انفجار المحادثات الاستراتيجية بين إسرائيل وفرنسا لخلافات في الموضوع الفلسطيني

يتحدثون في الخارجية عن تسونامي دولي ضد سياسة نتنياهو

نتنياهو يتحدث مع ارييه درعي زعيم حزب المتدينين شاس في اجتماع للكنيست (أ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث مع ارييه درعي زعيم حزب المتدينين شاس في اجتماع للكنيست (أ.ف.ب)
TT

انفجار المحادثات الاستراتيجية بين إسرائيل وفرنسا لخلافات في الموضوع الفلسطيني

نتنياهو يتحدث مع ارييه درعي زعيم حزب المتدينين شاس في اجتماع للكنيست (أ.ف.ب)
نتنياهو يتحدث مع ارييه درعي زعيم حزب المتدينين شاس في اجتماع للكنيست (أ.ف.ب)

تحولت مناقشات الحوار الاستراتيجي بين فرنسا وإسرائيل إلى مواجهة شديدة بين الدبلوماسيين الكبار من الجانبين، على خلفية مبادرة وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، لدفع قرار في مجلس الأمن الدولي يتعلق بالموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني، فقد هاجم الجانب الإسرائيلي، بلهجة شديدة، الخطوة الفرنسية وادعى أن حكومة باريس تعزل إسرائيل وتعمل من خلف ظهرها. فيما رد الفرنسيون باتهام حكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو بالتنكر للإرادة الدولية والمساس بمصالح الغرب. وقد رأى مسؤولون في تل أبيب، أمس، أن هذه الأجواء تشير إلى الغيوم المتلبدة التي تنتظر إسرائيل في الشهور المقبلة، بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ووصفت أكثر من شخصية ذلك بأنه «تسونامي سياسي».
وكانت المحادثات الإسرائيلية الفرنسية، التي تجري مرة كل عام، بين طواقم رفيعة من السياسيين والعسكريين، قد جرت في الأسبوع الماضي بسرية تامة. وفقط في يوم أمس، عرف أمر وجودها ونتائجها. وهي محادثات تدور عادة حول تقييم الأوضاع في المنطقة ومراجعة سبل التعامل معها، وتنظيمات الإرهاب وسبل مواجهتها، وتبادل المعلومات والتقييمات والتخطيط للتعاون المشترك وتعميقه. وفي السنوات الأخيرة يحتل الموضوع الإيراني حيزا كبيرا عادة، علما بأن فرنسا هي أقرب دول الغرب إلى الموقف الإسرائيلي، من ناحية الحزم والتشدد. ولم يسبق أن شهدت هذه الأبحاث صدامات بين الطرفين. وقال دبلوماسيون إسرائيليون إن الطرفين يحاولان دائما تأكيد المشترك من خلال هذه اللقاءات، والامتناع عن المواجهة أو النقاش الحاد حتى إن تبين وجود خلافات. لكنه يتضح أن اللقاء الأخير، في الأسبوع الماضي في القدس، كان استثنائيا، حيث اتضح للمشاركين منذ البداية، أنه يصعب جسر الفجوات والخلافات خاصة في الموضوع الفلسطيني. وأفاد دبلوماسيون من الجانبين بأن التهم التي وجهها كل طرف إلى الآخر أكدت عمق التوتر بين البلدين، وساد المشاركين شعور بالإحباط، سرعان ما انفجر وتحول إلى مواجهة شديدة.
يُذكر أن إسرائيل فوجئت بقرار الفاتيكان الاعتراف بدولة فلسطين بشكل عملي، ورفع العلم الفلسطيني في ساحة القديس بطرس. وحسب مصدر في الخارجية الإسرائيلية، فإنهم ذهلوا من قيام بيان الفاتيكان باستخدام مصطلح «دولة فلسطين»، لأول مرة. وقد اعتقدوا أن الأمر نجم عن هفوة، وقالوا إنه لا حاجة لإيلاء أهمية بالغة لاختيار الكلمات. لكن الناطق بلسان الكرسي الرسولي، فدريكو لومباردي، سارع إلى التوضيح: «نعم، هذا اعتراف بأن الدولة (فلسطين) قائمة». ولذلك فإن هذا التصريح، الذي جاء في إطار الاتفاق الذي وقّعه الفاتيكان مع السلطة الفلسطينية، حول نشاط الكنيسة الكاثوليكية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، أثار قلقا كبيرا في وزارة الخارجية الإسرائيلية.
وأضاف المصدر المذكور أنه «وقبل لحظة من أداء حكومة نتنياهو الجديدة لليمن الدستورية، يبدو أن العالم يعد لها حياة صعبة بشكل خاص. وأوروبا بالذات، على ما يبدو، تعد لقرارات درامية، والأميركيون لا ينوون النوم على السياج من أجل إسرائيل». وأوضح هؤلاء المسؤولون، أن هناك تنسيقا أميركيا وأوروبيا بشأن إسرائيل، وأوروبا تقوم الآن بدور «الشرطي السيئ».
وفي تصريحات أخرى نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، أمس، قال مسؤول إسرائيلي رفيع إن «أوروبا تشعر بالإحباط إزاء الجمود السياسي والبناء في المستوطنات، وتستعد لخطوات شاملة ستبدأ فور تشكيل الحكومة. والمقلق بشكل خاص هو الاقتراح الفرنسي الذي يحدد جدولا زمنيا للمفاوضات على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس». وتابع: «تقدر إسرائيل أنه حسب الاتفاق بين الأميركيين والأوروبيين، ستكون أوروبا مسؤولة عن معالجة الموضوع الإسرائيلي حتى التوقيع على الاتفاق مع إيران، وبعد ذلك، وحسب التلميحات القائمة، ينوي أوباما الدخول في صدام مباشر مع نتنياهو في الموضوع الفلسطيني».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.