عشائر البقاع تدعم تشدد الجيش اللبناني في مكافحة عمليات الخطف

TT

عشائر البقاع تدعم تشدد الجيش اللبناني في مكافحة عمليات الخطف

عزَّزت عمليات الخطف، بهدف المطالبة بدفع فدية، التي تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة في البقاع، شرق لبنان، المخاوف من انفلات للوضع الأمني، ودفعت السلطات اللبنانية للتعامل معها بحزم، كما دفعت العشائر لرفع الغطاء عن أي متورّط من أفرادها، ومطالبة الدولة اللبنانية بالضرب «بيد من حديد». وأعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، تحرير مخطوفَيْن اثنين؛ أحدهما مصري الجنسية اختُطف قبل عشرة أيام، والثاني لبناني تم تحريره بعد ساعات قليلة على اختطافه.
وكانت وسائل إعلام محلية، تحدثت، ليل أول من أمس (الثلاثاء)، عن خطف رجل الأعمال، أكرم جمعة، من بلدة لالا في البقاع الغربي، واقتياده إلى جهة مجهولة. وقالت مصادر من قريته لـ«الشرق الأوسط» إن عملية اختطاف جمعة تمت بسيارته، بعد أن علقت سيارة من نوع «رابيد» كان يستخدمها الخاطفون في أحد الشوارع، بينما تحدثت معلومات عن العثور على هواتف جمعة وهاتف أحد الخاطفين في مكان الخطف.
وقالت المصادر إن الخاطفين سلكوا الطريق التي يسلكها في العادة لزيارة بستان شقيقه، وذلك لتفادي المرور على حاجز للجيش اللبناني في كفريا، وتوجهوا به نحو الشمال باتجاه قرى في قضاء بعلبك، قبل أن تتبعهم استخبارات الجيش وتحرّر المخطوف.
وقالت قيادة الجيش، في بيان، إن دورية من مديرية المخابرات تمكنت من تحرير أكرم جمعة بين بلدتي دار الواسعة وبوداي. وقالت إنه «تجري المتابعة لتوقيف الخاطفين وإحالتهم إلى القضاء المختص».
وهذه العملية هي الثانية؛ فقد أعلنت قيادة الجيش أنه «بعد سلسلة عمليات رصد ومتابعة، تمكنت دورية من مديرية المخابرات، خلال عملية خاصة في منطقة إيعات - بعلبك، من تحرير المخطوف صادق رولي صادق جبرائيل من الجنسية المصرية، الذي كان قد خُطف بتاريخ 16 أبريل (نيسان) الحالي، في منطقة الطيبة - بعلبك أثناء تصوير أحد المسلسلات التلفزيونية».
وصادق رولي يعمل محاسباً لدى شركة «الصباح» للإنتاج التلفزيوني، واختطف وبحوزته حقيبة أموال عائدة للشركة التي كانت تصور مشاهد من مسلسل «بطلوع الروح»، الذي كان يُصوّر بعض مشاهده في بعلبك.
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن رولي خطفه مسلحون كانوا يستقلون سيارة رباعية الدفع من نوع «غراند شيروكي» على الطريق الدولي المعروف باسم «بعلبك رياق الطيبة»، وأطلقوا النار باتجاه السيّارة وأجبروا سائقها على التوقّف، بعدما صدموا سيارته وأنزلوه أرضاً مع سائقه الذي أفرجوا عنه خلال تحركهم باتجاه البقاع الشمالي. ونفذ الجيش سلسلة مداهمات بهدف الإفراج عن رولي، حيث داهمت وحدات الجيش حي آل الجمال وثكنة غورو، كما شملت المداهمات حي الشراونة في مدينة بعلبك بحثاً عن الخاطفين، بهدف تحريره.
وسُجلت أيضاً في الأسبوع الماضي عملية استدراج جورج مفرج الذي خطف على طريق المطار ونُقِل إلى منطقة بعلبك الهرمل ومن ثم إلى الأراضي السورية...
وسبق ذلك حادث آخر، إذ أوقفت قوة من مخابرات الجيش اللبناني ثلاث فتيات داخل الأراضي اللبنانية متهمات باستدراج متمولين ومغتربين قادمين إلى لبنان من الخارج، ونُقِلن للتحقيق لكشف أفراد عصابة الخطف.
وبموازاة تحرك القوى الأمنية للقبض على المتهمين، تحركت العشائر في لبنان على خط مؤازرة السلطات الرسمية، لمكافحة هذه الظاهرة. وقالت عشيرة آل جعفر، وهي واحدة من أكبر العشائر في لبنان، إنها رفعت الغطاء عن أي فرد من أفرادها ثبُت تورطه أو أشتُبهَ بقيامه بأعمال الخطف وطلب فدية أو السرقة أو نقل سيارات مسروقة أو سلب، وذلك في اجتماع لوجهاء عشيرة آل جعفر في في بلدة القصر القريبة من الحدود السورية.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.