سنوات السينما

مشهد من «الصوت المنفرد لإنسان»
مشهد من «الصوت المنفرد لإنسان»
TT

سنوات السينما

مشهد من «الصوت المنفرد لإنسان»
مشهد من «الصوت المنفرد لإنسان»

- ‫The Lonely Voice of a Man‬‬
- 1987
- صوت الماضي البعيد
- ★★★
تستطيع أن تجد معالم سينما سوخوروف اللاحقة كلها في فيلمه الأول «الصوت المنفرد للإنسان»، حكاية شاب يعيش في غابة قريبة من المدينة يقضي الوقت بين المبيت مع والده في البيت الصغير ولقاء حبيبته في كوخ يقع في الغابة حيث يمر الوقت بينهما في مناجاة، وهي عادة تتحدّث أكثر مما يتحدّث هو. أما بطله فيرمي نظرات تتأمل ما حوله. وفي هذا الفيلم يمزج المخرج الأزمنة بتفاعل مثير للاهتمام٠
في أحد المشاهد يفتح بطل الفيلم نافذة يطل منها على مبنى مهجور. حين تنتقل اللقطة إلى وجهة نظره ينتقل الفيلم إلى مشهد بالأبيض والأسود (وليس بالألوان - كما حال الفيلم عموماً) للعمال وهم يعملون في المكان٠
ما يفعله سوخوروف هنا ليس مجرد تضمين فيلمه حرية اختراق الزمان والعودة إلى حيث كان المبنى حيّاً بمن فيه، بل أيضاً اختراق نوعية العمل، فالمشهد الذي يرتسم على الشاشة من وجهة نظر بطله مأخوذ من الأرشيف. لقطة وثائقية قديمة تحل محل الروائية، وتفعل ذلك في أكثر من مكان (بداية الفيلم لقطات وثائقية أيضاً) بذلك يجمع سوخوروف بين النوعين في تجانس مقبول٠
يعكس هذا الفيلم الأول أيضاً رموز العلاقة التي عاد إليها المخرج لاحقاً بين الابن ووالديه. في مشهد ذي دلالة يدخل بطل الفيلم الكوخ حيث يعيش والده فيجده معتلاً. نائماً. يحنو إليه وتستطيع أن تلتقط هنا بذور اهتمام المخرج بالعلاقات الإنسانية العميقة بين شخصياته ضمن الأسرة الواحدة، تلك التي لاحقاً ما صنع منها أكثر من فيلم من بينها «أم وابن» و«أب وابن» كما في فيلمه البديع «ألكسندرا» (1971)٠
تم تنفيذ الفيلم سنة 1979 لكنه تعرّض للمنع قبل أن يُجاز في عام 1987. أي بعد عام واحد من رحيل أندريه تاركوفسكي. يحمل الفيلم إهداء سوخوروف لمعلّمه (حسب تعريفه عاكساً فيه تجربة الكاتب أندريه بلاتونوف الذي كتب عن نفسه: «عشت حياة واهنة لأني قفزت بنقلة واحدة من الطفولة، قبل الثورة، إلى رجل بعدها من دون المرور بفترة الشباب».
الفيلم مشبع بالروحانيات وفيه الكثير من تلك الانحناءات الإنسانية المتواضعة مع مرادفات شعرية وشت بمخرج سوف لن يقل إجادة في استخدام الشعر والروحانيات عن تاركوفسكي.
أعمال المخرج الروسي ألكسندر سوخوروف تجمع حب البحث في التاريخ لإلقاء ضوء مختلف عليه كما الحال في «توروس» (2001) و«الشمس» (2005) إلى حب التجريب كما الحال في «سفينة روسية» (2002) والرغبة في تعريض الشخصيات التي يتناولها لتجارب صعبة كحال بطلة فيلم «ألكسندرا» (2007). وعندما يصل الأمر إلى تصوير حالات إنسانية محضة يميل إلى حكاية قوامها بسيط وعمقها بعيد كما الحال في فيلمه «أم وابن».

ضعيف ★ وسط ★★ جيد ★★★
ممتاز ★★★★ تحفة ★★★★★


مقالات ذات صلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق المخرج محمد سامي في جلسة حوارية خلال خامس أيام «البحر الأحمر» (غيتي)

محمد سامي: السينما تحتاج إلى إبهار بصري يُنافس التلفزيون

تعلَّم محمد سامي من الأخطاء وعمل بوعي على تطوير جميع عناصر الإنتاج، من الصورة إلى الكتابة، ما أسهم في تقديم تجربة درامية تلفزيونية قريبة من الشكل السينمائي.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».