وأعتقد أن هذا إجراء رادع لكل من تسول له نفسه أن يتخذ تراث مصر وآثارها وسيلة للشهرة».

وأكد أن إدارة المتحف تعمل على منع مثل هذه السلبيات «لكن أيضاً يجب أن تقوم مؤسسات المجتمع المدني بالتوعية، وأقترح إصدار لائحة شديدة الصرامة لمنع هذه التجاوزات، تصل إلى حد التجريم وتطبيق غرامات مالية، ونشرها بكل وسائل التواصل الاجتماعي لكل من تسول له نفسه العبث داخل المتحف».

وأقيم المتحف المصري الكبير على مساحة تصل إلى 117 فداناً ليُشكّل مشهداً طبيعياً متصلاً مع الأهرامات، ويضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية تحكي التاريخ المصري القديم بعصوره المختلفة.

ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أن «المتحف الكبير فرصة كبيرة لتثقيف وتعليم شرائح كثيرة من المصريين حول تاريخهم من الأطفال إلى الكبار»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يجب التوعية بطريقة التعامل مع الآثار داخل المتحف، وطريقة التعامل مع السائحين أيضاً حتى لا نعطي انطباعاً سلبياً».

وتابع: «هناك صحوة واتجاه كبير في المجتمع المصري بقيمة الحضارة المصرية القديمة وآثارها وحضارتها، ويجب أن نستغل هذه الصحوة في التوعية لتفادي السلوكيات السلبية الناتجة بالدرجة الأولى عن قلة الوعي، من يقفزون على الآثار أو يلمسونها أم من تضع (الروج) للأثر وهي في الحقيقة كانت تمثل فقط أنها تفعل ذلك، نحتاج إلى تثقيف الجمهور، ووضع لائحة وقوانين صارمة ثم معاقبة من يتجاوز».


تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في الرياض

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)
TT

تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في الرياض

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)

دشَّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ويوسف البنيان وزير التعليم، الأربعاء، أكاديمية آفاق للفنون والثقافة، في خطوة رائدة هي الأولى من نوعها على مستوى السعودية والمنطقة، وذلك بالتزامن مع الحفل الختامي لـ«مسابقة المهارات الثقافية» الذي استضافه مقر الأكاديمية بمدينة الرياض.

وتعد الأكاديمية نموذجاً متكاملاً يهدف إلى رعاية طلاب التعليم العام الموهوبين بمجالات الثقافة والفنون، ويجمع المناهج الأكاديمية والمسارات الثقافية والفنية المتخصّصة؛ لتُمكّن الطلاب من صقل مواهبهم في الفنون البصرية، والموسيقية، والأدائية.

كما تمنح الطلبة تجربةً مبتكرة تدمج المعرفة والإبداع، وتُوفِّر بيئةً تعليميّة حديثةً ومتوازنة، تشمل مرافق متطورة، ومسارح، واستوديوهات متخصصة.

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان والوزير يوسف البنيان لدى تدشينهما «أكاديمية آفاق» في الرياض (وزارة التعليم)

وانطلقت الأكاديمية بمرحلتها الأولى في مدينتَي الرياض للبنين، وجدة للبنات، مستهدفةً طلاب الصفين الرابع الابتدائي، والأول المتوسط، ضمن خطة توسّعٍ تدريجي لتشمل كل مراحل التعليم العام وجميع مناطق السعودية خلال السنوات المقبلة.

تعاون لتحقيق رسالة الأكاديمية

وقَّع وزيرا «الثقافة» و«التعليم» اتفاقية تعاون بين الوزارتين لتحديد إطار عملٍ مشترك في مشروع الأكاديمية، وضمان أدائها لرسالتها الثقافية والتعليمية على أكمل وجه.

وتضمّنت الاتفاقية تعاون الوزارتين في عدة مجالات ثقافية وتعليمية تُسهم في تحقيق الأكاديمية رسالتَها الثقافية والتعليمية التي أُسست لأجلها، ومن أبرزها التخطيط لتصميم البرامج من الهيكل التنظيمي، والأوصاف الوظيفية، ومعايير استقطاب الكوادر، وتنظيم الأنشطة التدريبية، وتوفير المعلمين والقياديين، والمرافق، والمناهج، وتطوير النموذج التعليمي.

وزيرا «الثقافة» و«التعليم» يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون المشترك في الأكاديمية (واس)

كما شملت توفير المصادر والأدوات الخاصة ببرامج الثقافة والفنون الإثرائية، ومواءمتها مع المناهج المقترحة والمعتمدة، والأثاث والتجهيزات التعليمية والإلكترونية المطلوبة للمدرسة، والأدوات المطلوبة لتطبيق المناهج الوطنية والأعمال الإدارية، وتشغيل جميع المرافق الأساسية للأكاديمية، كذلك استقطاب الطلاب، وتنفيذ مبادراتٍ للتواصل المجتمعي.

وجاءت المذكرة في إطار حرص الوزارتين على تطبيق أفضل المعايير التعليمية والتدريبية في الأكاديمية، لتزويد الطلبة الموهوبين بالخبرات التعليمية والمهارات الثقافية التي تُنمي مهاراتهم ومعارفهم بنحوٍ يكفل وجودهم في بيئة تحفز قدراتهم، وتُبرز أفضل ما لديهم من إنجازاتٍ وابتكارات.

وزيرا «الثقافة» و«التعليم» يشهدان عرضاً مسرحياً في الأكاديمية (واس)

تتويج الفائزين في «مسابقة المهارات الثقافية»

وشهد الحفل الختامي عرض الأعمال الثلاثة الفائزة في كل من مسارات المسابقة، وهي: المسرح، والغِناء، والفن الرقمي، والعزف، والحِرف اليدوية، والتصوير، والقصة القصيرة، والأفلام، والمانجا، فيما اختُتم بإعلان فتح باب التسجيل للنسخة الرابعة.

وتهدف الوزارتان من خلال المسابقة إلى اكتشاف وتطوير مهارات الطلاب والطالبات، وتوجيه شغفهم لممارسة مختلف المجالات الثقافية والفنية، والمحافظة على إرث السعودية الثقافي، ورفع مستوى الوعي به، وتحقيق الاستثمار الأمثل لطاقات الطلبة.

ومرّت المسابقة بمراحل عديدة بدأت من تهيئة الميدان، ومن ثم إطلاق المسابقة، واستقبال طلبات التسجيل، مروراً بالفرز والتحكيم الأولي، ثم حفل الإدارات التعليمية، والمقابلات الشخصية، والمعسكر التدريبي، وصولاً إلى مرحلة التحكيم النهائي، والحفل الختامي الذي احتفى بالمشاركات المتميزة.

الفائزون في «مسابقة المهارات الثقافية» بعد تكريمهم خلال الحفل الأربعاء (وزارة التعليم)

وتأتي المسابقة والأكاديمية ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، التي أطلقتها الوزارتان في وقتٍ سابق؛ لتعزيز الثقافة والفنون، واكتشاف المواهب وإدراجها في مراحل التعليم العام، وتطوير قدرات ومهارات الأجيال الشابة، لربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق، مما يعزز الاستدامة بالقطاع، ويسهم في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030» في جوانبها ذات الصلة.