في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن سلسلة إجراءات اعتبرتها «خطوات إيجابية لخفض التوتر»، وفي مقدمتها منع المستوطنين اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى حتى ما بعد عيد الفطر، أفادت مصادر سياسية في تل أبيب، بأن وفد وزارة الخارجية الأميركية الذي حضر إلى إسرائيل، أمس الخميس، أبدى تفهماً لشكاوى الدولة العبرية مما سماه «محاولة التنظيمات الفلسطينية المتطرفة السيطرة على المسجد الأقصى»، ولكنه طالب بمزيد من الخطوات لوقف التدهور وتبديد التوتر في القدس وسائر المناطق.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع، إن الأميركيين تذمروا من مشاهد العنف والفوضى في باحات المسجد الأقصى، ومن نشاط المستوطنين اليهود الاستفزازي في المدينة واعتداءاتهم الخطيرة في الضفة الغربية. ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، أبلغ الوفد الأميركي بأن «إسرائيل تواجه إرهاباً إسلامياً متطرفاً يهدد أمن مواطنيها في بيوتهم ويواجه محاولة من حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية للسيطرة على المسجد الأقصى». وحاول تبرير اقتحام قوات الشرطة للأقصى والبطش بالمصلين هناك، قائلاً، إن قواته «تحاول حماية الحق في الصلاة في المسجد من العناصر التخريبية التي تدخل أدوات قتالية لتحويله إلى معسكر هجوم عليها وعلى اليهود الذين يصلون في باحة حائط المبكى (البراق)». وادعى بأن إسرائيل تحافظ على الستاتيكو في الحرم القدسي وتلتزم بشروطه ولا تنوي تغييره ولا تمس بمكانة الأردن في المسجد الأقصى.
وجاءت مزاعم لبيد على خلفية التصعيد الإسرائيلي واعتداءات قواتها على الفلسطينيين، خاصة على المصلين في المسجد الأقصى، إلى جانب حملة اعتقالات شرسة في الفترة الأخيرة، واقتحامات المستوطنين للحرم القدسي تحت حراسة قوات الاحتلال.
وكان الوفد الأميركي برئاسة نائبة وزير الخارجية، ياعيل لامبارت، وعضوية مساعدها للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، هادي عمرو، بمشاركة السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، قد التقى لبيد، لغرض التوصل إلى تفاهمات بمشاركة السلطة الفلسطينية والأردن لتخفيض التوتر والعودة إلى فتح آفاق متفائلة إزاء العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وقد استهل جولته في المنطقة بزيارة الأردن، مساء الأربعاء، وإسرائيل، أمس الخميس، وسيكملها بلقاء مع القيادة الفلسطينية في رام الله، ثم ينتقل إلى مصر.
وسيبقى الوفد في المنطقة سبعة أيام، حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل، إن «الهدف هو الحوار مع كبار قادة المنطقة لتخفيف التوترات، ووضع حد لحلقة العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة». وأكدت أن هذه الزيارة تأتي بعد الاتصالات التي كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أجراها خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيري الخارجية الإسرائيلي لبيد والأردني أيمن الصفدي. وقالت إن الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق إزاء تزايد أعمال العنف في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) في القدس والمنطقة».
وبعد أن شكا لبيد من النشاط الفلسطيني، عرض أمام الأميركيين الخطوات التي اتخذتها حكومته لتخفيف التوتر، منها منع النائب المتطرف ايتمار بن غفير من دخول الحرم أو الوصول إلى باب العامود، ومنع المستوطنين اليهود من دخول الأقصى طيلة العشر الأواخر من رمضان وحتى ما بعد عيد الفطر، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في باحات الحرم، باستثناء خمسة ثبت أنهم قذفوا حجارة على المصلين اليهود وحاولوا طعن يهود آخرين، وفرض إغلاق على الضفة الغربية لثلاثة أيام في عيدي الفصح والميمونة (حتى فجر الأحد)، مع السماح لسكان الضفة الغربية من جيل 45 عاماً القدوم للصلاة في الأقصى، وإتاحة الليالي الرمضانية في باب العامود في القدس. ولكنه هدد بالعودة إلى إجراءات إغلاق في حال تجدد العنف.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد قرر الامتناع عن فرض الإغلاق، لكنه تراجع بدعوى انفجار الصدامات. وقرر إعلان حالة تأهب قصوى في المناطق الفلسطينية المحتلة ونشر قوات في مداخل المدن الإسرائيلية لمنع تسلل مسلحين فلسطينيين.
الوفد الأميركي يتفهم شكاوى إسرائيل ويطالبها بخفض التوتر مع الفلسطينيين
منع المستوطنين اليهود من دخول الأقصى منذ أمس وحتى عيد الفطر
الوفد الأميركي يتفهم شكاوى إسرائيل ويطالبها بخفض التوتر مع الفلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة