وجد فريق من الباحثين، بقيادة جامعة كاليفورنيا، دليلاً مفاجئاً على أن بعض حالات «كوفيد 19 الطويل» ناجمة عن «نظام مناعي مكبوت» بشكل غير طبيعي، وليس بسبب جهاز مناعي مفرط في النشاط، كما يُعتقد.
وتستمر مجموعة من الأعراض المختلفة مع المتعافين من المرض، مثل التعب والضيق الذهني وضيق التنفس، يمكن أن تكون منهكة وتستمر لأشهر، ويُصنف هذا عموماً على أنه «كوفيد 19 طويل»، ويمنع الفهم المحدود لأسبابه من إيجاد طرق لعلاج الحالة.
ويُعتقد أن «كوفيد 19 الطويل» ناتج عن الاستجابات المناعية المفرطة النشاط ضد الفيروس، ما يؤدي إلى تلف الرئتين والأعضاء الأخرى، وأحياناً ما يُعرف باسم «عاصفة السيتوكين» التي تغمر الفرد، ما قد يؤدي إلى مرض خطير والموت.
لكن دراسة تجريبية صغيرة تم نشر نتائجها 22 أبريل (نيسان) الحالي في دورية «كلينيكال أنفيكشين ديزيز»، وجد الباحثون أن بعض الأشخاص المصابين بـ«كوفيد 19 الطويل» قد يكون لديهم في الواقع جهاز مناعي ناقص النشاط بعد التعافي من المرض، وليس مفرطاً في النشاط، ما يعني أن تعزيز المناعة لدى هؤلاء الأفراد يمكن أن يكون علاجاً.
وانطلق الباحثون في دراستهم من اختبار النظرية السائدة، وهي أن استمرار فرط النشاط المناعي بعد التعافي من «كوفيد 19»، يعد مُساهماً رئيسياً في المشكلة، ومن خلال العمل في ظل هذه النظرية، أجرى الباحثون تجربة استكشافية على 55 شخصاً مصاباً بـ«كوفيد 19 الطويل»؛ حيث استخدموا «ليرونليماب»، وهو جسم مضاد يرتبط بمستقبل مناعي يسمى «CCR5»، متورط في الالتهاب.
وتم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لتلقي حقن أسبوعية من الجسم المضاد أو دواء وهمي ملحي لمدة 8 أسابيع، وخلال هذه الفترة تتبعوا 24 تغييراً من الأعراض المرتبطة بـ«كوفيد 19 الطويل»، تضمنت فقدان حاسة الشم والتذوق، وآلام العضلات والمفاصل، والضباب الدماغي.
واعتقد الباحثون في الأصل أن حجب المستقبل المناعي (CCR5) بالجسم المضاد من شأنه أن يثبط نشاط الجهاز المناعي المفرط النشاط بعد الإصابة بعدوى «كوفيد 19»، لكنهم وجدوا العكس تماماً، فالمرضى الذين تحسنوا هم أولئك الذين بدأوا بمستوى منخفض من المستقبل المناعي (CCR5) في خلاياهم التائية، ما يشير إلى أن نظام المناعة لديهم كان أقل نشاطاً من المعتاد، وأن مستويات المستقبل المناعي زادت بالفعل لدى الأشخاص الذين تحسنوا، وهذا يؤدي إلى فرضية جديدة، مفادها أن أعراض «كوفيد 19» لفترة طويلة في بعض الأشخاص ترتبط بجهاز المناعة الذي يتم قمعه، وليس فرط نشاطه، وأنه أثناء منع نشاطه، يمكن للجسم المضاد تثبيت التعبير عن مستقبل «CCR5» على سطح الخلية، ما يؤدي إلى تنظيم مستقبلات أو وظائف مناعية أخرى.
نظام مناعي «مكبوت» قد يكون وراء «كوفيد ـ 19» الطويل
نظام مناعي «مكبوت» قد يكون وراء «كوفيد ـ 19» الطويل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة