تركيا تواصل بناء التجمعات السكنية للنازحين في شمال غربي سوريا

TT

تركيا تواصل بناء التجمعات السكنية للنازحين في شمال غربي سوريا

تواصل منظمات إنسانية، وأخرى تركية، أعمالها في إنشاء مخيمات وتجمعات سكنية من الطوب، في تجمع منطقة «كمونة» على بعد 30 كيلومتراً شمال إدلب، لإيواء النازحين وتوفير السكن للاجئين السوريين في تركيا داخل الأراضي السورية. وترافقت أعمال البناء والتشييد، مع زيارات عدة قام بها مؤخراً مسؤولون أتراك، بينهم وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، دشَّن خلالها قرى سكنية بالقرب من منطقة سرمدا، شمال غربي سوريا.
وقال نشطاء في إدلب إن «وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، افتتح الثلاثاء 3 مايو (أيار)، قرية سكنية جرى بناؤها من الطوب بالقرب من تجمع مخيمات كمونة القريبة من منطقة سرمدا الحدودية شمال محافظة إدلب (30 كيلومتراً)، وتضم القرية نحو 520 شقة سكنية جاهزة للسكن، ومركزاً طبياً، بالإضافة إلى مسجد ومدينة ملاهٍ للأهالي، وافتتح أيضاً قرية سكنية جديدة تضم نحو 50 شقة مجهزة بشكلٍ كامل، بالإضافة إلى افتتاح مستشفى ومسجد في منطقة كللي القريبة من منطقة كمونة شمال إدلب، وزار أيضاً تجمعات سكنية في المنطقة ذاتها (قيد الإنشاء)، تجري فيها أعمال أخرى، كبناء المدارس وتعبيد الطرقات وفرشها، ومشروعات صرف صحي، وكلها تُشرف عليها إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد)، ووعد أمام حشد من السوريين في تجمع كمونة بأن بلاده ستستمر بمساعدة السوريين، وأن 100 ألف منزل على الأقل ستكون جاهزة بحلول نهاية العام في شمال غرب سوريا».
من جهته، قال أسعد الحسن، وهو ناشط في إدلب، إن «ثمة نشاطاً تركياً بات واضحاً، يهدف إلى تسريع عملية بناء القرى السكنية للنازحين السوريين وتجهيزها بكل الخدمات، وتتركز هذه النشاطات في كمونة وكللي ومنطقة مشهد روحين شمال إدلب، وتتزامن هذه العملية مع إطلاق مشروع العودة الطوعية للسوريين في تركيا، في الوقت الذي يصرح فيه مسؤولون أتراك عن مخطط لبناء نحو 250 ألف منزل شمال غربي وشمال شرقي سوريا، بهدف توفير العودة الطوعية لمليون سوري في تركيا».
وأضاف الحسن: «في الوقت الذي افتتح فيه وزير الداخلية التركي قرية سكنية في منطقة كمونة، شمال إدلب، لإيواء النازحين، هناك نحو 8 مخيمات للنازحين جرى إنشاؤها خلال السنوات الماضية بصورة عشوائية، وتفتقر هذه المخيمات لأبسط مقومات الحياة، ومنها مخيمات (الفرقان) و(غطاء الرحمة) و(ريف حلب الجنوبي) و(بسمة أمل) و(السفراء). وتؤوي هذه المخيمات أكثر 5000 نازح سوري من مناطق ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، وآخرين من مناطق ريف حلب الجنوبي ودير الزور وحمص. ويعاني هؤلاء النازحون في تلك المخيمات من تدني مستوى الخدمات وكميات المساعدات الإنسانية، بما فيها مياه الشرب، إضافة إلى انعدام الخدمات، كالصرف الصحي والطرق الوعرة داخل المخيمات».
وقالت أم أحمد (52 عاماً)، النازحة من ريف حلب وتقيم في قرية الحنان للنازحين شمال إدلب.
من جهته، قال أبو عبدو (47 عاماً) وهو نازح من ريف حماة ويقيم في إحدى القرى للنازحين في مشهد روحين شمال إدلب، إنه «رغم أن العيش في أبنية مصنوعة من الطوب والباطون ولها أبواب معدنية يبقى أفضل بكثير من العيش في الخيام، التي لا تقي من حر الصيف ولا من برد الشتاء، إلا أننا نشعر بشكل دائم بأننا نعيش ضمن معسكر أو سجن كبير، تتشابه فيه الأبنية من حيث الشكل واللون الواحد..وغالباً ما تضطر العائلات إلى وضع ستائر أمام الأبواب للمحافظة على الخصوصية».
وتشهد المناطق القريبة من الحدود السورية -التركية، منذ عامين، بناء عدد كبير من القرى السكنية المؤقتة للنازحين، بدلاً من الخيام، ويشرف على بنائها عدد من المنظمات المحلية والدولية ومنظمة (أفاد) التركية، وجرى خلالها بناء أكثر من 52 تجمعاً سكنياً للنازحين في مناطق أطمة وقاح وعقربات ومشهد روحين وباريشا وكمونة ودير حسان وسرمدا، وآوت هذه التجمعات أكثر من 300 ألف أسرة.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.