طارق صالح: نقل السلطة أربك الحوثيين

قال إن أولوية مجلس القيادة إنهاء معاناة اليمنيين «سلماً أو حرباً»

العميد طارق صالح لدى لقائه قيادات عسكرية من الساحل الغربي (سبأ)
العميد طارق صالح لدى لقائه قيادات عسكرية من الساحل الغربي (سبأ)
TT

طارق صالح: نقل السلطة أربك الحوثيين

العميد طارق صالح لدى لقائه قيادات عسكرية من الساحل الغربي (سبأ)
العميد طارق صالح لدى لقائه قيادات عسكرية من الساحل الغربي (سبأ)

أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، العميد الركن طارق صالح، أن أولوية المجلس هي إنهاء معاناة اليمنيين «سلماً أو حرباً» وتوفير الخدمات، متهماً الميليشيات الحوثية بتصعيد الخروق والاستعداد مجدداً للقتال.
تصريحات طارق صالح جاءت خلال لقائه قيادة محور البرح وقيادة الأجهزة الأمنية في الساحل الغربي، وقائد قطاع خفر السواحل في البحر الأحمر، وفق ما ذكرته المصادر الرسمية.
وبحسب وكالة «سبأ»، وضع العميد طارق صالح القيادات العسكرية والأمنية أمام تطورات المشهد السياسي والعسكري، وأهمها إعلان الهدنة، ومخرجات المشاورات اليمنية- اليمنية، ونقل السلطة لمجلس القيادة الرئاسي، موضحاً أن ما تحقق قطع شوطاً كبيراً في ترتيب صفوف اليمنيين وتوحيدهم لمواجهة التحديات، وفي مقدمها المشروع التوسعي الإيراني.
وقال إن تلك التطورات (نقل السلطة) «أربكت الميليشيات الحوثية التي ظلت تراهن على انقسام اليمنيين، وتعمل على تعميق خلافاتهم».
وأوضح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني -وهو واحد من 7 نواب لرئيس المجلس رشاد العليمي- أن «أولويات المرحلة القادمة لمجلس القيادة الرئاسي هي تحسين الخدمات والأوضاع المعيشية للمواطنين في العاصمة المؤقتة عدن والمناطق المحررة، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وإحلال السلام الذي ينهي معاناة اليمنيين سلماً أو حرباً».
وأكد صالح أن المجلس «يدعم الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة لإنجاح وتثبيت الهدنة، كخطوة نحو وقف شامل لإطلاق النار، رغم عدم تقديم الميليشيات الحوثية أي تنازل، وعدم التزامها ببنود إعلان الهدنة، وخروقها المتواصلة لوقف إطلاق النار في مختلف الجبهات»، متهماً الميليشيات بـ«استغلال الهدنة للتحشيد وتحريك العربات والأسلحة الثقيلة لجبهات جنوب مأرب، واستمرارها في فرض الحصار الغاشم على تعز».
وأشار طارق صالح إلى «ما قدمته الحكومة من جانبها من تنازلات، منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، والحرص على تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين، بمن فيهم الواقعون في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، عبر منح التصاريح لسفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وتقديم التسهيلات لتشغيل رحلات من مطار صنعاء، وفقاً للإجراءات المعمول بها في مطاري عدن وسيئون».
ونقلت المصادر الرسمية عن صالح أنه «جدد التأكيد على أن مجلس القيادة الرئاسي حريص على إحلال السلام، رغم أن التجارب السابقة تؤكد أن ميليشيات الحوثي لا يمكن أن تجنح للسلام إلا بالقوة».
وأكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن اجتماع مختلف المكونات السياسية والوطنية في المشاورات التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، لطي صفحة الماضي، ولم الشمل وتوحيد الصف والموقف والكلمة في معركة استعادة الدولة: «مثَّلت صدمة حقيقية للميليشيات الحوثية التي راهنت على استمرار الخلافات بين اليمنيين، لفرض مشروعها الكهنوتي المتخلف المستورد من إيران».
ولفت العميد طارق صالح إلى الأجواء الإيجابية التي سادت المشاورات اليمنية- اليمنية، وأنها «جاءت بعدما وصلت جميع القوى السياسية والوطنية لقناعة كاملة باستحالة تحقيق الانتصار، وتحرير بلدهم، واستعادة دولتهم، والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية، وتلبية تطلعات اليمنيين وإنهاء معاناتهم، دون تناسي الخلافات وتوحيد الجهود والإمكانات في معركة الخلاص من الميليشيات الحوثية».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.