زيلينسكي يتهم بوتين بمحاولة إذلال الأمم المتحدة

غوتيريش يشيد بـ«صمود» الشعب الأوكراني أمام القوات الروسية

قصف روسي لكييف بعد ساعة فقط من عقد زيلينسكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غوتيريش (أ.ف.ب)
قصف روسي لكييف بعد ساعة فقط من عقد زيلينسكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غوتيريش (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتهم بوتين بمحاولة إذلال الأمم المتحدة

قصف روسي لكييف بعد ساعة فقط من عقد زيلينسكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غوتيريش (أ.ف.ب)
قصف روسي لكييف بعد ساعة فقط من عقد زيلينسكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غوتيريش (أ.ف.ب)

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بأنها حاولت إذلال الأمم المتحدة بإطلاق الصواريخ على كييف خلال زيارة أمين عام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش للمدينة، الذي حمل بدوره علناً على فشل مجلس الأمن في التعامل مع غزو روسيا لأوكرانيا، مشيداً بـ«صمود» الشعب الأوكراني. وحصل القصف الروسي لكييف بعد ساعة فقط من عقد زيلينسكي مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع غوتيريش. وقال زيلينسكي في وقت متقدم الخميس إن «هذا يقول الكثير عن موقف روسيا الحقيقي حيال المؤسسات العالمية، وحول محاولات القيادة الروسية إذلال الأمم المتحدة وكل ما تمثله المنظمة»، معتبراً أن ذلك «يستوجب رداً قوياً». واعتبر رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن الصواريخ الخمسة التي استهدفت العاصمة الأوكرانية كانت بمثابة توجيه الإصبع الوسطى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتجاه غوتيريش.
ويأتي المؤتمر الصحافي المشترك بين غوتيريش وزيلينسكي في كييف، بعد أيام من سلسلة اجتماعات في موسكو وافق خلالها الرئيس بوتين «من حيث المبدأ على مشاركة الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في إجلاء المدنيين من مصنع آزوفستال في ماريوبول». وأضاف أنه تطرق إلى ذلك مع الرئيس الأوكراني، «هناك مناقشات مكثفة للمضي قدماً في هذا الاقتراح لجعله حقيقة واقعة». وأضاف: «أنا هنا لأقول لكم ولشعب أوكرانيا: لن نستسلم. بينما نواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار الشامل، سنواصل السعي أيضاً إلى اتخاذ خطوات عملية فورية لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة الإنسانية»، مذكراً بأهمية إنشاء ممرات إنسانية فعّالة، ووقف محلي للأعمال العدائية. واعتبر أن «ماريوبول هي عبارة عن أزمة داخل أزمة، إذ يحتاج آلاف المدنيين إلى المساعدات المنقذة للحياة، والعديد بينهم من كبار السن، يحتاجون إلى الرعاية الطبية أو لديهم قدرة محدودة على الحركة. إنهم بحاجة إلى طريق للهروب من نهاية العالم». وقال: «اليوم أوكرانيا هي بؤرة وجع القلب والألم الذي لا يطاق»، مشيراً إلى جولته التفقدية قرب كييف حيث عاين «الخسائر غير المعقولة في الأرواح، الدمار الهائل، الانتهاكات غير المقبولة لحقوق الإنسان وقوانين الحرب». وشدد على ضرورة أن تقوم المحكمة الجنائية الدولية وآليات الأمم المتحدة الأخرى بعملها حتى يمكن أن تكون هناك مساءلة حقيقية، مضيفاً أن الأمم المتحدة «تعمل على تعزيز عمل المساءلة والعدالة من خلال الرصد والإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان أينما تم اكتشافها»، لكنه شدد على أن ذلك «لا يعالج السبب الجذري لكل هذه المعاناة الإنسانية: الحرب نفسها». وقال: «يجب أن تنتهي هذه الحرب، ويجب إرساء السلام بما يتمشى وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. بذل العديد من القادة جهودا جيدة كثيرة لوقف القتال، رغم أن هذه الجهود حتى الآن لم تنجح». واعتبر أن «العالم يقف عند نقطة الصفر بالنسبة للعالم الذي نحتاج إلى بنائه – عالم يحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقوة التعددية، وعالم يحمي المدنيين وينهض بحقوق الإنسان، عالم يلتزم فيه القادة بالقيم التي وعدوا بالتمسك بها». وخاطب الأوكرانيين بأن «العالم يراكم ويسمعكم وهو في رهبة وإجلال أمام صمودكم وعزيمتكم»، علماً أن «كلمات التضامن ليست كافية». وأضاف: «لكي أكون واضحاً جداً، فشِل مجلس الأمن في بذل كل ما في وسعه لمنع هذه الحرب وإنهائها. هذا مصدر خيبة أمل كبيرة وإحباط وغضب».
وتحدث غوتيريش عن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الأمم المتحدة حتى الآن، منبهاً في الوقت ذاته إلى أن «بعض التقديرات الأخيرة تظهر سيناريو أسوأ»، إذ «يمكن أن يحتاج حوالى 25 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية بحلول نهاية هذا العام». وأكد أن «هذه ليست عملية إنسانية نموذجية للأمم المتحدة في بلد نام، مع الكثير من المشاكل المتعلقة بالحكم والكثير من الصعوبات»، موضحاً أن «أوكرانيا دولة فيها حكومة ونظام دعم لمواطنيها، وبالتالي فإن دور الأمم المتحدة لا يحل محل هذا النظام، بل هو دعم الحكومة لدعم شعب أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».