ريموند عازار لـ«الشرق الأوسط»: أستمتع بالأدوار التي أقدمها حالياً... والبقية تأتي

إطلالتها الرمضانية في «ظل» و«والتقينا» لفتت انتباه المشاهد

تطل ريموند عازار في دورين مختلفين ضمن مسلسلي «ظل» و«والتقينا»
تطل ريموند عازار في دورين مختلفين ضمن مسلسلي «ظل» و«والتقينا»
TT

ريموند عازار لـ«الشرق الأوسط»: أستمتع بالأدوار التي أقدمها حالياً... والبقية تأتي

تطل ريموند عازار في دورين مختلفين ضمن مسلسلي «ظل» و«والتقينا»
تطل ريموند عازار في دورين مختلفين ضمن مسلسلي «ظل» و«والتقينا»

اعتاد المشاهد اللبناني رؤية الممثلة ريموند عازار في أدوار تجسّد فيها شخصية الأم الحزينة والمريضة أو التي تعاني من مشكلات كثيرة. ولكنها أخيراً، أخذت عهداً على نفسها بعدم إكمال مسيرتها على هذا المنوال. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «حزمت أمري منذ فترة، وقررت ألا أعود إلى أدوار مليئة بالمعاناة. فهذا الأمر أتعبني كممثلة، وانعكس سلباً حتى على من هم حولي. فكانوا يطالبونني بالقيام بأدوار مغايرة، تبرز قدراتي وطاقاتي في التمثيل. فأنا بطبيعتي متفائلة ومبتسمة دائماً. اشتقت لتقديم دور المرأة الليدي والفرحة، التي تحمل شخصيتها في العمل أبعاداً أخرى غير الحزن».
وبالفعل انتقلت ريموند عازار إلى الدفة الأخرى، وقدمت سلسلة أدوار خرجت فيها عن مألوف ما عُرفت به. وانطلاقاً من «دانتيل» كرّت السبحة، لتتلقى عروض تمثيل تروق لها، وعلى مزاجها، كما تقول. فهي اليوم نجمة رمضانية بُعيد مشاركتها في عملين مختلفين: «ظل» و«والتقينا». كما أنها انتهت من تصوير عملين آخرين هما: «الحجرة» و«بيروت 303». وتجسد فيهما أيضاً، أدواراً بعيدة عن تلك التي رافقتها لسنوات طويلة والتي تدور في أجواء الأم المنهكة.
«رفضت عروضاً كثيرة في الفترة الأخيرة، لأنها تعيدني إلى أدوار المعاناة، وقلت في نفسي إن القرار اتخذته ولن أعود عنه. وشاءت الصدف أن أتلقى من ناحية ثانية عروض تمثيل تناسب النقلة التي طمحت إليها. فأنا أعمل في هذا المجال منذ نحو 25 عاماً، وعندي طاقة تمثيلية كبرى، فكان لا بد أن أفرج عنها، فقد حان الوقت لذلك».
تتحدث عازار عن دورها في «والتقينا» مجسدة شخصية «الأميرة فاتن»، زوجة مسؤول مستقيم ورث لقب الأمير أباً عن جد. وتقول في سياق حديثها: «منذ قراءتي الأولى للدور أُغرمت به، واتصلت بالمنتج مروان حداد أعلن له موافقتي السريعة على المشاركة فيه. فهو دور غنيّ بشخصية امرأة مسؤولة وغير خاضعة التي اعتدت تقديمها في أعمال سابقة. كما أنها تلعب دوراً أساسياً في لمّ شمل عائلتها وفي إنشاء مؤسسات إنسانية. تهتم بزوجها وبأولادها، وتحثهم على مواجهة مشكلاتهم بقوة. خطوط الشخصية، إضافةً إلى النص الذي يبرز أهمية الدور، كلها أُعجبتُ كثيراً بها».
وتصف عازار الطاقة التمثيلية التي تتمتع بها بالكبيرة، وأن الأدوار الحزينة كانت تمتص قوتها وتسرق قواها وطاقتها، بشكل كبير. «لا تتخيلي أن هذا النوع من الأدوار هو بالأمر السهل أبداً، فتجسيد شخصيات تئنّ تحت وطأة الألم والوجع والمعاناة، يلزم الممثل أن يذوب بها كغيرها من الأدوار. وكي يصدقك المشاهد ويتماهى معك، المطلوب منك أن تتماهي مع الشخصية إلى حد كبير. ولكنني مللت من هذا النوع من الأدوار، وشعرت أنه عليَّ التغيير، كي لا أراوح مكاني».
تستمتع اليوم ريموند بالأدوار التي تجسدها في العملين الرمضانيين المذكورين، وفي غيرهما. «شعرت أنني جددت طاقتي وانتقلت إلى دفة أخرى كنت أحتاج إليها في مسيرتي. حتى عندما شاركت في دور صغير في الفيلم الخاص بقصة حياة جورج وسوف (مسيرتي)، قدمت دور والدة زوجته شاليمار استمتعت بالعمل».
بعد «دانتيل» و«دور العمر» و«شهر 10» (فيلم خاص بمرضى السرطان) كانت ريموند قد قلبت الصفحة. ولكن هل تشعر أنها تأخرت في القيام بذلك؟ ترد: «نعم قلبت الصفحة، وقد أكون تأخرت بعض الشيء للقيام بذلك. ولكن أشعر اليوم وكأن القدر يسهم في هذا التغيير الذي أحرزه».
