«التنفس بشكل صحيح»... تدريب فعال لمرضى «كورونا طويل الأمد»

بعض المتعافين من «كورونا» يعانون من اضطراب نمط التنفس (أ.ف.ب)
بعض المتعافين من «كورونا» يعانون من اضطراب نمط التنفس (أ.ف.ب)
TT

«التنفس بشكل صحيح»... تدريب فعال لمرضى «كورونا طويل الأمد»

بعض المتعافين من «كورونا» يعانون من اضطراب نمط التنفس (أ.ف.ب)
بعض المتعافين من «كورونا» يعانون من اضطراب نمط التنفس (أ.ف.ب)

يعاني بعض المتعافين من فيروس كورونا من أعراض مستمرة لعدة أشهر بعد الإصابة، وهي الحالة التي تعرف باسم «كورونا طويل الأمد».
وأبلغ معظم المرضى المصابين بهذه الحالة عن أعراض تشمل التعب والاضطرابات المعرفية، بما في ذلك «ضباب الدماغ» وآلام المفاصل وكذلك اضطراب نمط التنفس، وهو في الأساس ضيق تنفس مزمن ناجم عن نمط تنفس غير طبيعي، يتمثل في أخذ أنفاس قصيرة بشكل سريع.

وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فقد أكد عدد من خبراء الصحة ضرورة تعلم التنفس بشكل صحيح للتعافي من «كورونا طويل الأمد».
وتقول ريبيكا ليفينغستون، اختصاصية العلاج الطبيعي للجهاز التنفسي في مستشفيات جامعة كوليدج لندن، إن الشخص المصاب باضطراب نمط التنفس يتنفس عادة بشكل أسرع مما ينبغي، باستخدام عضلات الصدر والرقبة بدلاً من البطن والحجاب الحاجز.
وأضافت: «ومن ثم ينبغي أن تركز تمارين التنفس التي يخضع لها المصابون بهذه الحالة على تعليمهم التنفس بشكل أبطأ والاعتماد على عضلات البطن والحجاب الحاجز بشكل أكبر».
ولفتت إلى أن تعلم التنفس بشكل صحيح في عيادتها يعتمد على «دفع الأشخاص لوضع أيديهم على بطونهم لمعرفة مكان عمل الحجاب الحاجز والتركيز على الاعتماد عليه في الأساس خلال عملية التنفس».
وتقول إيما تاكر، اختصاصية العلاج الطبيعي للجهاز التنفسي في عيادة أكسفوردشاير: «معظم المصابين باضطراب نمط التنفس الذين قمت بعلاجهم أبلغوا عن نفس الأعراض، وهي الشعور بأنهم لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الهواء، والتثاؤب المتكرر، وألم في اليدين والقدمين والصدر، وكل هذه الأعراض قد تكون ناجمة عن نقص ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم، لأنك عندما تفرط في التنفس، فإنك تخرج ثاني أكسيد الكربون بشكل أكبر من اللازم».

وأضافت: «إن أهم تقنية يجب تعلمها للتصدي لهذه الحالة هي الاعتماد بشكل أكبر على المعدة وليس الصدر خلال التنفس».
وذكرت تاكر أنها منذ افتتاح عيادتها في مايو (أيار) 2020. عالجت 1000 بالغ مصاب باضطراب نمط التنفس عن طريق تدريبهم على التنفس بشكل صحيح.
وتقول ليفينغستون وتاكر إن اضطراب نمط التنفس غالباً ما ينتج عن تسبب فيروس كورونا في جعل الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم (الذي يتحكم في استجابتنا للقلق والضغط النفسي) في حالة من الانزعاج، الأمر الذي ينتج عنه التنفس بشكل سريع وأخذ أنفاس قصيرة.
وأكدتا أن تعلم التنفس بشكل بطيء وأخذ أنفاس عميقة يساعد على التصدي للقلق والتوتر أيضاً، وهي أمور تؤثر في النهاية على عمل جعل الجهاز العصبي اللاإرادي للجسم.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.