نجوم الفن والرياضة في السعودية... من كرسي الضيف إلى المُحاور

توجه جديد باستقطابهم لتقديم البرامج الحوارية خلال شهر رمضان

النجم الرياضي سامي الجابر يخوض تجربته الأولى في برنامج «ذات»  -  الممثلان إلهام علي وخالد صقر يحاوران الضيوف في بيت مبارك التاريخي بالدرعية
النجم الرياضي سامي الجابر يخوض تجربته الأولى في برنامج «ذات» - الممثلان إلهام علي وخالد صقر يحاوران الضيوف في بيت مبارك التاريخي بالدرعية
TT

نجوم الفن والرياضة في السعودية... من كرسي الضيف إلى المُحاور

النجم الرياضي سامي الجابر يخوض تجربته الأولى في برنامج «ذات»  -  الممثلان إلهام علي وخالد صقر يحاوران الضيوف في بيت مبارك التاريخي بالدرعية
النجم الرياضي سامي الجابر يخوض تجربته الأولى في برنامج «ذات» - الممثلان إلهام علي وخالد صقر يحاوران الضيوف في بيت مبارك التاريخي بالدرعية

اعتاد السعوديون على مشاهدة البرامج الحوارية في شهر رمضان، التي يقدمها إعلاميون مثل: عبد الله المديفر، ومفيد النويصر، وعلي العلياني، وغيرها من أسماء سعودية ارتبطت ببرامج الموسم الرمضاني، على مدى سنوات طويلة، لتكون متعة السهر في ليالي رمضان، ونجمة سباق «الترند» على شبكات التواصل الاجتماعي.
إلا أن هذا العام شهد توجهاً جديداً للإعلام السعودي؛ باستقطاب نجوم التمثيل وكرة القدم ليكونوا مقدمي برامج حوارية، وبدلاً من أن يجلسوا على كرسي الضيف، صاروا على كرسي المُحاور، يطرحون الأسئلة ويحاورون الضيوف، مما يفتح باب التساؤل، إن كان هناك شُحّ في عدد مقدمي البرامج الحوارية، أم أن القنوات تحاول الاتكاء على نجومية هذه الأسماء، وكيف يبدو تقييم هذه التجربة، ومدى نجاحهم في منافسة مقدمي البرامج الحوارية.
من ذلك النجم الرياضي سامي الجابر، الذي استضاف عبر برنامجه «ذات» شخصيات بارزة في المجتمع السعودي، وحاورهم بأسلوبه الهادئ للغوص داخل ذواتهم، إلا أنه اكتفى بـ19 حلقة، ليعلن انتهاء برنامجه الذي حرص خلاله على استقطاب عدد من نجوم كرة القدم السعودية إلى جانب مجالات أخرى، على خلاف البرامج الحوارية التي لا تركز كثيراً على الوسط الرياضي.
والأمر ذاته مع الثنائي إلهام علي وخالد صقر، اللذين عرفهما الجمهور كممثلين عبر الشاشة، إلا أنهما يخوضان تجربتهما الأولى في تقديم البرامج الحوارية عبر برنامج «ليالي رمضان»، الذي يستضيفان خلاله نجوم الفن من مختلف الدول العربية، من «بيت مبارك» التاريخي في الدرعية، عبر حوارات تأخذ من الطابع الفكاهي والعفوي سمة لها.
المعرفة المهنية
يتحدث لـ«الشرق الأوسط»، الدكتور عبد الله الحمود، أستاذ الإعلام المشارك في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، عن استقطاب مشاهير عالم الفن والرياضة لتقديم البرامج الحوارية، قائلاً: «هناك شرطان مهمان لذلك، الأول: أن يكون هذا المُستقطب لديه من المعرفة والدراية والتجربة بإدارة الحوارات بشكل مهني ورفيع، ولا تكفي الشهرة بمعزل عن المهارة والحرفة في مجال تقديم البرامج. الأمر الثاني أن يتولى تقديم البرامج في سياقه الطبيعي وفي مجال شهرته واختصاصه».
ويشير الحمود إلى ركن ثالث، سمّاه «الأدوار المتداخلة أو الممتزجة التي من الممكن أن تستقطب بعض الكفاءات والمشاهير، وتخدم شهرتهم في أكثر من مجال، وهذا ينطبق على المشاهير في المجالات الشبابية، مثلاً مشهور بالفن أو التمثيل أو الرياضة؛ فمثل هؤلاء يمكن استقطابهم للحديث عن قضايا تخصصهم، وأيضاً في مجالات أخرى تهم قطاع الشباب».
وبسؤاله عن سر انجذاب المشاهدين لهذه البرامج الحوارية، يرى أن المشاهدين لم يثبت انجذابهم حتى الآن، إلا أن هذه البرامج جذبت عدداً من المحطات التلفزيونية والإذاعية، ويضيف: «تبقى تجربة الجمهور قيد النظر والدراسة بعد رمضان، لمعرفة هل تُعدّ جيدة ووجدت صدى مناسباً لدى قطاعات مختلفة من الجمهور؟ وكيف يمكن بالفعل إقرار المضي في هذا الخيار أو تغييره مستقبلاً؟».
ويشيد الحمود خلال حديثه بالقفزة النوعية التي أحدثتها «هيئة الإذاعة والتلفزيون» في السعودية، التي استثمرت في عدد من المواهب لتقديم البرامج خلال شهر رمضان، قائلاً: «هذا يعطي إشارة إلى أن هناك جهداً كبيراً يُبذل في (هيئة الإذاعة والتلفزيون)، والتقييم النهائي للتجربة لا يزال موضوع نظر»، مبيناً أن «الهيئة» نجحت في ابتكار بعض الأشكال البرامجية ونمط الإنتاج في البرامج الحوارية.
الصحافة التلفزيونية
يرى مسفر الموسى، وهو أكاديمي سعودي متخصص في الأفلام الوثائقية وجماليات الشاشة، أن المرحلة الحالية يمكن تسميتها بـ«إعلام ما بعد (ثورة السوشيال ميديا)»، وعن استقطاب مشاهير الفن وكرة القدم أو مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي، لتقديم البرامج الحوارية»، يقول: «من الممكن أن نشهد نجاحات أو إخفاقات. لا نستطيع الجزم بذلك». ويتابع حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «نجاح هؤلاء المشاهير في مجالاتهم السابقة لا يعني نجاحهم في العمل الإعلامي»، مبيناً أن البرامج الحوارية فقدت العمل الصحافي، واعتبر أن برنامج «الليوان» الذي يقدمه الإعلامي عبد الله المديفر هو الوحيد الذي يقدم الصحافة التلفزيونية، في معظم حلقاته.
ويشير الموسى إلى ما سماه تأثير الوسيلة على صناعة المحتوى في التلفزيون، حيث يرى أن مقدمي البرامج القادمين من مجال الفن والرياضة ومنصات التواصل الاجتماعي تفتقد برامجهم القدرة على المحاورة العميقة وإعداد الأسئلة بشكل جيد واختيار الضيوف الجيدين، ويتابع: «برامج المشاهير لا تقدم العمل الصحافي كما هو».
لكن لماذا إذاً باتت تستقطبهم القنوات التلفزيونية لتقديم البرامج الحوارية؟ يرى الموسى هنا أن ذلك دافعه الاتكاء على شهرة هؤلاء النجوم في مجالاتهم من خلال ترويج البرامج الحوارية، ويضيف: «فقدنا المهنية والحرفية، وفقدنا كذلك العمق والثقافة في المادة التلفزيونية، مقابل استسهال جلب المشاهير لتقديم البرامج الحوارية».