كانت ريموند تعاني من الوقوف أمام الكاميرا في فترة معينة، وتقول: «لم أكن أحب بدايةً الوقوف أمامها، لا بل كنت غالباً ما أدير لها ظهري في أثناء التمثيل. فهي كانت تخيفني، ولكني اليوم نضجت بسبب تراكمات تجاربي. صرت أحب الوقوف أمامها وبراحة كبيرة».
وبالعودة إلى «والتقينا» تصف ريموند عازار العمل بأنه يواكب أحداثاً عشناها منذ سنوات قليلة، ولا نزال: «انطباع العمل بهذه الأحداث، وبقصص نابعة من واقعنا كلبنانيين تشمل الفساد والسرقة واللامبالاة من رجال السياسة، أعطاه حيزاً جميلاً. فهو عمل لا يشبه غيره، ويتابعه اللبنانيون لأنه بمثابة مرآة لحياتهم اليوم. وهذا الأمر يحث الممثل على تقديم أفضل ما عنده. وأنا سعيدة بالنجاح الذي يحققه في الشهر الفضيل، إذ احتل مساحة لا يستهان بها من اهتمام اللبنانيين».
سبق لعازار أن شاركت في أعمال رمضانية من قبل كما في «ورد جوري» و«2020» وغيرها. فهل مشاركتها في هذا الشهر تحمل لها تحديات تحبها؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «من قبل لم أكن أفكر بهذه الطريقة أبداً، ولكنني اكتشفت أن طعم النجاح في شهر رمضان يكون مختلفاً عن غيره من أشهر السنة. فالناس تنكبّ على متابعة الدراما، وتبحث وتختار العمل الذي يحاكيها. كما أنهم يتفرغون لمشاهدة الدراما بشكل أكبر، وهو أمر ألمسه عندما أمشي على الطريق أو أكون في السوبرماركت. فالجميع يناديني باسم (الأميرة فاتن)، وهو أمر يسعدني. فالمساحة التي يزوّدنا بها الشهر الفضيل بخصوص أعمال الدراما تولّد هذا التفاعل ما بين الناس والممثل. وهو أمر ممتع، له وقعه الإيجابي على الفنان».
وعن دورها في مسلسل «ظل» الذي تشارك فيه إلى جانب الممثل جمال سليمان ومجموعة من الممثلين اللبنانيين تقول: «لمجرد إعلامي من الشركة المنتجة لصاحبها مفيد الرفاعي (غولدن تاتش) بأن الأستاذ جمال سليمان هو بطل العمل تحمست ووافقت من دون تردد. فلطالما تمنيت مشاركته دراما معينة.
قبل فترة كنت أطالع منشورات على (إنستغرام)، وقرأت عن هذا المسلسل الذي يحضر له. وأن بين أبطاله القدير جمال سليمان. قلت لنفسي: ليتني أستطيع المشاركة فيه، وأتعرف إلى النجم السوري عن قرب. كأن القدر سمعني وجاءني العرض صباح اليوم التالي. كنت مسرورة جداً وأخبرت القصة لجمال سليمان فيما بعد خلال التصوير».
بعدما قرأت دورها في «ظل» أعجبت به أيضاً، لأنه يمثل شخصية اجتماعية جميلة تتمتع بعلاقة وطيدة مع مصمم الأزياء جبران الصافي، الذي يجسد دوره جمال سليمان. «إنه قامة فنية كبيرة، تلمسين ذلك عن كثب عندما تتعاونين معه. فهو فنان خلوق ومتعاون ودقيق وفي غاية الاحتراف. كنا دائماً نجتمع معاً، ونحضّر للمشاهد ويعطيني رأيه، وأحياناً يعدّل في كلمة أو عبارة تمرّ في المشهد، انطلاقاً من خبرته الكبيرة. فحضوره طاغٍ وهو متعاون إلى أبعد حد مع الفريق الذي يعمل معه».
من الأعمال التي تتابعها في الشهر الفضيل «للموت2». وتقول: «لم يسبق لي أن رأيت الجزء الأول منه في العام الماضي، لانشغالي في تصوير أعمال مختلفة. ولكني اليوم أحاول التفرغ لمشاهدته بين يوم عمل وآخر. وأنا معجبة كثيراً بأبطاله، بدءاً بماغي بوغصن ودانييلا رحمة، وصولاً إلى محمد الأحمد وباسم مغنية وبديع أبو شقرا. كما أتابع أداء كارول عبود بحماس كبير، وأكتشف أكثر فأكثر قدرتها الاحترافية في التمثيل. الأمر نفسه يطبق على كل من فادي أبي سمرا وريان حركة، وخصوصاً رنده كعدي التي أُكنّ لها إعجاباً كبيراً، ناهيك بكميل سلامة الذي أعده أرزة من بلادي وإضافة فنية، لأي عمل يشارك فيه. وقد سبق وتعاونت معه في مسلسل (Awake) وكان رائعاً. كما لفتتني جويل داغر التي تحرز نقلة نوعية في دور (جنى) الذي تقدمه في (للموت2) فالعمل بأكمله رائع، ويستحق المتابعة».
ختاماً أسألها عما ترنو إليه في المستقبل القريب «عينك على شو؟»، ترد: «أتمنى دائماً أن أقدم المختلف والأفضل. وأستعد حالياً للسفر إلى تركيا للمشاركة في مسلسل يتألف من 90 حلقة. سأمكث هناك نحو 7 أشهر، وسأقدم خلاله دوراً أتجدد معه، والبقية تأتي. كما أنتظر عرض مسلسلي (الحجرة) و(303 بيروت)، لأقف على ردود فعل المشاهدين، تجاه أدائي، وأنا متحمسة لذلك».


