الأمم المتحدة تجدد إدانتها للأنشطة الاستيطانية الأخيرة في الضفة الغربية

5 جرحى في مواجهات بالضفة الغربية خلال إحياء الذكرى الـ67 للنكبة

فلسطينية ترفع شارة النصر خلال مشاركتها أمس في مسيرة أقيمت بغزة لإحياء الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية (أ.ف.ب)
فلسطينية ترفع شارة النصر خلال مشاركتها أمس في مسيرة أقيمت بغزة لإحياء الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد إدانتها للأنشطة الاستيطانية الأخيرة في الضفة الغربية

فلسطينية ترفع شارة النصر خلال مشاركتها أمس في مسيرة أقيمت بغزة لإحياء الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية (أ.ف.ب)
فلسطينية ترفع شارة النصر خلال مشاركتها أمس في مسيرة أقيمت بغزة لإحياء الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية (أ.ف.ب)

انتقد بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الأنشطة الاستيطانية الأخيرة لإسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية، إذ قال متحدث باسم الأمين العام للمنظمة في نيويورك إن كي مون انتقد بشدة أنشطة الأسابيع الثلاثة الماضية، لافتا إلى أن المستوطنات غير مشروعة وفقا للقانون الدولي، ودعا الحكومة الإسرائيلية إلى الوقف الفوري والعدول عن البناء في الأراضي المحتلة «من أجل السلام وحل مستدام»، كما ندد بشدة بمواصلة النشاطات الاستيطانية من قبل السلطات الإسرائيلية خلال ثلاث مناسبات منذ ثلاثة أسابيع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية.
وكررت الأمم المتحدة مساء أول من أمس معارضتها للاستمرار «غير المشروع» للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بعد أن طرحت إسرائيل ثلاثة عطاءات لبناء وحدات سكنية منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي.
وأضاف المتحدث أن كي مون «جدد التأكيد على أن المستوطنات غير شرعية بنظر القوانين الدولية»، وطالب الحكومة الإسرائيلية بوضع حد لها والعودة عن مثل هذه القرارات لما في ذلك من مصلحة السلام وتسوية نهائية متوازنة» في الشرق الأوسط.
كما أكد كي مون في بيان أن «الأسرة الدولية لن تعترف بمبادرات أحادية الجانب على الأرض، ووضع القدس لا يمكن أن يحل إلا عبر المفاوضات».
وكانت إسرائيل قد طرحت عطاءات لبناء 85 وحدة سكنية، حسب ما أعلنت الخميس الماضي منظمة «السلام الآن» المعادية للاستيطان.
وعلى صعيد آخر، أفادت مصادر فلسطينية بأن مواجهات وقعت أمس بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في شمال الضفة الغربية المحتلة، ما أوقع خمسة جرحى على الأقل، بينهم مصوران.
ووقعت الصدامات قرب نقطة تفتيش حوارة جنوب نابلس، وذلك عندما تجمع نحو 200 فلسطيني لإحياء الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية في 1948. وحاول الجنود الإسرائيليون عند هذه النقطة منع المتظاهرين من الاقتراب بإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، فردّ الفلسطينيون برشقهم بالحجارة، حسبما أفادت مصادر أمنية فلسطينية.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن «نحو مائة فلسطيني نظموا مسيرة عنيفة وألقوا الحجارة والقنابل الحارقة على الجنود وأشعلوا إطارات». وأوضحت أن فلسطينيين أصيبا بجروح طفيفة عندما رد الجنود بالوسائل المستخدمة لتفريق المشاركين في أعمال شغب.
وأصيب ثلاثة متظاهرين فلسطينيين بجروح طفيفة بالرصاص المطاطي، وفقا لمصادر طبية فلسطينية، وأضافت أن مصورا فلسطينيا يعمل لحساب وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» أصيب في عينه، مع مصورة فيديو إيطالية تدعى سامانتا كاميزولي في اليد.
كما اندلعت مواجهات أول من أمس بين متظاهرين فلسطينيين وقوات إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، أسفرت عن إصابة 21 شخصا، وذلك في الذكرى الـ67 للنكبة الفلسطينية في 1948.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.