المطاعم المصرية تجتذب العائلات بالعروض الرمضانية

القائمة تضم المشويات والأسماك وأصناف السحور

الأسماك لها مكانها على المائدة الرمضانية في مصر
الأسماك لها مكانها على المائدة الرمضانية في مصر
TT

المطاعم المصرية تجتذب العائلات بالعروض الرمضانية

الأسماك لها مكانها على المائدة الرمضانية في مصر
الأسماك لها مكانها على المائدة الرمضانية في مصر

كيف للصائم أن يقاوم اصطفاف أصابع الكفتة متجاورة مع قطع كباب تتصاعد من ثناياها أعمدة البخار؟ وهل له أن يصمد أمام الحمام المحشي وهو متراص على حواف صينية يتوسطها طبقات من الأرز البسمتي، وفوق كل ذلك تُمني المطاعم بأن من سيحظى بالتهام بعض هذه الأصناف سيحظى بخصومات مالية معتبرة.
هذا أحد أساليب ورهانات المطاعم المصرية لاجتذاب عملائها وخصوصاً من العائلات وتشجيعهم على الخروج لتناول إفطار رمضان خارج المنزل، وبالتمتع بتناول السحور أيضاً، وذلك على خلفية موجة غلاء أثرت على دخول المواطنين، وجعلتهم يفاضلون بين العروض المقدمة لتقليل الإنفاق على الغذاء.
ويعد تناول الإفطار في أحد المطاعم التي تقدم أطباقاً متنوعة ما بين وجبات تقليدية شرقية وأنواع المشويات المختلفة طقساً رمضانياً لبعض العائلات للاستمتاع بالشهر الذي يرتبط في الذاكرة الشعبية بالسمر، والاستمتاع بتناول الإفطار على مائدة طعام ربما تمد في الهواء الطلق خارج حيز المطعم، وبعد انقضاء السهر يتجهون لتناول وجبة السحور.


