بحاح: مؤتمر الرياض أكد للحوثيين أن اليمن متّحد.. ونرحب بكل المبادرات الإيجابية

نائب الرئيس اليمني أشاد بمشاركة «المؤتمر الشعبي العام» واعتبر صالح «منتهيًا سياسيًا»

نائب الرئيس اليمني خالد بحاح يتحدث للإعلاميين خلال {مؤتمر الرياض} أمس (أ.ف.ب)
نائب الرئيس اليمني خالد بحاح يتحدث للإعلاميين خلال {مؤتمر الرياض} أمس (أ.ف.ب)
TT

بحاح: مؤتمر الرياض أكد للحوثيين أن اليمن متّحد.. ونرحب بكل المبادرات الإيجابية

نائب الرئيس اليمني خالد بحاح يتحدث للإعلاميين خلال {مؤتمر الرياض} أمس (أ.ف.ب)
نائب الرئيس اليمني خالد بحاح يتحدث للإعلاميين خلال {مؤتمر الرياض} أمس (أ.ف.ب)

أوضح خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني، ورئيس مجلس الوزراء، أن مؤتمر «إنقاذ اليمن» المنعقد في الرياض أرسل رسالة قوية لميليشيا الحوثي، مفادها أن جميع الأطياف اليمنية متحدة، وقادرة بالحوار على تجاوز الصعاب.
وقال خالد بحاح، خلال تصريحات صحافية، على هامش مؤتمر «إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية»، أن حكومة بلاده مرحبة بأي مبادرات إيجابية، بما فيها الدعوة للذهاب إلى جنيف. وأوضح أن التواصل بين الأطياف اليمنية موجود حتى في حالة الاحتراب الدامي.
وأشار بحاح إلى أن مؤتمر الرياض باستطاعته أن يجد حلا لمشكلة الجنوب اليمني. وأوضح بحاح: «تم حل القضية الجنوبية في فترة سابقة، ولكنّ هناك نوعًا من التراكمات التي حصلت حاليًا، وأعتقد أنه بالجلوس على طاولة الحوار، فإننا سنجد الحلول لتلك المشكلة، وسيكون من ضمن الحلول المطروحة فصل الجنوب، ولكن لن يكون انفصالا بل سينظر في مخرجات الحوار الوطني».
ولفت نائب الرئيس اليمني إلى أن الحكومة جاءت في فترة عصيبة، مفيدًا أنه في حال العودة إلى الوطن ستسلم المهام لمن يريد إدارة الحكومة دون أن يسمي تلك الجهة. وحول عدم مشاركة قبائل حضرموت قال نائب الرئيس اليمني: «المنطقة الثانية أعلنت بقاءهم مع الشرعية، وعدم مشاركة حضرموت هو للحافظ عليها من سطو الميليشيات المسلحة». وتابع: «الحشد الوطني اليوم في مؤتمر الرياض كان واضحا وبعث رسالة للجميع بأن الوطن متّحد دون وجود ميليشيات خارجة عن القانون»، موضحًا: «لم نسمح بوجود ميليشيات خارج نظام القانون، ومع ذلك فإن أي مكون وطني جزء من الوطن ونحن نرحب به».
وحول جدية القرارات وتطبيقها على أرض الواقع، قال رئيس وزراء اليمن إن مجلس الأمن يمكن له أن يطبق القرارات تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، كما أن «هناك قرارات وطنية يتم تطبيقها من خلال مشاركة دول مجلس التعاون». ولفت إلى أن «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» جزء من التطبيق، مبديًا تفاؤل حكومته في المرحلة المقبلة.
وبيّن بحاح أن من أهم منجزات مؤتمر الرياض هو حضور المؤتمر الشعبي العام بشكل كامل، معتبرا أن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح «انتهى دوره السياسي». وأضاف أن حزب المؤتمر الشعبي العام كان حاضرًا بشكل كبير ممثلاً بقيادات وشخصيات وطنية بارزة. وأضاف أن الحكومة اليمنية راضية عن مشاركة الأطياف اليمنية.
ووصف رئيس وزراء اليمن ميليشيا الحوثي بـ«الأبناء العاقين»، متمنيًا عودتهم إلى اللحمة الوطني اليمنية قريبا. وأوضح أنه تبين مع مؤتمر الرياض عدم وجود أي حزب سياسي يوالي الحوثيين ممن حضروا أمس.
وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن الفترة المقبلة ستشهد إجلاء عالقين في الهند وكوالالمبور إلى اليمن، كاشفًا عن دعم مالي تقدمه الحكومة عبر سفاراتها في الخارج للعالقين، وعبر ممثلي لجنة الإغاثة العليا، والتي بدورها تعمل على إيجاد الإيواء لهم.
وذكر نائب الرئيس اليمني أنه لا يتمنى عودة الخيارات العسكرية، في حين تطرق إلى أن تمديد المهلة يبقى خيارا إيجابيا، كونه يحقق السلام في اليمن. ولكنه أردف قائلا إنه في حال وجود اختراقات فإنه يتوجب ردع تلك الاختراقات. ولفت إلى أن قوات التحالف العربي تقوم بواجبها في مجال إجراءات التفتيش على السفن الإغاثية حتى مع طولها.
وذكر نائب الرئيس اليمني أن هناك قواما عسكريا على أرض الميدان، وتم تعيين بعض القيادات العسكرية تعمل على لملمة القوات المسلحة على الميدان، وجمع كل القوات بما فيها ميليشيا الحوثي ليكونوا من النسيج الوطني المقبل.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.