موسكو مستعدة لاستضافة جولة جديدة لدفع الحوار الفلسطيني

TT

موسكو مستعدة لاستضافة جولة جديدة لدفع الحوار الفلسطيني

أجرى نائب وزير الخارجية الروسي والممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف أمس، جولة محادثات شاملة مع وفد حركة «حماس» الذي زار موسكو بدعوة من وزارة الخارجية. وأعرب الدبلوماسي الروسي في ختام المناقشات عن ارتياحه لنتائج اللقاء، وأوضح لوكالة «تاس» الحكومية الروسية، أن «المحادثات كانت جيدة للغاية، وذات مغزى، وبناءة. الجميع يفهم أهمية العلاقات الروسية الفلسطينية الودية تقليديا، ونحن نحافظ على اتصال مع جميع القوى السياسية والاجتماعية الرائدة في فلسطين».
وكشف أنه تم خلال اللقاء التطرق إلى الوضع الراهن على الصعيدين السياسي والميداني، وأن الحديث تناول ملف المصالحة الفلسطينية، وقال إن بلاده جددت دعوتها لعقد جولة جديدة من المفاوضات بين الفصائل الفلسطينية في موسكو.
وأوضح نائب الوزير، أن روسيا كررت أكثر من مرة استعدادها لبذل جهود إضافية في هذا الشأن، و«أكدت اليوم (أمس)، مجددا، أنه إذا كانت هناك رغبة، فنحن دائمًا على استعداد لتقديم منصة موسكو للاجتماعات العامة، والاجتماعات الثنائية أو الثلاثية، بناءً على طلب الفلسطينيين أنفسهم. ونحن دائمًا على استعداد لتقديم المساعدة في التغلب على أي خلافات بين الفلسطينيين. نحن نؤيد الحل العادل للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات مجلس الأمن المعروفة، وقد اعترفنا بالدولة الفلسطينية داخل حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وموقفنا لم يتغير منذ أكثر من عقد، لذلك لا ينبغي أن يكون لدى أي طرف أسئلة عن الموقف الروسي».
وفي هذا الإطار، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تحافظ على اتصالات مع كل الأطراف الفلسطينية، وأنها بعد استقبال وفد حركة «حماس»، سوف تستقبل قريبا وفدا يمثل منظمة التحرير الفلسطينية وكذلك قيادة حركة «فتح»، لاستكمال المناقشات حول الملفات المطروحة. وزاد: «نحن نجري اتصالات نشطة مع مختلف القوى الفلسطينية. لقد كان لدينا بالفعل عدة وفود هنا. ونحن في انتظار المزيد من الوفود من حركة فتح ومن فصائل أخرى، يجب أن تصل قريبا، ومن المتوقع أن تتواصل الاتصالات في الصيف».
ولفت بوغدانوف إلى أن تطورات الوضع حول القدس كانت حاضرة خلال اللقاء، وقال إن الجانب الروسي أكد على الدعوة إلى وقف التصعيد حول القدس. وشدد نائب الوزير على «ضرورة ضمان الوضع الراهن للمقدسات في القدس حتى يتسنى لكل من يريد ذلك، ولكل مؤمن الوصول إليها، وفق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في وقت سابق».
سياسيا، شدد بوغدانوف على أن المبادرة الداعية إلى عقد اجتماع لـ«رباعية الشرق الأوسط» على مستوى وزراء الخارجية، قد فشلت بسبب الإعاقة من قبل الولايات المتحدة.
وكان وفد حركة «حماس» الذي يضم نائب رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق والقياديين فتحي حماد، وحسام بدران، بالإضافة لممثل الحركة في موسكو، قد أجرى بالإضافة إلى المحادثات في وزارة الخارجية الروسية، عدة لقاءات شملت برلمانيين وممثلي منظمات اجتماعية روسية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.