القاهرة تطالب بـ«تمويل ميسر» لمواجهة التغير المناخي في أفريقيا

رفضت إثقال دول القارة بمزيد من الديون

بعثة مصر لدى الاتحاد الأفريقي تنظم جلسة حول تغير المناخ (وزارة الخارجية المصرية)
بعثة مصر لدى الاتحاد الأفريقي تنظم جلسة حول تغير المناخ (وزارة الخارجية المصرية)
TT

القاهرة تطالب بـ«تمويل ميسر» لمواجهة التغير المناخي في أفريقيا

بعثة مصر لدى الاتحاد الأفريقي تنظم جلسة حول تغير المناخ (وزارة الخارجية المصرية)
بعثة مصر لدى الاتحاد الأفريقي تنظم جلسة حول تغير المناخ (وزارة الخارجية المصرية)

طالبت مصر بتوفير «تمويل ميسر» لمواجهة تداعيات التغير المناخي في أفريقيا، رافضة إثقال دول القارة بمزيد من الديون. وتعد أفريقيا من أكثر المناطق عالمياً تضرراً من تغير المناخ، حيث توجد 17 دولة أفريقية ضمن أكثر 20 دولة متأثرة بالتغيرات المناخية، رغم إسهام القارة المحدود في الأزمة، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
ونظمت سفارة مصر لدى إثيوبيا وبعثتها الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي، مساء أول من أمس، جلسة نقاشية حول موضوعات التكيُف مع تغير المناخ في القارة الأفريقية، استمراراً لسلسلة الفعاليات التي تنظمها السفارة، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، في إطار الاستعدادات المصرية الجارية لاستضافة الدورة 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.
وأكد السفير محمد جاد، سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي، خلال الجلسة الأهمية الخاصة التي تحظى بها موضوعات التكيُف مع تغير المناخ للقارة الأفريقية في ظل التداعيات السلبية لتغير المناخ، والتي تواجهها القارة بالفعل ومستمرة للعقدين المقبلين بالرغم من الجهود الدولية الجارية للحد من الانبعاثات. كما أكد تركيز الرئاسة المصرية المقبلة للمؤتمر على موضوعات التكيُف باعتباره أولوية للدول النامية والدول الأفريقية.
ودعا السفير محمد نصر، مدير إدارة المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية وكبير المفاوضين المصريين لتغير المناخ، إلى ضرورة توفير التمويل الميسر اللازم لتنفيذ خطط التكيُف الوطنية في الدول الأفريقية، وعدم إثقال كاهل الدول الأفريقية بمزيد من الديون، أخذاً في الاعتبار بدء تعافي القارة من تداعيات جائحة كورونا. وأكد على الظروف الخاصة للقارة الأفريقية التي تعد أكثر المناطق تضرراً من تغير المناخ، ووجود 17 دولة أفريقية ضمن أكثر 20 دولة متأثرة بالتغيرات المناخية، بالرغم من إسهام القارة المحدود في الأزمة.
ونقل بيان وزارة الخارجية المصرية عن كرستينا شان مستشارة المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للمناخ جون كيري، تأكيدها على أهمية البيانات والمعلومات حول المناخ في الحفاظ على القطاعات الاقتصادية، لا سيما الزراعية في القارة، وفي ظل عمل 60 في المائة من القوى العاملة بالقارة به، وأهمية تضمين معلومات المناخ مع آليات التأمين ضد الكوارث، فضلاً عن تضمين بُعد التكيُف مع التغيرات المناخية في كل مشروعات وخطط بناء البنية التحتية، خصوصاً في الأراضي الساحلية والزراعية، وإيلاء اهتمام أكبر للدور المحوري للقطاع الخاص في الاستثمار في مجالي التكيُف والحد من الانبعاثات.
وركز المدير الإقليمي لأفريقيا بالمركز العالمي للتكيُف أنتوتى نيونج على الحاجة إلى توجيه مزيد من التمويل الدولي إلى جهود التكيُف وموازنة التمويل الموجه إلى جهود التخفيف والحد من الانبعاثات.
كما أشار إلى اتفاق المركز العام الماضي، مع بنك التنمية الأفريقي على تنفيذ برنامج الإسراع بتنفيذ جهود التكيُف في أفريقيا، الذي يهدف إلى تخصيص 25 مليار دولار لدعم جهود التكيُف في القارة بحلول عام 2030، إلى جانب إصدارات المركز حول التكيُف وآخرها في 2021، التي أثبتت وجود جدوى اقتصادية للاستثمار في مشروعات التكيُف.
واستعرض منسق المبادرة الأفريقية للتكيُف سيني نافو، التي أطلقتها مصر عام 2015، عملهم الجاري لتفعيل الوحدة الفنية للمبادرة في القاهرة قبل مؤتمر شرم الشيخ، ولإعداد حزمة للإسراع بجهود التكيُف في القارة بحلول عام 2030، على أن تتضمن برامج محددة لكل من أولوياتها بهدف توفير نظم للإنذار المبكر وتوفير البيانات المناخية للدول الأفريقية، والتنسيق وتوحيد جهود مختلف المؤسسات الأفريقية العاملة في مجالات التخطيط ورسم السياسات والتنفيذ. كما نوه بعمل المبادرة الجاري مع الحكومة المصرية في مشروع «حياة كريمة» بهدف توسعة نطاق تنفيذه في القارة الأفريقية.
وخلصت الجلسة إلى أهمية تقدير الظروف الخاصة للقارة الأفريقية، وضرورة تيسير نفاذ دول القارة إلى التمويل المُيسر لدعم خطط التكيُف مع التغيرات المناخية وتداعياتها، إلى جانب أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين لتيسير النفاذ إلى الفرص، مع التأكيد على أهمية المخرجات العلمية والاعتماد عليها كأساس في توجيه السياسات والمفاوضات الدولية حول تغير المناخ، فضلاً عن أهمية الانتقال من مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ في مؤتمر شرم الشيخ.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

لا تزال المداولات مستمرة في الساعات الأخيرة قبل اختتام مؤتمر «كوب 16» المنعقد بالرياض.

عبير حمدي (الرياض)
العالم «النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

«الشرق الأوسط» (جنيف )
الاقتصاد حذّر البنك الدولي من أن موجات الجفاف قد تطول نحو نصف سكان العالم في عام 2050 (واس) play-circle 00:30

البنك الدولي: الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً

قال البنك الدولي إن الجفاف الحاد ارتفع بنسبة 233% خلال 50 عاماً، موضحاً أن له تأثيرات البشرية والاقتصادية بعيدة المدى.

عبير حمدي (الرياض)
بيئة مواطنون في حديقة بمدينة شوني بولاية أوكلاهوما الأميركية في نوفمبر 2024 (أ.ب)

2024 يتجه لتسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ الأرض

سجلت درجة حرارة الأرض خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ثاني أعلى درجة حرارة في مثل هذا الشهر من أي عام.

«الشرق الأوسط» (برلين )

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.