غالبية الشركات الألمانية تتوقع تزايد الأزمات

انخفاض طفيف في مبيعات التجزئة

المخاوف تتزايد في ألمانيا من تداعيات الحرب خصوصاً في قطاع الطاقة (أ.ب)
المخاوف تتزايد في ألمانيا من تداعيات الحرب خصوصاً في قطاع الطاقة (أ.ب)
TT

غالبية الشركات الألمانية تتوقع تزايد الأزمات

المخاوف تتزايد في ألمانيا من تداعيات الحرب خصوصاً في قطاع الطاقة (أ.ب)
المخاوف تتزايد في ألمانيا من تداعيات الحرب خصوصاً في قطاع الطاقة (أ.ب)

كشف مسح حديث أن غالبية الشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا تتوقع أن تتأثر أنشطتها التجارية سلباً بصورة أكبر في المستقبل جراء الأزمات.
وفي الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من شركة «فيزابل» الألمانية لمعاملات الشركات عبر الإنترنت، اعتبرت 25 في المائة من الشركات حدوث أزمة اقتصادية و24 في المائة حدوث حرب أكبر تهديد لأنشطة شركاتهم.
وتخشى 68 في المائة من الشركات التي شملها الاستطلاع من أن أزمات بهذا الحجم ستحدث بشكل متكرر في السنوات الثلاث المقبلة.
في السيناريوهات المحتملة للأزمات، كان لجائحة كورونا دور ثانوي، حيث أعربت 11 في المائة فقط من الشركات عن اعتقادها أن الجائحة تشكل أكبر تهديد حالياً. وجاءت الجائحة في نفس مرتبة الخوف من الهجمات الإلكترونية (نحو 11 في المائة أيضاً).
وبحسب الاستطلاع، فإن سيناريوهات الأزمات ليست مخاوف مجردة، بل يمكن رؤيتها أيضاً في نتائج الشركات، حيث ذكرت 35 في المائة من الشركات أنها فقدت ما يصل إلى ربع مبيعاتها منذ بداية عام 2021 بسبب الأزمات الكبيرة، كما تكبدت 18 في المائة من الشركات خسائر أكبر في المبيعات.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة «فيزابل»، بيتر إف. شميت، أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تكافح من أجل تجاوز الأزمات، وقال: «أزمة تعقبها الأخرى. سيكون الموضوع الرئيسي في السنوات المقبلة هو جعل شركاتنا المتوسطة مقاومة للأزمات، وإلا فسيصبح الازدهار في جميع أنحاء ألمانيا وأوروبا مهدداً».
ومهد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك المستهلكين لاستمرار ارتفاع أسعار الطاقة. وقال الوزير عقب اجتماع مع اتحادات للشركات المتوسطة في برلين أمس الاثنين: «يجب علينا توقع استمرار زيادة الأسعار»، مشيراً إلى أن الدولة ليس بمقدورها امتصاص كافة الارتفاعات في أسعار الطاقة، سواء بالنسبة للشركات أو المستهلكين، وقال: «هذه هي الحقيقة المرة والقاسية».
وذكر هابيك أن الحكومة أطلقت برامج مساعدات مختلفة مصممة لتأمين السيولة والحفاظ على الشركات في السوق، وقال: «لكن لا يمكن للحكومة الحيلولة دون استمرار ارتفاع الأسعار. هذه الرسالة الصعبة لا يمكنني أن أخفيها عن أي شخص»، موضحاً أن هذه الزيادات يجب أن يتحملها الاقتصاد القومي، وقال: «دون ذلك لن يمكننا تجاوز الأمر بمرور الوقت».
وأشار الوزير إلى أن معظم الشركات لديها عقود طويلة الأجل، موضحاً أن عدداً كبيراً من الشركات لن يشعر لذلك بارتفاع الأسعار حتى عام 2023 موضحاً أن أسعار المنتجات لن ترتفع بناءً على ذلك إلا بحلول هذا الوقت.
وذكر هابيك أنه يتعين إدراك أن مرحلة مصادر الطاقة الأحفورية الرخيصة قد انتهت، موضحاً في المقابل أن إشارات الأسعار تساعد أيضاً في زيادة كفاءة استهلاك الطاقة.
وتنص حزمة مساعدات مقدمة من الحكومة الاتحادية على برنامج قروض من خلال بنك التنمية الحكومي «كيه إف دبليو» ودعم تكاليف الطاقة للشركات. وقال هابيك إن المنح المباشرة تخضع لشروط صارمة للغاية، مضيفاً أن وزارته تتوقع أن تتمكن نحو 4000 شركة من التقدم بطلبات للحصول على هذه المنح، مشيراً في المقابل إلى أن عدد الشركات في ألمانيا يفوق ذلك بكثير.
وذكر هابيك أن الاقتصاد حالياً يقع تحت ضغط كبير، مشيراً إلى أنه بجانب ارتفاع أسعار الطاقة، هناك أيضاً نقص صارخ في العمالة الماهرة، موضحاً أن سلاسل التوريد أصبحت هشة نتيجة الحرب في أوكرانيا، مشيراً أيضاً إلى مشكلات متعلقة بكورونا في شنغهاي، أكبر ميناء للحاويات في العالم.
في الأثناء، سجلت مبيعات تجارة التجزئة في ألمانيا تراجعاً طفيفاً خلال مارس (آذار) الماضي. فقد أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مقره بمدينة فيسبادن أمس، أن مبيعات القطاع تراجعت بنسبة 1.‏0 في المائة مقارنة بفبراير (شباط) الماضي، الذي سجل ارتفاعاً بنسبة 1.‏0 في المائة.
أوضح المكتب أن مبيعات التجزئة تشهد ركوداً بوجه عام منذ بداية هذا العام. ومقارنة بمارس 2021 انخفضت المبيعات بنسبة 7.‏2 في المائة.
ومن حيث القيمة الاسمية، أي البيانات متضمنة زيادات الأسعار، زادت المبيعات بشكل ملحوظ على أساس شهري وعلى أساس سنوي. وعزا المكتب الفارق مقارنة بالمبيعات الحقيقية إلى ارتفاع الأسعار في تجارة التجزئة. ويرتفع التضخم في ألمانيا بشكل غير عادي منذ فترة طويلة.
وفي تجارة المواد الغذائية، ارتفعت المبيعات الحقيقية بنسبة 9.‏2 في المائة مقارنة بالشهر السابق، إلا أنها تراجعت على أساس سنوي بنسبة 4.‏5 في المائة.
وبحسب البيانات، أثر التكالب على الشراء بسبب الحرب في أوكرانيا على سلع معينة مثل الطحين وزيت الطهي، لكن لم يكن له تأثير كبير على القطاع بأكمله. وانخفضت مبيعات المنسوجات والملابس والأحذية والسلع الجلدية بنسبة 4.‏8 في المائة مقارنة بالشهر السابق، بينما تراجعت المبيعات الحقيقية في محطات البنزين بنسبة 5.‏11 في المائة، وعزا المكتب تراجع استهلاك البنزين بسبب الزيادة السريعة في أسعار الوقود. وتقلصت المبيعات عبر الإنترنت بنسبة 7.‏7 في المائة.
وأشار الاتحاد الألماني لتجارة التجزئة إلى أن مزاج المستهلكين استمر في التدهور عقب الحرب في أوكرانيا، موضحاً أن مؤشره لمناخ المستهلكين في مايو (أيار) الجاري تراجع للشهر السادس على التوالي، ووصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.