مقالات ذات صلة

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

يوميات الشرق السدحان يعرب عن سعادته الكبيرة بفيلم «ليل نهار» (إدارة مهرجان البحر الأحمر)

عبد الله السدحان لـ«الشرق الأوسط»: ابتعدت عن الإنتاج لأنه أرهقني

قال الفنان السعودي عبد الله السدحان إن مشاركته في السباق الدرامي الرمضاني لعام 2025 لم تحسم بعد لا سيما بعد ابتعاده عن الإنتاج وتركيزه على التمثيل فقط.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق مي عز الدين في لقطة من مسلسل «جزيرة غمام» (يوتيوب)

مي عز الدين تعود للظهور بمسلسل رمضاني

تعود الفنانة المصرية مي عز الدين للظهور والمنافسة بماراثون الدراما الرمضاني المقبل 2025 من خلال مسلسل «الحب كله».

داليا ماهر (القاهرة )
آسيا تشنغ هسين مي منتجة مسلسل «زيرو داي» تتحدث إلى مراسلي «رويترز» في تايبيه (رويترز)

مخاوف من مسلسل تايواني يحاكي الغزو الصيني للجزيرة

دراما تلفزيونية تايوانية جديدة تتصور وقوع غزو صيني للجزيرة تثير مخاوف من رد فعل بكين تجاه عرضها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)

«الثقافة السعودية» تطلق 4 خدمات لدعم المبتعثين

الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
TT

«الثقافة السعودية» تطلق 4 خدمات لدعم المبتعثين

الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)
الوزارة تسعى لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة للمبتعثين في مجالات الثقافة والفنون حول العالم (واس)

أطلقت وزارة الثقافة السعودية، 4 خدمات جديدة عبر «منصة الابتعاث الثقافي»؛ لتوفير تجربة تعليمية غنية وداعمة لمبتعثيها بمجالات الثقافة والفنون حول العالم، وذلك ضمن جهودها لتنمية وتأهيل الكوادر الوطنية لتلبية احتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية.

