«خيرك يفرق»... حملة رمضانية لدعم اللاجئين الأكثر احتياجاً في مصر

«مفوضية شؤون اللاجئين» تهدف لتقديم المساعدات إلى 100 ألف أسرة

الممثل إياد نصار(يمين) والمرشدة السياحية بسنت نور الدين من فيديو دعائي للحملة (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
الممثل إياد نصار(يمين) والمرشدة السياحية بسنت نور الدين من فيديو دعائي للحملة (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
TT

«خيرك يفرق»... حملة رمضانية لدعم اللاجئين الأكثر احتياجاً في مصر

الممثل إياد نصار(يمين) والمرشدة السياحية بسنت نور الدين من فيديو دعائي للحملة (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)
الممثل إياد نصار(يمين) والمرشدة السياحية بسنت نور الدين من فيديو دعائي للحملة (مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)

يُعد اللاجئون من الفئات الأكثر احتياجاً للمساعدات والدعم في مصر، وعليه، فقد عمدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى حملة أطلقتها بالتزامن مع شهر رمضان الكريم لتحث دافعي الزكاة والتبرعات إلى توجيه الدعم للاجئين بمختلف جنسياتهم في مصر، من أجل المأكل والمشرب والعلاج.
وتقول رضوى شرف، مسؤولة التواصل في المفوضية لـ«الشرق الأوسط»، إن الحملة هذا العام، وهي بعنوان «خيرك يفرق»، تسعى إلى دعم 100 ألف أسرة لاجئة من الأسر الأكثر احتياجاً في مصر من خلال التبرعات والزكاة، على أن تتوجه تلك الأموال لتوفير الاحتياجات الضرورية من مأكل ومأوى وعلاج.
واستعانت حملة «خيرك يفرق» بنجوم ونجمات من عالم الفن والإعلام، من أجل حشد الدعم للاجئين في مصر. ومن أبرز الوجوه المشاركة في الحملة الفنانون إياد نصار ومحمد فراج وبسنت شوقي، والإعلامي محمود سعد، وصانعة المحتوى بسنت نور الدين، الذين رحبوا بشدة وأعربوا عن رغبتهم في دعم القضية أثناء الحملة ومستقبلاً، وفقاً لشرف.
https://www.facebook.com/UNHCREgypt/videos/745118819809569/
وعمدت الحملة إلى الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي لنشر الحملة، إذ تقول أشرف إن مواقع التواصل «قريبة من الناس من مختلف الأعمار، وتوفر فرصة لتسليط الضوء على القضايا المحورية، فدائماً ما تكون وسيلة لإيصال أصوات من يحتجون للدعم».
وتعمد الفيديوهات الخاصة بالحملة إلى إظهار حال لاجئين، من خلال مشاهد تمثيلية، من خلال التبرعات وبدونها، إذ إنها توفر علاجاً ومأكلاً وغطاءً أو سقفاً لمن لا سقف له من اللاجئين.
وتقدر مفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر عدد المنتسبين إليهم من اللاجئين أكثر من 281 ألف شخص وطالب لجوء وفقاً لإحصائية للمفوضية في مارس (آذار) الماضي، وهم من 65 جنسية، أغلبهم من سوريا بواقع أكثر من 140 ألف شخصا، ثم اللاجئين من السودان بأكثر من 55 ألفا، ثم جنوب السودان وإريتريا بأكثر من 21 ألفاً من كل دولة، ثم إثيوبيا بأكثر من 15 ألف لاجئ، ثم 60 جنسية أخرى، أبرزهم اليمن والصومال بواقع 26 ألف شخص.
وأكدت شرف أن المفوضية تنفرد في التزامها بتخصيص أموال الزكاة بنسبة 100 في المائة للأسر اللاجئة والنازحة الأكثر احتياجاً، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، وعليه لا تقوم المفوضية باقتطاع أي مبالغ إدارية من أموال الزكاة استثنائياً، وتقوم عوضاً عن ذلك بتغطية هذه التكاليف من مصادر تمويل أخرى.
https://www.facebook.com/UNHCREgypt/videos/667868897854667
وعن أبرز ردود الفعل على الحملة، تقول شرف إن أكثرها كانت ردود فعل إيجابية، إذ تلقت المفوضية الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن أوضاع اللاجئين، وكيفية مساندتهم في الدول المختلفة وليس مصر فقط. وتردف المسؤولة في المفوضية: «هذا ينم أن الناس على دراية ووعي بأن اللاجئ هو شخص اضطر أن يترك بلده وكل ما له بحثاً عن الأمان، وهو بحاجة للدعم المستمر».
وعمقت جائحة «كورونا» من أزمة اللاجئين في مصر، إذ إنه من قبل تفشي الفيروس كان 7 من بين كل 10 لاجئين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وبعد تفشي الجائحة، فقد الكثير من اللاجئين وطالبي اللجوء مصدر دخلهم، ومن ثم وجدوا صعوبة أكبر في تلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم. وتعمل المفوضية على تقديم المساعدة بقدر الاستطاعة.


مقالات ذات صلة

«الصليب الأحمر»: معرفة مصير المفقودين في سوريا «تحدٍّ هائل»

المشرق العربي مقاتلون يقفون بجوار غرافيتي كتب عليه «لن ننسى ولن نسامح» أثناء حراسة مدخل سجن صيدنايا في سوريا (رويترز)

«الصليب الأحمر»: معرفة مصير المفقودين في سوريا «تحدٍّ هائل»

رأت رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» ميريانا سبولياريتش أن معرفة مصير المفقودين في سوريا يطرح «تحدياً هائلاً» بعد أكثر من 13 عاماً من حرب مدمرة

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا صورة ملتقطة بواسطة طائرة مسيّرة تظهر قارباً مطاطياً يحمل مهاجرين وهو يشق طريقه نحو بريطانيا في القنال الإنجليزي  6 أغسطس 2024 (رويترز)

بريطانيا تتخذ إجراءات جديدة بحق المشتبه بتهريبهم مهاجرين

أعلنت الحكومة البريطانية، الخميس، أنّ الأشخاص المشتبه بأنّهم يقومون بتهريب مهاجرين، سيواجهون حظراً على السفر وقيودا تحول دون وصولهم إلى منصات التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا رحيل أول فوج من السوريين (مواني البحر الأحمر)

مصر: دعاوى ترحيل السوريين تملأ «السوشيال ميديا»... وتغيب في الواقع

على خلاف «السوشيال ميديا» التي احتوت على دعوات تطالب بترحيل السوريين من مصر، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، لا يزال السوريون محل ترحيب كبير في الشارع المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي قصف تركي على مواقع لـ«قسد» في شرق حلب (غيتي)

واشنطن تؤكد صمود وقف إطلاق النار بين تركيا و«قسد»

بينما تتواصل الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل الموالية مع قوات قسد، أعلن البنتاغون أن وقف إطلاق النار بين تركيا و«قسد» لا يزال صامداً.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي إردوغان متحدثاً أمام مؤتمر لحزبه في مدينة بورصة 28 ديسمبر 2024 (الرئاسة التركية)

إردوغان يلمّح لعمليات ضد القوات الكردية... وخطوات كبيرة لدعم دمشق

بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة بين «قسد» والفصائل الموالية لتركيا على محور سد تشرين شرق حلب، لمّح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى عمليات عسكرية جديدة في شمال سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».