مقالات ذات صلة

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
إعلام الدوسري أكد أهمية توظيف العمل الإعلامي لدعم القضية الفلسطينية (واس)

السعودية تؤكد ضرورة تكاتف الإعلام العربي لدعم فلسطين

أكّد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي أهمية توظيف العمل الإعلامي العربي لدعم قضية فلسطين، والتكاتف لإبراز مخرجات «القمة العربية والإسلامية» في الرياض.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

مصر: انتعاشة غنائية في موسم عيد الفطر

العسيلي (فيسبوك)    -    أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
العسيلي (فيسبوك) - أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
TT

مصر: انتعاشة غنائية في موسم عيد الفطر

العسيلي (فيسبوك)    -    أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)
العسيلي (فيسبوك) - أحمد سعد في إحدى حفلاته (فيسبوك)

تشهد مصر انتعاشة غنائية خلال موسم إجازة عيد الفطر المبارك، عبر عدد من الحفلات الجديدة، وإطلاق أغانٍ جديدة، ويأتي على رأس حفلات العيد بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، حفل المطربين أحمد سعد، ومحمود العسيلي، كما يظهر كل من الفنانين بهاء سلطان، ومصطفى قمر، وإيهاب توفيق، والمطرب الشاب مسلم بأماكن متنوعة بالقاهرة، بينما يغني الفنان حمادة هلال في أحد فروع الأندية بمحافظة أسيوط (صعيد مصر)، بالإضافة إلى غناء النجمة اللبنانية نيكول سابا بمحافظة الإسكندرية (شمال مصر).
فيما يشدو الفنان علي الحجار، في ثاني أيام عيد الفطر، على مسرح «قاعة النهر» بساقية الصاوي، وهو الحفل الذي من المقرر أن يكشف الحجار فيه عن موعد طرح ألبومه الجديد. ويقول الحجار لـ«الشرق الأوسط»: «الحفل سيتضمن طرح أغنية جديدة من أغنياتي التي قمت بتسجيلها من ألحان شقيقي الراحل أحمد الحجار، وسيكون الحفل هو الذي سأعيّد فيه على جمهوري، وأعلن لهم موعد طرح أغنيات ألبومي الجديد (بطلة حكايتي) الذي طرحت منه أغنيات قليلة خلال الفترة الماضية».
وفي سياق مختلف، يشارك مطربون مصريون في حفلات عربية خلال إجازة عيد الفطر، من بينهم حفل شيرين عبد الوهاب في دبي، في 28 من شهر أبريل (نيسان) الجاري، وعن تفاصيل الحفل، أوضح إيهاب صالح مدير أعمال الفنانة شيرين لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «إن الحفل سيكون مختلفاً تماماً عن الحفلات السابقة لشيرين»، بوصفه «بداية وانطلاقة جديدة لها في الغناء، بعدما تم وضع مخطط عمل جديد يليق باسم ومكانة الفنانة المصرية»، وفي اليوم نفسه، سيشدو الفنان عمرو دياب في مدينة جدة السعودية ضمن حفلات عيد الفطر.
وعلى صعيد طرح الأغنيات الجديدة، يشهد موسم عيد الفطر، طرح «ميني ألبوم غنائي» للفنان عمرو مصطفى بعنوان «مالوش زي» وسيتضمن الألبوم 6 أغنيات جديدة، وعن الألبوم قال مصطفى لـ«الشرق الأوسط»: «كان تركيزي منصباً بالكامل خلال الفترة الماضية على أغنيات ألبومي الجديد، إذ إنني ابتعدت عن التلحين بشكل كبير، ولم أقدم ألحاناً سوى للفنانة دنيا سمير غانم، في مسلسل (جت سليمة)».
ومن بين أغنيات الألبوم أغنية «قولت له إيه الكلام» من كلمات الشاعر مصطفى ناصر، التي ستكون باكورة الأغنيات التي سيتم إطلاقها.
ومن المتوقع أن يطرح الفنان أحمد الفيشاوي، أغنية «آسف ماما»، وهي الأغنية التي يعود بها للغناء بعد فترة ابتعاد طويلة، بينما يطرح الفنان محمد رمضان أغنيات فيلمه الجديد «هارلي»، كما سيطرح الفنان كريم محسن أغنيته الجديدة «يلا مع السلامة».