في مدة لم تتجاوز 13 دقيقة فقط، اتفق تحالف {أوبك بلس}، أمس الخميس، على زيادة أخرى متواضعة في إنتاج النفط شهريا وقال إنه لا يمكن تحميل مجموعة المنتجين مسؤولية تعطل الإمدادات الروسية، وإن عمليات الإغلاق في الصين بسبب جائحة كورونا تهدد آفاق الطلب.
اتفق تحالف {أوبك بلس} يوم الخميس على زيادة أخرى متواضعة في إنتاج النفط شهريا وقال إنه لا يمكن تحميل مجموعة المنتجين مسؤولية تعطل الإمدادات الروسية، وإن عمليات الإغلاق في الصين بسبب جائحة كورونا تهدد آفاق الطلب.
واتفقت المجموعة على زيادة إنتاجها المستهدف في يونيو (حزيران) 432 ألف برميل يوميا بما يتماشى مع خطة حالية لإلغاء قيود الإنتاج التي فُرضت عام 2020 عندما أدت جائحة كوفيد-19 إلى كبح الطلب، متجاهلة دعوات الدول الغربية بتسريع زيادات الإنتاج.
وعُقد اجتماع {أوبك بلس}، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا، يوم الخميس وسط ارتفاع أسعار النفط. وسجلت أسعار الخام في مارس (آذار) الماضي أعلى مستوياتها منذ 2008 عند أكثر من 139 دولارا للبرميل بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تفاقم مخاوف الإمدادات التي كانت بالفعل تغذي زيادة الأسعار. وجرى تداول خام برنت القياسي فوق 111 دولارا يوم الخميس.
ويأتي اجتماع {أوبك بلس} أيضا غداة اقتراح الاتحاد الأوروبي فرض حظر نفطي تدريجي على روسيا في أشد إجراءاته حتى الآن لمعاقبة موسكو على غزوها أوكرانيا. وقال مصدران يحضران الاجتماع إن المندوبين تجنبوا تماما أي مناقشات تتعلق بالعقوبات على روسيا ليختموا المحادثات في وقت قياسي بلغ أقل من 15 دقيقة.
وسيجبر الحظر روسيا على الأرجح على إعادة توجيه التدفقات إلى آسيا وخفض الإنتاج بشدة، في حين سيتنافس الاتحاد الأوروبي على الإمدادات المتاحة المتبقية، وهما عاملان سيدعمان على الأغلب ارتفاع أسعار النفط. وقال كالوم ماكفيرسون من إنفستيك: «تواصل {أوبك بلس} اعتبار هذه مشكلة من صنع الغرب وليست مشكلة إمداد أساسية ينبغي أن تتعامل معها».
وقال الأمين العام لمنظمة {أوبك} محمد باركيندو إنه لا يمكن لكثير من المنتجين تعويض الصادرات الروسية التي تتجاوز سبعة ملايين برميل يوميا، وإن «الطاقة الفائضة غير متوفرة». وطلبت الولايات المتحدة مرارا من {أوبك} زيادة الإنتاج، لكن المنظمة قاومت الدعوات... واتفقت الوكالة الدولية للطاقة، وهي هيئة مراقبة الطاقة في الغرب، الشهر الماضي على سحب كميات قياسية من المخزونات للمساعدة في تهدئة الأسعار وتعويض اضطرابات الإمدادات من روسيا.
وقبل الاجتماع، قال وليد قضماني المحلل في مجموعة «إكس تي بي» لوكالة الصحافة الفرنسية إنه «من المرجح أن تلتزم {أوبك بلس} بخطتها على الرغم من استمرار عدم الاستقرار المرتبط بالنزاع الروسي الأوكراني»، مشيرا إلى «توقعات بانخفاض الطلب بسبب القيود التي لوحظت في الصين».
