الأسواق تتشبث بالمكاسب وسط تقلبات حادة

قاد مؤشر ناسداك وول ستريت للارتفاع يوم الخميس مدعوما بصعود أسهم تسلا وشركات الطيران (أ ب)
قاد مؤشر ناسداك وول ستريت للارتفاع يوم الخميس مدعوما بصعود أسهم تسلا وشركات الطيران (أ ب)
TT

الأسواق تتشبث بالمكاسب وسط تقلبات حادة

قاد مؤشر ناسداك وول ستريت للارتفاع يوم الخميس مدعوما بصعود أسهم تسلا وشركات الطيران (أ ب)
قاد مؤشر ناسداك وول ستريت للارتفاع يوم الخميس مدعوما بصعود أسهم تسلا وشركات الطيران (أ ب)

قاد مؤشر ناسداك المؤشرات الرئيسية في وول ستريت للارتفاع يوم الخميس مدعوما بصعود أسهم تسلا وشركات الطيران، بعد أن توقعت يونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز العودة للربحية في الربع الحالي.
وساهمت بيانات أميركية في دعم الأسواق، إذ أظهر تقرير نشرته وزارة العمل الأميركية أن طلبات إعانة البطالة الجديدة سجلت تراجعا طفيفا في الأسبوع الذي انتهى في السادس عشر من أبريل (نيسان) الجاري.
وأظهر التقرير أن عدد طلبات إعانة البطالة الجديدة تراجع إلى 184 ألفا، بتراجع بألفي طلب عن البيانات المعدلة للأسبوع السابق الذي شهد تسجيل 186 ألف طلب إعانة بطالة. وكان الخبراء يتوقعون تراجع عدد الطلبات الجديدة إلى 180 ألفا مقابل الـ185 ألفا التي كان جرى الإعلان عنها في البداية للأسبوع السابق.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 98 نقطة يما يعادل 0.28 بالمائة إلى 35258.8 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد اند بورز 500 مرتفعا 29.7 نقطة أو 0.67 بالمائة إلى 4489.17 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 170.6 نقطة أو 1.27 بالمائة إلى 13623.704 نقطة. كما استقرت الأسهم الأوروبية في تعاملات متقلبة بعد سلسلة من نتائج الشركات الإيجابية، ولم يشهد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي تغييرا يذكر بحلول الساعة 07:23 بتوقيت غرينتش. وتراجعت أسهم قطاع التعدين 2.4 بالمائة لتقود الخسائر على المؤشر لليوم الثاني على التوالي بعد أن قالت شركة أنجلو أميركان إن إنتاجها في الربع الأول انخفض بنسبة 10 بالمائة على أساس سنوي وخفضت توقعاتها للعام بأكمله. وتراجعت أسهم شركة التعدين 6.1 بالمائة.
وزاد سهم نستله 1.6 بالمائة بعد أن أكدت مجموعة المواد الغذائية أهدافها لهذا العام إذ ساعد ارتفاع الأسعار في زيادة مبيعات المنتجات العضوية ربع السنوية أكثر من المتوقع.
وفي اليابان، ارتفع المؤشر نيكي إلى أعلى مستوياته في أكثر من أسبوعين بدعم من شركات التكنولوجيا بعد تراجع عائدات السندات الأميركية طويلة الأجل الليلة السابقة.
وأغلق المؤشر نيكي مرتفعا 1.23 بالمائة إلى 27553.06 نقطة، في أعلى مستوى منذ الخامس من أبريل، حين أغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا على زيادة 0.67 بالمائة إلى 1928.00 نقطة.
وقال متعامل من شركة سمسرة يابانية إن ترقب المستثمرين لنتائج أعمال الشركات حد من مكاسب المؤشر نيكي وإن التحركات في أسواق العملة نالت من الإقبال على المخاطر.
وارتفع الدولار 0.34 بالمائة إلى 128.305 ين بعدما سجل أعلى مستوى في 20 عاما عند 129.430 يوم الأربعاء مع تدخل بنك اليابان المركزي في سوق السندات للمرة الثالثة في ثلاثة أشهر دفاعا عن المستوى الصفري المستهدف للعائدات. وارتفعت أسهم 149 شركة على المؤشر نيكي في حين هبطت أسهم 69 شركة.
ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب يوم الخميس مع زيادة العائد على سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، الأمر الذي يواصل تأثيره على الطلب على المعدن النفيس.
وبحلول الساعة 00:39 بتوقيت غرينتش انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمائة إلى 1953.21 دولار للأوقية (الأونصة). واستقرت العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 1956.20 دولار للأوقية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة 0.4 بالمائة إلى 25.08 دولار للأوقية. وانخفض البلاتين 0.1 بالمائة إلى 986.42 دولار للأوقية. ونزل البلاديوم 0.3 بالمائة إلى 2444.43 دولار للأوقية.



 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».