إريك تن هاغ يواجه تغيير مسار «سفينة أشباح» مانشستر يونايتد

المدير الفني الهولندي أمام مهمة صعبة

فيرغسون صانع تاريخ يونايتد في العصر الحديث  -  تن هاغ قادم من فريق تتوافر فيه ثقافة التماسك إلى فريق يفتقر إليها (غيتي)
فيرغسون صانع تاريخ يونايتد في العصر الحديث - تن هاغ قادم من فريق تتوافر فيه ثقافة التماسك إلى فريق يفتقر إليها (غيتي)
TT

إريك تن هاغ يواجه تغيير مسار «سفينة أشباح» مانشستر يونايتد

فيرغسون صانع تاريخ يونايتد في العصر الحديث  -  تن هاغ قادم من فريق تتوافر فيه ثقافة التماسك إلى فريق يفتقر إليها (غيتي)
فيرغسون صانع تاريخ يونايتد في العصر الحديث - تن هاغ قادم من فريق تتوافر فيه ثقافة التماسك إلى فريق يفتقر إليها (غيتي)

سيأتي المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ إلى مانشستر يونايتد، في مهمة صعبة خلفا لعدد من المديرين الفنيين الذين فشلوا في إعادة النادي العريق إلى المسار الصحيح، منذ اعتزال المدير الفني الأسطوري السير أليكس فيرغسون التدريب في عام 2013. ومنذ ذلك الحين، تعاقد مانشستر يونايتد مع خمسة مديرين فنيين دائمين، لكن لم يحقق أي منهم النتائج المرجوة، وهو ما يعكس وجود حالة من العشوائية في اختيار من يقود الفريق.
في النهاية، لا يتعلق الأمر بما سيفعله المدير الفني الجديد مع مانشستر يونايتد، لكنه في الحقيقة يتعلق بما يفعله مانشستر يونايتد مع هذا المدير الفني الجديد! بمعنى، كيف سيقوم النادي بتدعيم صفوفه، وكيف سيعالج مواطن الخلل والضعف في الفريق؟ ولم يستمر المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز سوى ثمانية أشهر فقط في قيادة الفريق، ثم أقيل من منصبه لسوء النتائج، لكنه لم يحصل على الدعم الكافي من مسؤولي النادي. أما المدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، الذي تعاقد معه النادي نتيجة الحنين إلى الماضي باعتباره أحد أبرز نجوم الجيل الذهبي للشياطين الحمر، فقد تحول إلى لعبة في أيدي ملاك ومسؤولي النادي يطيع أوامرهم بطريقة عمياء، وهو الأمر الذي تسبب في فشله في نهاية المطاف.
ثم تم إسناد المهمة للمدير الفني الألماني رالف رانغنيك، المعروف بأنه الأب الروحي لمدرسة الضغط العالي على حامل الكرة واللعب الجماعي، لكنه فشل أيضا في ترك بصمة واضحة على أداء وشكل الفريق. لقد أصبح الأمر يبدو وكأن كل المديرين الفنيين لديهم خطة عمل واضحة للجميع إلى أن يتولوا قيادة مانشستر يونايتد، فبمجرد قدومهم إلى ملعب «أولد ترافورد» يبدو الأمر وكأنهم يلعبون بشكل عشوائي دون أي رؤية أو فلسفة واضحة! وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: ماذا سيفعل إريك تن هاغ؟ ومع ذلك، هناك أمل كبير في أن يتمكن المدير الفني الهولندي من إعادة الاستقرار والهيبة إلى هذا النادي العريق. ويعد التعاقد مع تن هاغ، بأي معيار معقول، جيدا للغاية، نظرا لأنه مدير فني موهوب ولديه خطة عمل واضحة ونجح في تحقيق نتائج جيدة مع الأندية التي تولى قيادتها من قبل.
ولأول مرة منذ تعيين أليكس فيرغسون على رأس القيادة الفنية للفريق في عام 1986 يتعاقد مانشستر يونايتد مع مدير فني يمتلك تاريخا جيدا وما زال يتقدم بشكل قوي في مسيرته التدريبية. ومن المعروف للجميع أن تن هاغ يمتلك شخصية قوية ويعمل بجدية كبيرة، وقادر على التأثير بصورة إيجابية على كل من حوله، كما يبدو متجددا دائما فيما يتعلق بأفكاره وفلسفته التدريبية. لقد وصفه اللاعبون بأنه يتعامل معهم مثل الأب ويتعاطف بشكل ملحوظ مع كل واحد منهم، وبالتالي فإن شخصيته مناسبة تماما لهذا الفريق الذي يعاني مما يمكن وصفه بانهيار الشخصية الجماعية.
