«الخزانة» الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد رغم الانكماش «المفاجئ»

تراجع مؤشر التصنيع بشكل غير متوقع لأدنى مستوى منذ عامين

وزارة الخزانة الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد (رويترز)
TT

«الخزانة» الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد رغم الانكماش «المفاجئ»

وزارة الخزانة الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية تتوقع استمرار نمو الاقتصاد (رويترز)

قال كبير الاقتصاديين بوزارة الخزانة الأميركية، إن من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأميركي النمو هذا العام على الرغم من الانكماش المفاجئ في الربع الأول، مضيفاً أن التضخم ربما يكون في ذروته.
وأضاف بنجامين هاريس مساعد وزير الخزانة للسياسات الاقتصادية، في بيان إلى اللجنة الاستشارية للاقتراض بالوزارة، أن توقعات الناتج المحلي الإجمالي الخاصة قد تُعدل بالخفض ليبلغ النمو 2.3 في المائة مقارنة بالربع الرابع، وذلك بعد تراجع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 1.4 في المائة في الربع الأول.
وقال هاريس: «على الرغم من أن هذا التقدير قد يُعدل بالخفض، على أن تبقى مخاطر التراجع ضمن التوقعات، فإن من المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأميركي توسعه هذا العام... يجب أن يساعد انخفاض الحوافز المالية والنقدية، جنباً إلى جنب مع انتعاش العمالة، في تحقيق التوازن في أسواق العمل، وتخفيف بعض الضغوط التضخمية».
أُصدر هذا البيان ضمن عملية رد الأموال ربع السنوية التي تنفذها وزارة الخزانة في مايو (أيار). وقالت الوزارة اليوم الاثنين إنها تتوقع سداد 26 مليار دولار من الديون في الربع الثاني، مقارنة بتقديرات صافي الاقتراض البالغة 66 مليار دولار في يناير (كانون الثاني)، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى زيادة الإيرادات.
في الأثناء، تراجع مؤشر نشاط قطاع التصنيع الأميركي في أبريل (نيسان) الماضي بشكل غير متوقع إلى أدنى مستوى له منذ 2020، مع تراجع النمو في الطلبيات والإنتاج والتوظيف.
وتراجع مؤشر معهد إدارة الإمدادات الأميركي لقياس نشاط قطاع التصنيع إلى 4.‏55 نقطة الشهر الماضي مقابل 1.‏57 نقطة، وفقاً لبيانات صدرت مساء الاثنين.
وتشير قراءة المؤشر أكثر من 50 نقطة إلى نمو النشاط الاقتصادي للقطاع، في حين تشير قراءة أقل من 50 نقطة إلى انكماش النشاط.
وتؤكد هذه البيانات تأثير القيود المستمرة على الإمداد، والتي تفاقمت بسبب الإجراءات المفروضة لاحتواء فيروس «كورونا» (كوفيد-19) في الصين، حسبما أفادت وكالة «بلومبرغ».
وتراجع مؤشرا الطلبيات الجديدة والإنتاج إلى أدنى مستوى لهما منذ مايو 2020، رغم الاستمرار فوق المستوى الذي يظهر تحقيق النمو.
في غضون ذلك، قالت الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، إن جميع الأدوات متاحة للتصدي لارتفاع التضخم، ومنها خفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية؛ لكنها شددت على أن أي تحول في السياسة يحتاج إلى مراعاة الأهداف المتوسطة الأجل.
وأضافت تاي في مؤتمر استضافه معهد «ميلكن» في لوس أنجليس: «بالتأكيد يمكننا بحث تلك الرسوم؛ لكن أنا أعرض المنظور الاستراتيجي الذي ينبغي أن ننظر من خلاله... السؤال هو: ماذا سنفعل بها؟».
ومضت تقول إن أي أدوات ستُستخدم لمعالجة التضخم ينبغي ألا تقوض الأهداف المتوسطة المدى لبناء اقتصاد عالمي أكثر مرونة واستدامة، ينظر إلى الناس ليس فقط كمستهلكين، ولكن أيضاً كعمال.


مقالات ذات صلة

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

الاقتصاد شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

بيانات التضخم الأميركية الأسبوع المقبل تضع الأسواق تحت الاختبار

قد تختبر بيانات التضخم في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل أعصاب المستثمرين في أسواق الأسهم، ما يزيد من المخاوف المتعلقة بارتفاع عائدات سندات الخزانة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (رويترز)

المستثمرون الأميركيون ينسحبون من صناديق الأسهم

انسحب المستثمرون الأميركيون من صناديق الأسهم وانتقلوا إلى صناديق أسواق المال الآمنة خلال الأسبوع المنتهي في 8 يناير (كانون الثاني).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من الطلب على السبائك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».