يستعيد الكاريكاتير بهجته بعد سنتين من حصار «كورونا»، التي خيّمت بإجراءاتها الاحترازية على موضوعات الأعمال الكاريكاتيرية التي عكست تأثر الطقوس الاجتماعية الرمضانية بانتشار الفيروس.
«يمكن استحضار ثيمة التقارب والطقوس الاجتماعية بداية من اختيار عنوان معرض الكاريكاتير (لمة رمضان) الذي يستضيفه (أتيليه القاهرة) الذي يحمل ملامح تجمعاته العائلية، وهو أيضاً عنوان يضم تحت مظلته أعمال فناني الكاريكاتير من ثلاثة أجيال مختلفة، بداية من جيل الرواد وحتى شباب الفنانين»، حسبما يقول الفنان فوزي مرسي، منظم المعرض، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير.
المعرض الذي يستمر حتى نهاية شهر رمضان الكريم الجاري، يعد امتداداً لسلسلة «رمضانيات» التي تنظمها الجمعية المصرية للكاريكاتير في مصر سنوياً خلال شهر رمضان الكريم، للعام الرابع على التوالي.
المسحراتي من أشهر البورتريهات الرمضانية
يقول فوزي مرسي لـ«الشرق الأوسط»: «بسبب جائحة (كورونا)، كان يتم عرض فعاليات المعرض إلكترونياً، وكانت تشارك معنا العديد من الجهات الداعمة للكاريكاتير من العالم العربي، منها جمعية الكاريكاتير الكويتية، وجمعية الكاريكاتير المغربية، وكانت تُعرض اللوحات إلكترونياً عبر صفحة الجمعية وصفحات المشاركين بالمعرض، وبعد تحسن الأوضاع والهدوء النسبي لانتشار الجائحة، عاد المعرض من جديد لقاعة العرض والجمهور».
تظهر اليوميات الرمضانية المرتبطة بالإفطار والسحور، ويوميات الصيام، في أعمال فنانين ينتمون لأجيال مختلفة من بينهم صلاح جاهين، وجواد حسني، ومحمد حاكم، وفرج حسن، ونبيل صادق، وأحمد علوي، بالإضافة إلى مشاركات من فنانين لم يشاركوا في معارض كاريكاتير منذ فترة، فكان المعرض فرصة لعودتهم، بالإضافة لجيل شباب الرسامين، ليضم المعرض حوالي ستين عملاً لـ38 فناناً».
ووسط أيقونات الفنانين الذين ارتبطوا بشهر رمضان الكريم، تثير بورتريهات الفنان الراحل سمير غانم الشجون، بعد أن ارتبط على مدار سنوات طويلة بشخصية «فطوطة» التي اجتمع على حبها الصغار والكبار لا سيما من جيل الثمانينيات، ليُعيد غيابه عن شهر رمضان هذا العام شجون ارتبطت بذكرى وفاته العام الماضي.
شخصية فطوطة تثير الشجون برحيل الفنان سمير غانم
وإلى جانب فوازير «فطوطة» برزت أعمال كاريكاتيرية تستدعي أشهر فوازير رمضانية منها فوازير «عمو فؤاد» للفنان الراحل فؤاد المهندس، وفوازير الفنانتين نيللي وشريهان التي استمر عرضها على مدار سنوات طويلة.
ووفق مرسي فإن «بورتريهات المعرض تضم وجوهاً لفنانين كانوا وراء النجاح الكبير لكثير من الأعمال التلفزيونية التي عرضت في موسم دراما رمضان، على غرار الموسيقار الراحل عمار الشريعي».
وعلى سطح لوحات المعرض يقدم كل فنان تصوره عن شكل الحياة في رمضان، وكذلك علاقة الأجيال المختلفة بفولكلوره، أغلبها يسعى لتخليد طقوسه التي ارتبطت به، كصناعة حلوى الكنافة التقليدية، ومدفع الإفطار، وكذلك المسحراتي الذي بدأ حضوره يتراجع لدى الأجيال الجديدة.
ويبرز «المسحراتي» في أعمال الفنانين الرواد، كما في عمل للفنان الراحل صلاح جاهين، حيث يظهر المسحراتي وهو يُعاتب أحد الجيران الذي بدأ في تناول وجبة السحور قبل أن يدق هو بطبلته، داعياً الناس للاستيقاظ وتناول السحور قبل أذان الفجر، كما يبرز المسحراتي في بورتريهات تُصور الفنان والملحن الراحل سيد مكاوي، صاحب أشهر الأعمال الفنية الشعرية المرتبطة بشهر رمضان الكريم وهو «المسحراتي» التي قام بتلحينها وغنائها، وهي من كلمات الشاعر الراحل فؤاد حداد.