وتقدم خدمة «الاستشارات الأكاديمية» استشارات مخصصة للمبتعثين خلال مشوارهم، للمساهمة في توجيههم، ودعمهم في اختيار التخصصات والمواضيع البحثية المناسبة. بينما تدعمهم «الاستشارات المهنية» وتُوَجِّههم نحو الإعداد المسبق لسوق العمل، عبر مساعدتهم في استغلال تجربة الابتعاث لتطوير المعارف والمهارات اللازمة لبدء مسارٍ مهني ناجح.

ويركز «التدريب المهني في بلد الابتعاث» على دعمهم بالشراكة مع صندوق «هدف» خلال فترة تدريبهم على رأس العمل في الشركات والجهات الرائدة بمجالات الثقافة والفنون، ليتسنّى للخريجين تعزيز معارفهم ومهاراتهم عبر تطبيقها في بيئات مختلفة، وتعزيز أقصى استفادة ممكنة من تجربة الابتعاث.

وتُمكِّن خدمة «دعم البحوث العلمية» القائمين على دراسات ومشاريع بحثية من التواصل مع الأفراد والجهات المختلفة ذات العلاقة في السعودية، مما يُسهِّل وصولهم إلى البيانات الموثوقة، وإجراء البحوث النوعية، ويساهم في تميزهم الأكاديمي.

يُشار إلى أن برنامج الابتعاث الثقافي أُطلق عام 2020 ضمن أولى مبادرات الوزارة لخدمة مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للثقافة، وتحت مظلة «رؤية السعودية 2030»، بهدف تمكين المبدعات والمبدعين السعوديين من الالتحاق بأبرز المؤسسات التعليمية في التخصصات الثقافية بمختلف أنحاء العالم.

ويساهم في تحقيق استراتيجية تنمية القدرات الثقافية عبر توفير فرصٍ تعليمية متميزة لهم، تمكِّنهم من التخرج بدرجاتٍ علمية مميزة، وبمستوياتٍ مختلفة من أبرز جامعات العالم في مجالات متنوعة تشمل علم الآثار والتراث، والعمارة والتصميم، والمتاحف، والموسيقى، والمسرح، وصناعة الأفلام، والأدب، واللغات واللغويات، والمكتبات وعلم البيانات، والفنون البصرية، والطهي، وتصميم الأزياء، وتكنولوجيا علوم الأغذية، والمحتوى الرقمي.

من جهة أخرى، وقّعت وزارةُ الثقافة وهيئة الأوقاف، الثلاثاء، مذكرةَ تفاهم لتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بهدف إثراء القطاعين الثقافي والوقفي بما يحقق استراتيجياتهما الوطنية، حيث مثّل الوزارةَ نائب الوزير حامد فايز، فيما مثّل الهيئة محافظها عماد الخراشي.

مذكرة تفاهم لإثراء القطاعين الثقافي والوقفي عبر عدة مجالات (وزارة الثقافة)

وتضمنت المذكرة عدة مجالات، من أبرزها تطوير السياسات والإجراءات للأوقاف الثقافية، ودراسة تعزيز الاستدامة المالية لها، وتنويع مصادر إيراداتها، وتوجيه مصارفها، كذلك المساهمة في إنشاء وتطوير منتجات تدعم الحفاظ على الأصول الثقافية الوطنية والإرث الإسلامي، ودعم قطاع الأوقاف في تنويع منتجاته، وزيادة الإنتاج الثقافي، مما يساهم في تنويع المحتوى الثقافي وتحفيز الابتكار.

وتُساهم في تعظيم أثر القطاع الوقفي الثقافي، وإثراء مساهمته في تطوّر القطاع الثقافي، في ظل التعاون الدائم بين الوزارة ومختلف الجهات؛ للمساهمة في الحفاظ على التراث الوطني، وبناء مستقبل غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية.