تركيا تتهم أعضاء في «الناتو» بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا

رأت أن الظروف الميدانية والمفاوضات تزداد صعوبة

إردوغان يتحدث في مؤتمر صحافي عقب قمة استثنائية لـ{الناتو} في بروكسل، 24 مارس الماضي (أ.ب)
إردوغان يتحدث في مؤتمر صحافي عقب قمة استثنائية لـ{الناتو} في بروكسل، 24 مارس الماضي (أ.ب)
TT

تركيا تتهم أعضاء في «الناتو» بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا

إردوغان يتحدث في مؤتمر صحافي عقب قمة استثنائية لـ{الناتو} في بروكسل، 24 مارس الماضي (أ.ب)
إردوغان يتحدث في مؤتمر صحافي عقب قمة استثنائية لـ{الناتو} في بروكسل، 24 مارس الماضي (أ.ب)

اتهمت تركيا بعض الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» بالسعي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا بهدف إنهاك روسيا. وقال وزير الخارجية التركي: «تشكلت لديّ قناعة بعد اجتماع وزراء خارجية (الناتو) الأخير في بروكسل بأن هناك بعض الأعضاء الذين يرغبون في استمرار هذه الحرب، بهدف إنهاك روسيا». وأكد جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء - الخميس، أهمية عدم اتخاذ أوكرانيا ساحة للتنافس. وقال إن «الظروف الميدانية تزداد صعوبة، وبالتالي تزداد صعوبة المفاوضات أيضاً». وعن احتمال اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، قال جاويش أوغلو إن «الرئيسين يدليان من حيث المبدأ بتصريحات إيجابية حول إمكانية اللقاء؛ لدى تحقق الظروف المناسبة». وأشار إلى أن روسيا تريد أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، والأخيرة تريد ضمانات، لافتاً إلى أن «الموضوع الأكثر حساسية هو وضع شبه جزيرة القرم ودونباس، وهذا هو أصعب موضوع في رأيي، وربما يكون هناك اتجاه لمناقشة ذلك بعد وقف إطلاق النار». ولفت إلى أن بلاده وافقت من حيث المبدأ على أن تكون إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا في اتفاق محتمل بين موسكو وكييف. وبحث جاويش أوغلو الليلة قبل الماضية مع كل من نظيريه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديميترو كوليبا، في اتصالين هاتفيين، التطورات في أوكرانيا. وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن جاويش أوغلو ولافروف ناقشا، خلال الاتصال، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقالت الخارجية الروسية إن لافروف وأوغلو تبادلا الآراء خلال الاتصال بشأن الوضع في أوكرانيا. وأضافت؛ في بيان: «شدد الجانب الروسي مجدداً على أن المسؤولية الكاملة عن الوضع الإنساني المعقد في مناطق القتال تقع على عاتق الكتائب القومية اليمينية المتطرفة الأوكرانية التي تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وتمنعهم من الانسحاب عبر الممرات الإنسانية التي يوفرها العسكريون الروس بانتظام». وأضاف البيان أن الوزيرين ناقشا الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها على مستوى وزارتي الخارجية ووزارتي الدفاع بهدف ضمان أمن المدنيين، خصوصاً الأجانب، في أوكرانيا. وبشأن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ذكر البيان أنه جرى التأكيد على ثبوت الموقف المبدئي للجانب الروسي، الذي يقضي بأن نتيجة المفاوضات تتوقف بالكامل على استعداد كييف لتلبية مطالب موسكو المشروعة. واستضافت تركيا جولتي تفاوض بين روسيا وأوكرانيا في مدينتي أنطاليا وإسطنبول خلال الشهر الماضي، غير أنهما لم تخرجا بنتائج ملموسة توقف آلة الحرب، وتجنب المدنيين مزيداً من المآسي. كما بحث جاويش أوغلو مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا التطورات الأخيرة في أوكرانيا. وجاءت الاتهامات التركية بينما تستمر دول غربية من أعضاء «الناتو» في تسليح الجيش الأوكراني والضغط على روسيا عبر العقوبات، فيما سبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال رحلة العودة من بروكسل حيث حضر قمة لـ«حلف شمال الأطلسي»، أن حلاً وسطاً ممكن لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أنه من الضروري تشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخروج من أوكرانيا، وعلى الأخيرة أن تتوقف عن طلب الانضمام لأي تحالف عسكري أو سياسي مع القبول بنزع جزئي لسلاحها. وأضاف إردوغان، قبل أيام قليلة، أن بلاده تواصل العمل من أجل تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف على أمل أن تستضيف تركيا قريباً جولة محادثات جديدة، وأنها ستدفع نحو حل وسط يرضي جميع الأطراف. وبحسب مراقبين، تعتقد أنقرة أن الدعم الأوروبي والأميركي لأوكرانيا يؤجج الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولا يشجع على دفع الطرفين لوقف النار. وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك في تغريدة على «تويتر» ليل الأربعاء: «نعم؛ من دون أي شروط... نحن مستعدون لجولة خاصة من المفاوضات في ماريوبول نفسها وذلك بهدف إنقاذ أناسنا... إنقاذ آزوف والجنود والمدنيين والأطفال؛ الأحياء والجرحى... الجميع؛ لأنهم أناسنا؛ لأنهم في قلبي للأبد».
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من جهته، أنه لم يتلق مقترحات روسية بشأن إنهاء الحرب، قائلاً: «لم أسمع شيئاً، لم أرَ شيئاً، وأنا على قناعة بأنهم (الروس) لم يسلمونا شيئاً». وسبق أن أعلنت روسيا أنها سلمت المقترحات لأوكرانيا، الجمعة الماضي، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أنه «جرى تسليم مسودتنا للجانب الأوكراني، وتتضمن نصوصاً شديدة الوضوح والتفصيل». لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأنها.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
TT