وهناك بعض الهمسات حول عمر تن هاغ، والنظر إليه على أنه مدير فني صغير في السن، لكن الحقيقة أن تن هاغ، البالغ من العمر 52 عاما، سيكون سادس أكبر مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن كانت هناك فجوة مدتها 10 سنوات كاملة بين اعتزاله كلاعب وعمله في أول مهمة تدريبية كبيرة. لقد بدأ مسيرته التدريبية بالعمل لمدة عام جيد مع نادي «غو أهيد إيغلز» الهولندي، ثم العمل مع الفريق الرديف لنادي بايرن ميونيخ، وهي الوظيفة التي لم يخرج منها عدد كبير من المديرين الفنيين لتولي مناصب تدريبية بارزة بعد ذلك (سلفه في هذا المنصب محمد شول يعمل الآن كمحلل تلفزيوني؛ وخليفته في المنصب يعمل حاليا كمدير فني لفريق الرديف بنادي بوروسيا مونشنغلادباخ). وفي النهاية، تمكن تن هاغ، وهو في السابعة والأربعين من عمره، من قيادة نادي أوتريخت للمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي. وبعد ذلك بعامين، قاد نادي أياكس لسحق ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد على ملعب «سانتياغو برنابيو» في إطار مباريات دوري أبطال أوروبا.
ويمتلك تن هاغ سمعة طيبة فيما يتعلق بالاعتماد على اللاعبين الشباب، واللعب بطريقة 4 - 3 - 3 لكن أولئك الذين يعرفونه جيدا يقولون إنه سيبني الفريق حول العناصر الموجودة بالفعل. وستكون المهمة الرئيسية لتن هاغ هي قيادة الفريق لتحقيق نتائج جيدة وتقديم مستويات أفضل من المستوى المتوسط الذي يقدمه حاليا، ووضع جدار حماية بين عمله وبين طبقات الإدارة الوسطى التي أدخلها مالكو النادي. لقد اشتكى رانغنيك من أن مانشستر يونايتد لديه لاعبون يمتلكون قدرات فنية جيدة لكنهم ليسوا جيدين من الناحية البدنية، أو لاعبون جيدون بدنيا لكنهم ليسوا جيدين فنيا.
لكن مانشستر يونايتد يضم فعلا عددا لا بأس به من اللاعبين الموهوبين، وبالتالي لو حصل تن هاغ على الوقت الكافي فإنه سيتمكن بفضل انضباطه وإصراره وسيرته الذاتية القوية من إعادة الاستقرار إلى هذا الفريق. في الواقع، ليس من الصعب رؤية الأسباب التي جعلت تن هاغ الخيار المناسب والجذاب لمجلس إدارة مانشستر يونايتد، حيث رأت إدارة النادي أن المدير الفني الهولندي هو القادر على اختصار الوقت وتحقيق أهداف النادي في أسرع وقت ممكن، ربما حتى دون القيام فعلياً بالعمل الضروري!
ومن الواضح أن مانشستر يونايتد يفتقر في الوقت الحالي إلى الأسلوب والبنية والثقافة المتماسكة. فكيف سيتمكن تن هاغ من التعامل مع هذا، رغم أنه قادم من تدريب نادي أياكس الذي تتوافر فيه كل هذه الأشياء؟ ويجب أن نعترف بأن جزءا كبيرا من النجاح الذي حققه تن هاغ يعود إلى أن نادي أياكس قد وفر له كل المقومات اللازمة للنجاح. وبالتالي، فهناك قلق من أن يتحول تن هاغ إلى رانغنيك جديد نتيجة العمل في ناد لا يملك فلسفة واضحة ويعاني من العديد من المشكلات والصعوبات.
وعلى نفس المنوال، لا يوجد شيء في السيرة الذاتية لتن هاغ يشير إلى أنه قادر على تولي قيادة ناد عريق يعاني بشدة ويساعده على العودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى. لكن إذا لم يكن تن هاغ هو القادر على القيام بهذه المهمة، فمن هو الرجل الذي يمكنه ذلك؟ هل هو زين الدين زيدان؟ أم غوردون رامزي؟ أم فولوديمير زيلينسكي؟ وإذا كانت هذه مهمة غريبة للغاية في كيان رياضي غريب للغاية، فربما يكون هناك بعض الراحة في حقيقة أن تدريب مانشستر يونايتد دائما ما كان صعبا للغاية، والدليل على ذلك أن ثلاثة مديرين فنيين فقط هم الذين تمكنوا من الفوز بلقب الدوري مع مانشستر يونايتد. هذا نادٍ حصد 42 بطولة كبرى، من بينها 33 بطولة تحت قيادة رجلين في فترتين مختلفتين. وبالتالي، فإن النمط السائد في هذا النادي - إذا كان هناك نمط محدد أساسا - هو الركود والتدهور والأزمة، ثم الثورة والتصحيح في نهاية المطاف. لقد تولى مات بيسبي قيادة النادي وهو منهار تماما، كما تولى أليكس فيرغسون قيادة الفريق وهو لم يحصل على أي لقب للدوري منذ 20 عاماً.
ورغم الصعوبات التي يواجهها النادي في ظل ملكية عائلة غليزر الأميركية، تظل الحقيقة تتمثل في أن جزءاً من جاذبية مانشستر يونايتد يكمن دائماً في ذاك الإحساس بالتألق والعراقة والاسم الكبير والبريق الناجم عن إحساس النادي بنفسه، ومن نجومه الرائعين السابقين، بداية من بيسبي وصولا إلى ديفيد بيكهام. من الصعب ألا نتمنى التوفيق لتن هاغ في هذه البيئة الصعبة، على أمل أن ينجح في إعادة الاستقرار إلى النادي وأن يبني فريقا قويا ومتماسكا بفضل قدراته وإمكانياته كمدير فني كبير يهتم بأدق التفاصيل. لكن في الوقت الحالي، فإن القلق الأكبر يتمثل فيما سيفعله نادي مانشستر يونايتد نفسه تجاه تن هاغ خلال السنوات الثلاث المقبلة.


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.