وبعد تجنبها انتشار الوباء بشكل واسع منذ سنتين، تشهد الصين منذ أسابيع أسوأ تفش لكورونا منذ ربيع 2020، يؤثر على استراتيجيتها المسماة «صفر كوفيد». وأغلقت العاصمة الصينية بكين عشرات من محطات قطارات الأنفاق الأربعاء ويخشى سكانها الآن فرض إجراءات عزل كما حدث في شنغهاي أكبر مدينة في الصين يبلغ عدد سكانها 25 مليون نسمة وسجلت فيها معظم الإصابات.
وقالت إيبيك أوزكاردسكايا المحللة في مصرف «سويسكوت» ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية إن «تباطؤ النشاط في الصين هو بالتأكيد عامل يبرر الإبقاء على وضع قائم لدى {أوبك بلس}، على الرغم من الضغط الدولي لزيادة الإمدادات في مواجهة أزمة الطاقة الحالية».
من جهته، رأى فؤاد رزاق زادة المحلل في «سيتي انديكس» و«فوريكس انديكس» في مذكرة أن ذلك «سبب لمواصلة التزام الحذر»، وقال: «تواصل (أوبك) وحلفاؤها تخفيفا بطيئا لخفض الإنتاج الذي بدأته في 2020 مع تراجع الطلب». كما أن الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار، لم يؤثر على أعضاء التحالف الذين لا يرغبون في تسريع وتيرة الإنتاج لتهدئة السوق.
أما العقوبات الاقتصادية الجديدة المطروحة ضد روسيا، فلن تؤدي على الأرجح إلى خلط الأوراق في الوقت الحالي. وحذر رزاق زادة من أنه إذا نجح الاتحاد الأوروبي «في إقناع أعضائه بالمصادقة على الخطة...، فسيكون لذلك تأثير كبير على صادرات النفط الروسية». وهنا أيضا «لن ينقذ» تحالف {أوبك بلس} الحريص على البقاء موحدا وعلى عدم الإساءة إلى موسكو «الموقف بالتأكيد»، حسب أوزكارديسكايا. وقالت إن «التحالف أوضح أن الحرب في أوكرانيا لا تسبب قلقا» للسوق.
من جهته، قال وزير النفط الكويتي محمد الفارس، أمس الخميس، إن تحالف منظمة الدول المصدرة للنفط والدول المنتجة من خارجها «أوبك بلس» مستمر بتنفيذ استراتيجيته لاستعادة توازن الأسواق من خلال الزيادة الشهرية لإنتاج النفط.
و نقل بيان صحفي صادر عن وزارة النفط، عقب ترؤسه وفد دولة الكويت المشارك في الاجتماع الـ40 للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج «JMMC» في تحالف «أوبك بلس» والاجتماع الوزاري الـ28 لـ«أوبك بلس» عن الفارس قوله إن «أوبك بلس» تتابع تزايد إصابات فيروس كورونا في الصين، والإغلاقات التي قامت بها بعض المدن الصينية لمنع تفشي الوباء، واحتمالية تعطل الإمدادات.
وأضاف أن «انعكاسات زيادات أسعار الفائدة الأميركية على النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ النمو العالمي بسبب ارتفاع أسعار السلع الأولية، وتأثيرات ذلك على معدل تنامي الطلب على النفط».
وشدد على أن اتفاق إعلان التعاون يعزز أمن الإمدادات في الأسواق من خلال استراتيجية «أوبك بلس»، والموافقة على زيادة الإمدادات في أسواق النفط بـ432 ألف برميل يوميا لشهر يونيو (حزيران)، ما يضمن استقرار السوق وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
{في أقل من ربع ساعة}... {أوبك بلس} يتمسك بخط سياسته رغم ارتفاع الأسعار
الإغلاق الصيني يحد الطلب... والحظر الأوروبي للنفط الروسي خارج النقاش
{في أقل من ربع ساعة}... {أوبك بلس} يتمسك بخط سياسته رغم ارتفاع الأسعار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة