مؤشرات لحركة سيولة عالية في السعودية

تزامنت مع انتعاش الطلب التجاري والإنفاق الاستهلاكي

حركة السيولة تتصاعد في السعودية مع تزايد الاستهلاك لموسم رمضان وعيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
حركة السيولة تتصاعد في السعودية مع تزايد الاستهلاك لموسم رمضان وعيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
TT

مؤشرات لحركة سيولة عالية في السعودية

حركة السيولة تتصاعد في السعودية مع تزايد الاستهلاك لموسم رمضان وعيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)
حركة السيولة تتصاعد في السعودية مع تزايد الاستهلاك لموسم رمضان وعيد الفطر المبارك (الشرق الأوسط)

سجلت السعودية مؤشرات حركة سيولة عالية دفع إليها انتعاش الطلب التجاري والإنفاق الاستهلاكي خلال الفترة الماضية المتزامنة مع الترتيب لدخول شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، تتسق مع نمو الاقتصاد الوطني وارتفاع عائدات النفط خلال هذه الفترة وتزايد النشاط غير النفطي في البلاد.
وحققت السيولة النقدية في الاقتصاد السعودي ارتفاعاً بنهاية مارس (آذار) الماضي 2.7%، تمثل زيادة قدرها 63.1 مليار ريال (9.6 مليار دولار) خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وصعدت السيولة، وفقاً لمؤشرات البنك المركزي السعودي (ساما) لعرض النقود بمفهومه الواسع، لأعلى مستوى خلال مارس الماضي؛ مسجلةً 2.37 تريليون ريال (632 مليار دولار)، مقابل 2.30 تريليون ريال مسجَّلة في الربع الرابع من العام المنقضي 2021.
وتمثل التطورات في السيولة النقدية، نمواً بالمقارنة السنوية بين الربعين الأول من العام الجاري ونظيره من العام الماضي بزيادة 8.4% حيث بلغت حينها 2.18 تريليون ريال، ليصبح مقدار الزيادة 184.8 مليار ريال.
ووفقاً لبيانات البنك المركزي الأخيرة، ارتفعت كذلك قيمة النقد المتداول خارج المصارف والودائع تحت الطلب (المعروف بعرض النقود 1) إلى 64.5 مليار ريال، بنسبة 4.2% خلال الربع الأول لتصل إلى 1.58 تريليون ريال، مقابل 1.51 تريليون ريال بنهاية الربع ذاته من العام 2021.
وتتزامن المؤشرات النقدية، مع ارتفاع بيانات إنفاق المستهلكين بالسعودية، خلال الفترة الزمنية التي تمثل التجهيزات لدخول شهر رمضان، حيث كشفت الإحصائيات المتعلقة بنقاط البيع والمبيعات الإلكترونية صعود الإنفاق الاستهلاكي في السعودية خلال مارس إلى 113.8 مليار ريال، بنمو نسبته 13% مقابل 100.8 مليار ريال خلال ذات الفترة من عام 2021.
ومعلوم أن إنفاق المستهلكين في السعودية هو عبارة عن مجموع السحوبات النقدية ومبيعات نقاط البيع ومبيعات التجارة الإلكترونية عبر وسائل الدفع (تم القياس باستخدام بطاقة «مدى» والبطاقة الائتمانية) عبر شبكة المدفوعات السعودية.
وصعدت قيمة مبيعات نقاط البيع في مارس 25%، مسجلةً مبيعات قوامها 51 مليار ريال تزيد على نظيرتها المحققة في العام الماضي البالغة 40.8 مليار ريال، في وقت تمت عمليات من خلال 602 مليون عملية نفّذت.
وارتفعت قيمة المبيعات عبر نقاط البيع في السعودية خلال شهر مارس 2022 بنسبة 25% لتصل إلى نحو 51 مليار ريال مقارنةً ﺑ40.84 مليار ريال خلال الفترة ذاتها من 2021.
وحسب البيانات، التي تعبر عن عمليات البيع عبر نقاط الإلكترونية وبطاقات الصراف الآلي والبطاقات الائتمانية في مراكز التسوق الكبيرة ومحال التجزئة في الأنشطة كافة، تمت المبيعات خلال شهر مارس الماضي من خلال 602.2 مليون عملية، وعبر 1.14 مليون جهاز.
ووفق البيانات، كذلك، تراجعت السحوبات النقدية من أجهزة الصرف الآلي خلال مارس الماضي بنسبة 3% لتصل إلى نحو 52.8 مليار ريال، مقارنةً بسحوبات ذات الشهر من العام الماضي، وهو ما يؤكد تصاعد استخدامات الوسائل الإلكترونية، بدلالة تزايد مبيعات التجارة الإلكترونية عبر بطاقات «مدى» إلى 9.98 مليار ريال خلال مارس بنسبة 88% مقارنةً بذات الفترة من عام 2021.
من جانب آخر، أفصحت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودية أنها رخصت خلال عام 2021 لنحو 238.8 ألف رخصة تجارية في مختلف مناطق المملكة، موضحةً أن الرخص توزعت على 62.3 ألف رخصة جديدة تُمثل 26% من إجمالي الرخص، و176.5 ألف رخصة تم تجديدها تُمثل 74% من الإجمالي.
واستحوذت «تجارة الجملة والتجزئة» على 37% من إجمالي رخص الوزارة الممنوحة خلال الفترة، بما يعادل 88.1 ألف رخصة، تلتها «إمدادات الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء» بنحو 73.8 ألف رخصة.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».