                                                                 مائدة رمضانية غنية

وهنا يقول محمد أبو الفتوح، مدير مطعم «إيستريديا» للمأكولات البحرية والشرقية بمدينة نصر لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة العروض الرمضانية بشكل عام لدى المطاعم تعتمد على تحقيق ربح أقل من المعتاد في مقابل أنها تبيع كميات أكبر وتتعامل مع شرائح أوسع، ما قد يُحدث توازناً في الأرباح خصوصاً مع موجة ارتفاع الأسعار الحالية والخوف من الركود وعزوف الزبائن عن الذهاب للمطاعم».
التخفيضات والعروض الرمضانية على وجبات الإفطار والسحور لم تعد قاصرة على مطاعم بعينها هذا العام، إذ يبدو أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية بكل أنواعها قبل أيام من بدء شهر رمضان دفع معظم المطاعم سواء الشعبية أو السلاسل الشهيرة إلى التفكير في وسائل مغرية لجذب الزبائن.
من بين المطاعم التي بادرت بالإعلان عن عروضها وتخفيضاتها قبل شهر رمضان بأيام، مطعم «حضرموت شيخ المندي» بحي المهندسين، الذي أعلن عن عروض وتخفيضات متنوعة وصلت إلى نحو 30 في المائة، منها عرض «وجبات الخير» المخصصة لموائد الرحمن، أو حتى للإفطار الجماعي والشركات والموائد، وهي عبارة عن ربع دجاجة مشوية أو مندي مع طبق أرز بسمتي وصوص وخبز وسلطة خضراء.
وتتسع قائمة طعام «حضرموت شيخ المندي» المشمولة بالتخفيف أصنافاً متنوعة، منها وجبة ربع دجاجة مشوية مع ربع كفتة وأرز وبطاطس محمرة وسلطة خضراء ومشروب غازي، أو نصف دجاجة مندي وأرز وصوص وخبز وسلطات متنوعة.
ومن أبرز الأصناف التي يقدمها المطعم خلال رمضان، حمام بالسجق عبارة عن زوج حمام محشي فريك أو أرز، مع ثلث كيلو سجق شرقي محمر وأرز وبطاطس محمرة، ووجبة «ميكس شيش المندي النصف كيلو» وتتكون من شيش طاووق وكفتة وسجق مع الأرز الأصفر والسلطة.
وحرصت مطاعم الأسماك أيضاً على تقديم عروض رمضانية متنوعة، منها مطعم «أولاد طأطأ»، بفروعه المنتشرة في القاهرة الكبرى، الذي أعلن عن تخفيض 25 في المائة على كافة أصنافه خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان، الذي يقدم أنواعاً مختلفة من المأكولات البحرية في رمضان، منها وجبة الجمبري بترفلاي «الجامبو» سواء مقلي أو مشوي، وصينية بوري أو قاروص بالبصل والبطاطس والكريمة.
واتجه مطعم «إيستريديا للمأكولات البحرية والشرقية» بمدينة نصر «شرق القاهرة» إلى عروض «الكميات» حيث يقدم تخفيضاً 30 في المائة أيضاً على فواتير المجموعات بداية من 3 أفراد، وتضم قائمة طعامه كافة أنواع المأكولات البحرية مثل الجمبري والكابوريا والإستاكوزا والجندوفلي وأنواع الأسماك المختلفة، وطواجن عديدة.
وبما أن المشويات أحد أهم الأصناف التي يقبل عليها المصريون في رمضان، فقد أعلن مطعم «بريجو ريستورانت» بفروعه العديدة بالقاهرة عن عروض متنوعة تمثلت في تخفيض أسعار كل الأصناف بنسب تتراوح ما بين 10 إلى 20 في المائة.
وتضم قائمة طعامه التي أطلق على أصنافها أسماء رمضانية لجذب الزبائن، وجبة «ستار تشيكن»، وهي عبارة عن نصف دجاجة مشوية وأرز بسمتي أصفر بالدجاج المكسيكي مع خبز وطحينة ومخلل، ووجبة ستار ميكس تتكون من قطعتي صدور دجاج مشوي وقطعتي شيش طاووق وقطعتي كفتة ومثلهما سجق مع أرز بسمتي بالدجاج المكسيكي مع خبز وطحينة ومخلل.
ورغم ارتفاع أسعارها نسبياً مقارنة بالمطاعم الأخرى في الأيام العادية، فقد حرصت المطاعم العائمة على تقديم العروض الرمضانية والتخفيضات لجذب الزبائن، منها مطعم مركب «أندريا المانيستيرلي نايل» على كورنيش النيل بحي المنيل، والذي أعلن عن تخفيض أسعار وجبات الإفطار خصوصاً للمجموعات بنسب وصلت إلى 20 في المائة.
وبنفس الأسلوب الترويجي، تعتمد المطاعم على اجتذاب زبائنها لتناول السحور، بأصناف يغلب عليها الطابع الشرقي، ويعد الفول والفلافل (الطعمية) أحد أهم الأطباق المرغوبة.


مقالات ذات صلة

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

مذاقات ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات الشيف البريطاني هيستون بلومنتال (الشرق الأوسط)

9 نصائح من الشيف هيستون بلومنتال لوجبة الكريسماس المثالية

تعد الخضراوات غير المطبوخة بشكل جيد والديك الرومي المحروق من أكثر كوارث عيد الميلاد المحتملة للطهاة في وقت يقومون فيه بتحضير الوجبة الأكثر أهمية في العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)
مذاقات توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات إم غريل متخصص بالمشاوي (الشرق الاوسط)

دليلك إلى أفضل المطاعم الحلال في كاليفورنيا

تتمتع كاليفورنيا بمشهد ثقافي غني ومتنوع، ويتميز مطبخها بكونه خليطاً فريداً من تقاليد عالمية ومكونات محلية طازجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».