الوفد الأميركي يتفهم شكاوى إسرائيل ويطالبها بخفض التوتر مع الفلسطينيين

منع المستوطنين اليهود من دخول الأقصى منذ أمس وحتى عيد الفطر

صورة من الخارجية الإسرائيلية للقاء الوفد الأميركي مع الوزير لبيد
صورة من الخارجية الإسرائيلية للقاء الوفد الأميركي مع الوزير لبيد
TT

الوفد الأميركي يتفهم شكاوى إسرائيل ويطالبها بخفض التوتر مع الفلسطينيين

صورة من الخارجية الإسرائيلية للقاء الوفد الأميركي مع الوزير لبيد
صورة من الخارجية الإسرائيلية للقاء الوفد الأميركي مع الوزير لبيد

في الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن سلسلة إجراءات اعتبرتها «خطوات إيجابية لخفض التوتر»، وفي مقدمتها منع المستوطنين اليهود من دخول باحات المسجد الأقصى حتى ما بعد عيد الفطر، أفادت مصادر سياسية في تل أبيب، بأن وفد وزارة الخارجية الأميركية الذي حضر إلى إسرائيل، أمس الخميس، أبدى تفهماً لشكاوى الدولة العبرية مما سماه «محاولة التنظيمات الفلسطينية المتطرفة السيطرة على المسجد الأقصى»، ولكنه طالب بمزيد من الخطوات لوقف التدهور وتبديد التوتر في القدس وسائر المناطق.
وقال مصدر إسرائيلي مطلع، إن الأميركيين تذمروا من مشاهد العنف والفوضى في باحات المسجد الأقصى، ومن نشاط المستوطنين اليهود الاستفزازي في المدينة واعتداءاتهم الخطيرة في الضفة الغربية. ولكن وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، أبلغ الوفد الأميركي بأن «إسرائيل تواجه إرهاباً إسلامياً متطرفاً يهدد أمن مواطنيها في بيوتهم ويواجه محاولة من حركة حماس وغيرها من التنظيمات الفلسطينية للسيطرة على المسجد الأقصى». وحاول تبرير اقتحام قوات الشرطة للأقصى والبطش بالمصلين هناك، قائلاً، إن قواته «تحاول حماية الحق في الصلاة في المسجد من العناصر التخريبية التي تدخل أدوات قتالية لتحويله إلى معسكر هجوم عليها وعلى اليهود الذين يصلون في باحة حائط المبكى (البراق)». وادعى بأن إسرائيل تحافظ على الستاتيكو في الحرم القدسي وتلتزم بشروطه ولا تنوي تغييره ولا تمس بمكانة الأردن في المسجد الأقصى.
وجاءت مزاعم لبيد على خلفية التصعيد الإسرائيلي واعتداءات قواتها على الفلسطينيين، خاصة على المصلين في المسجد الأقصى، إلى جانب حملة اعتقالات شرسة في الفترة الأخيرة، واقتحامات المستوطنين للحرم القدسي تحت حراسة قوات الاحتلال.
وكان الوفد الأميركي برئاسة نائبة وزير الخارجية، ياعيل لامبارت، وعضوية مساعدها للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية، هادي عمرو، بمشاركة السفير الأميركي في إسرائيل، توماس نايدس، قد التقى لبيد، لغرض التوصل إلى تفاهمات بمشاركة السلطة الفلسطينية والأردن لتخفيض التوتر والعودة إلى فتح آفاق متفائلة إزاء العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وقد استهل جولته في المنطقة بزيارة الأردن، مساء الأربعاء، وإسرائيل، أمس الخميس، وسيكملها بلقاء مع القيادة الفلسطينية في رام الله، ثم ينتقل إلى مصر.
وسيبقى الوفد في المنطقة سبعة أيام، حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري. وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل، إن «الهدف هو الحوار مع كبار قادة المنطقة لتخفيف التوترات، ووضع حد لحلقة العنف في إسرائيل والضفة الغربية وغزة». وأكدت أن هذه الزيارة تأتي بعد الاتصالات التي كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، قد أجراها خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيري الخارجية الإسرائيلي لبيد والأردني أيمن الصفدي. وقالت إن الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق إزاء تزايد أعمال العنف في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) في القدس والمنطقة».
وبعد أن شكا لبيد من النشاط الفلسطيني، عرض أمام الأميركيين الخطوات التي اتخذتها حكومته لتخفيف التوتر، منها منع النائب المتطرف ايتمار بن غفير من دخول الحرم أو الوصول إلى باب العامود، ومنع المستوطنين اليهود من دخول الأقصى طيلة العشر الأواخر من رمضان وحتى ما بعد عيد الفطر، وإطلاق سراح جميع المعتقلين في باحات الحرم، باستثناء خمسة ثبت أنهم قذفوا حجارة على المصلين اليهود وحاولوا طعن يهود آخرين، وفرض إغلاق على الضفة الغربية لثلاثة أيام في عيدي الفصح والميمونة (حتى فجر الأحد)، مع السماح لسكان الضفة الغربية من جيل 45 عاماً القدوم للصلاة في الأقصى، وإتاحة الليالي الرمضانية في باب العامود في القدس. ولكنه هدد بالعودة إلى إجراءات إغلاق في حال تجدد العنف.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان قد قرر الامتناع عن فرض الإغلاق، لكنه تراجع بدعوى انفجار الصدامات. وقرر إعلان حالة تأهب قصوى في المناطق الفلسطينية المحتلة ونشر قوات في مداخل المدن الإسرائيلية لمنع تسلل مسلحين فلسطينيين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».