البعثات الدبلوماسية اللبنانية تستقبل الناخبين اليوم في 48 بلداً

المرحلة الثانية من الاقتراع في الخارج وتسهيل تجديد جوازات السفر ليوم واحد

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يعلن نسب المقترعين مع انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين (الوكالة الوطنية)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يعلن نسب المقترعين مع انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين (الوكالة الوطنية)
TT

البعثات الدبلوماسية اللبنانية تستقبل الناخبين اليوم في 48 بلداً

وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يعلن نسب المقترعين مع انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين (الوكالة الوطنية)
وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب يعلن نسب المقترعين مع انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات المغتربين (الوكالة الوطنية)

أنهت السفارات والبعثات الدبلوماسية اللبنانية في أوروبا وأميركا وأستراليا وأفريقيا ودولة الإمارات العربية المتحدة استعداداتها لإجراء الانتخابات النيابية المخصصة للمغتربين اليوم، بعدما أنجزت يوم الجمعة المرحلة الأولى في إيران وعدد من الدول العربية، وبدأت تصل صناديق الاقتراع من هذه الدول تباعاً إلى بيروت لحفظها في المصرف المركزي وفتحها وفرزها بعد انتهاء انتخابات اللبنانيين المقيمين يوم الأحد في 15 مايو (أيار).
وتتجه الأنظار في لبنان إلى العملية الانتخابية اليوم التي ستشمل 48 بلداً، بعدما أنجزت في عشر دول يوم الجمعة وبلغت نسبة المشاركة نحو 59 في المائة بحسب ما أعلن وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بعدما كانت 56 في المائة عام 2018 مع فارق كبير في عدد المسجلين، وهو ما لفت إليه بو حبيب، مشيراً إلى اقتراع 18225 شخصاً يوم الجمعة بينما بلغ عدد جميع المغتربين المقترعين عام 2018 نحو 48 ألفاً.
وفيما يواجه عدد من المغتربين مشكلة تجديد جواز السفر أو عدم امتلاكهم الهوية اللبنانية المطلوبة كوثيقة للاقتراع، أعلن وزير الخارجية أمس عن مساعدة الناخبين في بلاد الانتشار لتجديد جوازات السفر ليوم الانتخاب فقط، مؤكداً في حديث إذاعي أنه «من واجب الوزارة بالتعاون مع وزارة الداخلية إجراء انتخابات نزيهة وشفافة بعد كل المآسي في لبنان».
ولفت إلى أن فرز أقلام الاقتراع من مهمة وزارة الداخلية، وبعد تسلم الصناديق من الخارج تنتهي مهمة وزارة الخارجية.
وقبيل ساعات من بدء المرحلة الثانية من الانتخابات في الخارج، أكد سفير لبنان لدى ألمانيا مصطفى أديب في حديث إذاعي أن السفارة على أتم الاستعداد لاستقبال الناخبين، مشيراً إلى أن العدد ليس قليلاً ويعتبر مرتفعاً عن السنوات السابقة.
كما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن انتهاء التحضيرات في أستراليا لاقتراع المغتربين المسجلين على لوائح الشطب وبلغ عددهم 20661 مقترعاً، وأعلنت البعثات الدبلوماسية جاهزيتها التامة لإجراء العملية الانتخابية بنجاح، مؤكدة أنها على مسافة واحدة من الجميع، علماً بأن أستراليا هي البلد الأول الذي سيفتح صناديق اقتراعه نظراً لفارق التوقيت.
ولفتت «الوكالة» إلى أن عدد المغتربين المسجلين في سيدني يبلغ نحو 16 ألف و200 ناخب، موزعين على 9 مراكز، وقال القنصل العام في سيدني شربل معكرون لـ«الوكالة الوطنية الإعلام»: «نحن على جاهزية كاملة لإتمام عملية الاقتراع الأحد»، داعياً إلى «تعميم الأجواء الإيجابية لإتمام عملية الاقتراع بنجاح لأن هدفنا الأساسي هو إتمامها بكل شفافية وفي أجواء ديمقراطية حقيقية».
وأعلن أنه «سيجول ابتداء من السابعة من صباح يوم الأحد على جميع مراكز الاقتراع للاطمئنان على سير العملية الانتخابية»، كما أن «وفداً من دبلوماسيي وموظفي وزارة الخارجية وصلوا إلى سيدني للإشراف على مراكز الاقتراع في المراكز كافة».
وأوضح أن «المستندات المطلوبة للاقتراع هي الهوية اللبنانية الجديدة أو جواز سفر لبناني صالح، أما في حال وجود جواز سفر لبناني صادر منذ عام 2003 ومنتهي الصلاحية، فستوفر القنصلية بتوجيه من وزارة الداخلية خدمة تجديد جواز السفر ليوم الانتخابات فقط».
مع العلم أن لأستراليا أهمية بالنسبة إلى الأحزاب، ولا سيما المسيحية لكونها تضم نسبة عالية من الناخبين المسجلين في دائرة الشمال الثالثة، التي تعتبر «دائرة المعركة الرئاسية»، حيث يخوض فيها مرشحون محتملون للرئاسة المعركة الانتخابية، مباشرة أو عبر أحزابهم، وهم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس «القوات» سمير جعجع ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، إضافة إلى دخول لمجموعات المعارضة للمرة الأولى التي تطمح بدورها لإحداث خرق. ويبلغ عدد المسجلين في أستراليا وفق الدولية للمعلومات 20. 602 ناخباً، النسبة الأعلى منهم للطائفة المارونية (60.37 في المائة) تليها الطائفة السنية (15.61 في المائة) ثم الأرثوذكسية (10.5 في المائة). وفي التوزيع على الدوائر الانتخابية حلت دائرة الشمال الثالثة أولاً بنسبة 44.91 في المائة يليها الشمال الثانية (طرابلس - المنية الضنية) بنسبة 16.30 في المائة ثم جبل لبنان الرابعة بنسبة 8.53 في المائة
وسبق أن صدرت انتقادات لوزارة الخارجية حول كيفية توزيع مراكز الاقتراع والناخبين في أستراليا، ولا سيما من قبل حزب «القوات اللبنانية»، الذي عاد وطلب طرح الثقة بالوزير بو حبيب، معترضين على ما اعتبروه تشتيت أصوات المنطقة الواحدة والقرية الواحدة والعائلة الواحدة على عدّة أقلام اقتراع تبعد عن بعضها مسافات كبيرة، مما يصعّب عملية الاقتراع.
وكانت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات «لادي» التي تقوم بمراقبة الاستحقاق، أثنت على عمل وزارة الخارجية في اليوم الأول لانتخابات المغتربين مع تسجيلها بعض الخروقات في عدد من الدول، على أن تستكمل مهمتها اليوم وفي 15 مايو.
ونوّهت الجمعية في بيان لها بتعاون فريق وزارة الخارجية والمغتربين الذي تواصل منذ الصباح الباكر مع فريق عمل «لادي» بغية تسهيل عمل المراقبين كما نوّهت بالتنظيم الجيّد الذي اتسمت به عمليات الاقتراع، وتعاون فريق وزارة الخارجية الذي تلقّف الشكاوى التي نقلتها الجمعية، وعمل على حل العديد منها بشكل مباشر.
وأعلنت أنه على امتداد يوم الاقتراع، وثّق مراقبو الجمعية بعض المخالفات الانتخابية وقد تركّزت بشكل أساسي على حصول دعاية انتخابية في محيط وداخل بعض مراكز الاقتراع، إضافة إلى تصوير أوراق الاقتراع الرسمية من قبل بعض الناخبين.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.