تحذيرات مستمرة من «تفخيخ» انتخابات المغتربين اللبنانيين

TT

تحذيرات مستمرة من «تفخيخ» انتخابات المغتربين اللبنانيين

لا تزال قضية انتخاب المغتربين واتهام وزارة الخارجية اللبنانية بالقيام بارتكابات ومخالفات في توزيع مراكز الاقتراع في بعض العواصم، تتفاعل في لبنان.
ودعا حزب الكتائب اللبنانية إلى وقف ما وصفها ببدع عرقلة تصويت غير المقيمين، واتهم في بيان «المنظومة (الحاكمة) باستعمال كل وسائل العرقلة لكتم أصوات اللبنانيين أينما وجدوا خاصةً إذا كانت ستصب في غير مصلحتها. ولتنفيذ مخططها تضع شروطاً تعجيزية على غير المقيمين للإدلاء بأصواتهم عبر بدع جديدة وفوضى وارتجال وتأجيل في إتمام الإجراءات الضرورية لإنجاز العملية الانتخابية وآخرها ما أدلى به وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي قال إن: «العائق الوحيد هو تأمين المال نقداً»، وهي نقطة أكثر من خطرة في دولة بذرت النقد على فسادها».
وطرح البيان أسئلة عدة منها عن السبب في «اعتماد بدعة الرمز البريدي في تحديد مراكز الاقتراع» وعدم توزيع الناخبين على الأقلام الأقرب إلى أماكن سكنهم، كما عدم تعميم لوائح الشطب لغير المقيمين حتى الآن وعدم إطلاع المرشحين على أصوات الناخبين في الخارج ومنع المندوبين من معرفة هوية الناخبين وممارسة حقهم القانوني بمراقبة حسن سير الاقتراع.
وفي الإطار نفسه، جاء موقف لجنة التنسيق اللبنانية – الأميركية التي حذرت من «تفخيخ تصويت المغتربين». وقالت اللجنة التي تضم ست منظمات لبنانية أميركية في بيان لها، إن الشعب اللبناني معني بكثافة التصويت لحماية الهوية اللبنانية، وتحرير الدولة، وتحقيق السيادة الكاملة، وإطلاق مسار الإصلاحات البنيوية على كل المستويات، وإنفاذ العدالة في كل الجرائم التي طالت قادة فكر، ورجالات دولة، ومؤثرين في الشأن العام، وأفظع هذه الجرائم جريمة تفجير مرفأ بيروت وإعادة لبنان إلى الشرعية العربية والشرعية الدولية، وتطبيق الدستور بكل مندرجاته، والالتزام بقرارات مجلس الأمن، وتحييد لبنان عن الصراعات والمحاور.
وأضافت «لما كانت الانتخابات النيابية المقبلة مفصلية، كما كل الاستحقاقات الدستورية التي تؤمن التداول الديمقراطي السلمي والمنتظم للسلطة، فإن لجنة التنسيق اللبنانية – الأميركية تدعو، القوى العسكرية والأمنية الشرعية اللبنانية، مع الأجهزة القضائية المختصة إلى حماية حرية التعبير والاقتراع، وتدين الاعتداءات المنهجية اللفظية والجسدية التي تتعرض لها لوائح القوى التغييرية والسيادية من أفرقاء في المنظومة معروفي الأجندات والارتباطات».
في موازاة ذلك، أعلن النائب وائل أبو فاعور «التقدم بدعوى قضائية في حق مندوبي أحد المرشحين في راشيا والبقاع الغربي، بتهمة تهديد ناخبين وترهيبهم والضغط عليهم»، وذلك بعدما سبق أن أعلن مرات عدة عن تدخلات للنظام السوري وحلفائه في الانتخابات النيابية.
وقال أبو فاعور في بيان له «يقوم بعض المندوبين لأحد المرشحين في منطقة راشيا والبقاع الغربي بتهديد بعض الناخبات من أصول سورية متزوجات من لبنانيين، بحرمانهم وعائلاتهم من دخول سوريا لزيارة أهلهم في حال اقترعوا لمصلحة النائب وائل أبو فاعور، وذلك عبر زيارتهم وإبلاغهم بهذا الأمر».
وأعلن أنه سيتقدم «بدعوى قضائية ضد هؤلاء الأشخاص بتهمة تهديد وترهيب الناخبين والضغط عليهم، وسأتقدم بشكوى إلى هيئة الإشراف على الانتخابات بحق المرشح الذي يعملون لمصلحته وبتوجيهاته، لكي أضع الهيئة ووزارة الداخلية والقضاء أمام مسؤولياتهم في حماية حرية الناخبين».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.