«الناتو» مستعد لدعم كييف في حرب قد «تستمر سنوات»

ستولتنبرغ رحّب باحتمال انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف

ستولتنبيرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس (رويترز)
ستولتنبيرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس (رويترز)
TT

«الناتو» مستعد لدعم كييف في حرب قد «تستمر سنوات»

ستولتنبيرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس (رويترز)
ستولتنبيرغ يتحدث خلال مؤتمر صحافي في بروكسل أمس (رويترز)

قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الحلف مستعد لمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا في الحرب مع روسيا لسنوات، بما في ذلك مساعدة كييف في التحول من منظومات أسلحة الحقبة السوفياتية إلى الأسلحة والمنظومات الغربية الحديثة. وجاءت تصريحاته بعد أن حذر الكرملين من أن إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، تشكل تهديدا لأمن القارة الأوروبية «وتثير (خطر) عدم الاستقرار». وقال ستولتنبرغ بروكسل: «نحن بحاجة لأن نكون على استعداد على المدى الطويل... هناك احتمال قوي بأن تستمر هذه الحرب لأشهر وسنوات».
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس الأمين العام للحلف الأطلسي مع رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا متسولا في بروكسل، نوه ستولتنبرغ بالدعم القوي الذي يقدمه البرلمان لأوكرانيا، مشدداً على «أن الشراكة بين الحلف الأطلسي والبرلمان الأوروبي حيوية في هذه المرحلة الأمنية الحرجة»، مشيراً إلى ما وصفه بالتعاون غير المسبوق بين الطرفين في طائفة من المجالات تشمل منطقة البلقان الغربية والأمن السيبراني وتعزيز القدرة على مواجهة التهديدات والأمن البحري.
وشدد ستولتنبرغ على أهمية توحيد الموقفين الأطلسي والأوروبي للتضامن مع أوكرانيا، منوهاً بالعقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، ومشيراً أن الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي قدمت حتى الآن مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا بقيمة تزيد عن 8 مليارات دولار، وأنها مستعدة لمواصلة هذه المساعدات وزيادتها.
وتتزامن هذه التصريحات للأمين العام للحلف الأطلسي مع ارتفاع منسوب التوتر بين موسكو والحلفاء الغربيين إثر تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجدداً باستخدام «أسلحة لا يملكها أحد» في حال تدخل دول ثالثة في النزاع، وبعد تصريح وزير خارجيته سيرغي لافروف الذي عاد ليتحدث عن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة.
إلى ذلك، أكد ستولتنبرغ أنه في حال قررت السويد وفنلندا طلب الانضمام إلى الحلف، فإن الدول الأعضاء سوف تستقبلهما مفتوحة الأذرع، وأضاف أن «القرار يعود بالطبع إلى هذين البلدين اللذين تربطنا بهما علاقات جوار وثيقة منذ سنوات عديدة، إذ نجري معهما تدريبات ومناورات مشتركة، كما أننا نتعاون مع قواتهما المسلحة في عدد من البعثات والعمليات». وتوقع ستولتنبرغ في حال تقدم البلدان بطلب للعضوية في الحلف، أن تكون عملية الانضمام سريعة بحيث يمكن إنجازها خلال القمة الأطلسية المقبلة المقرر عقدها في مدريد أواخر يونيو (حزيران) المقبل.
وفيما يستمر التساؤل حول الموقف الصيني من الحرب الدائرة في أوكرانيا، وحول استعداد الصين لمساعدة موسكو في مواجهة العقوبات الغربية، قال ستولتنبرغ إن «الصين ليست عدواً بالنسبة للحلف الأطلسي، لكن لنموها تداعيات على أمننا لا بد أن تؤخذ في الاعتبار لدى وضع الخطة الاستراتيجية الجديدة للحلف التي من المنتظر إقرارها في القمة المقبلة».


مقالات ذات صلة

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ب)

أوستن يطالب حلفاء أوكرانيا بـ«ألّا يضعفوا»

طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس التحالف الدولي الذي يقدّم دعماً عسكرياً لأوكرانيا بـ«ألّا يضعف»، في وقت تخشى فيه كييف من أن تفقد دعم بلاده الأساسي.

أوروبا جندي أوكراني يقود مركبة أرضية مسيرة إلكترونياً خلال معرض للمعدات العسكرية والأسلحة (رويترز)

بريطانيا: تحالف دولي سيرسل 30 ألف مسيّرة لأوكرانيا

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الخميس، أن تحالفاً دولياً تقوده بريطانيا ولاتفيا لإمداد أوكرانيا بمسيّرات سيرسل 30 ألف مسيّرة جديدة إلى كييف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.