الصين تفرض عقوبات على شركات دفاع أميركية رداً على بيع أسلحة لتايوان

علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)
علما الولايات المتحدة والصين في منتزه جنتنغ الثلجي 2 فبراير 2022 في تشانغجياكو بالصين (أ.ب)

فرضت الصين عقوبات على 10 شركات دفاعية أميركية، اليوم (الخميس)، على خلفية بيع أسلحة إلى تايوان، في ثاني حزمة من نوعها في أقل من أسبوع تستهدف شركات أميركية.

وأعلنت وزارة التجارة الصينية، الخميس، أن فروعاً لـ«لوكهيد مارتن» و«جنرال داينامكس» و«رايثيون» شاركت في بيع أسلحة إلى تايوان، وأُدرجت على «قائمة الكيانات التي لا يمكن الوثوق بها».

وستُمنع من القيام بأنشطة استيراد وتصدير أو القيام باستثمارات جديدة في الصين، بينما سيحظر على كبار مديريها دخول البلاد، بحسب الوزارة.

أعلنت الصين، الجمعة، عن عقوبات على سبع شركات أميركية للصناعات العسكرية، من بينها «إنستيو» وهي فرع لـ«بوينغ»، على خلفية المساعدات العسكرية الأميركية لتايوان أيضاً، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

مركبات عسكرية تايوانية مجهزة بصواريخ «TOW 2A» أميركية الصنع خلال تدريب على إطلاق النار الحي في بينغتونغ بتايوان 3 يوليو 2023 (رويترز)

وتعد الجزيرة مصدر خلافات رئيسي بين بكين وواشنطن. حيث تعد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، وقالت إنها لن تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. ورغم أن واشنطن لا تعترف بالجزيرة الديمقراطية دبلوماسياً فإنها حليفتها الاستراتيجية وأكبر مزود لها بالسلاح.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، وافق الرئيس الأميركي، جو بايدن، على تقديم مبلغ (571.3) مليون دولار، مساعدات عسكرية لتايوان.

وعدَّت الخارجية الصينية أن هذه الخطوات تمثّل «تدخلاً في شؤون الصين الداخلية وتقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها».

كثفت الصين الضغوط على تايوان في السنوات الأخيرة، وأجرت مناورات عسكرية كبيرة ثلاث مرات منذ وصل الرئيس لاي تشينغ تي إلى السلطة في مايو (أيار).

سفينة تابعة لخفر السواحل الصيني تبحر بالقرب من جزيرة بينغتان بمقاطعة فوجيان الصينية 5 أغسطس 2022 (رويترز)

وأضافت وزارة التجارة الصينية، الخميس، 28 كياناً أميركياً آخر، معظمها شركات دفاع، إلى «قائمة الضوابط على التصدير» التابعة لها، ما يعني حظر تصدير المعدات ذات الاستخدام المزدوج إلى هذه الجهات.

وكانت شركات «جنرال داينامكس» و«شركة لوكهيد مارتن» و«بيونغ للدفاع والفضاء والأمن» من بين الكيانات المدرجة على تلك القائمة بهدف «حماية الأمن والمصالح القومية والإيفاء بالتزامات دولية على غرار عدم انتشار الأسلحة»، بحسب الوزارة.