مقالات ذات صلة

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

تحليل إخباري رجل يقف أمام الشرطة ويحمل لافتة كُتب عليها: «يون سوك يول... ارحل» في سيول (أ.ف.ب)

«الحرب» الكورية الجديدة تعيد إلى الأذهان ما جرى في 25 يونيو 1950

فجأة اصطخبت مياه البحيرة الكورية الجنوبية وعمّت الفوضى أرجاء سيول وحاصر المتظاهرون البرلمان فيما كان النواب يتصادمون مع قوات الأمن.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
TT

«ناسداك» يتجاوز 20 ألف نقطة للمرة الأولى مع استمرار صعود أسهم الذكاء الاصطناعي

شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)
شعار لبورصة ناسداك في نيويورك (رويترز)

اخترق مؤشر ناسداك مستوى 20 ألف نقطة، يوم الأربعاء، حيث لم تظهر موجة صعود في أسهم التكنولوجيا أي علامات على التباطؤ، وسط آمال بتخفيف القيود التنظيمية في ظل رئاسة دونالد ترمب ومراهنات على نمو الأرباح المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الأرباع المقبلة. ارتفع المؤشر الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 20001.42 نقطة. وقد قفز بأكثر من 33 في المائة هذا العام متفوقاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي، ومؤشر داو جونز الصناعي، حيث أضافت شركات التكنولوجيا العملاقة، بما في ذلك «إنفيديا» و«مايكروسوفت» و«أبل»، مزيداً من الثقل إلى المؤشر بارتفاعها المستمر. وتشكل الشركات الثلاث حالياً نادي الثلاثة تريليونات دولار، حيث تتقدم الشركة المصنعة للآيفون بفارق ضئيل. وسجّل المؤشر 19 ألف نقطة للمرة الأولى في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما حقّق دونالد ترمب النصر في الانتخابات الرئاسية الأميركية، واكتسح حزبه الجمهوري مجلسي الكونغرس.

ومنذ ذلك الحين، حظيت الأسهم الأميركية بدعم من الآمال في أن سياسات ترمب بشأن التخفيضات الضريبية والتنظيم الأكثر مرونة قد تدعم شركات التكنولوجيا الكبرى، وأن التيسير النقدي من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يبقي الاقتصاد الأميركي في حالة نشاط.