ديميديفكا... بلدة شمال كييف تعاني من دمار الحرب والفيضانات

مدنيون وجنود يصلحون جسراً يمر فوق نهر إربين في ديميديفكا، 6 أبريل الماضي (د.ب.أ)
مدنيون وجنود يصلحون جسراً يمر فوق نهر إربين في ديميديفكا، 6 أبريل الماضي (د.ب.أ)
TT

ديميديفكا... بلدة شمال كييف تعاني من دمار الحرب والفيضانات

مدنيون وجنود يصلحون جسراً يمر فوق نهر إربين في ديميديفكا، 6 أبريل الماضي (د.ب.أ)
مدنيون وجنود يصلحون جسراً يمر فوق نهر إربين في ديميديفكا، 6 أبريل الماضي (د.ب.أ)

عندما ضربت الفيضانات، لم تتمكن ماريا ديدوفيتس من فتح الباب لتغادر منزلها بالقرب من كييف، فاضطرت السيدة البالغة من العمر 82 عاماً أن تخرج من النافذة، في كارثة جديدة سببتها الحرب في أوكرانيا تُضاف إلى القتل والدمار.
فقد تسببت الحرب التي شنتها روسيا في 24 فبراير (شباط) بفيضانات في دميديفكا، التي تبعد حوالي خمسين كيلومتراً شمال كييف، بعد غارة روسية على سد قريب، وفق تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وأمام منزلها الذي لا تزال المياه تغمره، تقول ماريا ديدوفيتس بحذائها المطاط الغارق في المياه حتى كاحليها: «المياه غزتنا. كافحنا بقوة». وأصابت الضربة الروسية السد ومحطة لتوليد الطاقة الكهرومائية في كييف، أواخر فبراير، مما أدى إلى تدفق المياه على أجزاء من ديميديفكا، كما قال مسؤول القرية أولكسندر ميلنيتشنكو للوكالة الفرنسية.
وتضج المنطقة بأصوات المضخات التي تسحب الماء من أقبية عشرات المنازل، المكان المفضل لتخزين الطعام في الكثير من البيوت الأوكرانية. في بعض الأماكن، ما زالت المياه تصل إلى مستوى الركبة. وعندما بدأت القوات الروسية هجومها في أواخر فبراير للسيطرة على كييف، وجدت ديميديفكا التي تضم منازل صغيرة مع حدائق، نفسها في قلب الحرب.
ولِمنع تقدم القوات الروسية، فجر الجيش الأوكراني جسراً يقع بجوار القرية فوق نهر إيربين، كما فعل في أماكن أخرى بالقرب من كييف. والطريق الذي يعبر ديميدفكا والجسر يوصلان إلى وسط كييف مباشرة. ويستغرق الوصول إلى القصر الرئاسي من هناك حوالي ساعة. وقال أولكسندر ميلنيتشنكو، إن الروس لم يكونوا قادرين على العبور، فسلكوا اتجاهاً آخر، وانتهى بهم الأمر بالذهاب نحو مدينة بوتشا التي يتهم فيها جنود روس بارتكاب «جرائم حرب». وقال: «لو لم نفعل ذلك (...) لكان الروس يطلقون النار الآن من داخل كييف»، موضحاً أن ذلك منعهم من الوصول إلى بلدتين أخريين على الطريق المؤدي إلى العاصمة.
وإلى جانب تفجير الجسر، قال ميلنيتشنكو إن السلطات فتحت السد، ما أدى إلى ارتفاع مستوى المياه في النهر حوالي 30 سنتيمتراً، ليصبح أوسع من أن يتمكن الروس من عبوره باستخدام جسر عائم.
حدثت الفيضانات بعدما أصابت قذيفة السد في 27 فبراير، مما أدى إلى ارتفاع المياه عدة أمتار. ولولا سد يقع على مشارف دميديفكا، لكانت المياه الهادرة سببت أضراراً أسوأ بكثير. ورغم أن مياه هذا الفيضان لم تعبر السد إطلاقاً، قال السكان إنها تسربت من الأرض. وأصابت الفيضانات حوالي ستين من منازل دميديف البالغ عددها 750 في البلدة، وهو عدد أقل بكثير من مائتي منزل تقريباً أدت المعارك إلى تدمير أو إلحاق أضرار بها.
لكن بعد شهرين على الفيضانات، تتواصل جهود ضخ المياه. ويبدو أن التخلص من كل المياه وتجفيف المنازل سيستغرق بضعة أسابيع أخرى. أما السهل الشاسع الذي امتص الجزء الأكبر من المياه، فما زال بعيداً عن التعافي. مع ذلك، تمكن المهندسون من ترميم الجسر جزئياً عبر نهر إيربين حتى تتمكن السيارات من استخدامه مرة أخرى. في بعض المناطق شمال العاصمة، يدفع سائقون سياراتهم بحذر فوق جسور معدنية عائمة موقتة.
لكن الحرب وتأثيرها يجعلان ماريا ديدوفيتس غاضبة ومنهكة. وقالت بحزم «لا دبابات ولا فيضانات»، مؤكدة: «لا أريد سوى السلام».


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.