بوتين ينتقد «تقلب مواقف كييف» ويدعو الأوروبيين للضغط عليها

بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي أمس (أ.ف.ب)
بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي أمس (أ.ف.ب)
TT

بوتين ينتقد «تقلب مواقف كييف» ويدعو الأوروبيين للضغط عليها

بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي أمس (أ.ف.ب)
بوتين لدى ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن الروسي أمس (أ.ف.ب)

بالتوازي مع تقدم الجيش الروسي على عدد من المحاور في محيط مدينة خاركيف المحاصرة منذ أسابيع، واصلت القوات الروسية محاولة توسيع السيطرة في منطقة لوغانسك، تحت ضغط ناري قوي. وفي ماريوبول التي أعلنت موسكو السيطرة عليها بشكل كامل قبل يومين، تعرّض مجمع آزوفستال للتعدين، حيث يتحصن مئات الجنود الأوكرانيين، إلى قصف عنيف طوال ساعات نهار أمس، رغم إعلان الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بوقف عملية اقتحام المجمع لتجنب وقوع ضحايا بين الجنود الروس.
في غضون ذلك، ناقش بوتين خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل «الإجراءات التي تتخذها روسيا لحماية المدنيين خلال عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لا سيما في مدينة ماريوبول»، وفقاً لبيان الكرملين. وأفاد الكرملين بأن المحادثة تناولت مستجدات الأوضاع في أوكرانيا بشكل مستفيض، و«أطلع بوتين محاوره على التقييمات الأساسية فيما يتعلق بالعملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس». وأشار بوتين إلى أن أمراً صدر بعد تحرير ماريوبول، لأسباب إنسانية، بإلغاء اقتحام المنطقة الصناعية مصنع «آزوفستال». وأكد أنه «في حال قرر جنود الجيش الأوكراني ومقاتلو الكتائب القومية المتطرفة والمرتزقة الأجانب إلقاء أسلحتهم، نضمن لجميعهم الحياة والمعاملة اللائقة وفقاً للقانون الدولي وتوفير الرعاية الطبية المؤهلة، لكن نظام كييف لا يسمح لهم باغتنام هذه الفرصة». كما لفت بوتين انتباه محاوره إلى «التصريحات غير المسؤولة الصادرة عن ممثلي الاتحاد الأوروبي» حول الحاجة إلى «حسم عسكري» في أوكرانيا، فضلاً عن تجاهلهم لـ«جرائم الحرب الكثيرة» التي ارتكبتها القوات الأوكرانية.
ودعا بوتين بروكسل إلى «الضغط على سلطات كييف لإجبارها على وقف القصف المكثف للمناطق السكنية بدونباس والانتهاكات الجسيمة الأخرى للقانون الإنساني الدولي».
وبينما أطلعه ميشيل على اتصالاته مع القيادة الأوكرانية خلال زيارته إلى كييف مؤخراً، أشار بوتين رداً على دعوة ميشيل لإجراء اتصال مباشر بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى أن هذا الاحتمال «يعتمد بشكل خاص على تحقيق نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية بين روسيا وأوكرانيا، التي يبدي فيها الجانب الأوكراني مواقف متقلبة وقلة الاستعداد للبحث عن حلول مقبولة للطرفين».
إلى ذلك، بحث بوتين، أمس، خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، قضايا التعاون في بلدان الاتحاد السوفياتي السابق. ولفت التركيز على هذا الموضوع الأنظار على خلفية تصاعد التوتر بين روسيا ومولدافيا بسبب اتهامات باضطهاد الناطقين بالروسية في هذا البلد، فضلاً عن تصريح مسؤول عسكري بارز بأن بين أهداف معركة دونباس الوصول إلى المناطق الحدودية لإقليم بريدنوسنروفيه الانفصالي عن مولدافيا الذي يقع إلى الغرب من أوديسا في جنوب غرب أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.